قال مسؤول حوثي، الإثنين، إن اليمن مستعد لمواجهة أي تحالف عسكري محتمل تشكله الولايات المتحدة في البحر الأحمر، مشيرا إلى واشنطن تجري اتصالات غير مباشرة مع دول لوقف العمليات التي تقوم بها القوات الحوثية في البحر الأحمر ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل دعماً للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان.

وقال المسؤول إن أمريكا "عرضت عدم عرقلة جهود السلام في اليمن مقابل وقف العمليات العسكرية بالبحر الأحمر، ونحن نرفض ذلك (.

.) يمكننا مواجهة أي تحالف محتمل يمكن أن تشكله أمريكا في البحر الأحمر".

وجاءت تصريحات المسؤول الحوثي في الوقت الذي أعلنت فيه هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الإثنين، عن تلقي تقارير عن وقوع حوادث بحرية بالقرب من ميناء المخا اليمني وجيبوتي.

وقالت الهيئة، في بيان، إنها تلقت تقريراً عن وقوع حادثة على بعد 63 ميلاً بحرياً شمال غربي جيبوتي بحلول الساعة الـ10.28 بتوقيت جرينتش.

وفي سياق متصل أعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، الإثنين، أنه سيعقد اجتماعاً افتراضياً مع وزراء دفاع آخرين بالشرق الأوسط، لبحث هجمات الحوثيين المستمرة على السفن التجارية في البحر الأحمر.

وأضاف أوستن، في مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب مع نظيره الإسرائيل، يوآف جالانت: "فيما يتعلق بالحوثيين، فإن هذه الهجمات متهورة وخطيرة وتنتهك القانون الدولي. لذا فإننا نتخذ إجراءات لبناء تحالف دولي لمواجهة هذا التهديد. وأود أن أذكركم أن هذه ليست مجرد قضية أمريكية، إنها مشكلة دولية، وتستحق رداً دولياً".

وتستهدف قوات الحوثيين باليمن السفن التجارية في البحر الأحمر، المتجهة إلى إسرائيل، وذلك لفرض حظر ملاحي على الدولة العبرية لا ينفك إلا بفك الحظر عن دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

اقرأ أيضاً

وسط تصاعد هجمات الحوثي.. سوق شركات التأمين البحري توسع مناطق الخطر في البحر الأحمر

ونقلت شبكة CNN عن مسؤولين عسكريين أن الولايات المتحدة تدرس تعزيز حماية السفن التجارية حول طريق الشحن الحيوي، مع أعضاء القوات البحرية المشتركة، وهي قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات مكلفة بحماية الشحن التجاري في البحر الأحمر.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن المناقشات تركزت على إمكانية مرافقة السفن العاملة في البحر الأحمر وعبر مضيق باب المندب إلى خليج عدن – القناة الضيقة التي تفصل بين اليمن والقرن الإفريقي.

وفي السياق، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، في مؤتمر صحفي عقده بلندن الإثنين، إن الحكومة تجري محادثات مع قطاع الشحن والشركاء حول كيفية تعزيز الأمن البحري، خصوصاً بعد الهجمات على السفن في البحر الأحمر.

ورداً على سؤال عن قرار شركة النفط الكبرى "بريتش بتروليوم" إيقاف جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر مؤقتاً، قال المتحدث إن مثل هذه القرارات مسائل تجارية.

وكانت جماعة أنصار الله اليمنية قد شنت هجوماً بطائرتين مسيرتين على سفينتي شحن، الإثنين، في أحدث سلسلة من الهجمات الصاروخية وباستخدام طائرات مسيرة على السفن، تقول الجماعة إنها للرد على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبدأت العديد من شركات الشحن الكبرى، بما فيها شركة البحر المتوسط للشحن "إم.إس.سي"، في الإبحار حول أفريقيا بدلا من مضيق باب المندب والبحر الأحمر، ما سيؤدي إلى زيادة التكاليف والتأخيرات التي من المتوقع أن تتفاقم خلال الأسابيع المقبلة، بحسب محللي الصناعة.

 ويمر نحو 15% من حركة الشحن العالمية عبر قناة السويس، وهي أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا، وتربط بين البحرين الأحمر والمتوسط.

اقرأ أيضاً

وسط تصاعد هجمات الحوثي.. سوق شركات التأمين البحري توسع مناطق الخطر في البحر الأحمر

المصدر | الخليج الجديد + وسائل إعلام

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الحوثيين البحر الأحمر غزة أنصار الله فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

اليمن يتقدّم أولويات إسرائيل .. خطة موسّعة ضد صنعاء

ووفقاً لمعلومات نقلتها القناة، فإن الجهات المختصة في الجيش والأجهزة الاستخباراتية تعمل «على مدار الساعة»، في انتظار الإشارة السياسية للانطلاق، وإن تل أبيب «تعرف كيف تكرّر ما فعلته خلال 12 دقيقة في إيران، وتنفّذه في اليمن»، في إشارة إلى العملية الجوية الخاطفة التي نفذتها إسرائيل ضد منشآت عسكرية إيرانية أخيراً واغتالت خلالها عدداً من القادة العسكريين الإيرانيين.

خطة إسرائيلية لضرب «أنصار الله» في اليمن تعكس تحوّلاً في الأولويات الأمنية، وسط فشل الحسم الأميركي ومأزق الردع في البحر الأحمر.

 وجاء هذا التصريح في سياق تقييم أمني شامل أجراه وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي اعتبر أن غزة واليمن باتا الجبهتين الأكثر سخونة، مقابل فتور نسبي في جبهتي لبنان وسوريا. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن اليمن لم يعد ساحة هامشية كما كان خلال العامين الماضيين، حيث تولّت الولايات المتحدة بالوكالة عن إسرائيل استهدافه؛ وبات حالياً يتقدّم اليمن إلى مركز الأولويات الأمنية الإسرائيلية، خصوصاً بعد أن أصبحت العمليات اليمنية (صواريخ ومسيّرات) تشكّل تهديداً ماثلاً لإسرائيل.

ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي المتزايد، في ظل تعطّل كامل في العمل في ميناء «إيلات» - المنفذ البحري الحيوي الوحيد لإسرائيل على البحر الأحمر -، بعد سلسلة استهدافات شنتها حركة «أنصار الله» ضد سفن شحن متّجهة نحو الموانئ الإسرائيلية. ودفعت هذه الهجمات شركات الملاحة إلى تقليص رحلاتها في اتجاه إسرائيل، وهو ما رفع بدوره كلفة التأمين البحري، وحمّل الاقتصاد الإسرائيلي أعباءً إضافية.

ويخشى المسؤولون الإسرائيليون من أن يؤدي استمرار هذا الواقع إلى تكريس «تفاهم غير معلن» بين واشنطن وصنعاء في شأن وقف إطلاق النار، وهو ما تعتبره تل أبيب مقدمة لتثبيت واقع إستراتيجي جديد يكرّس دور «أنصار الله» كقوة بحرية فاعلة من مضيق باب المندب إلى قناة السويس، الأمر الذي ترى فيه إسرائيل تهديداً يتجاوز أمنها القومي ليطال الأمن البحري الإقليمي والدولي.

وليست تلك المخاوف وليدة اللحظة؛ إذ سبق أن وجهت إسرائيل، منذ أكتوبر 2023، نحو ست ضربات إلى اليمن، استهدفت - بحسب ادعائها - منشآت مرتبطة بالبنية اللوجستية والعملياتية للحركة؛ لكن تل أبيب، كما واشنطن قبلها، لم تحقّق «حسماً عملياتياً» من ذلك. وتفيد تقارير عسكرية واستخباراتية غربية بأن «أنصار الله» أعادت بناء قوتها العسكرية على قاعدة التحصينات التحتية، حيث أنشأت شبكة أنفاق تمتد لعشرات الكيلومترات، مزودة بمصاعد كهربائية، وأنظمة تهوئة ذكية، ومولدات مستقلّة، وتضم مخازن للصواريخ ومراكز قيادة محصّنة يصعب استهدافها جواً. وقد عجزت القوات الأميركية، خلال حملتها المكثّفة في البحر الأحمر مطلع 2024، عن تعطيل هذه البنية أو وقف الهجمات «الحوثية» الجوية والبحرية.

وبالتوازي مع التهديدات العسكرية، أفادت تقارير عبرية بأن إسرائيل أعادت توجيه أقمارها الصناعية نحو اليمن، وبدأت عمليات استخبارية لالتقاط بيانات الاتصالات الهاتفية من المحطات الهوائية داخل مناطق سيطرة «أنصار الله»، في محاولة لتفكيك بنية القيادة والسيطرة التابعة للحركة، بالاستفادة من تجربتَي حربيها على لبنان وإيران.

ورغم تسارع التحضيرات العسكرية، تبدو إسرائيل مدركة لتعقيدات الساحة اليمنية. فالجغرافيا الصعبة، والبعد الكبير عن حدودها، والتجربتان السعودية والأميركية، كلها أمور غير مشجعة، وتجعل من خيار «حرب الاستنزاف» أمراً مستبعداً، على عكس ما يجري في غزة أو جرى في إيران. وحتى الضربات الجوية المحدّدة، تواجه تحديات كبيرة في فعالية التدمير، نظراً إلى طبيعة الأهداف المحصّنة.

ويرى محللون أن إسرائيل تميل، في ضوء ذلك، إلى تبني نهج «الضربات الذكية»: عمليات دقيقة عالية التأثير الرمزي، تستهدف شخصيات قيادية أو منشآت ذات بعد سياسي أو معنوي، مع تضخيم إعلامي يخلق انطباعاً بالردع ويعزّز معنويات الجبهة الداخلية الإسرائيلية، من دون الانجرار إلى صراع طويل ومكلف في ساحة بعيدة.

في المحصّلة، إسرائيل أمام معضلة إستراتيجية؛ فمن جهة، ثمة ضغوط متزايدة لضمان أمن الملاحة وكبح قوة «أنصار الله» المتنامية في البحر الأحمر، ومن جهة أخرى، ثمة إدراك بأن اليمن ليس مسرحاً قابلاً للحسم العسكري السريع. وهكذا، تتحرّك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بين خياري «الرسائل المحدّدة» و«الضربات الرمزية»، في محاولة لاحتواء التهديد، من دون إشعال حرب استنزاف جديدة.

"نقلاً عن الأخبار اللبنانية"

مقالات مشابهة

  • ربط استراتيجي جديد بين موانئ الصين والبحر الأحمر يشمل ميناء العقبة
  • اليمن يتقدّم أولويات إسرائيل .. خطة موسّعة ضد صنعاء
  • مجلة روسية: الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين فشلوا في مواجهة اليمنيين
  • كيف خسر الغرب معركة النفوذ في البحر الأحمر قبل أن تبدأ؟ تعرف على ابرز الحسابات الخاطئة
  • عائشة الماجدي تكتب ✍️ رجال المرور ببورتسودان
  • إحياء الموروث البحري بإبداع عصري
  • مسؤول بالحديدة يدعو أونمها الأممية لتحرك عاجل لوقف تجاوزات مليشيا الحوثي في الموانئ والمراكز الساحلية
  • تداول 70 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • إطلاق نار على سفينة ترفع علم جزر القمر في البحر الأحمر
  • إصابة عامل إثر سقوطه من مبنى تحت الإنشاء في مرسى علم