بحضور عبدالله بن زايد وذياب بن محمد بن زايد.. جهات مانحة عالمية تتعهد بـ 777.2 مليون دولار للقضاء على الأمراض المدارية المهمَلة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
في ختام منتدى "بلوغ الميل الأخير" لعام 2023، تعهَّدت جهات مانحة عالمية ب ـأكثر من 2.8 مليار درهم (777.2 مليون دولار) لمكافحة أمراض المناطق المدارية المهمَلة، والسيطرة عليها واستئصالها نهائياً.
ويمثِّل الإعلان خطوة تاريخية مفصلية تسرّع تحقيق الأهداف التي وضعتها منظمة الصحة العالمية في خريطة الطريق ضد الأمراض المدارية المهمَلة بحلول 2030.
وأُعلنت هذه الالتزامات الجديدة خلال فعالية استضافتها مبادرة "بلوغ الميل الأخير"، المبادرة الصحية العالمية التي تدعمها الجهود الخيرية والإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأُق الفعالية تحت رعايته وبالشراكة مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس. وأقيم منتدى "بلوغ الميل الأخير" الذي نظَّمته المبادرة، خلال يوم خصّصه مؤتمرCOP28 لقضايا الصحة للمرة الأولى منذ انطلاقه.
وجاء الإعلان خلال المنتدى الذي حضره الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، بمشاركة قيادات دولية وزعامات إفريقية، ودول تتفشى فيها الأمراض المدارية المهمَلة.وكان من المشاركين فيها سامية صولوهو حسن، والدكتور أوستن ديمبي،وزير الصحة في سيراليون.
وحضر المنتدى أيضاً الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة، الذي يشرف على مبادرة "بلوغ الميل الأخير"، وحضره بيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، والعديد من الوزراء، وقادة الصحة من مختلف أنحاء العالم.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في تصريح بهذه المناسبة: "تفتخر دولة الإمارات العربية المتحدة باستضافتها فعاليات دولية وما تثمر عنه مثل هذه الإعلانات المهمة، وتتقدَّم بالشكر لجميع مَن اغتنموا هذه الفرصة لتجديد التزامهم بالقضاء على الأمراض المدارية المهمَلة. إنَّ ما نراه اليوم من تضامن عالمي يعكس تصميمنا المشترك على تحقيق مستقبل أفضل وحياة كريمة للجميع. ولقد أثبت التقدُّم المذهل المحرز على مدى العقدين الماضيين أنّ الوصول إلى عالمٍ خالٍ من الأمراض المدارية المهمَلة هو هدف قابل للتحقيق. وإنَّنا نتقدَّم بخالص الشكر إلى جميع الحكومات والجهات المانحة والشركاء على وقوفها معنا في المساعي الرامية إلى تحقيق هذا الهدف".
وشملت التعهُّدات الجديدة أيضاً مبالغ ضخمة في إطار اتفاق بين مبادرة "بلوغ الميل الأخير" ومؤسَّسة غيتس وشركاء عالميين آخرين، وأعلنت هذه الأطراف زيادة كبيرة في حجم صندوق "بلوغ الميل الأخير"، لترتفع 367 مليون درهم ( 100 مليون دولار) إلى 1.8 مليار دولار (500 مليون دولار) لرفع قدرة الصندوق على الوصول إلى المناطق المتأثرة، من سبع دول في الوقت الحالي إلى 39 دولة في جميع أنحاء إفريقيا، إضافةً إلى اليمن.
وستُتيح التمويلات الإضافية تحقيق أهداف الصندوق المتمثلة في استئصال مرضين من الأمراض المدارية المهمَلة، وهما داء الفيلاريات اللمفاوية، وداء كلابية الذنب، العمى النهري، ومحوهما من قارة إفريقيا بأكملها.
تأتي التمويلات الجديدة تكريساً لنجاحات صندوق "بلوغ الميل الأخير" منذ إطلاقه في 2017 صندوقاً متعدد المانحين مدته 10 سنوات.
وأكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان أنّ دولة الإمارات تواصل التعاون مع شركائها الدوليين للقضاء على هذه الأمراض، ودعم المجتمعات التي تعاني منها، ومساعدتها على مواجهة تحديات الأوضاع الإنسانية والاجتماعية التي تسببها.
وأضاف الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، أن التغير المناخي أثر في أنماط تفشي الأمراض المعدية، وبات يهدد المكاسب الهائلة التي حقَّقتها الدول حتى الآن في مكافحتها، مشيراً إلى أن صندوق "بلوغ الميل الأخير" يمثّل إضافةً مهمةً إلى جهود الدول المتأثرة من الأمراض المدارية، وأنه يهدف إلى مساعدتها على إيجاد أسرع وأسهل الطرق لمكافحة هذه الأمراض والوصول إلى عالم أكثر صحة.
وتشمل قائمة الإسهامات الجديدة التزامات دول مثل سيراليون وشركاء مانحين مثل مركز كارتر، ومؤسسة سايت سيفرز، والصندوق العالمي لاستثمارات الطفولة، وصندوق هيلمزلي الخيري، وصندوق إنهاء الأمراض المهمَلة، إضافةً إلى شركة أبوظبي الوطنية للتأمين. وستُسهم هذه المبالغ في توسيع قدرات صندوق "بلوغ الميل الأخير" بشكل كبير، لتصل جهوده الخيرية إلى نحو 350 مليون شخص.
وقال بيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس: "يرتبط تغيُّر المناخ ارتباطاً وثيقاً بالفقر والأمراض التي تؤثِّر في الملايين".
وأضاف "لهذا السبب، فإنّ تمويل الرعاية الصحية المنقذة للأرواح يعدُّ أمراً بالغ الأهمية، وهو ما دفعنا للانضمام إلى الشركاء العالميين لنرتكز معاً على التقدُّم الهائل الذي حقَّقه صندوق بلوغ الميل الأخير حتى الآن، وتسريع مسيرة القضاء على داء الفيلاريات الليمفاوية ومرض العمى النهري في جميع أنحاء إفريقيا وخارجها".
ويمثِّل التمويل الجديد الذي تعهَّدت به مبادرة "بلوغ الميل الأخير" بـ 367 مليون درهم (100 مليون دولار)، والتمويل المماثل الذي تعهَّدت به مؤسسة غيتس، زيادةً بخمسة أضعاف عن الإسهامات التي قدَّمها الطرفان للصندوق في مستهل انطلاقته.
ومنذ انطلاقه في 2017، قدَّم الصندوق أكثر من 100 مليون علاج، ودرّب 1.3 مليون عامل في القطاع الصحي، وأنشأ تسعة مختبرات لدعم مراقبة واختبار الأمراض المدارية المهمَلة. وأدى دوراً فائق الأهمية في الحدِّ من انتقال مرض العمى النهري في النيجر، ليحقّق بذلك إنجازاً كانت الأوساط العلمية تَعدُّه مستحيلاً في إفريقيا. وكذلك الحال في السنغال، التي ساعدها الصندوق على الاقتراب من تحقيق إنجاز مماثل.
وشهدت فعاليات المنتدى كشف التزامات جديدة بملايين الدولارات أعلنتنها منظمات مثل آنسيفاد، والصندوق العالمي لاستثمارات الطفولة، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وشراكة البلدان الأوروبية والدول النامية في مجال التجارب السريرية، وصندوق يو.بي.إس أوبتيموس، ومؤسَّسة إفيدنس آكشن، ومؤسَّسة هيلين كلر، ومؤسَّسة فريد هولوز، إضافة إلى الحكومتين الألمانية والبلجيكية.
وتساعد هذه التعهدات على سدِّ فجوة التمويل اللازمة لتسريع التقدم نحو تحقيق أهداف خريطة طريق منظمة الصحة العالمية التي تدعو نحو 100 دولة إلى القضاء على مرض واحد على الأقل من الأمراض المدارية المهمَلة بحلول 2030، وخفض 90% في عدد الحالات التي تحتاج إلى علاجها.
وحتى اليوم، تمكَّنت 50 دولة من القضاء على مرض واحد على الأقل من الأمراض المدارية المهمَلة، واستغنى نحو 600 مليون شخص عن الحاجة إلى العلاج. علاوة على ذلك، فإنَّ بعض الأمراض التي عانت منها المجتمعات لقرونٍ عدة، مثل مرض دودة غينيا، ومرض النوم، وصلت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
ومع ذلك، فإنَّ تغيُّر المناخ بات يؤثِّر في أنماط تفشي الأمراض المعدية ومدى انتشارها، ومنها الأمراض المدارية المهمَلة، ويهدِّد بمحو المكاسب التي حقَّقها العالم في القضاء عليها، إلى جانب عرقلة مساعي التقدُّم في المستقبل.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "أودُّ أن أُعرب عن عميق امتناني للمجتمع الدولي بأسره، وتحديداً لدولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لإسهاماتهم الكبيرة المعلنة في منتدى بلوغ الميل الأخير لعام 2023؛ فهذه التعهُّدات تمثِّل خطوة كبيرة في مسيرة السيطرة على الأمراض المدارية المهمَلة والحدِّ منها واستئصالها، ما ينسجم مع خريطة الطريق التي وضعتها منظمة الصحة العالمية وصولاً إلى 2030. وإنَّ تضافر الجهود يُعدُّ أمراً حاسماً في مكافحة آثار تغيُّر المناخ، ويؤدي أيضاً دوراً محورياً في تحسين حياة 1.6 مليار شخص متضررين من هذه الأمراض".
وشارك في منتدى "بلوغ الميل الأخير" لعام 2023 أكثر من 450 وزيراً وخبيراً عالمياً في الصحة والتنمية والعمل الخيري والمجتمع المدني.
وتمحورت فعالياته التي استمرت يوماً كاملاً حول حشد الجهود، وتكثيف الإسهامات للحدّ من آثار أزمة المناخ على صحة الإنسان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة عبدالله بن زايد محمد بن زاید آل نهیان بلوغ المیل الأخیر بن محمد بن زاید الصحة العالمیة ملیون دولار القضاء على ر المناخ
إقرأ أيضاً:
شراكة بين «الوطني للمناصحة» وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةعزّز المركز الوطني للمناصحة شراكته مع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، من خلال إبرام اتفاقية تعاون بين الجانبين، تهدف إلى دعم وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال في المجتمع، ضمن رؤية شاملة يتبناها الطرفان لتعزيز جهود الدولة في نشر ثقافة التعايش والتسامح.
وقّع الاتفاقية كل من عبدالله عقيدة المهيري، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للمناصحة، والدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
وتنص بنود الاتفاقية على تبنّي أفضل الممارسات العالمية في مجال الوقاية الفكرية، وبناء الفكر السوي لتحقيق الأمن الفكري، إلى جانب إجراء بحوث ودراسات مشتركة، وتبادل الخبرات والمهارات، وتشجيع العمل المستدام في هذا المجال.
كما تشمل الاتفاقية تنفيذ برامج تخصصية ومساقات أكاديمية لتأهيل المستفيدين في المجالات العلمية والفكرية والتربوية والنفسية والاجتماعية والقانونية والوطنية، وإعداد وتطوير ومراجعة مناهج تخصصية في الثقافة الإسلامية والوطنية وتصحيح المفاهيم الدينية والفكرية والفلسفية، وفق معايير متفق عليها بين الطرفين.
وتتضمن الاتفاقية كذلك تنظيم فعاليات وورش توعوية وتثقيفية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتصميم وتنفيذ دبلوم تخصصي للترخيص بممارسة المهام الفكرية والتثقيفية في المركز الوطني للمناصحة، إضافة إلى أي مجالات أخرى ذات صلة باختصاصات الجانبين.
ومن جانبه، أكّد عبدالله عقيدة المهيري أن هذه الاتفاقية تأتي تجسيداً لتوجهات حكومة دولة الإمارات في ترسيخ مبدأ التكامل والتعاون بين الجهات الاتحادية والمحلية، من خلال بناء شراكات استراتيجية تُسهم في تحقيق الأهداف الوطنية وتعزيز كفاءة العمل المشترك.
وثمّن الجهود المتميزة التي تبذلها جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز الفكر الوسطي المعتدل المستند إلى تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة.
وأكّد الدكتور خليفة الظاهري أن هذه الشراكة تنسجم مع استراتيجية جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، التي تضع نشر قيم الوسطية والاعتدال في مقدمة أولوياتها، وتسعى إلى تعزيزها في المجتمع بالشراكة مع الجهات المختصة.