بشري للمكفوفين.. أطباء أمريكيون يجرون أول عملية زرع عين كاملة في العالم
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
للمرة الأولى في العالم نجح فريق من الجراحين في إجراء عملية زرع عين كاملة لشخص على قيد الحياة، وأشاد بالجراحة عدد من الأطباء على نطاق واسع باعتبارها إنجازا طبيا فريدا يحدث لأول مرة، على الرغم من أنه لم يعرف بعد ما إذا كان الرجل سيرى من خلال العين المتبرع بها أم لا.
أجريت العملية الجراحية لجندي سابق من ولاية أركنساس الأمريكية يبلغ من العمر 46 عاما يدعى آرون جيمس كان قد تعرض لحادث أثناء عمله في يونيو 2021، حيث تعرض لصدمة كهربائية نتج عنها إصابته بجروح خطيرة وفقد عينه اليسرى وذراعه اليسرى فوق المرفق وأنفه وشفتيه وأسنانه الأمامية ومنطقة خده اليسرى وذقنه.
عملية رائدة
على الرغم من أن الباحثين قد حققوا بعض النجاح في التجارب التي أجريت على مدار الأعوام السابقة على الحيوانات، حيث استعادوا الرؤية الجزئية، إلا أنه لم يتم إجراؤها من قبل لإنسان، وهذا ما أعطى هذه العملية الجراحية قيمة طبية كبيرة وقال البروفيسور إدواردو رودريجيز، الذي أشرف على الجراحة: «إننا نعمل في منطقة مجهولة، لكننا نتطلع إلى استكشاف المزيد من الأسرار للوصول إلى النجاح الكامل لتحقيق حلم المكفوفين في استعادة أبصارهم». وتعد هذه العملية الخامسة للبروفيسور رودريجيز في مجال زراعة الوجه، وأشار إلى أنهم تمكنوا من تقليص وقت العمليات المشابهة، التي بدأت في 2012، من 36 ساعة إلى 21 ساعة الآن، وذكر أن عمليات زرع الوجه لم تعد إجراء تجريبيا ويجب الاهتمام بها لينتفع بها الأشخاص المصابون بحالات التشوه الشديد. وقال طبيب العيون المتخصص في علاج أمراض الشبكية، فايديهي ديدانيا، إن العين اليسرى التي زرعت لجيمس تبدو صحية للغاية، وتتمتع بإمداد دم جيد، واستقرار في الضغط، وتوليد إشارات كهربائية، على الرغم من أن جيمس غير قادر على الرؤية بعد، وأضاف: «لكن لدينا أمل كبير». وقالت كيا واشنطن، أستاذة الجراحة في جامعة كولورادو أنشوتز، والتي تعمل في المجال نفسه منذ 15 عاما، مشيدة بالفريق الطبي الذي أجرى العملية الجراحية: «هذا يعد إنجازا طبيا غير مسبوق». وقال دانييل بيلايز من معهد باسكوم بالمر للعيون في جامعة ميامي، والذي يعمل أيضا لتحقيق الهدف نفسه: «إن زرع عين بشرية في جامعة نيويورك لانجون يمثل لحظة محورية في سعينا المشترك لاستعادة البصر ويمنح الأمل للمرضى الذين يعانون من فقدان البصر وعددهم لا يحصى في جميع أنحاء العالم.»
كان جيمس، الذي فقد عينه اليسرى وظلت عينه اليمنى سليمة بعد تعرضه للحادث، يعتبر مرشحا مثاليا لأن حاجته إلى عملية زرع وجه تعني أنه سيحتاج إلى أدوية مثبطة للمناعة، وهذا يعني أن محاولة زراعة العين ستكون أمرا ضروريا وجديرا بالاهتمام حتى لو كانت تمنح قيمة تجميلية فقط. وقال جيمس: «الآن بعد إجراء الجراحة أستطيع أن أشم الروائح مرة أخرى، أستطيع أن أتذوق الطعام مرة أخرى، للمرة الأولى منذ عام ونصف العام، وأريد أن أخرج في الأماكن العامة من دون أن أرتدي قناعا لأخبئ وجهي». وتابع: «أريد أن يصل الأمر إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص الذين قد لا يعرفون الكثير عن هذه الجراحة، بخاصة فيما يتعلق بالعين، وحتى لو لم ينجح الأمر بالنسبة لي، فقد كانت هذه البداية للتطور الطبي في مجال زرع العين، لذلك ربما يتمكن البروفيسور رودريجيز من الوصول لأمر جديد للقيام به في المرة المقبلة». وقالت الدكتورة كيا واشنطن إنه بالرغم من طول الوقت الذي مر منذ إجراء الجراحة، فإنها تتمنى أن تستعيد عين جيمس الرؤية فلا يوجد شيئ مستحيل.
وقال فريق جامعة نيويورك لانجون إنهم استخدموا الخلايا الجذعية البالغة المشتقة من النخاع العظمي لتعزيز إصلاح العصب البصري. وقالت واشنطن إن تحقيق هدف استعادة البصر يمكن أن يشمل استخدام أساليب أخرى متطورة، بما في ذلك العلاج الجيني للاستفادة من القدرة الجوهرية للعصب البصري على الشفاء؛ باستخدام جهاز يسمى غلاف العصب لحماية الأنسجة؛ أو استخدام الأجهزة التي تلتقط الإشارات وتتجاوز المسار التالف. وقال جيفري جولدبرج، الذي يقود جهودا مماثلة في معهد بايرز للعيون في جامعة استانفورد: «إننا نحقق تقدما كبيرا في مختلف أنواع العلاجات لتعزيز تجديد العصب البصري الذي يمكن أن يصاحب عملية زرع العين»، وتابع: «ستمنح هذه العلاجات المساعدة للعين المانحة بالاتصال بشكل كبير بالدماغ واستعادة وظيفة الإبصار للمرضى المكفوفين في كل مكان في العالم».
بوابة الأهرام
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: العملیة الجراحیة فی العالم عملیة زرع فی جامعة زرع عین
إقرأ أيضاً:
باحثون أمريكيون يطورون تقنية مبتكرة تحول الهواء إلى مياه شرب آمنة
طور فريق من الباحثين الأمريكيين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) غلافا فقاعيا مبتكرا يجمع مياه شرب آمنة من الهواء حتى في أقسى البيئات الصحراوية.
ويعمل هذا الجهاز على استخراج بخار الماء من الجو ليلا، ثم يحوله إلى ماء سائل يمكن شربه، دون الحاجة إلى كهرباء أو مصادر طاقة خارجية. ويأتي ذلك ضمن الجهود العلمية لتوفير مياه نظيفة في المناطق التي تعاني من شح الموارد المائية.
ويتكون الجهاز من مادة الهيدروجيل الممتصة للماء، محاطة بطبقتين من الزجاج.
وخلال الليل، يمتص الهيدروجيل بخار الماء من الغلاف الجوي، وعند شروق الشمس، تساعد طبقة التبريد الزجاجية على تكثيف البخار إلى مياه سائلة تتجمع في نظام أنابيب خاص.
ويحتوي التصميم على شكل يشبه مجموعة من الفقاعات أو القباب الصغيرة المترابطة، يزيد من مساحة السطح التي يمكنها امتصاص بخار الماء من الهواء، مما يمكن من التقاط كمية أكبر من الرطوبة، ويجعله أكثر قدرة على جمع الماء حتى في الأماكن التي يكون فيها الهواء جافا جدا وقليل الرطوبة.
واختبر الفريق هذا النظام في وادي الموت (ولاية كاليفورنيا)، المعروف بكونه أكثر الصحارى حرارة وجفافا في أمريكا الشمالية، ونجح في إنتاج ما بين ربع إلى ثلثي كوب من الماء يوميا. ويتوقع الباحثون أن تزيد كمية المياه المنتجة في الأماكن الأكثر رطوبة.
كما حل الجهاز مشكلة تسرب أملاح الليثيوم المستخدمة لتحسين امتصاص الماء، عبر إضافة مادة الغلسرين التي تمنع تلوث المياه، ما يجعل المياه المنتجة آمنة للشرب.
ورغم أن وحدة واحدة لا تكفي لتغطية احتياجات منزل كامل، إلا أن تركيب عدة وحدات صغيرة الحجم يمكن أن يوفر كمية كافية من المياه للأسر. ويقدر الباحثون أن ثمانية ألواح بأبعاد “متر × مترين” يمكنها أن تلبي حاجات الأسرة في المناطق النائية، مع تكلفة تشغيل أقل بكثير من المياه المعبأة.
ويخطط فريق الباحثين لإجراء المزيد من الاختبارات في بيئات متنوعة لمتابعة تحسين أداء الجهاز وضمان فعاليته في الظروف المناخية المختلفة.