تقرير أمريكي: عودة ترامب المحتملة للبيت الأبيض تثير قلقاً دولياً
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
شفق نيوز/ نشر موقع "فورن أفيرز" الأمريكي، يوم الأربعاء، تقريراً تحليليا يؤكد أن إمكانية عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تثير قلقا بشأن أثر ذلك على السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
التقرير ذكر أن البعض يجادل بأن الاختيار بين المرشحين الرئيسيين الحاليين يعد اختيارا ليس ذا أهمية كبيرة، حيث واصل الرئيس جو بايدن سياسات ترامب المتمثلة في القسوة على الصين واعتماد جدول أعمال حمائية.
ومع ذلك، قال التقرير إن أسلوب بايدن يعتبر بسيطا وواضحا، في حين كان ترامب يتبع أسلوبا مفخخا فوضويا.
وبحسب "فورين أفيرز"، تجمع إستراتيجية بايدن بين ضوابط التصدير على التكنولوجيات الحساسة، والقيود المفروضة على الاستثمارات، والتعريفات الجمركية، في حين تهدف التدابير الاقتصادية المحلية إلى زيادة القدرة التنافسية التكنولوجية للولايات المتحدة وخلق فرص العمل.
وفي تايوان، أعرب ترامب عن التزام أقوى بالدفاع عن الجزيرة ذات الحكم الذاتي. لذا، فإن عواقب العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ستكون وخيمة إذا عاد ترامب للرئاسة ثانية، ما يجبر شركاء أمريكا من الهند والمحيط الهادئ وأوروبا على اتخاذ خيار غير مريح بين الولايات المتحدة والصين. بل إن الخطر سيزيد بسبب زيادة نفوذ السلطة التنفيذية على مسائل السياسة الخارجية وتقلص رقابة الكونغرس، بحسب التقرير.
ورأى "فورين أفيرز" أن ما يبعث على القلق أكثر من ذلك أن التزام الولايات المتحدة بتعددية الأطراف قد يعرضها لهجوم مباشر، في ظل إدارة ترامب الثانية، سواء من حيث المبدأ أو من حيث الممارسة.
وأضاف أنه قد تنطوي انتخابات عام 2024 على شوكة قوية مماثلة في طريق السياسة الخارجية للولايات المتحدة من حيث الممارسة والأسلوب الدبلوماسيان، إذ إن بايدن هو أكثر رؤساء الدول الأطلسية التي شهدتها الولايات المتحدة منذ الحرب الباردة صداقة لأوروبا، في حين أن ترامب اتهم أوروبا مرارًا وتكرارًا بالركوب على ظهر الولايات المتحدة. وعليه فإن التهديد اليومي لخروج الولايات المتحدة من بعض الدول والحروب من شأنه أن يخلق اضطرابا يقلل من الفوائد التي يحصل عليها حلفاء الولايات المتحدة في تلك الدول.
اختلاف جذري
ويختلف الرجلان أيضا اختلافا جذريا في مواقفهما تجاه تغير المناخ وقضية تايوان، حيث إن احتمال حدوث تغيير جذري في السياسة العامة سيكون كبيرا، وفقا للتقرير.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة تعتبر العمود الفقري لنظام عالمي متعدد الأطراف لأكثر من سبعة عقود، مع طموحها لتحقيق المزيد من السلام والاستقرار والازدهار، بيد أن النظرة العالمية الأساسية التي تتمسك بهذا النهج إزاء السياسة الخارجية تعرضت للهجوم لأن قيادة ترامب أضعفت القدرة على التنبؤ بالتزامات واشنطن بقرارها سحب الولايات المتحدة من اتفاقات باريس للمناخ، إلى جانب تهديدها بإنهاء مشاركة الولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية، وسحب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتقديم سلسلة من الهجمات على منظمة حلف شمال الأطلسي، التي تعتبر حجر الأساس للأمن عبر الأطلسي.
ومنذ رحيل ترامب في العام 2021، قال التقرير إن استياء البلدان الفقيرة ازداد بسبب عوامل عدة مثل فشله في توفير استجابة مادية كافية للقضايا العالمية. كما تعاني بعض دول العالم من جراء القيود السياسية ومحدودية فرص الحصول على المنافع العامة العالمية. ويتهم المنتقدون الولايات المتحدة بازدواجية المعايير الدولية التي لم تلتزم بها، مثل احترام سيادة الدولة وحماية المدنيين. وقد زادت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس من تأجيج هذا الشعور.
واتهمت الولايات المتحدة أيضا بدورها المصغر في قيادة المؤسسات الدولية وفشلها في وضع معايير غير متكافئة للعضوية الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بحسب "فورين أفيرز"، لذا فإن المتنافسَين الأساسيين للرئاسة الأمريكية القادمة يعرضان رؤى مختلفة للنظام العالمي المستقبلي، حيث تتمثل رؤية بايدن بجعل الشركاء والشراكات في مركز إستراتيجي للولايات المتحدة، بينما يرى ترامب أنّ النظام الحالي مخالف لمصالح الولايات المتحدة.
آثار عميقة
وقال التقرير إنه "كان لهذين الرأيين العالميين آثار عميقة، مع استعادة بايدن مشاركة الولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية، واتفاقات باريس، ومجلس حقوق الإنسان".
