استطلاع: السعودية الأولى عالميًا في تبني الذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
الرياض- خاص
أظهر استطلاع "فيناسترا" العالمي السنوي أنه على الرغم من القيود الاقتصادية، فإن المؤسسات المالية في المملكة العربية السعودية تُعدّ من بين المؤسسات العالمية الرائدة في الاستثمار في تقنية الذكاء الاصطناعي ونهج الخدمات المصرفية كخدمة (BaaS) والخدمات الماليّة المضمّنة.
وكشفت نتائج الاستطلاع الصادر بعنوان: "الخدمات المالية: استطلاع آراء المجتمع المحلي 2023"، أن ما يقرب من 9 من بين كل 10 (87%) مؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة وما يقرب من الثلثين (64%) في المملكة العربية السعودية تُفيد بأن المناخ الاقتصادي قد شكّل قيودًا على استثماراتهم في التقنية.
وبالرغم من ذلك، يُظهر الاستطلاع أن كلا الدولتين برزتا من المناطق الرائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي. وأشار 55% من المستطلعين في المملكة العربية السعودية، وهي أعلى نسبة على مستوى العالم، و45% في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي ثاني أعلى نسبة، بأنهم قد قاموا بتبنّي استخدام أو تحسين الذكاء الاصطناعي على مدى الإثني عشر شهرًا الماضية. وتُبدي دولة الإمارات العربية المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا في اعتماد استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي عن نسبة 25% المسجلة في عام 2022، كما أن معدل تبني تلك التقنية في المنطقتين أعلى بشكل لافت من المتوسط العالمي البالغ 37%. ومن الملاحظ بأن المؤسسات المالية توجّه أنظارها نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي (Gen AI) على وجه الخصوص. فقد ذكر 88% من صناع القرار في المملكة العربية السعودية و86% في دولة الإمارات العربية المتحدة بأن لديهم اهتمام بالتقنية، وبأن 27% و34% على التوالي قد قاموا بالفعل بدمجها في أعمالهم بشكل أو بآخر، وكلا النسبتين أعلى من المتوسط العالمي البالغ 26%.
وأبدى المستطلعون وجهات نظر مختلفة حول حالات الاستخدام ذات الأولوية فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي التوليدي. في دولة الإمارات العربية المتحدة، يشير المستطلعون من المؤسسات إلى أن أتمتة المهام اليدوية أو المتكررة، مثل فحص المستندات أو خاصيّة رمز التوثيق تأتي في صدارة تلك المنافع (43%)، يليها استلام أو معالجة أو تحليل بيانات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG)، مثل اتخاذ قرارات الاستثمار أو الإقراض (40%). ويمثل هذا الأخير الفائدة القصوى بالنسبة لنحو 47% من الشركات في المملكة العربية السعودية، يليه تحسين عمليات تقنية المعلومات، مثل أتمتة العمليات أو تحسين البنية التحتية (36%).
واستقصت الدراسة التي أجريت في الفترة من أغسطس إلى سبتمبر 2023، آراء 956 متخصصًا في المؤسسات المالية في كل من فرنسا وألمانيا وهونج كونج وسنغافورة والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وفيتنام.
وتشمل أبرز نتائج الاستطلاع الأخرى ما يلي:
• دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تتصدران اتجاه تبني الخدمات المصرفية كخدمة (BaaS): هناك ما يقرب من نصف المؤسسات (49%) في دولة الإمارات العربية المتحدة (وهي أي أعلى بقليل عن نسبة 41% المسجلة في عام 2022)، و53% في المملكة العربية السعودية قامت بتحسين أو تطبيق الخدمات المصرفية كخدمة (BaaS) في الاثني عشر شهرًا الماضية، وهي أعلى من المتوسط العالمي البالغ 48%. وكثيرًا ما يشار إلى حالة الاستخدام الأكثر تقدمًا في دولة الإمارات العربية المتحدة على أنها "خدمة الصرف الأجنبي كخدمة" (FX as a Service)، في حين أن الإقراض المضمّن للشركات الصغيرة والمتوسطة هو في الواقع الأكثر انتشارًا وشيوعًا في المملكة العربية السعودية.
