السودان/ عادل عبد الرحيم/ الأناضول لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في العاصمة الخرطوم وعدة مدن في دارفور (غرب) لفرض السيطرة على المواقع الاستراتيجية. وعلى مدار أكثر من 80 يوما منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، حدثت مستجدات لكل طرف في المعارك. إلا أن شكل المعارك لم يتغير حيث يتمركز الدعم السريع في مواقع عديدة بالعاصمة الخرطوم ويهاجم مقرات الجيش، بينما يهاجمها الأخير في مناطق تجمعها بالطيران والأسلحة الثقيلة.
** مدن الخرطوم: 1/ مدينة الخرطوم: يسيطر الجيش على مقر قيادته العامة (وسط الخرطوم) بعد معارك محتدمة مع
قوات الدعم السريع. كما يسيطر على مقر سلاح المدرعات والذخيرة جنوبي الخرطوم. ويعتبر سلاح المدرعات، هدفا مستمر لقوات الدعم السريع، التي تحاول السيطرة عليه ولم تحقق أي تقدم نظرا لتحصينات الجيش القوية به. بينما لا يزال القصر الرئاسي وسط الخرطوم، ومطار الخرطوم الدولي، خاصة الناحية الشرقية منه، تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وحسب شهود عيان، فإن هناك نقص في عدد أفراد الدعم السريع في شوارع الخرطوم، على عكس ما كان عليه الوضع في الأيام الأولى من القتال. ويعود ذلك، بحسب مراقبين، لأن قوات الدعم السريع استلمت مواقع عسكرية عديدة بعد تدمير عدد من معسكراتها ومقراتها بالخرطوم وأم درمان. ومؤخرا استولت قوات الدعم السريع، على عدد من المواقع العسكرية منها الإدارة الإستراتيجية (وسط الخرطوم)، والقيادة الجوية في حي العمارات، ومصنع اليرموك، إلى جانب مقر رئاسة الاحتياطي المركزي، التابع للشرطة، وجميعها تقع جنوبي العاصمة. وتنتشر قوات الدعم السريع في أحياء الكلاكلة و الأندلس و الصحافة، جنوبي الخرطوم، وأحياء شرقي الخرطوم. وجميع هذه الأحياء مناطق اشتباكات مستمرة بين الطرفين. فيما يسيطر الجيش على القاعدة الجوية في جبل أولياء، جنوبي الخرطوم. 2/ أم درمان: وفي مدينة أم درمان يسيطر الجيش على مقر سلاح المهندسين والسلاح الطبي، الذي يتواجد بها الرئيس المعزول عمر البشير وبعض عناصر النظام السابق، بحسب مسؤولين حكوميين. وتنتشر قوات الدعم السريع في شارع المَوردة، الذي يؤدي إلى السلاح الطبي من الناحية الشمالية، فيما يتمركز الجيش في حي العباسية، المجاور لحي المَوردة. وخلال الأيام الماضية، حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة سلاح المهندسين، لكنها واجهت مقاومة شرسة من الجيش، أفشلت محاولاتها. وفي مناطق أم درمان القديمة، تسيطر قوات الدعم السريع على مباني الإذاعة والتلفزيون، وتعرضت لهجمات عديدة من وحدات الجيش في هذه المنطقة. كما تركزت الاشتباكات بأطراف منطقة “وادي سيدنا” العسكرية شمالي أم درمان، حيث توجد وحدات ومعسكرات الجيش، وقاعدة وادي سيدنا الجوية. وكذلك في مناطق صالحة، حيث معسكر الدعم السريع، جنوبي أم درمان، حيث يهاجم الجيش تجمعات الدعم السريع. 3/ بحري و في مدينة بحري، ثالث مدن الخرطوم، تركزت الاشتباكات شمالي المدينة، حيث تتواجد قوات الدعم السريع، وهناك معسكر للجيش في منطقة الكدرو. ** مدن دارفور 1ـ الجنينة: شهدت الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلال الأسبوعين الماضيين، سرعان ما اتخذ القتال شكلا قبليا، سقط على إثره مئات القتلى والجرحى، ونزح عشرات الآلاف من المدينة. وتتواجد في الجنينة، الفرقة 15 مشاة، ويتقاسم الجيش والدعم السريع السيطرة على المدينة. و يسيطر الجيش على المناطق الجنوبية بالمدينة، فيما يتنشر الدعم السريع شمالي وشرقي الجنينة. 2ـ زالنجي: عاصمة ولاية وسط دارفور، شهدت قتالا بين الجيش والدعم السريع خلال الأيام الماضية. وتنتشر قوات الدعم السريع حول المدينة، فيما يشبه الحصار الكامل. وتتمركز قوات الجيش في المناطق الشرقية من زالنجي. 3ـ الفاشر: يسيطر الجيش على معظم أنحاء الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بل ومركز إقليم دارفور بولاياته الخمسة. حيث يحكم الجيش سيطرته على جميع المؤسسات الحكومية، ومقر حكومة الولاية، ومطار الفاشر وقاعدته الجوية، مع تواجد لقوات الدعم السريع في شرقي المدينة. و تقع قيادة الفرقة السادسة مشاه التابعة للجيش في الفاشر. وفي 29 يونيو الماضي، أعلن حاكم ولاية شمال دارفور نمر محمد عبد الرحمن، عن التوصل لاتفاق لوقف القتال بين الأطراف المتصارعة بالولاية “من أجل السلام والاستقرار”. 4ـ نيالا: أدت الاشتباكات بمدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، إلى سقوط قتلى وجرحى في اشتباكات بين الجيش والدعم السريع خلال الأيام الماضية. وشهدت المدينة اشتباكات بين الطرفين بالأسلحة الثقيلة مؤخرا. ويسيطر الجيش على المواقع الحيوية والمؤسسات الحكومية في نيالا، وتتواجد قيادة الفرقة 16 مشاة للجيش بالمدينة. ويضم إقليم دارفور خمس ولايات، شمال دارفور، وجنوب دارفور، وغرب دارفور، ووسط دارفور، وشرق دارفور وعاصمتها الضعين.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
قوات الدعم السریع
الدعم السریع فی
بین الجیش
أم درمان
إقرأ أيضاً:
خرائط السيطرة وطرق النزوح.. الدعم السريع ينتشر في دارفور والفاشر تدفع الثمن
تعيش مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، واحدة من أكثر الأيام دموية منذ اندلاع الحرب في السودان، فقد أدت سيطرة قوات الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى مقتل آلاف المدنيين خلال أيام قليلة، ونزوح أكثر من 62 ألف شخص في أقل من 4 أيام، في حين بقي نحو 177 ألفا عالقين تحت الحصار دون ممرات آمنة أو مساعدات.

أكثر من 62 ألف نازح في
الفاشر خلال أيام (الجزيرة)
ومع اتساع رقعة العنف، يبرز اسم قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، بوصفه الشخصية الأكثر إثارة للجدل في البلاد، إذ يُتهم بقيادة حملة عسكرية واسعة نفذت خلالها قواته مجازر ممنهجة في دارفور وكردفان، ووُصفت بأنها تطهير عرقي بحق قبائل مثل المساليت.
وولد حميدتي عام 1974 في بادية دارفور، وترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة لينضم إلى مليشيات الجنجويد التي برز دورها خلال حرب دارفور مطلع الألفية، حين استعان بها الرئيس السابق عمر البشير لقمع التمرد المسلح.

وفي عام 2013، تحولت تلك المليشيات إلى كيان رسمي تحت اسم "قوات الدعم السريع"، تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، وبقيت تحت قيادة حميدتي الذي توسّع نفوذه عبر السيطرة على مناجم الذهب في دارفور وكردفان، مما جعله واحدا من أغنى وأكثر الرجال تأثيرا في السودان. وبعد سقوط نظام البشير عام 2019، أصبح حميدتي نائبا لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، لكنه ظل في حالة توتر مع الجيش، خاصة بعد طرح خطة دمج قوات الدعم السريع في المؤسسة العسكرية.

عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني (يمين) وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (وكالات)
وفي 15 أبريل/نيسان 2023 انفجرت المواجهة بين الجانبين لتتحول إلى حرب مفتوحة امتدت إلى ولايات دارفور وكردفان والخرطوم، وسقط خلالها آلاف القتلى، في حين اتُّهمت قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر جماعية وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، استهدفت مدنيين في مدن عدة، خصوصا في إقليم دارفور. وقد وثقت منظمات محلية ودولية عشرات الحوادث التي شملت القتل خارج نطاق القانون والاغتصاب والنهب والتطهير العرقي في بعض المناطق.

المنظمات الدولية تواصل توثيق الانتهاكات وتدعو إلى تحقيقات ومحاسبة المسؤولين عنها في الفاشر إقليم دارفور (أسوشيتد برس)
وتغيّرت خريطة السيطرة الميدانية غرب السودان اليوم، وباتت معظم ولايات دارفور وأجزاء من ولايات إقليم كردفان تحت قبضة قوات الدعم السريع، بينما يتمدد الجيش في باقي الولايات والمدن الشمالية والشرقية والوسط.

مناطق السيطرة في السودان (الجزيرة)

إقليم دارفور في السودان (الجزيرة)
ومع استمرار القتال، تتزايد موجات النزوح، إذ تشير بيانات المنظمات الدولية إلى أن أكثر من 14 مليون شخص فروا من منازلهم داخل السودان أو عبروا الحدود، في حين يحتاج أكثر من 30 مليونا إلى مساعدات إنسانية عاجلة.


خريطة النزوح إلى الدبة هربا من الفاشر وكردفان في السودان (الجزيرة)

خط النزوح من الفاشر إلى الدبة هربا من مجازر قوات الدعم السريع (الجزيرة)
وسقوط الفاشر لم يكن مجرد تحوّل عسكري، بل لحظة أعادت رسم خريطة الصراع سياسيا وإنسانيا، ووضعت المجتمع الدولي أمام معادلة شديدة التعقيد: قائد يراه البعض رجل المرحلة، وترى فيه الأمم المتحدة متهما محتملا بارتكاب جرائم حرب، وشعب يهرب من تحت النار نحو مجاهل الصحراء والحدود دون وطن أو أفق واضح.
إعلان
وفي ظل هذا المشهد، تبدو دارفور وكردفان على أعتاب واقع جديد، تُرسم حدوده بالنار والنزوح، وسط سؤال يزداد ثقلا كل يوم: هل يصعد حميدتي إلى قمة السلطة، أم يسقط تحت ثقل الدماء التي تُراق في الفاشر وغيرها من مدن السودان المنسية؟