كشفت شركات التكنولوجيا عن ابتكارات قادرة على إحياء الموتي ككيانات ثلاثية الأبعاد بما يسمى "تقنية الحزن"، وهي خطوة من نوعها تُعد تطورًا غير عاديًا في مجال الذكاء الاصطناعي كما أنها أثارت مخاوف متزايدة.

وتهدف هذه التكنولوجيا المتقدمة، للحفاظ على الذكريات وتقديم العزاء للأفراد المكلومين، إلا أنها تُشكل مخاوف أخلاقية ونفسية.

مخاوف أخلاقية ونفسية

ووفقا لتقرير نشره موقع "ديلي ستار" البريطاني، فإن من خلال استخدام مجموعة واسعة من مصادر البيانات، بما في ذلك مقاطع الفيديو والصور وأرشيفات الوسائط الاجتماعية والرسائل النصية، تعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي على إعادة إنشاء ما يشبه الاشخاص المتوفين، بدءًا من روبوتات الدردشة الأساسية إلى الصور الرمزية المتطورة، التي تحاكي المظهر والصوت.

ويجادل المؤيدون بأن حلول "تقنية الحزن" هذه تساعد عائلة وأصدقاء المتوفين في التعامل مع الخسارة، وتوفر ما يشبه التواصل مع أولئك الذين رحلوا.

العواقب الأخلاقية المحتملة لتقنية الحزن

ومع ذلك، يُعرب النقاد عن مخاوفهم بشأن العواقب الأخلاقية المحتملة والتأثير النفسي لهذه التكنولوجيا، إذ إن الصور الرمزية شديدة الواقعية قد تطمس الخطوط الفاصلة بين الواقع والمحاكاة؛ ما قد يعيق المسار الطبيعي للحداد والقبول.

هل غير "تشات جي بي تي" سوق الشغل بعد عام من إطلاقه؟ علاج جيني ينجح في إعادة السمع لـ4 أطفال من الصم

وتساءلت سوزي تورنر جونز، من مؤسسة Grief Encounter الخيرية، ما إذا كانت الصور التي يولدها الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى إطالة أمد اليأس بدلًا من توفير الراحة الحقيقية، وربما تعقيد عملية الحزن من خلال إعادة إيجاد المتوفَّى بطريقة حية، ولكن مصطنعة.

وسلطت عالمة النفس ماري فرانسيس الضوء على مخاطر تعزيز الارتباط بالمتوفَّى من خلال هذه المظاهر التكنولوجية، وشددت على التمييز بين الصور الثابتة للماضي والصور المجسمة التفاعلية التي تحاكي تفاعلات الحاضر؛ ما قد يعيق التقدم الصحي لفترة الحداد.

وأضاف التقرير أن ظهور مثل هذه المنصات، التي تقدم خدمات تمكّن المستخدمين من إنشاء صور رمزية رقمية لقصة الحياة بناءً على الذكريات المسجلة، قد يؤدي إلى تغيير التفاعل مع الفقدان والموت. ففي حين يجد البعض العزاء في إعادة التواصل مع أحبائهم الذين رحلوا، لا تزال هناك أسئلة حول التأثير النفسي طويل المدى والطبيعة التي قد تسبب الإدمان على هذه الخدمات.

وبينما يتصارع المجتمع مع التقاطع بين التكنولوجيا والشعور بالفقدان، تبقى الاعتبارات الأخلاقية والتأثيرات النفسية لـ "تقنية الحزن" موضوعًا للتدقيق والنقاش المكثف. كما يبقى التوازن بين الحفاظ على الذكريات العزيزة وإعاقة عملية الشفاء نقطة محورية في هذا الخطاب المستمر.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي ثلاثية الأبعاد الموت

إقرأ أيضاً:

"الصحة العالمية" تستعين بالذكاء الاصطناعي لتسريع الاستجابة للطوارئ

أطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ابتكارًا رائدًا مصممًا لإحداث نقلة نوعية في كيفية استعداد الدول لحالات الطوارئ والاستجابة لها، وهي مجموعة أدوات لإدارة معلومات جميع المخاطر AIM بالذكاء الاصطناعي التوليدي، لتقليل الوقت اللازم لإنتاج وثائق الاستجابة الحرجة من أسابيع إلى دقائق، مع الحفاظ على الجودة التقنية العالية والتوافق مع السياق.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); ويأتي تطوير هذا الابتكار من قبل فريق الطوارئ الصحية في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بدعم من NORCAP التابع للمجلس النرويجي للاجئين.
أخبار متعلقة "سيدفع الثمن".. ستارمر يهدد بوتين قبل ساعات من قمة تيرانابوتين يعزل قائد القوات البرية للجيش الروسي .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } منظمة الصحة العالمية - وكالاتحالات الطوارئوتلبي هذه المجموعة لأدوات إدارة الأزمات الحاجة الملحة لتزويد المنظمة والسلطات الصحية بآلية سريعة وموثوقة ومراعية للسياق لتوجيه عملية اتخاذ القرارات في حالات الطوارئ منذ بداية الأزمة، بما يساعد على الوصول إلى الإرشادات التقنية من منظمة الصحة العالمية وشركائها وتنظيمها، وهيكلة أطر الاستجابة حول أهداف وإجراءات ومؤشرات محددة بوضوح.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } منظمة الصحة العالمية - NPR
وتصمم الوثائق تلقائيًّا، ومن ذلك تقييم المخاطر وخطط الاستجابة، بما يتناسب مع البلدان والمخاطر المحددة، وتحديد الثغرات المحتملة وضمان اكتمالها التقني في ظل ضيق الوقت.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي تقنية مهمة للصحافة الرقمية
  • محافظ الإسكندرية وسفيرة الاتحاد الأوروبي يتفقدان مشروع إحياء شارع النبي دانيال التراثي
  • "الصحة العالمية" تستعين بالذكاء الاصطناعي لتسريع الاستجابة للطوارئ
  • صور.. محافظة القاهرة تبحث إعادة إحياء وتشغيل محل جروبي بطلعت حرب
  • تيك توك تعلن مزايا تسهيلات استخدام جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • ثورة طبية بالذكاء الاصطناعي: تقنية جديدة تكشف شيخوخة وصحة مرضى السرطان من ملامح الوجه!
  • تيك توك تطلق أداة “AI Alive” لتحويل الصور إلى فيديو بالذكاء الاصطناعي
  • دعوة عراقية لتأسيس جامعة صينية متخصصة بالذكاء الاصطناعي
  • وزير التعليم يدعو إلى تأسيس جامعة عراقية - صينية متخصصة بالذكاء الاصطناعي
  • "المطاحن العُمانية" تعزز منظومة التوظيف بالذكاء الاصطناعي