سودانايل:
2025-10-27@11:19:52 GMT

رسائل تائهة بين القاهرة والخرطوم وبورتسودان

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

ناح القمري على الغصون
ذكرني الدر المصون
فريد عصرو المامتلو شيء
ملاك محروس داخل الحصون
شمس الكون تشبه وشيه
فريد عصرو المامثلو شيء
جميل مثلك ما أظن يكون
حياء وعفة ورقة وسكون
فريد عصرو المامثلو شيء
قاسي سماع لهجه الحنون
عظيم كالمال حلو كالبنون
فريد عصرو المامثلو شيء
سيد عبد العزيز

افتقدناك يا دكتور أوشيك .

.أنا وولي ادم وعثمان حسن وهاشم الهارب من صقيع العاصمة الكندية أوتاوا ..يا حليلك ذكراك العطرة كانت حاضرة ترفرف فوقنا كالغيم ونحن جلوس على الرمال البيضاء للخور الصغير أمام الراكوبة ونحن نحلق حول حلة (القطر قام ) نزيدها كوزا من فوق وأعوادا من المسكيت من تحت في قريتنا الوادعة كليناييب 8 ( كيلومترات جنوب بورتسودان) أو حينما نحتسي فناجين الجبنة وسط قفشات أخونا عثمان حسن. تحيط بنا الخضرة من كل جانب بعد الامطار الشتوية غير المسبوقة التي ضربت المنطقة ولكنها وان كانت قد كست الأرض جمالا وبهجة الا انها جائت مصحوبة بجحافل من الذباب والناموس لوثت البيئة وأحدثت دمارا شاملا ببقايا البنية التحتية حتى أصبحت القيادة والسير في شوارع بورتسودان التعيسة البائسة بعد نزوح النازحين بسياراتهم قطعة من العذاب وشيئا من المعجزة .
(2)
ولو أن الأمر اقتصر على تشوهات البيئة والبنية التحتية لهان الأمر ولكنه الوضع السياسي الذي يلفه الغموض ويكتنفه الضياع أصبح أكثر تعقيدا من شوارع بورتسودان التي اختفت ملامحها تحت وطأة البثور والأخاديد يتزاحم فوقها بالأكتاف بشر تائهون حائرون قادمون من كل فج عميق (لو رأيتهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا) ..فيهم من اختار المساجد والساحات و برندات الأسواق للتسول ولكن معظمهم نازحون ولاجئون يكافحون للهروب من الباخرة المثقوبة ولكن الى أين بعد أن أصبح السودان الطارد لأهله عبئا على الدنيا .. الآن توقفت مفاوضات جدة (الأمل الوحيد) لتباعد موقف الطرفين فحينما طلب وفد الجيش انسحاب ميلشيات الدعم السريع من بيوت الناس جاء الرد معجونا بالصلف والعجرفة والعزة بالإثم (لن ننسحب من بيوت الناس) full stop .
(3)
في أديس أبابا كان المشهد أكثر بشاعة فحينما سأل أحد الصحفيين ممثل حميدتي في مفاوضات الاتحاد الأفريقي عزت إبراهيم لماذا تعلنون الحرب علي الشعب السوداني البريء ؟ و لماذا وبأي حق ترتكب قواتكم كل الفظاعات و الموبقات من الاستيلاء على بيوت الناس الى قتل الأبرياء الى انتهاك أعراض بنات الناس فرد دون أن ترف له شعرة جفن أين جيشكم الذي تهتفون به (جيش واحد شعب واحد) ولماذا لا يتقدم للدفاع عنكم ؟
(4)
رغم ذلك فلا نشك أننا نحسدكم ولا شك أنكم تحسدوننا ..نحسدكم لأن البيئة التي تتواجدون فيها أفضل ولأن الخدمات من تعليم وعلاج وترفيه أفضل ولأن المستقبل هناك أكثر اشراقا كما نرى وتحسدوننا لأننا متواجدون في الداخل ولا نكتوي بالغربة حتى ان كنا نحتمي بوطن منحوس منكوب بأبنائه (ضل راجل ولا ضل حيط) ولكن صدقني نحن نخوض معركة خاسرة الغلبة فيها لغول الجهل وتجار البضائع الفاسدة ..هنا كل يتفاخر بتأريخه ولكن ذمة التأريخ أصبحت مطاطة وجروحه مثل جروح مريض السكر صعبة الاندمال .. نحن عاجزون عن صنع مشروع وطني نتدثر به ونلتف حوله لأننا نعيش سياسة رزق اليوم باليوم .
(5)