• التمويل المفتوح نهج مرحّب به، ولكن يتطلب المزيد من الدعم: يعتقد 9 من بين كل 10 مستطلعين في دولة الإمارات العربية المتحدة بأن التمويل المفتوح يتيح للمستهلكين الوصول إلى مجموعة أكبر من الخدمات المالية، ومع ذلك، ترى نسبة مماثلة من المستطلعين (91%) بأن هناك حاجة إلى تقديم مزيد من الدعم من الجهات التنظيمية والهيئات الرقابية في القطاع لإنجاح تبني نهج التمويل المفتوح. وهذه الأرقام الاحصائية متماثلة في المملكة العربية السعودية، حيث تبلغ 89% و88% على التوالي.
• الخدمات المصرفية لا تقتصر على مجرد التمويل: يفيد ما يقرب من 9 من بين كل 10 (89%) من القادة في دولة الإمارات العربية المتحدة وأكثر بقليل منهم (92%) في المملكة العربية السعودية بأنه من المهم للغاية أن تدعم الخدمات المالية مبادرات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG) وبأن تسعى بشكل نشط إلى تحسين أدائها في هذا المجال. ويُجمع أغلبية المستطلعين أيضًا على أن التوعية بالمبادئ الأساسية للشؤون المالية، ودعم الفئات المستضعفة من الناس ينبغي أن يكون محط اهتمام رئيسي (88% و90% على التوالي).
• قادة القطاع متحمّسون لوتيرة التغيّر المتسارع: عند سؤال القادة المستطلعين عما إذا كانوا متحمسين للتغير التقني والثقافي في الخدمات المالية على المستوى الشخصي، وفي مؤسساتهم المالية والقطاع على نطاق أوسع، سجلت كلا المنطقتين أرقامًا مرتفعة في كافة المجالات. وتبلغ هذه الأرقام في دولة الإمارات العربية المتحدة 90% و88% و80% على التوالي، في حين ينطبق الأمر نفسه على 93% و90% و92% بالنسبة للمؤسسات في المملكة العربية السعودية.
وقال سايمون باريس الرئيس التنفيذي لشركة "فيناسترا" إنه "على الرغم من المناخ الاقتصادي المتقلّب، يُظهر استطلاعنا بوضوح أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والخدمات المصرفية كخدمة (BaaS) والتمويل المضمّن لايزال يشكّل أولوية قصوى لمؤسسات الخدمات المالية على مدى الاثني عشر شهرًا المقبلة".
وأضاف سايمون "ويُعدّ هذا الاتجاه، على وجه الخصوص، هو السائد في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث برزت المؤسسات باعتبارها من بين القادة العالميين في مجال الابتكار التقني، وهو ما يعكس نتائج العام الماضي في دولة الإمارات العربية المتحدة - مما ينمّ عن مستقبل واعد ومشرق للخدمات المالية في هذه المناطق. ونحن في "فيناسترا" نشارك التزام القطاع المستمر بدعم مبادرات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG)، والتعاون بشأن تبني نهج التمويل المفتوح، وتحفيز استخدام التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي للمساعدة في توفير مزيد من الفرص المستقبلية الواعدة".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تقرير للأمم المتحدة يحذر: سباق الذكاء الاصطناعي يسبق تكيف الدول ويهدد بتفاقم عدم المساواة عالميا
النساء والشباب من الفئات الأكثر عرضة لفقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي، كما يواجهون خطر انحياز التكنولوجيا ضدهم.
على الرغم من تسارع الذكاء الاصطناعي (AI) عالميا وسعي الحكومات إلى قيادة هذه التكنولوجيا، قد تتعمق أوجه عدم المساواة بين الدول من دون سياسات قوية، ما يخلق ما يسميه الباحثون "الانقسام العظيم التالي"، بحسب تقرير للأمم المتحدة.
