صدى البلد:
2025-07-12@22:14:34 GMT

بروفيل لـ هنري كيسنجر.. رجل سلام أم مجرم حرب

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

على مدار ما يقرب من عقد من الزمان، ترك هنري كيسنجر، مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية الأمريكي، الذي توفي عن عمر يناهز المائة عام، بصمة لا تمحى على الدبلوماسية الدولية. 

 

ولد هاينز ألفريد كيسنجر في مدينة فورث البافارية في 27 مايو 1923، وكانت رحلته من لاجئ في زمن الحرب إلى واحد من أكثر الشخصيات نفوذا في السياسة العالمية شهادة على تعقيدات وتناقضات السياسة الواقعية.

 

الحياة المبكرة والأكاديمية

هربًا من صعود نظام هتلر عام 1938، لجأت عائلة كيسنجر إلى أمريكا، حيث أصبح هاينز الشاب هنري، محتفظًا إلى الأبد بلهجته الألمانية الثقيلة. بعد الخدمة في الجيش الأمريكي والمساهمة في إعادة إعمار ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، تابع كيسنجر دراسته الأكاديمية في جامعة هارفارد. أنذرت أطروحته للدكتوراه عام 1954 بمسيرة مهنية غارقة في الحنكة السياسية لشخصيات مثل كاسلريه ومترنيخ.

 

الصعود إلى الصدارة السياسية

جذبت براعة كيسنجر الفكرية الانتباه، مما دفعه إلى تقديم المشورة لسياسيين مثل نيلسون روكفلر. وقد دفعه كتابه الذي صدر عام 1957 بعنوان "الأسلحة النووية والسياسة الخارجية" إلى أنظار الجمهور. ومع ذلك، كان تعاونه مع الرئيس ريتشارد نيكسون هو الذي حدد إرثه السياسي.

 

دبلوماسية السياسة الواقعية

بصفته مستشارًا للأمن القومي ثم وزيرًا للخارجية في عهد نيكسون وجيرالد فورد من عام 1969 إلى عام 1977، دافع كيسنجر عن دبلوماسية السياسة الواقعية. ومن خلال موازنة ديناميكيات القوة خلال ذروة الحرب الباردة، تناول القضايا المعقدة في آسيا والاتحاد السوفييتي والشرق الأوسط.

 

إنجازات مثيرة للجدل

ومع ذلك، فإن إرث كيسنجر يتسم بالإشادة والجدل. وكان تقاربه الرائد مع الصين في عام 1972 يتناقض بشكل حاد مع القصف السري لكمبوديا خلال حرب فيتنام. ولا تزال جائزة نوبل للسلام التي مُنحت عام 1973 لدوره في مفاوضات فيتنام موضع نقاش.

 

المناورات الجيوسياسية

كان كيسنجر، المعروف ب"دبلوماسيته المكوكية" بعد حرب أكتوبر واتفاقيات الحد من الأسلحة النووية مع الاتحاد السوفييتي، يسعى إلى استغلال الانقسام الصيني السوفييتي. وأثار دوره في الانقلاب العسكري الوحشي في تشيلي عام 1973 واللامبالاة بقضايا حقوق الإنسان انتقادات.

 

نيكسون-كيسنجر

كانت الشراكة مع الرئيس نيكسون مفيدة في تشكيل نجاحات كيسنجر وإخفاقاته. لقد خلقت تجربة نيكسون السياسية، إلى جانب فطنة كيسنجر الفكرية، تآزرًا فعالاً، حيث كان كلا الرجلين مدفوعين بالطموح والتقدير المشترك للسلطة.

 

مهنة ما بعد الحكومة

بعد ترك الحكومة، ظل كيسنجر شخصية معروفة عالميًا. أسس كيسنجر أسوشيتس في عام 1982، وقدم الاستشارات للشركات المتعددة الجنسيات وحافظ على علاقات وثيقة مع رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبين. وكانت قائمة عملاء شركته الاستشارية، مثل دبلوماسيته، تتم بشكل سري.

 

الإرث

وباعتباره واقعيًا، فهم كيسنجر الفروق الدقيقة في التنازلات والتسويات في حماية المصالح الوطنية. شملت حياته وأوقاته عالماً متغيراً حيث احتلت قضايا مثل حقوق الإنسان وتغير المناخ مركز الصدارة، مما يشكل تحدياً للمبادئ التقليدية للسياسة الواقعية.

