تزايدت أعداد الشهداء المدنيين من الأطفال أو النساء أو الشباب أو حتى الشيوخ، إثر مواصلة الاحتلال الإسرائيلى حربه على قطاع غزة، وسط دعوات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، الأمر الذى اعتبرته مصر «خطاً أحمر»، وتصفية غير مقبولة للقضية، ما ينذر بتداعيات خطيرة على المنطقة بالكامل. وأكد خبراء أن المصريين وضعوا فى اعتبارهم أثناء الاقتراع فى الانتخابات الرئاسية، اختيار رئيس دولة قادر على التعامل مع كل هذه التحديات بحكمة ورشد، وتغليب مصلحة الوطن على أى مخططات خارجية، والحفاظ على الأمن القومى.

«عاشور»: الحرب جعلت المواطن يفكر فى الاختيار بجدية حفاظاً على أمن واستقرار الوطن

الدكتور رامى عاشور، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة، قال إنّ حدود مصر ملتهبة من كافة الجهات، لافتاً إلى أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وما سببته من تدمير، والدعوات بشأن تهجير الشعب الفلسطينى إلى سيناء، تمثل تهديداً للأمن القومى المصرى، وهو ما خلق نوعاً من الوعى لدى المواطنين خاصة أن الحرب بدأت قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية المصرية ومستمرة حتى الوقت الحالى.

وأوضح أن الحرب دفعت المواطنين إلى التفكير فى الاختيار بشكل جيد قبل الإدلاء بصوتهم فى الانتخابات الرئاسية واختيار قيادة عسكرية حكيمة نظراً لاضطراب الإقليم واضطراب المناطق الحدودية، خاصة أن مسألة الأمن القومى أهم من تهديدات إسرائيل، الأمر الذى يفرض على رئيس الدولة حماية الجبهة الداخلية من تهديدات الخارج، ونوه أستاذ العلاقات الدولية بأن الأبعاد الأمنية والعسكرية كانت سبباً فى حرص المواطنين على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية: «الاضطراب الحاصل فى المنطقة جعل المواطنين يرغبون فى قيادة قادرة على التعامل مع كل هذه التحديات»، لافتاً إلى التحديات الاقتصادية التى تواجهها الدولة المصرية فى الوقت الحالى.

«عبدالمنعم»: كثافة الإقبال استهدفت اختيار رئيس دولة قادر على مواجهة التحديات

وأرجعت سلمى عبدالمنعم، الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، الإقبال الكبير للمصريين على صناديق الاقتراع على مدار ثلاثة أيام متواصلة، إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قائلة: «التحديات الإقليمية لها دور فى رفع الوعى بالتحديات التى تواجه الدولة المصرية وعلى رأسها الحرب على قطاع غزة والمخطط الإسرائيلى بالتهجير والقصف العسكرى للمدنيين وإعادة توجيه الضرب فى جنوب قطاع غزة باتجاه سيناء الأمر الذى رفضته مصر شكلاً وموضوعاً واعتبرت سيناء خطاً أحمر للأمن القومى المصرى، إضافة إلى ذلك الحرب الدائرة فى السودان ونزوح الكثير إلى مصر».

ووفقاً لـ«سلمى» أصبح المواطن على وعى كبير بكل هذه التحديات، وأصبح أيضاً يعى كلمة «الأمن القومى» بشكل جيد، وأن الاستقرار وترسيخ الأمن كان هدفاً رئيسياً وضعه الناخبون فى حسبانهم أثناء الذهاب إلى صناديق الاقتراع، مشيرة إلى أن وعى المواطنين المصريين بكل هذه التحديات لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة جهود مضنية بذلتها الدولة المصرية خلال السنوات الماضية فى استراتيجية بناء الإنسان المصرى، حيث عملت الدولة على تأهيل الشباب وتمكينهم سياسياً مثل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين والأكاديمية الوطنية للتأهيل والتدريب، حيث وصل الشباب إلى مواقع تنفيذية مهمة فى الدولة، وكذلك تمكين المرأة سياسياً واقتصادياً، كل هذه الأمور زادت من وعى الناخبين بأهمية الحفاظ على الدولة وأهمية المشاركة السياسية، ونوهت الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية بأن الإقبال الكبير على صناديق الاقتراع كان غايته اختيار رئيس دولة قادر على الحفاظ على الدولة المصرية وأمنها القومى وقادر على مواجهة هذه التحديات والتعامل معها بكل حزم.