حذر التقرير، الصادر يوم الثلاثاء عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، من أن الذكاء الاصطناعي غير المنضبط قد يعكس اتجاه تضييق فجوات التنمية الذي ميز جزءا كبيرا من نصف القرن الماضي.
وفي نداء عاجل، أشار إلى أن تبني الذكاء الاصطناعي يجري خلال أشهر لا عقود، وأن كثيرا من الدول تفتقر إلى البنية التحتية والمهارات وأنظمة الحوكمة اللازمة لاغتنام فوائد الذكاء الاصطناعي، فيما تواجه في الوقت نفسه اضطرابات اقتصادية واجتماعية ناجمة عن التكنولوجيا.
قال فيليب شيلكينز، كبير الاقتصاديين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ: "الخط الفاصل المركزي في عصر الذكاء الاصطناعي هو القدرة. الدول التي تستثمر في المهارات وقوة الحوسبة وأنظمة حوكمة متينة ستجني الفوائد، أما الأخرى فمهددة بالتخلّف كثيرا".
Related أي دول أوروبية تبني الذكاء الاصطناعي السيادي الخاص بها للتنافس في سباق التكنولوجيا؟ركز التقرير على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مشيرا إلى أنها تضم أكثر من 55 في المئة من سكان العالم وتتمتع بتنوّع في الدخول الوطنية وأوسع فجوات في متوسط العمر المتوقع، ما يجعلها بمثابة "نقطة الصفر" لهذه الديناميات.
وعلى الرغم من أن المنطقة تضم أكثر من نصف مستخدمي الذكاء الاصطناعي عالميا، لا يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي فعليا سوى 14 في المئة من السكان، ما يترك 3.7 مليار شخص على الهامش. وفي الوقت نفسه، لا يزال ربع السكان خارج الاتصال بالإنترنت، فيما تقل احتمالية امتلاك النساء في جنوب آسيا لهاتف ذكي بنسبة تصل إلى 40 في المئة مقارنة بالرجال.
ومع ذلك، قال التقرير إن المنطقة تشهد توسعا سريعا في الذكاء الاصطناعي والابتكار، مستشهدا بالصين التي تمتلك ما يقارب 70 في المئة من براءات اختراع الذكاء الاصطناعي. وقد ظهرت أكثر من 3.100 شركة ذكاء اصطناعي ممولة حديثا عبر ستة اقتصادات.
وتُجري دول مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية والصين استثمارات كبيرة في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية والمهارات، في حين لا تزال دول أخرى تعمل على تعزيز الوصول الرقمي الأساسي ومحو الأمية الرقمية، بحسب التقرير.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يرفع نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي في المنطقة بنحو نقطتين مئويتين، وأن يزيد الإنتاجية بما يصل إلى خمسة في المئة في قطاعات مثل الصحة والمالية. وقد تشهد اقتصادات رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" وحدها ما يقارب تريليون دولار (نحو 87 مليار يورو) من الناتج المحلي الإجمالي الإضافي خلال العقد المقبل.
وعلى الرغم من ذلك، لا يزال نحو 1.3 مليار عامل في وظائف غير رسمية، ويقارب عدد النساء خارج قوة العمل 770 مليون امرأة، ويعيش نحو 200 مليون شخص في فقر مدقع، بحسب ما ورد في التقرير.
Related الرئيس التنفيذي لشركة "إتش كومباني": الاحتفاظ بالمواهب أكبر تحد لأوروبا في سباق الذكاء الاصطناعي النساء والشباب الأكثر عرضة للمخاطرذكر التقرير أن النساء والشباب هم الأكثر هشاشة أمام اضطرابات الذكاء الاصطناعي، وذلك أساسا لأن الوظائف التي تشغلها النساء أكثر عرضة للأتمتة بنحو مثليّ الوظائف التي يشغلها الرجال.
