لقاح خارق لعلاج التوحد... وهم أو واقع مثبت؟
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
تمكن علماء صينيون مؤخرًا من تطوير لقاح جديد بشكل حقنة يمكنه علاج أعراض داء التوحد على حد زعمهم. سرعان ما انتشر خبر "اللقاح الخارق" وتلقاه الكثير من أهالي مرضى التوحّد، وعلّق بعضهم عليه آمالاً كبيرة، وتفاعلت الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مع هذا الخبر، وتوالت التعليقات عليه وكثرت النقاشات والتساؤلات عما اذا كان اللقاح هو حقًا علاج فعّال أم أنه كسابقاته مجرد تجربة علميّة فاشلة.
قام العلماء وعن طريق الحقن بتلقيح الفئران ولفتوا إلى أن النتائج التي حققوها حتى الآن تشير إلى أنه من الممكن استخدام هذا اللقاح لمساعدة البشر الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد. وكشف العلماء في شنغهاي، بأنهم قاموا بحقن الفئران بأداة تحرير الجينات، التي غيرت طفرة معينة في الحمض النووي المرتبط بأعراض التوحد.
وذكرت الدراسة التي نشرتها مجلة "Nature Neuroscience"، أن الفئران ذات الخاصية الجينية، والتي تم إعطاؤها الحقنة الخارقة وغير المسبوقة، شهدت انعكاسًا كاملاً لمشاكلها السلوكية والاجتماعية.
وتم ربط اضطراب طيف التوحد بطفرة في جين يدعى"MEFC2"، وهو الذي يسبب خلل الحمض النووي بمشاكل في عمليات النمو الحاسمة في الدماغ.
واختار العلماء التركيز على جين "MEFC2" في دراستهم فقط، لأن الأطفال الذين يعانون من طفرات التوحّد، والذين يعيشون في الصين وكوريا، من المعروف أنهم أكثر عُرضة دونا عن غيرهم لتشخيص اضطراب التوحد.
وفي الدراسة، نجحت الحقنة في استعادة مستويات بروتين "MEFC2" في العديد من مناطق أدمغة الفئران، وعكست التشوهات السلوكية لدى القوارض ذات الطفرة "MEFC2".
مدى فعاليته
لكشف مدى فعالية اللقاح على الاشخاص المصابين بالتوحد، تحدث "لبنان 24" مع الدكتورة روزيت جبور الاختصاصية في علم الأعصاب والاضطرابات العصبية العضلية، وأشارت الى أنه "لا يمكن تقرير فعاليّة اللقاح مع اجراء دراسة واحدة، أقله يجب تنفيذ عشرين دراسة وأكثر مع المتابعة والمراقبة لكي نتأكد اذا كانت هناك حقًا نتيجة فعّالة أم لا. مثلا مرض الـ ALS أو التصلب الجانبي الضموري هو حالة مرضية تصيب الجهاز العصبي وتؤثر في الخلايا العصبية في الدماغ والحبل النخاعي وكمرض الالزهايمر أيضا، صدرت لقاحات عديدة لهذه الحالات وتبين بعد فترة أن هذه العلاجات لم تؤد الى نتيجة فعّالة تستحق الذكر".
وأضافت جبور: "المضاعفات الجانبية التي يمكن ان يسببها اللقاح، سوف تجبر المريض على التوقف عن استخدامه بعد فترة، فاذا كان مفيدا بنسبة بسيطة وليست مؤكدة حتى اللحظة ، الا ان هناك احتمالا كبيرا بأن تكون المضاعفات في الواقع أكبر من النتيجة".
وتقول: "حتى اليوم لم يكشف العلماء الصينيون عمّا اذا كان اللقاح سيعطى في أول مراحل المرض أو مع تقدمه، وهناك تساؤلات وشكوك كثيرة تدور حوله، فهل الافادة منه هي في الحالات الخفيفة أم المتوسطة والصعبة؟ هل يحسن من آداء الخلايا المتضررة في الدماغ؟ أسئلة كثيرة تطرح على العلن قبل التأكد من صدقية هذه الدراسة".
وأوضحت جبور أنّ تفاصيل مرض التوحّد ليست واضحة بعد لدى العلماء، والمثير للجدل أن الدراسة طبقت على "جين"واحد لدى الفئران وهو "MEF2C" بينما الانسان لديه عدد هائل من الجينات.
وختمت: "علاج التوحد لا يزال على حاله، ونحن لا زلنا نعالج العوارض لا الاسباب، لأن الأسباب تكمن في خلل حاصل في الدماغ ويرجح انه في الجينات، كما أعتقد أن على المدى البعيد أي ما بعد خمسين سنة سيتحول العلاج الى "gene therapy" وعبرها نستطيع تحديد الجينات وتصحيح الخلل المتواجد في الدماغ، انه المستقبل والعلاج الوحيد الذي يمكن أن يحسن حالة المريض، وأي علاج اخر خارج عن هذا النطاق هو غير مثبت بعد بشكل علمي". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الدماغ
إقرأ أيضاً:
هيئة الدواء توافق على استخدام علاج مناعى حديث لعلاج أورام بطانة الرحم
وافقت هيئة الدواء،المصرية على استخدام علاج مناعى حديث في مصر طرحته إحدى شركات الادوية لعلاج مرضى أورام بطانة الرحم في مراحله المتقدمة أو عند تكرار الاصابه بالمرض مما يمنح المرضى خيارا حديثا.
و يعد ھذا الدواء من العلاجات المناعية المستخدمة لمكافحة أورام بطانة الرحم. و يأتي طرحه ” كجزء من خطة الشركة المنتجة لترسيخ وجودھا كشركة رائدة في مجال أدوية الاورام و الأدوية الحيوية، إلي جانب الاھتمام بالبحث المستمر و التطوير و الابتكار خصوصًا في مجالات مثل صحة المرأة.
