نجحت بدخولها عالم النفط والغاز العماني؛ لتصبح المرأة الوحيدة في أحد الحقول
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
أثير – ريما الشيخ
كرّست الكثير من وقتها وجهدها للتميّز بعملها؛ فصاغت الكثير من الأفكار لتحسين العمل وإجادته بدقة عالية لضمان الجودة واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على استمرارية الإنتاج.
إنها زيانة بنت سعود الكندية التي تروي حكايتها في مجال النفط والغاز عبر “أثير”، حيث يلازمها الفخر بأنها بذلت الكثير لهذه الصناعة، وأثبتت بأن الإصرار والاجتهاد لهما دور كبير في تحقيق النجاح.
مسيرتها العلمية:
قبل أن تبدأ مسيرتها المهنية، كانت زيانة ملتزمة بالتعليم العالي؛ حيث أكملت دراستها في الجامعة بجد واجتهاد، وحصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من كلية جلاسكو الهندسية في سكوتلندا، ثم أُتيحت لها الفرصة للحصول على درجة الماجستير في هندسة سلامة العمليات ومنع الخسائر من جامعة شيفيلد في بريطانيا، ولم تكن هذه الفترة بالنسبة لها مجرد فترة دراسية، بل كانت تجربة تعليمية مميزة أثّرت بصورة كبيرة على تكوينها العلمي والمهني.
مسيرتها العملية:
انطلقت مسيرة زيانة المهنية في شركة تنمية نفط عمان في عام 2012م بمنصب مهندسة عمليات، ومنذُ ذلك الحين، شهدت مسارًا مهنيًا متنوعًا، وتقلدت عدة مناصب مختلفة، فبدأت كمهندسة تخطيط دورة حياة، حيث كان لديها مسؤوليات كبيرة في تخطيط العمليات المالية وتنظيمها، ثم تولت منصب مشرفة على محطة بربا لإنتاج وتخليص النفط الخام والغاز الطبيعي، حيث تمكنت من قيادة فريق من الفنيين والمهندسين لضمان سير العمل بسلاسة وبأمان وزيادة القدرة والكفاءة الإنتاجية.
عملها الحالي:
تعمل الكندية حاليًا منسقة إنتاج (قائدة العمليات) في المحطة المتكاملة (رباب هرويل) التي تُعدّ الأكبر من نوعها في تاريخ شركة تنمية نفط عمان، حيث تمتاز هذه المحطة بحجمها الكبير واعتمادها على أحدث التقنيات في صناعة النفط والغاز لإنتاج الغاز الطبيعي ومكثفات البترول، وفي منصبها كمنسقة إنتاج، تتحمل مسؤولية كبيرة في ضمان سير العمليات بأمان وفعالية، وتقوم بمراقبة القياسات بدقة عالية لضمان الجودة.
إلى جانب ذلك، تُدير زيانة الفريق وتشرف عليه وتتخذ التدابير اللازمة للتعامل مع التأخيرات غير المخططة بهدف الحفاظ على استمرارية الإنتاج بأعلى مستوى من الأداء والأمان.
تحديات وصعوبات:
يعد مجال النفط والغاز صناعةً معقدةً ومليئة بالتحديات، خصوصًا في المنطقة التي تعمل فيها؛ حيث يتميز بارتفاع الضغط وارتفاع كثافة ثاني أكسيد الكربون والعديد من المخاطر، وقد واجهت زيانة العديد من هذه التحديات خلال مسيرتها العملية خصوصا كونها المرأة الوحيدة الموجودة في هذا الحقل، لكن بفضل الالتزام والعمل الجاد؛ تمكنت بنجاح من التغلب على هذه التحديات وتحقيق النجاح في هذا المجال الصعب، فبفضل تطوير ذاتها واستخدام أحدث التقنيات وبخاصة منهجية تحسين الأداء (لين) القائمة على البيانات لتحليل وتحسين العمليات من خلال تقليل التباين وزيادة الكفاءة؛ تمكنت زيانة من تحسين الأداء بصورة ملحوظة، وتحسين العمليات وزيادة مستوى الجودة في صناعة النفط والغاز.
أبرز إنجازاتها:
مسيرة زيانة العملية حافلة بالعديد من الإنجازات، من أبرزها زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال من محطة رباب هرويل إلى محطة صلالة لإنتاج الكهرباء بمقدار 0.7 مليون قدم مكعب ما يعادل 60 مليون دولار سنويا، ونجحت أيضا في إعادة تشغيل ضاغط في محطة بيربا، مما أسهم في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بصورة كبيرة بعدما كان خارج الخدمة لعقود.