تحضرني في مجال الحديث عن منافي الاغتراب رسائل جرت بين اثنين من عمالقة الكلمة في السودان هما الفارس الامردماني والمفكر الكبير خالد الكد الذي اتهم بالمشاركة في انقلاب أيام حكومة نميري قبل تبرئته من قبل العميد عمر الحاج موسى والثاني هو الكاتب الفذ ورئيس تحرير جريدة الأيام الفاتح التيجاني لما للمقالين من علاقة بحالة سودانيو الدياسبورا . في نهاية نوفمبر 1997 كتب خالد الكد وقبل أيام من مصرعه تحت إطارات سيارة مجنونة في أحد شوارع لندن وهو في طريقه للمشاركة في ندوة الى زميله الفاتح التيجاني عن مرارات الغربة تحت عنوان (تقدم السن والغربة يجعلان الانسان طريدا للشجن) يقول :
(6)
تمتد الخضرة على مد البصر وذلك الغدير الذي عرفت تتراقص خيوط الشمس الذهبية على صفحته التي يرجها رفيف أجنحة الأوز والبجع قائما أو هابطا أو سابحا والحسناوات في ملابس التريض تحدثا بنعمة الله وتسبيحا بعظمة الصانع . .وأنا أحوم حول ذلك الغدير تمنيت أن أغمض عيني فلا أفتحها الا في أمدرمان وأغمضت عيني بالفعل وجائتني رائحة العشب الندي ومر الهواء على جبهتي باردا ومنعشا ولكنني كنت في حالة من الوجد تمنيت أن أكون فيها أضرب على قدمي ليس للتريض وانما لشح المواصلات ..وينهمر العرق المالح جداول على وجهي فلا تجففه الا كتاحة تحيل وجهي وملابسي الى طبقة من طين ..وبعد أشتاق اليه ..نعم ذلك لأننا ياصديقي أشتاق اليه ..نحن هنا وان كنا من حيث المعايش أفضلا حالا ..
(7)
تنفق علينا جلالة الملكة وحكومتها ..نجد الرغيف واللبن والسكر واللحم وحتى الفول المصري والسوداني دون كبير عناء الا أننا تيقنا أيضا من صحة المقولة التي تقول (ليس بالخبز وحده يحيا الانسان) ..نحن هاهنا يا صديقي بلا هوية يحيط بنا الضياع والفاقه الروحية وعلى تكاثر أعدادنا في هذا الوطن المستلف نظل بقية العمر كله غرباء ..الشبان هنا يدهشهم شوقي الى بلاد يزحف الليل فيها على الدور في رابعة النهار ويفطم أطفالها عقب الولادة مباشرة لانعدام اللبن في أثداء الأمهات وصودرت الأغاني بفرمانات الوالي وأطبقت على الأفق ذرات اليأس والخوف والزؤام .. ورغم ذلك أقول لهم أ شتاقها لأني أنا هناك .
(8)
معذورون هؤلاء الشباب الذين بفضلون أن يكونوا أرقاما في دفاتر ال N H S في بريطانيا ..لقد انزعج الكبار من كلمة كتبتها تحسرت فيها على حالة الضياع وأعلنت فيها عن توجس من الموت هاهنا في هذه البلاد فيصلي على أمام باكستاني ب(الأوردو) ثم يستلم حقه ب(الإسترليني) ..نحن في هذا الشتات السودانيون صاروا جاليات تمتد من الاسكا الي رواندا وبوروندي وكل تلك الأسماء التي كانت تبعث الضحك في حصص الجغرافيا وها هي تمسكنج وبراري كندا تتصدر أنباء السودان .
(9)
وجاء رد عليه الفاتح التيجاني رحمه الله من الامارات يقول (حالك في هايد بارك ليس بأشق من حالنا فنحن نختبيء في هايد بارك العمارات الزجاجية والغرف المكيفة ..لا نعرف أن نواجه أنفسنا ناهيك عن مواجهة الآخرين ..نتوسل لليل أن ينجلي ونتوسل للنهار أن ينقشع ..لسنا كسيزيف ما حملنا صخرة ولا حاولنا الصعود ..نحن بدأنا المسيرة بالانحدار المنظم والعشوائي خطوة الى الخلف وخطوتان الى الخلف ثم الى الخلف در حتى أصبح الخلف وفي غياب التقدم أماما .
(10)
رسالتك هزتني من الأعماق وأحدثت ثغرة في جدار بنيته بنفسي ومع سبق الإصرار والترصد بيني وبين الماضي .أذا لم يكن الحصول على المونة والطوب عسيرا فخيبات الأمل المتلاحقة والإحباط واليأس وفقدان الثقة تكفي لكل مغالق السودان .
لك تحياتي
كان الله رحيما بهما حينما قبض ارواحهما قبل حلول الطوفان الذي اجتاحنا .. ترى ماذا قالا اذا مد الله في أعمارهما وعاشا معنا الكارثة بكل تفاصيلها ؟؟؟؟؟

