الخارجية الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي يُسابق الزمن لتحويل قطاع غزة لمقبرة جماعية
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم السبت، إن دولة الاحتلال الإسرائيلية تُسابق الزمن لاستكمال تحويل كامل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للشهداء والأحياء معًا، حيث تختطف المواطنين في القطاع وتصدر عليهم حكمًا بالإعدام بأشكال مختلفة ومتفاوتة تعجز الكلمات والمفاهيم والمعاني عن وصف وحشيتها وبشاعتها.
وأضافت الوزارة في بيان صحفي اليوم أن مفهوم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لم يعد يستوعب "فظاعة الجرائم"، التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، وهذا ما تكشفه تباعا عديد التحقيقات لشبكات إعلامية بما فيها الأمريكية، وتقارير موثقة لمنظمات ومراصد أوروبية موثوقة، ولمنظمات أممية حقوقية وإنسانية مختصة، إضافة لشهادات حية لمسؤولين في الطواقم الصحية الفلسطينية بمن فيهم طواقم الإسعاف وكذلك الدفاع المدني وغيرها.
وأشارت إلى أن الاحتلال صنف أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة "عدو لهم، ومحكوم عليهم"، كما "يتبجح" نتنياهو ويتفاخر بالموت، إما بالقتل المباشر والجماعي أو بسبب سياسة التجويع والتعطيش، أو الحرمان من الدواء والعلاج، ولعدم توفر الوقود في هذا البرد القارس، الأمر الذي يُعمق من الكارثة الإنسانية والمأساة الحقيقية التي يواجهها الأطفال في قطاع غزة بشكل خاص.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أنه ومهما كانت أهداف نتنياهو المعلنة من هذه الحرب، إلا أن النتيجة التي تكشف عن حقيقة نواياه هي ما يُمارسه جيشه على الأرض يوميًا من إبادة جماعية وتطهير عرقي للمدنيين ومنازلهم ومقومات حياتهم في قطاع غزة، في وقت تعيد فيه إسرائيل احتلالها العسكري للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية عبر تقطيع أوصالها وتحكم قبضتها العسكرية على الطرق الواصلة بين مُحافظاتها، وتفصلها بعضها عن بعض، وتعمق من ضمها المتواصل والتدريجي للضفة الغربية المحتلة، وتفرض عليها المزيد من العقوبات الجماعية والتقييدات التي تكرّس نظام الفصل العنصري (الأبرتهايد) على كامل مساحتها وسكانها، في مُحاولات إسرائيلية مُستميتة لوأد أية فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض.
وشددت على أن الحكومة الإسرائيلية تستخف بالأمم المتحدة وقراراتها، وتواصل تخريب أية جهود دولية مبذولة لوقف الحرب على الشعب الفلسطيني وربطه برؤية سياسية واضحة تدعو لحل الصراع من جذوره بما يمكّن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره على أرض وطنه.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن وقف الحرب والعدوان فورًا هو المدخل الوحيد والصحيح لحماية المدنيين وتأمين وصول احتياجاتهم الإنسانية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة الاعدام مقبرة جماعية الاحتلال الصحية الفلسطينية فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تحليل الحمض النووي من مقبرة جماعية يكشف مسببات الأمراض التي أصابت جيش نابليون عام 1812
كان انسحاب نابليون بونابرت وجيشه الكبير من روسيا عام 1812 حدثا كارثيا شكّل بداية النهاية لإمبراطوريته وهيمنته الشخصية في أوروبا، حيث لقي حوالي 300 ألف جندي حتفهم من قوة كان تعدادها في البداية نحو نصف مليون جندي.
وتقدم دراسة جديدة اعتمدت على تحليل الحمض النووي المستخرج من أسنان 13 جنديا فرنسيا دفنوا في مقبرة جماعية بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس على طول طريق الانسحاب فهما أعمق لمعاناة الجيش الكبير، وكشفت عن مسببين للأمراض لم يوثقا سابقا في هذا الحدث التاريخي.
وأظهر اكتشاف البكتيريا المسببة لحمى نظيرة التيفود (الباراتيفويد) والحمى المتكررة التي ينقلها القمل، إلى جانب دراسات سابقة، أن حالات عدوى عديدة انتشرت بين الجنود الذين كانوا منهكين بالفعل بسبب البرد والجوع والإرهاق.
ويحتوي موقع فيلنيوس -الذي اكتشف في عام 2001- على رفات ما بين ألفين و3 آلاف جندي من جيش نابليون.
وقال نيكولاس راسكوفان عالم الأحياء الجزيئية والوراثة ورئيس وحدة علم الجينوم الميكروبي القديم في معهد باستور بباريس والمعد الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة (كارنت بيولوجي) "كانت فيلنيوس محطة محورية على طريق الانسحاب عام 1812، حيث وصل إليها عدد كبير من الجنود منهكين وجائعين ومصابين بالأمراض. وكثير منهم فارقوا الحياة ودُفنوا في مقابر جماعية".
وأضاف راسكوفان "في حين ركزت الدراسات السابقة على تأثير البرد والجوع والتيفوس، تكشف نتائجنا أن حمى نظيرة التيفويد والحمى المتكررة المنقولة عبر القمل كانت منتشرة أيضا وربما ساهمت في إنهاك الجنود وارتفاع معدل الوفيات".
وعادة ما تنتقل حمى نظيرة التيفويد عبر الطعام أو الماء، وتشمل أعراضها الحمى والصداع وآلام البطن والإسهال أو الإمساك والضعف، وأحيانا الطفح الجلدي. أما الحمى المتكررة المنقولة عبر القمل فتسبب نوبات متكررة من ارتفاع درجة الحرارة مصحوبة بصداع وآلام العضلات والضعف.
إعلانوأوضحت الدراسة أن 4 من أصل 13 جنديا ثبتت إصابتهم ببكتيريا حمى نظيرة التيفويد، بالإضافة إلى إصابة اثنين ببكتيريا الحمى المتكررة. وتتطابق أعراض هاتين الحالتين مع ما ورد في السجلات التاريخية للانسحاب.
وتضيف النتائج الجديدة تفاصيل دقيقة لمعاناة جنود الإمبراطور الفرنسي، مشيرة إلى أن الوضع لم يقتصر على مرض واحد أو اثنين، بل كان هناك انتشار واسع لمختلف الأمراض المعدية.
وتبرز الدراسة كيف يمكن لتحليل الحمض النووي القديم الذي يشهد تطورا متسارعا أن يفتح آفاقا جديدة لفهم أحداث تاريخية كبرى.