شاهد المقال التالي من صحافة الإمارات عن شرق أوروبا وغربها، في مقال حديث له على خلفية أحداث الشغب الأخيرة في فرنسا، يتناول الكاتب غسان الأحداث الأخيرة في فرنسا، ويورد في ذلك المقال، الجميل والمسبوك .،بحسب ما نشر جريدة الاتحاد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات شرق أوروبا.. وغربها، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
في مقال حديث له على خلفية أحداث الشغب الأخيرة في فرنسا، يتناول الكاتب غسان الأحداث الأخيرة في فرنسا، ويورد في ذلك المقال، الجميل والمسبوك بعناية المثقف المحترف، شهادات رؤساء فرنسا حول بلادهم وأوضاعها. طبعاً لا أختلف مع الأستاذ غسان في كل ما أورده عن فرنسا، لكن بصفتي المهاجر إلى بلجيكا منذ عقد وأكثر، أرى أن المرض موجود في أوروبا، وغربها تحديداً، وهو في أكثر حالاته تورماً في فرنسا، لكنه مستفحل وينتشر في غرب أوروبا بالمجمل. أوروبا ليست واحدة في توجهاتها، ومخطئ مَن يقرأ الاتحاد الأوروبي كوحدة عضوية متماسكة، إذ هو وحدة مصالح انطلقت من أهداف اقتصادية، بدأت جمركيةً لكنها تستنزف نصف طاقتها في استخدام أنواع الغراء بين أعضائها للبقاء متماسكة، ونصف الطاقة الآخر موزع على جبهات أحدثها الجبهة الحالية في أقصى الشرق مع روسيا. التشققات ليست مخفية، ومَن يتابع عن كثب كواليسَ أروقة الاتحاد الأوروبي سيجد الخلافات متناثرةً في كل مكان، المبنى العريض والضخم في حي شومان في بروكسل ليس أكثر من تجمع يحاول إدارة خلافاته كي تبقى في حي شومان ولا تتعداه.التشقق الذي بدأ يأخذ مداه في الجدار كان واضحاً بعد أزمة اللجوء السوري، خاصة في وسط أوروبا بقيادة المجر التي حاولت إحياء تحالف «فيجغراد»، وكادت تلك الكتلة الحرجة أن تصل إلى ضفاف الانشقاق وأحرجت مفهوم الوحدة الأوروبية. القصة لم تكن رمانة كما يقولون، فتلك الدول الخارجة حديثاً من تجربة منهكة خلف ستار الشيوعية الحديدي كانت تأمل من وراء وحدة القارة أن تظفر بنِعم الرأسمالية التي كانت تدخل بالتهريب إلى حدودها على شكل منتجات غربية، لكنها -وبعد أن فتحت الحدود- وجدت أن الرأسمالية الغربية في قارتها البيضاء تستنزف خيراتِها ولا تعطيها حقَّ الشراكة الكاملة في وحدة اقتصادية يفترض أن تقوم على التكامل. أوروبا اتهمت المجر بـ«العنصرية» ضد اللاجئين، لكن الحقيقة مختلفة كثيراً على أرض الواقع! غير المجريين في المجر لا يعانون العنصرية فيها، هناك قوانين أكثر صرامة بخصوص التجنس والإقامة، لكن العيش كريم على قلة الموارد، وهناك حياة حرة، لكنها مسؤولة ومتساوية. نعم هناك يمين مجري متعصب يرى نفسَه وطنياً، لكن ما يمكن أن يتعرض له أي أجنبي في شوارع بودابست هو ذات مقدار ما يمكن أن يتعرض له ابن المدينة نفسها. ليس هناك نفاق تحت عنوان «الاندماج الاجتماعي» الذي لا يفضي إلى اندماج فعلي، فعقل الدولة يؤمن بالوطنية المجرية على مستوى ثقافي بحت، مما يعني أن الاندماج يعني قبول الشروط الصعبة للجنسية وأولها حفظ «وفهم» تاريخ المجر الطويل والمتشابك، علاوة على اللغة التي لا تخلو من صعوبات. هناك مَن نجح في ذلك من العرب، وهم أطباء ومهندسون ورجال أعمال. غرب أوروبا مريض لأنه فقد هويتَه باسم النيوليبرالية، وهذه الاستباحة المفرطة لتيار منفتح على كل جديد وطارئ خلقَ تيار اليمين المتطرف الأكثر رفضاً للآخر، فخسرت تلك الأوطان توازناتها مع نفسها ومع الآخرين. *كاتب أردني مقيم في بلجيكا
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
فرنسا تتردد وبريطانيا تراوغ .. الاعتراف بدولة فلسطين في مهب المصالح الأوروبية
في ظل تصاعد الغضب الدولي من المجازر الإسرائيلية المتواصلة علي قطاع غزة، كشفت مصادر دبلوماسية بريطانية عن شكوك متزايدة حيال نية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المضي قدمًا في الاعتراف بدولة فلسطين خلال مؤتمر الأمم المتحدة المرتقب في نيويورك مطلع يونيو المقبل، وهو ما قد يدفع بريطانيا بدورها لتأجيل خطوة مشابهة كانت مرتقبة، وفق تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم السبت.