و قد تم اعتماد الدواء كأحد العلاجات المناعية لعلاج أورام بطانة الرحم المتقدمه ، ومنذ ذلك الحين، توسع استخدامه في عدة دول حول العالم ليصبح أحد أھم الخيارات العلاجية الحديثة في مجال الأورام، خاصةفي الحالات التي لا تستجيب للعلاج بالبلاتينام ليجلب الدواء، الأمل المتجدد لمريضات أورام بطانة الرحم وعائلاتھن.
وقد اكد الدكتور ھشام الغزالي، أستاذ علاج الأورام ورئيس مركز الأبحاث بكلية طب جامعة عين شمس و رئيس اللجنة القومية للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة، أن إدخال العلاجات المناعية للأورام في مصر يُعد إضافة نوعية للخيارات العلاجية المتاحة أمام الأطباء، لما تمثله من نقلة مھمة في طرق علاج الأورام الحديثة، بما ينعكس إيجابًا على صحة المريضات وجودة حياتھن.
جاء،ذلك خلال حدث علمي ضخم حضره نخبة من أبرز الأساتذة و المتخصصين في علاج الأورام في مصر والعالم.
وأوضح الدكتور الغزالي أن الدولة المصرية تولي اھتماما كبيرا بصحة المرأة،وھو ما يظھر جليا في المبادرات الرئاسية المتتابعة التي تستھدف الكشف المبكر عن الأورام، وتقديم العلاج اللازم، ورفع الوعي المجتمعي بأھمية الفحص الدوري.
وأشار إلى أن ھذه الجھود أثمرت عن نجاحات ملموسةساھمت في خفض معدلات الإصابة بمراحل متقدمة وتحسين نسب الشفاء،لتصبح مصر نموذجا رائدًا في تطبيق منظومة متكاملة للرعاية الصحيةالموجھة للمرأة.
كما أضاف أن ما تحقق من إنجازات في ھذا الملف يعكس تكامل الجھود بين مؤسسات الدولة المختلفة والقطاع الطبي، ويؤكد أن الاستثمار في صحة المرأة ھو استثمار في مستقبل المجتمع ككل.
كما أشارت الدكتورة ابتسام سعد الدين، أستاذ علاج الأورام - بكلية الطب جامعة القاھرة أن أورام بطانة الرحم من أكثر الأورام النسائية شيوعا، لذلك فإن توفر هذا العلاج الحديث يعد نقلة نوعية في علاج أورام بطانة الرحم،
إذ يوفر خيارا علاجيا فعالا يمكن استخدامه في خط العلاج الأول او حتي بعد فشل العلاج بالبلاتينام.
و أوضح الدكتور ياسر القرم ، أستاذ علاج الأورام بمعھد البحوث الطبيةبجامعة الإسكندرية، أن هذا العلاج المناعي يمثل أملا جديدا لمريضات أورام بطانة الرحم، حيث يستخدم هذا الدواء للبالغين لعلاج أحد أنواع الأورام التى تسمى أورام بطانة الرحم لافتا الى انه يعطى عند تشخيص الورم لأول مرة، أو في المراحل المتقدمة، أو بعد تلقي العلاج بالبلاتينام.
من جانبه، صرح المھندس حسن فھمي، مدير عام شركة "GSK” مصر بأن إطلاق هذا الدواء،في مصر يعكس التزام الشركة بتوفير أحدث العلاجات الحديثة للمرضى المصريين، وخاصة في مجال الأورام وصحة المرأة.
وقال "نحن نؤمن أن ھذا العلاج سيمثل إضافة حقيقية للأطباء والمرضى على حد سواء، وسيساعد في تحسين جودة الحياة".
وأضاف فهمي أن ھذه الخطوة تاتى ضمن الاستراتيجية العالمية للشركة لتعزيز استثماراتھا في مجال الأدوية الحيوية، وخاصةعلاجات الأورام، بما يتماشى مع رؤيتنا لإحداث تأثير إيجابي ملموس على حياة المرضى.
تجدر الاشارة الى ان أورام بطانة الرحم تعد من أكثر الأورام النسائية شيوعا على مستوى العالم، و يصنف ضمن أكثر أورام الجھاز التناسلي الأنثوي انتشارا.
وتشير الدراسات إلى أن نسب الإصابة بأورام بطانة الرحم في تزايد، مع ارتفاع العبء الصحي على المريضات والأسر ونظم الرعاية الصحية،وغالبا ما تصيب أورام بطانة الرحم النساء بعد سن الستين، خاصة في فترة ما بعد انقطاع الطمث، لكن قد يظھر أيضا في أعمار أصغر في بعض الحالات .
و من الأعراض الشائعة للمرض حدوث نزيف بعد انقطاع الطمث،نزيف غير طبيعى عند النساء الأصغر سنًا، آلام في الحوض، أو فقدان وزن غير مبرر فى المراحل المتقدمة .
وبينما لا يوجد طرق للكشف المبكر عن ھذا النوع من الأورام ، ينصح الأشخاص الذين لديھم مخاطر متزايدة ، بما في ذلك الذين يعانون من السمنة أو السكري أو لديھم تاريخ عائلي للإصابة بأورام بطانة الرحم، أن يبلغوا طبيبھم الخاص عن أي أعراض غير طبيعية يعانوا منھا مثل المشار اليھا سابقاً، لأن التحدي يكمن في أن الكثير من النساء يتجاھلن الأعراض و يعتقدن أنھا طبيعية مرتبطة بالعمر.