oabuzinap@gmail.com
///////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ما ضابط الإسراع الذي يؤثر على صحة الصلاة؟.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما ضابط الإسراع الذي يؤثر على صحة الصلاة؟ حيث يقوم أحد المصلين بالإسراع في صلاته، وعندما قمت بالتنبيه عليه بأن هذا الإسراع يُخلّ بصحة الصلاة، قال بأن هذا من قبيل التخفيف ولا يُخلّ بصحة الصلاة؛ فنرجو منكم بيان ضابط الإسراع الذي يُؤثِّر على صحة الصلاة.

وقالت الإفتاء فى إجابتها عن السؤال: إن الإسراعُ الذي يؤثِّر على صحة الصلاة هو أن يأتي المُصَلّي بالركن من غير أن يستقرّ فيه، وهذا الاستقرار يسميه الفقهاء بالطمأنينة، وهي: استقرار الأعضاء زَمَنًا قليلًا في أداء جميع أركان الصلاة، وذلك كأن يطمئن المصلي في ركوعه وسجوده زمنًا يتَّسِع لقوله: (سبحان ربي العظيم) في الركوع، أو (سبحان ربي الأعلى) في السجود- مرة واحدة على الأقل، فإذا أتى بالركن واستقرّت أعضاؤه وسكنت بقدر الطمأنينة فإن ذلك يُجزئه، ولا يكون إسراعًا مخلًّا بصحة الصلاة أو مُبطلًا لها.

ما حكم صلاة تحية المسجد والإمام يخطب الجمعة؟.. الإفتاء تجيبخطيب المسجد النبوي: أنفع العلوم وأشرفها العلم بأسماء الله الحسنىما حكم صلاة المرأة بالبنطلون ؟.. عضو بالأزهر توضحسنن صلاة الجمعة.. احرص على فعلها

فضل المحافظة على أداء الصلاة بإتمام أركانها وسننها
مَدَح الله تعالى مَنْ أَحْسَن أداء الصلاة بأن أتَمَّ أركانها وحافظ على سننها؛ فقال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون: 1-2].

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَحْسَنَ الرَّجُلُ الصَّلَاةَ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا قَالَتِ الصَّلَاةُ: حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَنِي فَتُرْفَعُ، وَإِذَا أَسَاءَ الصَّلَاةَ فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا قَالَتِ الصَّلَاةُ: ضَيَّعَكَ اللهُ كَمَا ضَيَّعْتَنِي فَتُلَفُّ كَمَا يُلَفُّ الثَّوْبُ الْخَلَقُ فَيُضْرَبُ بِهَا وَجْهُهُ» أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده".

قال العلامة المناوي في "فيض القدير" (1/ 249، ط. المكتبة التجارية الكبرى) عند قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «قَالَتِ الصَّلَاةُ: حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَنِي»: [أي: حِفظًا مثل حفظك لي بإتمام أركاني وكمال إحساني بالتأدية بخشوع القلب والجوارح، وهذا من باب الجزاء من جنس العمل، فكما حَفِظ حدود الله تعالى فيها قابَلته بالدعاء بالحفظ] اهـ.

حكم الاطمئنان في الصلاة ومقداره
الاطمئنان في الصلاة هو: استقرار الأعضاء زَمَنًا قليلًا في أداء جميع أركان الصلاة، وذلك كأن يطمئن المصلي في ركوعه وسجوده زمنًا يتَّسِع لقوله: سبحان ربي العظيم في الركوع، أو سبحان ربي الأعلى في السجود مرة واحدة على الأقل، -وإن كانت السُنَّةُ أن يسَبِّح ثلاثًا على الأقل. وهو –أي: الاطمئنان- ركنٌ من أركان الصلاة عند جمهور الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة، وأبي يوسف من الحنفية، وتَبْطُل الصلاة بدونه.

قال العلامة الكاساني في "بدائع الصنائع" (1/ 162، ط. دار الكتب العلمية): [قال أبو يوسف: الطمأنينةُ مقدار تسبيحة واحدة فرضٌ، وبه أخذ الشافعي] اهـ.

وقال الشيخ الدردير في "الشرح الصغير" (1/ 303-316، ط. دار الفكر): [(فرائض الصلاة) أربع عشرة فريضة.. (و) ثاني عشرها: (طمأنينة) وهي: استقرار الأعضاء زمنًا ما، في جميع أركانها] اهـ.

قال العلامة الصاوي في "حاشيته على الشرح الصغير" (1/ 316، ط. دار الفكر): [اعلم أن القول بفرضيتها صححه ابن الحاجب، والمشهور من المذهب أنها سنة] اهـ.

وقال العلامة الخطيب الشربيني في "مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج" (1/ 365، ط. دار الكتب العلمية): [ويشترط في صحة الركوع أن يكون (بطمأنينة)؛ لحديث المسيء صلاته المتقدم، وأقلها أنْ تستقر أعضاؤه راكعًا (بحيث ينفصل رفعه) من ركوعه (عن هَويه) أي: سقوطه فلا تقوم زيادة الهَوي مقام الطُمأنينة (ولا يقصد به) أي: الهويّ (غيره) أي: الركوع قصده هو أم لا كغيره من بقية الأركان؛ لأن نية الصلاة منسحبة عليه، (فلو هوى لتلاوة فجعله ركوعًا لم يكف)؛ لأنه صرفه إلى غير الواجب، بل ينتصب ليركع] اهـ.

وقال العلامة البهوتي في "كشاف القناع عن متن الإقناع" (1/ 387، ط. دار الكتب العلمية): [(و) التاسع من أركان الصلاة (الطمأنينة في هذه الأفعال) أي: في الركوع والاعتدال عنه والسجود والجلوس بين السجدتين.. (بقدر الذكر الواجب لذاكره ولناسيه بقدر أدنى سكون، وكذا) في أدنى سكون (لمأموم بعد انتصابه من الركوع؛ لأنه لا ذكر فيه)] اهـ.

الدليل على ركنية الطمأنينة في سائر أركان الصلاة
يدل لركنية الطمأنينة في سائر أركان الصلاة ما رواه الشيخان أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلَّى فسلَّم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فردّ وقال: «ارجَعْ فَصَلِّ؛ فَإنَّك لَمْ تُصَلِّ»، فرجع يصلي كما صلى، ثم جاء، فسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «ارجَعْ فَصَلِّ؛ فَإنَّك لَمْ تُصَلِّ» ثلاثًا، فقال: والذي بعثك بالحق ما أُحسن غيره، فعلِّمني، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا».

فالحديث ظاهر الدلالة في كون الطمأنينة ركنًا في أداء سائر أركان الصلاة، وفي ذلك يقول العلامة ابن بطال في "شرحه لصحيح البخاري" (2/ 409، ط. مكتبة الرشد): [استدل بهذا الحديث جماعة من الفقهاء، فقالوا: الطمأنينة في الركوع والسجود فرض، لا تجزئ صلاة مَن لم يرفع رأسه، ويعتدل في ركوعه وسجوده ثم يقيم صلبه، وقالوا: ألا ترى أنَّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال له: «ارجَعْ فَصَلِّ؛ فَإنَّك لَمْ تُصَلِّ»، ثم علَّمه الصلاة وأمره بالطمأنينة في الركوع والسجود] اهـ.

ضابط الإسراع الذي يؤثر على صحة الصلاة
إسراع المُصَلّي في صلاته مع حفاظه على الطمأنينة في تأدية أركان الصلاة لا يخلّ بصحتها، ويؤيّد هذا أنّ صلاته صلى الله عليه وآله وسلم كانت تخفيفًا؛ فقد روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أنه قال: «مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلَاةً، وَلَا أَتَمَّ صَلَاةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم».

قال القاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (2/ 386، ط. دار الوفاء): [الحديث يدل أنَّ بعضَها أكملُ من بعض، وأنه لم يكن في بعض أركانها طُول عن غيره متباين جدًا، وهذا -والله أعلم- في آخر عمله في الصلاة، وعلى هذا يحمل حديث جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه: "ثم كانت صلاته بعد ذلك تخفيفًا"] اهـ.

وقد ذمَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم مَنْ صَلَّى مُسْرِعًا دون الحفاظ على الخشوع والطمأنينة والأذكار فقال فيما رواه مسلم في "صحيحه": «تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا».

قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (5/ 124، ط. دار إحياء التراث العربي): [قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا» تصريح بذم مَن صلَّى مسرعًا بحيث لا يكمل الخشوع والطمأنينة والأذكار، والمراد بالنقر: سرعة الحركات كنقر الطائر] اهـ.


وأوضحت بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: ان الإسراعُ المُبطِل للصلاة هو ما يُخل بالطمأنينة في أداء أركانها، كأن لا يستقرّ المُصَلّي في ركوعه أو سجوده ولو قَدْر تسبيحة، فإذا أسرع المُصَلّي في صلاته غير مُخِلٍّ بطمأنينتها على النحو المشار إليه فصلاته صحيحة، ولا شيء عليه.

طباعة شارك ضابط الإسراع الذي يؤثر على صحة الصلاة صحة الصلاة الصلاة فضل المحافظة على أداء الصلاة الاطمئنان في الصلاة أركان الصلاة

مقالات مشابهة

  • العثور على طفلة تائهة بمحيط مسرح جريمة فيصل
  • الذكرى السنوية للشهيد.. محطة إيمانية تتجدَّد فيها البصيرة والعزم
  • البث الإسرائيلية: الجيش ينسحب من المناطق التي تجري فيها حماس أعمال البحث عن جثث
  • احتفالية مصر وطن السلام | رسائل عميقة من قلب القاهرة إلى العالم.. رمزية الرفال وسلام وحراس الرمال
  • الذكرى السنوية للشهيد.. محطة إيمانية تتجدد فيها البصيرة والعزم
  • العزة التي أضاعها المطبعون
  • تحذير عاجل.. احذف الرسالة التي قد تسرق كل أموالك على واتساب
  • ما ضابط الإسراع الذي يؤثر على صحة الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • دعاء يوم الجمعة ساعة استجابة.. متى تكون وماذا نقول فيها؟
  • واشنطن تُجرب وبورتسودان تُقرر: ما الذي يجري فعلاً خلف الأبواب المغلقة؟