وكان ماكرون قد لمح الشهر الماضي إلى أن باريس تدرس الانضمام إلى قائمة الدول الـ148 التي اعترفت بفلسطين رسميًا، إلا أن التحذيرات الإسرائيلية من أن الاعتراف سيفسر على أنه "مكافأة لحركة حماس" دفعت فرنسا إلى محاولة تبرير موقفها عبر تعزيز سلطة فلسطينية "معدلة" يمكنها إدارة غزة، وفقًا لما نقلته صحيفة "الجارديان".
ورغم أن فرنسا تشارك في رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين بالتعاون مع السعودية، فإن المسؤولين البريطانيين يعتقدون أن باريس قد تتراجع كالعادة في اللحظة الأخيرة، كما فعلت مرارًا منذ عهد الرئيس الأسبق فرانسوا هولاند، متذرعة بـ"غياب التوقيت المناسب" أو "الوفاق الدولي الضروري".
من جانبها، أعلنت الحكومة البريطانية على لسان وزير خارجيتها ديفيد لامي أنها تناقش الأمر مع الجانب الفرنسي، لكنها "لن تدعم مجرد خطوة رمزية لا أثر عملي لها". في المقابل، تواجه الحكومة ضغوطًا متزايدة من نواب حزب العمال ومنظمات حقوقية بسبب استمرار تصدير المعدات العسكرية لإسرائيل رغم تعليق جزئي أُعلن عنه في سبتمبر الماضي.
وكشفت أرقام رسمية أن الحكومة البريطانية صادقت بين أكتوبر وديسمبر 2024 على تصدير معدات عسكرية بقيمة 169 مليون دولار إلى إسرائيل، وهو رقم يتجاوز مجمل ما وافقت عليه الحكومات المحافظة السابقة خلال ثلاث سنوات.
في هذا السياق، اضطر وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني، هاميش فالكونر، للدفاع في البرلمان عن موقف الحكومة، بعد اتهامها بتجاهل الأدلة على الإبادة الجماعية و"الاستهداف المتعمد للنساء والأطفال" في غزة. وانتقد النائب المخضرم إدوارد لي، المقرب من اللوبي الصهيوني، محاولات الالتفاف على المصطلحات القانونية، قائلاً: "متى لا تكون الإبادة الجماعية إبادة؟"
كما تواجه الحكومة البريطانية دعوى قضائية من منظمة حقوقية فلسطينية تطالب بمراجعة قانونية لتورط لندن في تزويد طائرات F-35 بمكونات تستخدم في قصف غزة، رغم أن البرنامج يخضع لإشراف أمريكي مباشر.
التردد الأوروبي بشأن الاعتراف بدولة فلسطين بات ينظر إليه في الأوساط العربية كمظهر صارخ لازدواجية المعايير، حيث تكرس الدول الغربية "حل الدولتين" في خطابها الدبلوماسي، لكنها تمتنع عن الاعتراف بأحد الطرفين، في حين تواصل دعمها العسكري والسياسي لإسرائيل.
ورغم دعم فرنسا في أبريل 2024 لمحاولة فلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، فإن شرط ماكرون – كما تشير التسريبات – قد يكون ربط الاعتراف الفلسطيني بتطبيع سعودي مع إسرائيل، وهو احتمال غير واقعي في ظل الموقف الصريح للمملكة الذي يرفض التطبيع قبل إنهاء العدوان وإقامة الدولة الفلسطينية.
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد جددت هذا الأسبوع اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، مؤكدة أن التطبيع "خارج أجندتها" طالما استمرت الجرائم بحق الفلسطينيين.
وفي فرنسا، طالب سياسيون ومثقفون في مقال نشرته صحيفة "لوموند" هذا الأسبوع بإنهاء هذا التناقض، معتبرين أن الاعتراف بدولة فلسطين أصبح "واجبًا أخلاقيًا وضرورة استراتيجية"، وهو السبيل الوحيد لتحرير السياسة الخارجية الفرنسية من "المأزق الدبلوماسي" القائم على دعم حل الدولتين نظريًا دون الاعتراف بأحدهما.