كيف أفشلت ابتسامات الأسرى مساعي الاحتلال لشيطنة المقاومة؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
حفصة دهوار
في نسيج الحياة المعقدة، تكثر الاختلافات؛ في المعتقدات، والبوصلات الأخلاقية، وأساليب العيش وفلسفتها، وأساليب مواجهة التحديات. ويتجلى أحد هذه الفروق العميقة في الانقسام بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة، مما يكشف عن تناقض لا يمكن إنكاره في مواقفهم الأخلاقية.
لقد أحدثت تصرفات المقاومة، خاصة في معاملتها للأسرى، موجات من الصدمة للعالم؛ مما أدى إلى تساؤل جماعي حول المفاهيم المسبقة؛ وإذ أصبح الكثيرون على مختلف منصات السوشيال يتساءلون بتردد: هل يمكن أن يكون هذا صحيحاً؟ ألا يتم تصنيف حماس ومقاومتها في كثير من الأحيان على أنها منظمة إرهابية؟ لكن ما حدث أظهر واقعاً يتحدى هذه التصورات.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تمت معاملة الأسرى الذين تحتجزهم حماس بمستوى من الرعاية يتحدى السرد التقليدي المحيط بالمنظمات الإرهابية. وتم تزويدهم بالمعدات الطبية الأساسية والإعاشة والمعاملة الإنسانية. لقد أظهرت المقاومة مستوى أخلاقياً عالياً، يتناقض بشكل صارخ مع المعاملة البغيضة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأسرى الفلسطينيين الذين يقبعون في سجون الاحتلال.
وفي أعقاب عملية طوفان الأقصى، عانى الأسرى الفلسطينيون من محنة مروعة؛ حيث جُردوا من ملابسهم، وحُرموا من الاكل، وتُركوا ليتحملوا ظروف التجمد على الأرض الجرداء؛ وواجهوا الإهانات والإساءات اللفظية والعنف الجسدي على أيدي المحتلين. ويسلط هذا الاختلاف الصارخ في معاملة السجناء الضوء على الانقسام الأخلاقي الصارخ بين الكيانين.
إن التناقض الصارخ بين أخلاقيات المقاومة والاحتلال الإسرائيلي يصبح أكثر وضوحاً في أعقاب إطلاق سراح رهائن حماس. لقد شهد العالم عرضاً من التعاطف والرعاية التي تحدت التوقعات. وأظهرت مشاهد الوداع من الأسرى الإسرائيليين وهم يودعونهم بابتسامات، حتى إنهم يلوحون لمقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام بأيديهم. إن المعاملة الإنسانية التي امتدت إلى الأسرى، بمن فيهم الرجال والنساء والأطفال وحتى الحيوانات، تركت بصمة لا تُمحى.
حتى الحيوانات والأطفال والنساء الذين كانوا في عهدة المقاومة تم الاعتناء بهم، حيث ظهروا بصحة جيدة ودون أي أثر للإجهاد. ويتناقض هذا التناقض الصارخ مع الرواية التي تروجها وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية، والتي رسمت صورة لحماس باعتبارها مرتكبة العنف الجسدي واللفظي ضد الأسرى.
وبعيداً عن الكاميرات نشرت رسالة لأسيرة إسرائيلية قد تركتها قبل أن ترحل لمقاتلي المقاومة عبرت فيها عن امتنانها، على اللطف والرعاية وتوفير الضروريات. وقالت: “لقد عاملونا بلطف ورعاية، وقدموا لنا الطعام والدواء والعلاج”، متحدية الرواية المسبقة عن الوحشية.
وتعتبر هذه الرسالة وثيقة تاريخية تعلق في سجلات الإنسانية التي لا يتمتع بها الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلال ذلك توالت ضربات كتائب القسام الإعلامية من خلال إظهار سموهم الأخلاقي والإنساني في تعاملهم مع الأسرى الإسرائيليين من النساء والأطفال.
إن الهوة بين أخلاق وسلوك المقاومة والاحتلال الإسرائيلي واسعة ولا يمكن إنكارها. لقد كشفت المقاومة الفلسطينية عن الجوهر الحقيقي للأخلاق الإسلامية، موضحة أن الإسلام دين الرحمة والعطف والإحسان. إن ما أظهرته المقاومة للعالم يتجاوز الحدود السياسية، ويقدم نظرة عميقة إلى المبادئ العالمية للإنسانية والرحمة المتأصلة في أخلاق المسلمين.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
الدويري: أبواب الجحيم 2 معركة حقيقية تؤكد دقة كمائن المقاومة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن فيديو كمين "أبواب الجحيم 2" الذي بثته كتائب القسام، يعكس معركة حقيقية مرّت بمراحل استكشاف واستدراج واشتباك، ويؤكد دقة الكمائن.
وأوضح الدويري خلال فقرة التحليل العسكري أن الفيديو أظهر بداية استهداف الطابق الأرضي، ثم مرحلة الاشتباك المباشر، مشيرا إلى أن ما جرى يعكس حرفية وتخطيطا متقنا من المقاومة.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد بثت مشاهد من الكمين شرق رفح، جنوبي قطاع غزة، نُفذ يوم الأربعاء 7 مايو/أيار الجاري ضمن عمليات "أبواب الجحيم".
وأضاف أن الجزء الأول من المقطع يسلط الضوء على دقة الرصد والمتابعة لتحركات قوات الاحتلال، مما مكن المقاومة من اختيار توقيت ومكان الاشتباك بدقة، مشيرا إلى أن هذه المشاهد تمثل جزءا فقط من المواجهة التي استُخدمت فيها أسلحة أوتوماتيكية وقذائف.
شبكة الأنفاق
وتوقف الدويري عند البنية التحتية التي تعتمد عليها المقاومة، متسائلا "بعد 18 شهرا وأكثر من 100 ألف طن من القنابل، هل يمكن أن يبقى مقاتلون على السطح؟"، ليؤكد أن استمرارهم يعود لاعتمادهم على شبكة الأنفاق.
وأوضح أن الاحتلال لم يكتشف سوى 25% فقط من هذه الشبكة، وهو ما يتوافق مع تقديرات أكاديمية مثل تقارير "ويست بوينت"، لافتا إلى أن المقاتلين لا يزالون يتحركون بفعالية ضمن الأنفاق غير المكتشفة.
إعلانوحول تكتيكات المقاومة، أشار الدويري إلى استخدام تقنيات "المراقبة البصرية" لقراءة الواقع وتمرير المعلومة، يليها نصب الكمائن أو تجهيز مبانٍ وأفواه أنفاق للتفجير، مشددا على أن هذه التكتيكات تُبنى على استغلال أخطاء بشرية من جنود الاحتلال.
ولفت إلى أن وحدات "يهلوم" الإسرائيلية، المختصة بالأنفاق، تُستدرج مرارا رغم أنها الأفضل في هذا المجال، مما يكشف عن قدرة المقاومة على التفوق حتى على النخب العسكرية الإسرائيلية.
عمليات رفح
وبالحديث عن العمليات الجارية في رفح، أكد اللواء الدويري أن المقاومة واجهت وسائل كشف إسرائيلية متقدمة، بينها كلاب مدربة على رصد المتفجرات، لكنها تمكنت من إبطال مفعولها عبر مواد خاصة تعيق حاسة الشم.
وأشار إلى أن الاشتباك في رفح يدور من مسافة صفر، وأن تفريغ المنطقة الممتدة بين موراغ وشارع صلاح الدين والتي تبلغ مساحتها نحو 75 كيلومترا مربعا، أتاح للمقاومة هذه الفرصة القتالية المباشرة.
وأوضح أن تمركز القوات الإسرائيلية يتركّز في نقاط داخل ممرّي صلاح الدين وموراغ، في حين تُبقي بقية المحاور تحت السيطرة النارية، لافتا إلى أن دخول الاحتلال عمق رفح جاء بعد طرح خطة ترحيل السكان إلى ما وصفه بـ"الغيتو النازي".
وأكد الدويري أن هذه التحركات منحت المقاومة هامش تحرك مماثلا لما حدث في عمليات بيت حانون وكسر السيف 1 و2، والتي نفذت على مسافة لا تتجاوز 300 متر من السياج، مشيرا إلى أن الاشتباك القريب يمنح المقاومة فرص التفوق النوعي.