تعتقد زيانة بأن هذا مجال النفط والغاز ليس مقتصرًا على الرجال فقط، بل هو مجال يمكن للجميع الإبداع فيه، بما في ذلك النساء، حيث تؤكد في حديثها لـ “أثير” بأن النساء يملكن القدرة على تحقيق النجاح والتفوق في أي مجال، لهذا يجب تجاوز القيود والتحديات الاجتماعية والسعي دائمًا إلى تطوير المهارات وتحقيق الأهداف خدمةً لبلدنا.
عبر “أثير” وجهت زيانة رسالة للمرأة العمانية في يومها السنوي، فحواها “على المرأة العمانية أن تؤمن بقدرتها على تحقيق النجاح في أي مجال تختاره، فهي تحتاج فقط إلى الثقة بالنفس والعمل الجاد والاعتزاز بإرادتها القوية، نحن النساء نمتلك القوة لتحقيق الإنجازات الكبيرة وتغيير العالم من حولنا لصالحنا.”.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: النفط والغاز
إقرأ أيضاً:
مدبولي: ندعم جهود المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لتصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا
افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، خلال جولته في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مصنع "شين شينج- Xin Xing" الصيني لإنتاج المواسير المصنوعة من حديد الدكتايل، ورافقه الفريق المهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والمهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء طارق الشاذلي، محافظ السويس، ووليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وممثلي السفارة الصينية في القاهرة، ومسئولي شركة "شين شينج" في الصين ومصر.
وعقب الافتتاح، أشار رئيس الوزراء إلى أن مشروع "شين شينج" يكتسب أهمية خاصة كونه يسهم في خفض الفاتورة الاستيرادية من مواسير الدكتايل، التي تدخل بدورها في العديد من المشروعات القومية الكبرى في المرافق والبنية التحتية والإسكان، بالإضافة إلى استهداف المشروع توطين هذه الصناعة المهمة؛ لتلبيةً احتياجات السوق المحلية والأسواق المجاورة إقليميًّا وكذلك التصدير للخارج.
كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة تواصل دعمها لجهود المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لجذب الاستثمارات في القطاعات الصناعية واللوجستية المستهدفة، وكذلك تعزيز الصادرات المصرية، مشددًا على ضرورة مواصلة العمل بوتيرة متسارعة لإنجاز أعمال التطوير الجارية بالموانئ والمناطق الصناعية، التي تجعل المنطقة الاقتصادية مركزًا لوجستيًّا رائدًا لدعم سلاسل الإمداد العالمية.
فيما صرح وليد جمال الدين بأن المنطقة الاقتصادية تحرص على تقديم مختلف أوجه الدعم للمستثمرين لتيسير إجراءات وخطوات تنفيذ مشروعاتهم داخل المنطقة، مشيرًا إلى أن توقيع عقد مشروع "شين شينج" كان في مارس من عام 2024، وتم وضع حجر أساس المشروع في أبريل من العام نفسه، والآن نشهد افتتاحه رسميًّا، وهو ما يعكس التعاون الكامل بين المنطقة الاقتصادية والمطور الصناعي والمستثمر، وفي ضوء هذا النهج التكاملي الذي تنتهجه الهيئة نجحت خلال الفترة الماضية في تنفيذ تعاقدات فعلية على 274 مشروعا داخل المنطقة؛ سواءً بالموانئ أو المناطق الصناعية ويتم افتتاح هذه المشروعات واحدًا تلو الآخر ما يجعل من عام 2025 هو "عام الافتتاحات" بالنسبة للهيئة.
ولفت رئيس المنطقة الاقتصادية إلى تطلع الهيئة للمزيد من التعاقدات خلال المرحلة المقبلة؛ تحقيقًا للرؤية الاستراتيجية للهيئة بتوطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، والتصدير للخارج.
وخلال جولته بالمصنع لتفقد مراحل الإنتاج، استمع رئيس مجلس الوزراء لشرح من مسئولي الشركة حول المصنع، مشيرين إلى أنه يقع على مساحة 270,5 ألف متر مربع، بنطاق المطور الصناعي شركة "تيدا - مصر" داخل منطقة السخنة الصناعية التابعة لاقتصادية قناة السويس، فيما تبلغ استثمارات المشروع نحو 150 مليون دولار، ويتيح 700 فرصة عمل مباشرة، فضلًا عن 220 فرصة عمل غير مباشرة، وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية له 250 ألف طن من مواسير الدكتايل.
وتجول رئيس الوزراء ومرافقوه في المصنع، واستمع إلى شرح متكامل عن مراحل التصنيع، معبرا عن سعادته بافتتاح المرحلة الأولى بالمصنع، وتمنياته بالتوفيق في المراحل القادمة، ومؤكدا لمسئولي الشركة دعم الحكومة المستمر، وثقتها في هذه الاستثمارات الجادة.