وتقدم الانتخابات الرئاسية الأمريكية خيارا يعرض رؤى مختلفة للنظام العالمي المستقبلي طغت فيها الحماية على التجارة، التي كانت فيما مضى القلب النابض للنزعة الدولية للولايات المتحدة، بحسب التقرير.
ورأى "فورين أفيرز" أنه في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فإن احتمال التخلي عن منظمة التجارة العالمية واعتماد تعرفة جمركية بنسبة 10 في المئة على السلع المستوردة سيصبح أمرا حقيقيا.
وتعني ولاية ترامب الثانية الالتزام الرسمي للولايات المتحدة بالتصدي لتغير المناخ والاستعاضة عن الدبلوماسية المتأنية بسياسة أحادية قابلة للاشتعال، بحسب التقرير، الذي رأى أنه على الصعيد الأوروبي، استفادت أوروبا أكبر استفادة من الاستثمار الأمريكي في نظام دولي يحتضن تعددية الأطراف، ولكن ولاية ترامب الثانية يمكن أن تغير ذلك بشكل سريع، حيث حذرت بعض البلدان من ولاية ثانية لترامب، في حين تتوقع بلدان أخرى مجالا أوسع من الاستقلال الذاتي في عالم خالٍ من تقلبات قوة الولايات المتحدة أو انحيازها إلى جانب أحد الأطراف.
وقال التقرير إن نتيجة الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة ستؤثر على جميع أنحاء العالم، لذا يتحتم على بقية العالم أن يفكّر استراتيجيا وتكتيكيا حول كيفية تسخير القوة الأمريكية. ويجب على أوروبا أن تفكر في الكيفية التي يمكن أن تكون بها شريكا أساسيا للولايات المتحدة وألّا تركز على المعادلة العكسية.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي ترامب البيت الابيض أمريكا للولایات المتحدة السیاسة الخارجیة الولایات المتحدة فورین أفیرز التقریر إن المتحدة من فی حین
إقرأ أيضاً:
أعداد قياسية من الأمريكيين تطلب الجنسية البريطانية منذ عودة ترامب للحكم
ارتفعت طلبات الأمريكيين للحصول على الجنسية البريطانية بنسبة 12% خلال 3 أشهر من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بسبب القلق من التداعيات السياسية والاجتماعية لهذه العودة. كما سُجلت أيضا زيادة في طلبات مواطني هذا البلد الدراسة ببريطانيا. اعلان
سجلت المملكة المتحدة عدداً قياسياً في طلبات الحصول على الجنسية البريطانية من مواطنين أمريكيين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، وذلك بعد فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية وعودته إلى البيت الأبيض.
وبحسب فاينانشيال تايمز البريطانية، فإن دراسة أجرتها شركة محاماة متخصصة في قضايا الهجرة قد أظهرت أن 1930 أمريكياً تقدموا رسمياً بطلبات للحصول على الجنسية البريطانية بين يناير ومارس 2025، وهو أعلى معدل منذ بدء تسجيل هذه البيانات. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 12% مقارنة بالربع الأخير من عام 2024.
وقال أونو أوكيرغا، مدير إحدى شركات الاستشارات القانونية في لندن، إن الدافع الرئيسي وراء هذا الاهتمام يعود إلى "الخوف المتزايد من المستقبل السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة، إلى جانب البحث عن استقرار اقتصادي وأمن شخصي أكبر".
Related بريطانيا تشترط إجادة المهاجرين للغة الانجليزية للحصول على حق الإقامة على أراضيهااليمين المتطرف الأوروبي يجتمع في إيطاليا لبحث الإعادة القسرية للمهاجرين إلى بلدانهمصافي الهجرة إلى بريطانيا ينخفض إلى النصف تقريبا في سنة 2024كما سجلت وزارة الداخلية البريطانية ارتفاعاً بنسبة 9.6% في عدد الطلبات الأمريكية للحصول على تأشيرات دراسية في بريطانيا خلال نفس الفترة، مقارنة بالعام السابق، وهو ما يُعزى جزئياً إلى التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها ترامب ضد بعض الجامعات الأمريكية الكبرى، والتي اتهمها بتبني خطاب يساري متطرف.
وأشارت المحامية كلير نيلسون إلى أن الفئات الأكثر حساسية من السياسات الداخلية الأمريكية، مثل مجتمع المثليين والمتحولين جنسياً، أصبحت أكثر ميلاً للبحث عن فرص خارج الولايات المتحدة، مضيفة أن "المناخ السياسي الحالي دفع العديد إلى النظر إلى المملكة المتحدة باعتبارها وجهة آمنة ومستقرة".
من جهتها، أوضحت مادلين سمبشن، مديرة مرصد الهجرة في جامعة أكسفورد، أن هناك علاقة واضحة بين تغير المشهد السياسي في الولايات المتحدة وارتفاع معدل طلبات الجنسية البريطانية، مشيرة إلى أن التشريعات الجديدة المتعلقة بالمواطنة، والتي توسع حقوق الأمريكيين من ذوي الأصول البريطانية، ساعدت في تعزيز هذا الاتجاه.
يُذكر أن إجمالي عدد طلبات الجنسية البريطانية بلغ 72,729 في الربع الأول من 2025، وهو أعلى مستوى مسجل، مما دفع الحكومة البريطانية إلى اتخاذ إجراءات جديدة بهدف تقنين الهجرة القانونية ومواجهة التدفق الكبير على برامج الجنسية والتأشيرات.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة