البوابة نيوز:
2025-05-12@16:20:26 GMT

على من نطلق الرصاص؟

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

أدرك العاملون في مجال التسويق، قبل أن يظهر علماء متخصصون بفنونه، أن نجاحهم ليس بيد جهة إنما بيد أفراد. بدأ العمل بهذه الأفكار في ستينيات القرن الماضي، بعد الكساد الكبير، حين أصبح هناك منتجات بلا مشترين يمكن الاعتماد عليهم في تصريفها. لم يكن يملك الناس مالًا كثيرًا، وبالتالي أصبح عليهم أن يختاروا أشياء قليلة مهمة لهم لشترونها بما يتناسب المال القليل.

 

ظهر هنا ما أطلق عليه أسطورة التسويق فيليب كوتلر بعد ذلك بفترة "المستهلك الرشيد". هذا المستهلك يملك قدرة لا يمكن الاستهانة بها في تحليل السوق وحركته، تمامًا كما يملك القدرة على التعرف على احتياجاته بشكل عاقل. بل إن هذا المستهلك يستطيع أن يرسم خططًا مستقبلية قصيرة المدى للسوق تعطيع مع الوقت ثقة كبيرة بنفسه. ربما ترون ذلك في خطاب الإعلانات التجارية الموجه للمستهلك.

كانت الإعلانات التجارية في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في حالة رواج شديد، وحالة عرض لمبالغات كبيرة. عليك فقط أن تخبر المستهلك أن هذا المنتج سيحول حياته إلى جنة وسيجعله الأجمل والأكثر صحة. أشياء تشبه الحلم. مع الوقت بدأت الإعلانات تقل كمًا وتتغير كيفًا. إذ أصبح عليك أن تستخدم شخصيات تشبه المستهلكين وليست شخصيات فوق المستوى العادى للمستهلكين المستهدفين. إننا نستخدم مصطلح "هدف" في التسويق للإشارة للمستهلك المستهدف بالتسويق. وكأننا سنطلق أسهمنا ورصاصاتنا لنصيب الهدف بأكبر دقة ممكنة. وهنا يتغير الأمر كثيرًا.

مع الوقت يتحول الهدف إلى هدف رشيد، يعلم أكثر مما يجعل إقناعه سهلًا. يناقش كثيرًا، يقارن بينك وبين غيرك بسهولة وربما في ذات اللحظة وفي أماكن مختلفة من العالم. مستهلك يصل به الحال أحيانًا لاستهدافك إذا كان يملك البضاعة التي تشبه بضاعتك. فهو الآن يملك معلومات يمكنه أن يحولها إلى قواعد بيانات تحتاجها أنت، فكيف تتعامل مع هذا المستهلك الخارق للعادة؟. كيف تطلق عليه الرصاص؟

شاهدنا خلال الأحداث الأخيرة في العالم الانتشار الكبير للمعلومات من أفراد عاديين بشكل يوازي انتشارها من جهات إعلامية مهنية. يختلف الأمر كثيرًا عن انتشار المعلومات من باباريتزي التسعينيات. كانوا مجموعة من المصورين يسعون لالتقاط صورة مميرزة أو مثيرة للجدل ويبيعونها لجهة نشر التي تدفع أكثر. لكننا اليوم نتحدث عن أشخاص ينتجون ويبيعون، بل وحتى يستهدفون أهدافهم الخاصة دون غيرها. أصبح هناك مجموعات أتاحتها مواقع التواصل الاجتماعي بل وحتى قوائم البريد الإلكتروني الجاهزة وفق الاهتمامات المحتلفة. كل هذا يتيح للمستهلك الرشيد أن يستهدفك حتى تتعامل معه وفق شروطه. فهو لا يهدف لأن يحل محلك، بل إنه يهدف حتى دون دراية وقصد منه إلى تحريكك كما يريد. بدليل أن كثير منهم يختفي فجأة عن المشهد بعد أن يصيب هدفه الشخصي، وهو أمر ليس بالجيد في بعض الأحوال، إذ أن سقوط جزء كامل من مشهد ما فجأة يجعل العودة للتوازن أمرًا ليس باليسير أحيانًا. حقًا أصبحنا بحاجة للمزيد في التفكير في "على من نطلق الرصاص؟" ورحم الله المخرج الكبير كمال الشيخ. 

د. نهله الحوراني: أستاذة الإعلام - كلية الآداب جامعة المنصورة

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مجال التسويق الإعلانات التجارية التسويق کثیر ا

إقرأ أيضاً:

رئيس مياه الشرب والصرف الصحي سوهاج يستقبل مسئولى الجهاز التنظيمي وحماية المستهلك بسوهاج

استقبل المهندس محمد صلاح الدين عبد الغفار رئيس مجلس ادارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بسوهاج والعضو المنتدب مسئولى الجهاز التنظيمي لمياه الشرب والصرف الصحي وحماية المستهلك والمسئول عن مراجعة تشغيل محطات معالجة الصرف الصحى  للتاكد من تحقيق برامج الكفاءة الفنية والاقتصادية لمختلف خدمات الصرف الصحى ومتابعة مدى توافر الكفاءات الإدارية والفنية والمالية والاقتصادية لدى الشركة والتحقق من التزام الشركة في تنفيذ السياسات التي وضعتها الحكومة لإدارة منظومة الصرف الصحى.


واكد رئيس مياه سوهاج ان تقارير مراجعة الجهاز التنظيمى لمياه الشرب والصرف الصحي وحماية المستهلك ومديرية الصحة من اهم التقارير التى تستفيد منها الشركة فى تطوير الاداء وتحسين أساليب ادارة العمل بما يساهم بشكل كبير فى تحقيق رضا المواطنين.
ومن الجدير بالذكر إنه تم تفقد جميع محطات معالجة الصرف الصحى التى يبلغ عددها 14 محطة وهى البلينا وجرجا والمنشاة والهجارسة وسوهاج غرب وعرابة ابو الدهب وادفا والغريزات والمراغة جهينة وطهطا وتوسعات طهطا وطما والكولا وساقلتة ويبلغ اجمالى الطاقة التصميمية لهما 445 متر مكعب لكل يوم.

مقالات مشابهة

  • أول دفعة لاجئين بيض من جنوب أفريقيا نطلق نحو أمريكا
  • مقترح قانون جديد لتعديل حماية المستهلك في المغرب يواكب تحديات التجارة الإلكترونية
  • حماية المستهلك في حمص تنظم أكثر من 700 ضبط مخالفات تموينية منذ بداية العام
  • أسعار المستهلك ترتفع بنسبة 1.97% خلال الثلث الأول من 2025
  • شاهد بالفيديو.. في تصرف حكيم.. الفنانة فهيمة عبد الله ترفض الغناء بعد ارتفاع صوت الرصاص خلال حفل أحيته بإحدى المدن السودانية
  • بالصورة والفيديو.. ناشط سعودي ينشر مقطع لمنزله بمدينة “جازان” ويشبهه بالمنازل السودانية: (اعلم كما قيل لي انها تشبه السودان ونفس كل شي في السودان و لذلك احس بكل الشوق الذي في دواخلكم إلى بلدكم)
  • رئيس مياه الشرب والصرف الصحي سوهاج يستقبل مسئولى الجهاز التنظيمي وحماية المستهلك بسوهاج
  • عند تعارض الفتاوى الشرعية .. من يملك القول الفصل؟
  • برشلونة وريال مدريد: من يملك الأفضلية في «الكلاسيكو الحاسم»؟
  • اكتشاف قد يغير التاريخ.. علماء ينجحون في تحويل الرصاص إلى ذهب