وفى السياق نفسه، قالت آلاء برانية، الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنّ الحرب على غزة ألقت بظلالها على المشهد السياسى المصرى منذ بدايتها، حيث اصطف الشعب المصرى بأكمله وقوى المعارضة حول القيادة السياسية فى قراراتها حول رفض التهجير القسرى للفلسطينيين، وبدأ المرشحون للانتخابات الرئاسية ترتيب أولويات القضايا المطروحة فى برامجهم الانتخابية مرة أخرى لكى يكون ملف الأمن القومى المصرى هو المتصدر، وبالطبع أدرك المواطن المصرى حينها أن هناك متغيرات إقليمية ودولية خطيرة وتحديات جسيمة تحيط بالدولة المصرية تستلزم مشاركته حفاظاً على مكتسباته والاصطفاف على قلب رجل واحد.

وأضافت «برانية» لـ«الوطن»: «بالطبع انعكس هذا الوعى على الإقبال الكبير خلال أيام الاقتراع الثلاثة والذى تخطى الاستحقاقات الانتخابية السابقة، هذا الأمر ليس بغريب على الشعب المصرى الذى أدرك من قبل أن هناك مؤامرات تكاد تعصف بالدولة المصرية فكان نزوله فى 30 يونيو 2013 والإقبال الواسع على الانتخابات الرئاسية فى 2014»، موضحة أن هناك ملفات شديدة الأهمية تنتظر الرئيس الجديد، وعلى رأسها ملف الأمن القومى ومقدرات الدولة المصرية، ومن ثم القضايا المتعلقة بالاقتصاد وملف حقوق الإنسان والصحة والتعليم، أيضاً ملف تمكين الفئات الأولى بالرعاية فى المجتمع. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية عبد الفتاح السيسي عبد السند يمامة فريد زهران حازم عمر انتخابات الرئاسة 2024 الدولة المصریة هذه التحدیات الأمن القومى على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الحرس الثوري الإيراني: سنرد بقوة مدمرة على أي حماقة للعدو الصهيوني

الثورة نت/..

توعد المتحدث باسم الحرس الثوري الايراني، العميد علي محمد نائيني، الكيان الصهيوني برد مدمر وحاسم حال ارتكب أي حماقة واعتداء على بلاده.

وحسب وكالة تسنيم الدولية قال العميد نائيني، ردا على تهديدات الكيان الإسرائيلي : “إنهم يخوفوننا من الحرب. اتهام الخوف من الحرب لنظام لديه دعم شعبي وعسكري قوي ناتج عن تقديرات خاطئة للعدو الذي يجهل قوة النظام الشعبية في ظروف الحرب”.

وأضاف: “العدو في تقديراته يغفل عن رأس مال الجمهورية الإسلامية ويعيش في أوهام ولا يفهم أنه إذا اندلعت الحرب فإن القوة الشعبية ستدخل الساحة، كما حدث في زمن الدفاع المقدس عندما بدأ الحرب بنفس الأوهام وهُزم”.

وأكد العميد نائيني أنه “اليوم أيضاً إذا تجرأ النظام الصهيوني الواهم وارتكب حماقة واعتداء، فسيتلقى بالتأكيد رداً مدمراً وحاسماً في جغرافيته الضعيفة والصغيرة”.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة وكندا تبحثان فرص التعاون بشأن التحديات العالمية المشتركة
  • تعرف علي تفاصيل المبادرة الرئاسية سكن لكل المصريين بـ أكتوبر الجديدة
  • رئيس الوزراء يتفقد وحدات المبادرة الرئاسية سكن لكل المصريين بمدينة أكتوبر الجديدة
  • عاجل- رئيس الوزراء يسلم وحدات المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين" بمدينة أكتوبر الجديدة
  • الصناعة الوطنية: هدير الآلات يسكت ضجيج التحديات نحو العالمية
  • الحرس الثوري الإيراني: سنرد بقوة مدمرة على أي حماقة للعدو الصهيوني
  • القضاء الروماني يعتمد نتائج الانتخابات الرئاسية رافضا طعن المرشح اليميني المهزوم
  • حزب المصريين: مشروع تعديل قانون الانتخابات يراعى العدالة في التمثيل
  • الانتخابات الرئاسية في رومانيا.. المحكمة الدستورية ترفض الطعن المقدم من المرشح القومي
  • خبراء: نتنياهو كشف عن نيته تجاه غزة ويتحدى الإجراءات الأوروبية