 

برحيل هنري كيسنجر، يتأمل العالم رجل دولة غامضاً ترك، في سعيه إلى السياسة الواقعية، تأثيراً دائماً على الجغرافيا السياسية العالمية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الصدر: حاولت التواجد في السياسة لأجل الاصلاح.. وهي عندي أهونُ من عفطة عنز

10 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: اكد زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، انه حاول ان يكون تواجده في السياسة والانتخابات بابا للإصلاح، فيما أشار الى انه من تحالف معه خالفه سِراً وجهراً.

وقال الصدر في تدوينة على منصة (X) : “في ما مَضى مِن الأعوام قد تجرّعتُ السُمّ وتحمّلتُ الجراحات.. ونزلتُ عند رغبة القيادات آنذاك.. وقرّرتُ سابقاً خوض غمار السياسة والانتخابات.. متمنياً أن يكون تواجدنا باباً للإصلاح.. ولكن عبثاً، فتيّارُ الفساد جارفٌ، والتناغم مع لقمتِه أَدسَمُ، والبقاء معي كالقابض على جمرة من نار”.

واضاف “من لا يُعير اهتماماً للشرع والعقيدة والسيرة، سيرة مولانا الرّسولِ وَسَيّدِنا الوصي، ولا يتناغم مع قرارات المرجعية ولا وصاياها ولا يأبه لمطالبِ الشعبِ فَلَنْ يكشفَ اللثام عن الفسادِ ولا يميطُ الأذى عن الشعب ولا يزيحُ التبعيّة، ولن يتأدب عن وقاحة المليشيات، ولن يُهيب القوات الأمنية وسلاحها”.

وتابع “حاولنا مراراً وتكراراً ولكن هيهات هيهات لما يوعِدونَ ويوقعون، فكانَ الفراقُ أولى.. وسَدلتُ دونَها ثوباً وطويتُ عنها كَشْحاً وطَفِقتُ أرتَئي بين أن أصول بيدٍ جذاءَ أو أصبر على طَخِيةٍ عمياء.. فرأيتُ الصبر على هاتا أحجى”.

واكد “اني صبرتُ وفي العين قذءً وفي الحَلقِ شجاً، فأرى تراثي نهباً.. وما كانَ الأنداد أضداداً لي فحشب .. بل مَن حالفنا خالفنا سِراً وجهراً، فزهدتُ بهم وبها.. فهي عندي أهونُ مِن عَفطَةٍ عَنز مَرضى.. فمشاركتُهم قد تودي بي إلى نار تلضّى، ولن أحققَ ِللّهِ رضا ولا لحكم مُحمّدٍ وفاً ولا لخُطى عَلي عدلاً”.

وبين “إن أرادوا إعلاء كلمة الإسلام والمذهب ففي الإصلاح إعلاء وفي نهج المعصوم ولاء وفي بُعدِ المرجعية بلاءً وقبولها جلاء وفي حبّ الوطن ثناء وفِي حَلِّهِم ودمجهم رخاء.. ولكن ليس لتوبتهم رجاء”،

مشيرا الى “اني سأبقى طالباً نجاتهم ولو طلبوا لي ضراً”.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • فيشمان: لا دليل حتى الآن على تغير السياسة الأمريكية تجاه ليبيا
  • جنون السياسة التجارية الترمبية والامتياز المفرط للدولار
  • "أحمد وأحمد" يشعل الجدل ويتصدّر الإيرادات: خال مجرم.. وابن أخ في ورطة!
  • السياسة تكلف ماسك 15 مليار دولار بعد إعلانه تأسيس حزب أمريكا
  • جائزة نوبل للسلام حائرة بين “مجرم الحرب” و “تاجر السلاح”
  • بلحاج لـ عربي21: النظام الجزائري يكرّم رموز الانقلاب ويرحب بتهنئة مجرم حرب
  • في مقام تييري هنري وفان بيرسي.. الدردير يشيد بموهبة شيكابالا
  • لنُبعد غلواء السياسة قليلا كي نفرح أكثر ..
  • عزالدين: ما عجز عنه أعداؤنا في الميدان لن يستطيعوا الحصول عليه في السياسة
  • الصدر: حاولت التواجد في السياسة لأجل الاصلاح.. وهي عندي أهونُ من عفطة عنز