وحذر التقرير من أن توظيف الشباب يتراجع بالفعل في الوظائف المعرضة بشدة لتأثيرات الذكاء الاصطناعي، خصوصا لدى من تتراوح أعمارهم بين 22 و25 عاما، بما يهدد مساراتهم المهنية المبكرة.
وهناك أيضا خطر كبير من أن تُسقط أنظمة الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته تحيّزا على المجتمعات الريفية والأصلية، إذ غالبا ما تكون غير مرئية في نظم البيانات التي تُدرّب هذه الأنظمة.
ووجد التقرير أن نماذج الائتمان المدفوعة بالذكاء الاصطناعي تُدرَّب أساسا على مقترضين من الذكور في المدن، وقد صنّفت خطأ رائدات الأعمال والمزارعين الريفيين على أنهم عالي المخاطر، مستبعدةً إياهم من الفرص المالية.
كما تتوقع واحدة من كل أربع شركات خسائر في الوظائف مرتبطة بالأتمتة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي. وذكر التقرير أن لا يستطيع سوى واحد من كل أربعة من سكان المدن، وأقل من واحد من كل خمسة من سكان الريف، إتمام مهام أساسية في جداول البيانات.
الفجوة الرقميةقال التقرير إنه رغم أن الذكاء الاصطناعي قد يشكّل فرصة للبشرية، كالكشف عن الأمراض بسرعة أكبر، ودعم محو الأمية، وتعزيز نظم الغذاء، فإن بعض الأمور لا تزال بعيدة المنال.
فأكثر من 1.6 مليار شخص في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لا يستطيعون تحمّل كلفة نظام غذائي صحي، و27 مليون شاب ما زالوا أميّين.
وفي الوقت نفسه، تعتمد بلدان كثيرة على نماذج ولغات ذكاء اصطناعي مستوردة لا تعكس واقعها الثقافي أو اللغوي.
وحذر التقرير من أنه بالنسبة للاقتصادات، لا تزال فجوات المهارات الرقمية حادة، ويشيع العمل غير الرسمي، وتبقى مكاسب الذكاء الاصطناعي غير مؤكدة وغير متوازنة عبر الدول والقطاعات المختلفة.
الذكاء الاصطناعي في الحوكمةوبينما أشار التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد الحكومات والخدمات العامة، مثل التنبؤ بالفيضانات أو التقييم الائتماني المدعوم بالذكاء الاصطناعي، فإن عددا محدودا فقط من الدول يمتلك أطر تنظيمية شاملة للذكاء الاصطناعي.
وحذر التقرير من أنه بحلول 2027 قد تنجم أكثر من 40 في المئة من خروقات البيانات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي عالميا عن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما يبرز الحاجة إلى أطر حوكمة قوية.
نتائج أوروبيةوعلى الرغم من تركيز التقرير على آسيا والمحيط الهادئ، فقد تضمن أبحاثا من أوروبا وأمريكا الشمالية أيضا، أظهرت فروقا واسعة عبر دول أوروبا.
وأظهرت البيانات الأوروبية أن دولا مثل الدنمارك وألمانيا وسويسرا تُعد من بين الأفضل أداءً عالميا في الاستعداد للذكاء الاصطناعي.
لكن دول أوروبا الشرقية مثل ألبانيا والبوسنة والهرسك تتخلف بشكل ملحوظ عن نظيراتها في الغرب.
ليس أمرا محتوماقال التقرير إن اتساع فجوات الذكاء الاصطناعي ليس قدرا محتوما.
"الذكاء الاصطناعي ينطلق بسرعة، وكثير من الدول لا تزال عند خط البداية"، قالت كانّي ويغنراجا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة الإقليمية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لآسيا والمحيط الهادئ.
"تُبرز تجربة آسيا والمحيط الهادئ مدى سرعة ظهور فجوات بين من يُشكّلون الذكاء الاصطناعي ومن تُشكّلهم هذه التكنولوجيا".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة