صدر العدد الجديد الـ23 من مجلة «كانو الثقافية»، التي تعرف نفسها بوصفها مجلة علمية ثقافية شاملة، والصادرة عن «جائزة يوسف بن أحمد كانو»، متضمنًا عددًا من الموضوعات ذات الآفاق المتنوعة، بأقلام نخبة من الكتاب البحرينيين، حيثُ تضمن العدد مقالات للدكتور منصور سرحان، والأنثروبولوجيا الدكتور عبدالله يتيم، بالإضافة لأستاذ الفيزياء التطبيقية الدكتور وهيب الناصر، وغيرهم من الأسماء الذين طرحوا مواضيع ثقافية وعلمية متعددة.

وانطلق العدد بالمفتتح الذي كتبه رئيس التحرير، الوجيه خالد بن محمد كانو، محتفيًا بنجاح الدورة الحادية عشرة من «جائزة كانو»، والتي استطاعت استقطاب عددٍ غير مسبوق من المشاكرين، مؤذنًا بدورةٍ أخرى يتواصل فيها العطاء ودعم الإبداع بمختلف أشكاله. فيما تضمن العدد جملة من الموضوعات التاريخية، والثقافية، والفنية، والتكنولوجية، بالإضافة للنصوص الإبداعية، والحوارات.
وتناول الدكتور سرحان، استعراض كتابه «مواقف وذكريات مع شخصيات بحرينية»، الذي وثق فيه ذكرياته مع 40 شخصية، من بينهم شخصيتان بارزتان من عائلة كانو، وهما الوجيه عبدالله بن علي كانو، والدكتور عبداللطيف بن جاسم كانو، ساردًا عبر مقالته، المواقف والذكريات التي جمعته معهما، وكيف أسهما في تنفيذ العديد من المشاريع الخيرية والثقافية.
فيما كتب الدكتور يتيم عن «راشد العريفي.. فنان تشكيلي بعيون تلميذه»، متناولاً العلاقة التي جمعته بهذا الفنان الرائد، وكيف تشكلت وأثمرت دروسًا في الحياة، إذ لم يكن العريفي، بتعبير يتيم «معلمي في حياتي المدرسية، فقد كان أيضًا أستاذي في الحياة، وقد لا أكون وحيدًا في ذلك، إذ أن هناك آخرين من أصدقاء الطفولة والمدرسة ومراحل العمر اللاحقة ممن التحقوا مثلي بمدرسة هذا الفنان النبيل». ويعرض يتيم خلال مقاله المطول، جوانب مختلفة من حياة ونشاط الفنان العريفي، واشتغلاتته الفنية، والبحثية، والكتابية.
أما الدكتور وهيب الناصر، فكتب عن «النتائج الرئيسية لمخرجات درسة RICCAR في نمذجة المناخ بالمملكة العربية السعودية»، يتلوه الباحث علي فقيه، في الحديث عن تسخير حلول الذكاء الاصطناعي لاستدامة الإنتاج والأمن الغذائي، عبر «تمكين الذكاء الاصطناعي من إدارة المحاصيل وإدارة الثروة الحيوانية»، حيثُ يؤكد الباحث في مقاله على أهمية «أن تتعاون الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات والأكاديميات والشركات الخاصة من أجل معالجة القضايا المعقدة وتحقيق الأهداف المشتركة المتعلقة بالتنمية المستدامتة ورفع مستوى التأهب لزيادة الإنتاج والأمن العذائي».
وتضمن العدد، مقالاً للدكتور فيصل الملا، تناول فيه «محنة البحث العلمي في جامعاتنا العربية»، ليعرض لمدى الخسارة التي تخسرها الجامعات، واقتصاديات الدول العربي، جراء التحديات التي تجابه هذا الفضاء بالغ الأهمية، مؤكداً بأن «العالم العربي يمر بمرحلة صعبة، ويعاني من التحديات والأزمات، إلا أنه يمتلك كل مقومات النجاح والتميز»، في هذا الجانب، مبينًا «تخسر البلاد العربية ما يزيد على 200 مليار دولار سنويًا بسبب ضياع الكفاءات». وفي إطار البحوث العلمية، كتبت الدكتورة هدى صباح عن «التربية النرجسية وامتدادها عبر الأجيال».
كما تضمن العدد مقالات في الأدب والشعر، إلى نص إبداعي للشاعر عبد الحميد القائد، وحوار مع الفائز بالمركز الأول في الدورة الماضية، عن فئة الفن التشكيلي، الفنان أحمد عبد الرضا صالح، إلى جانب أخبار متفرقة عن الجائزة، ومقال لمدير التحرير، محمد درويش، عن «الحاج يوسف بن أحمد كانو في كتب التاريخ»، راصدًا ومتتبعًا اجتهادات المؤخرين والباحثين في توثيق سيرته، ومواقفه، وأدواره التجارية والاجتماعية الكبيرة.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

عدن .. ندوة الموروث واستعادة الذاكرة الثقافية 

عندما تدعوني رئيسة مركز الدراسات والبحوث في عدن، اترك كل التزاماتي واعمالي واذهب اليها مهما كان موضوع الدعوة، فإنني اشتم رائحة التاريخ والموروث والهوية و انا على بعد امتار من قصر السلطان العبدلي، وهو ما تبقى من الذاكرة الثقافية والموروث الحضاري لمدينة عدن، بعد ان دمُرت مكتبة اذاعة وتلفزيون عدن، ودمُر معها الارث الغنائي والفلكلور العدني، واصبح الموروث الموسيقي والغنائي ورقصات الفلكلور منهوب تتداوله دول الجوار على انه موروثها، دون الذكر بالبذرة الاولى التي نبت فيها وهي عدن وحضرموت وما بينهما، بعد أن اصبحت المتاحف خالية من القطع الاثرية والمخطوطات التي تحكي للأجيال حضارة اسلافنا، بعد أن اصبحت المكتبة الوطنية مهملة، ومحتوياتها مرمية غزتها الحشرات التي تتغذى على اوراق تحتوي لكم هائل من المعلومات والمعرفة التي تغذي العقول وتشذب النفوس وترتقي بالإنسان ليرتقي بالمجتمع، وترتقي الامة.

ما يربطنا بالجذور التاريخية والهوية هي تلك القلاع ومنها قلعة صيرة واحجارها المتداعية، والمدافع التي كانت تحمي المدينة قد تدحرجت لتغوص في مياه البحر، مع شكرنا وتقديرنا لمحاولات البعض انتشالها وترميمها، فلا ننسى صهاريج عدن المعلم التاريخ العظيم بعظمة العقول التي بنته منذ الالف السنين، ولم يعد يبقى من الذاكرة الثقافية غير مخطوطات ومحتويات المركز، تشعر بالفخر وانت تعتلي السلم التاريخي للمركز، وتتمعن بالبناء الشامخ على تل حي الرزمت الخليج الامامي المطل على شاطئ صيرة، فتطل من نوافذه لتستطلع القلعة وجبل معاشق وتتذكر الغزاة وهم يجتازون الشاطئ بعد ملاحم بطولية مع ابناء عدن الذي هزمتهم فارق التسليح والمكر السياسي.

هذه عدن المتجذرة في التاريخ والراسخة بهويتها، قاومت كل الغزاة والطامعين واستبسل ابنائها دفاعا عنها، تقاوم الحفاظ على ذاكرتها الثقافية والتاريخية، التي تعرضت للمحو، وسعى اعدائها محو أي ارتباط بالجذور التاريخية والهوية، مما احدث هشاشة يمكن من خلالها احداث تغييرات ديمغرافية وثقافية للسيطرة عليها، واخضاعها لخدمات المستعمر القديم الجديد.

كانت دعوة لندوة حماية الموروث الثقافي والتاريخي الاصيل الذي يعود الاف السنين، وهو ثمرت كفاح القدماء، وعصارة عقول الاجيال وما زال المركز يتلقى البحوث والدراسات والصحف والمجلات، مع ما يعيشه من وضع سيء بسوء الوطن والدولة، والميزانية الحقيرة التي لا تذكر لحقارتها، حضر الندوة كوكبة من ابناء عدن الخيرين بكل اطيافهم واعراقهم، تنوع امتازت به عدن عن غيرها وتعدد ارتقت به لمصاف الدول المحترمة، مثل الحضور هذا الرقي بتعدده وتنوعه، وهم يرفعون صوتهم للدفاع عن ذاكرتهم الثقافية وموروثه التاريخي، و يجتهدون في سبل الدفاع عن هذه الذاكرة وذلك الموروث، طب علينا محافظ عدن، واشتد النقاش حدة وحماس الحاضرون، و وعد ونتمنى ان يكون عند وعده، وحفز الحاضرين بتشكيل لجنة واعداد استراتيجية تطوير وتحسين، وننتظر تفعيل ما تفق عليه والايفاء بما وعد، وهو بداية لتستعيد عدن مكانتها كمحمية تاريخية قديمة بقدم معالمها وارثها، وتصحح كل الهشاشة المصطنعة اليوم في مجتمعها، والتفسخ المتعمد الناتج عن صراع عبثي استمر عشرات السنين ، ومشاريع كانت عدن قد رفضتها واليوم يراد لها ان تعود، ما يطفو اليوم على المشهد في عدن، هي نتائج طبيعية لتدمير الذاكرة الثقافية والهوية، بسبب تراكمات الصراع البيني، والتدخل الخارجي، والمستعمر الذي مرغت عدن انفه وخرج صاغرا، يعتقد انه سيعود من خلال هذه الهشاشة.

لكي نستعيد عدن علينا ان نستعيد ذاكراتها الثقافية ومورثها التاريخي، ونعود لفكر لقمان وباذيب، لننقب عن مشروع عدن الوطني، ومن لا يعلم عن مشروع عدن الوطني عليه ان يعود لينقب في الذاكرة، سيعرف ان عدن تصدت لكل المشاريع الاستعمارية والمؤامرات الخبيثة لتطويعها لخدمة اعداء الامة.

شكرا لكل من اعد ورتب ونظم الندوة وكل من شارك وتحدث واهتم بعدن المدينة والمدنية.

احمد ناصر حميدان

مقالات مشابهة

  • التحولات الثقافية في سوريا.. عنوان يوم بحثي في دمشق
  • ديالى يجتاز القاسم بهدف يتيم في دوري نجوم العراق
  • عدن .. ندوة الموروث واستعادة الذاكرة الثقافية 
  • افتتاحية
  • تاريخ ميكنة الخوارزميات: بين الفكرة والآلة والعمل
  • الحياري : المصفاة تعمل وفق خطة استراتيجية تضمن استمرارية العمليات التشغيلية بكفاءة عالية في جميع مرافقها
  • تعرف على الدول العربية والإسلامية التي أدانت هجمات إسرائيل على إيران
  • طلاب الثانوية العامة بالفيوم: امتحان اللغة الأجنبية الثانية في مستوى الطالب المتوسط مع بعض الجزئيات الدقيقة
  • كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقافية بين الشرق والغرب؟
  • قبل موقعة الخميس.. بالميراس كامل العدد أمام الأهلي فى كأس العالم للأندية