مع استمرار الحرب التى تدور رحائها بين قوات الاحتلال الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مجموعة من التحديات الخطيرة، حيث يعتبر نتنياهو محاصرًا بسبب الضغوط الناجمة عن التطورات الحالية فى السياسة والحرب والميزانية.
ووفقًا لتقرير وكالة "بلومبرج"، يتعرض نتنياهو لقيود متعددة، بدءًا من الجوانب العسكرية والدبلوماسية والمالية، وحتى التحديات القانونية.

يتساءل الجمهور بشكل متزايد حول استمرارية حكومته فى عام ٢٠٢٤، خاصةً فى ظل التوتر بين قيادته للبرلمان وانعدام الثقة من قبل الجمهور.
تبرز التحديات المالية أيضًا، حيث يجد نتنياهو نفسه مضطرًا لمواجهة الديون المتزايدة والحفاظ على رضى شركائه فى الائتلاف لتأمين استمراره فى المنصب. 
وتضيف "بلومبرج" أن هناك تحديات أخرى تأتى من جهات متعددة، بدءًا من التوترات الإقليمية ووصولاً إلى التحديات الدبلوماسية.
فى سياق قانوني، يشير التقرير إلى أن نتنياهو يواجه تحديا قانونيا كبيرا ينبعث من جنوب أفريقيا التى تعتزم رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام المحكمة الدولية فى لاهاي. يُشدد على أن هذا الوضع يعزز ضرورة خفض مستوى التصعيد العسكرى الحالي، حيث لا يمكن أن تساعد الضربات الكبيرة فى التحسين الإعلامى لإسرائيل فى هذا السياق.
وأعلنت محكمة العدل الدولية، أنها ستعقد جلسات استماع علنية الأسبوع المقبل، بشأن طلب جنوب أفريقيا بالتحقيق فى الجرائم التى ارتكبتها إسرائيل، بما فى ذلك إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين.
انتقادات داخلية
وفى كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي، انتقدت ميراف بن آري، النائبة فى الكنيست، حكومة بنيامين نتنياهو، معتبرة إياها "أسوأ حكومة فى تاريخ إسرائيل".
وأشارت بن آرى إلى وجود "أشخاص متطرفين ومحرضين ومقسمين" فى هذه الحكومة، مشيرة إلى سوء إدارتهم للحرب الحالية. وفى سياق أوسع، أكدت أنه حتى قبل بداية هذا الصراع، كان هناك فشل وإخفاقات واضحة فى أداء الحكومة.
وقالت بن آري: "حتى وإن قررنا تجاوز الحرب الحالية، وهو أمر صعب، فإنه لا يمكن تجاهل إخفاقات هذه الحكومة حتى قبل بدء النزاع الحالي". وأضافت: "خلال الحروب، يجتمع الرأى العام عادةً خلف الحكومة، ولكن فى إسرائيل، يريد أغلب الشعب أن يرحل نتنياهو".
وختمت تصريحها بالتأكيد على أن "الضرر الذى تسببت فيه هذه الحكومة سيُدرس فى التاريخ، ولم يحدث شيء كهذا من قبل".
٨٥٪ يؤيدون رحيله
فيما أظهر استطلاع رأى جديد أن فئة كبيرة من الإسرائيليين لا تريد بقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى السلطة، بعد انتهاء الحرب فى غزة.
وكشف الاستطلاع، الذى أجراه المعهد الإسرائيلى للديمقراطية، أن ٨٥ بالمائة من الإسرائيليين يريدون من نتنياهو تسليم السلطة إلى شخص آخر عقب انتهاء الحرب ضد حماس.
وحصل بينى جانتس وزير الدفاع السابق الذى يخدم حاليا إلى جانب نتنياهو فى حكومة الحرب، على ٢٣ بالمائة من أصوات المشاركين، مرشحين إياه لتولى منصب رئيس الوزراء خلفا لنتنياهو.
ويُتوقع أن يغادر زعيم المعارضة بينى جانتس حكومة الطوارئ الحربية فى الأسابيع القادمة، مما قد يُشكل فرصة لتغيير المشهد السياسى الإسرائيلي. ومع تزايد الضغوط الحالية، قد تشهد الساحة السياسية تصاعدًا للمطالبة بتغيير الحكومة وإجراء انتخابات جديدة.
وألغت المحكمة العليا فى إسرائيل، الاثنين الماضى، القانون المثير للجدل الذى أقرته الحكومة اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، والذى قلص بعض صلاحيات المحكمة العليا وأثار احتجاجات فى جميع أنحاء البلاد.
وفى قرار المحكمة الذى صدر بأغلبية ٨ مقابل ٧، صوتت المحكمة بأغلبية ضئيلة لإلغاء قانون تم إقراره فى يوليو يمنع القضاة من إلغاء قرارات الحكومة التى يعتبرونها "غير معقولة".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بنیامین نتنیاهو

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: نتنياهو في حرب مع الجميع ومحاصر في زاوية بشأن غزة

تناولت صحف ومجلات عالمية حالة العزلة السياسية التي يعيشها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية بسبب استمرار الحرب على قطاع غزة، وتزايد الانتقادات لأدائه السياسي والأمني، بالتزامن مع تعمق أزمته مع القضاء الإسرائيلي وشركائه الدوليين.

ففي تحليل نشرته صحيفة ليبيراسيون الفرنسية، رأت الصحيفة أن نتنياهو في "حرب مع الجميع"، مشيرة إلى أن تعيينه لديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) يمثل تحديا جديدا للمحكمة العليا، واستمرارا لمساعيه لتقويض أسس الديمقراطية في إسرائيل بدافع من أجندة حكومته اليمينية المتطرفة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسرائيل على شفا الانقسام.. هويات متصارعة ومجتمع يتفككlist 2 of 2واشنطن بوست: حلفاء إسرائيل يهددون بقطع العلاقات التجارية بسبب غزةend of list

وأكد التحليل أن نتنياهو لا يكتفي بقيادة حملة تدمير مأساوية ضد قطاع غزة تحت شعار القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل يتعمّد أيضا -وفق الصحيفة- استخدام الحرب غطاء لتعميق المواجهة مع المؤسسات القضائية وتصفية الحسابات السياسية داخل إسرائيل.

من جهتها، قالت مجلة فورين بوليسي إن نتنياهو بات محاصرا سياسيا في الزاوية بسبب تعنته في مواصلة الحرب على غزة، رغم مطالبات داخلية متزايدة بوقفها لإعادة الرهائن، ونقلت عن شقيق جندي إسرائيلي أسير لدى حماس أن غالبية الإسرائيليين يريدون إنهاء الحرب مقابل الإفراج عن الأسرى.

إعلان

وأضافت المجلة أن الحكومة الإسرائيلية تتجاهل رغبة الشارع، رغم أن إنهاء الحرب هو الخيار الصائب، سواء للرهائن وعائلاتهم أو للشعب الإسرائيلي بأسره، مشيرة إلى أن نتنياهو يواصل تجاهل الأصوات المنادية بإعادة النظر في خياراته.

علاقة متوترة

وفي سياق متصل، أفادت صحيفة بوليتيكو الأميركية بأن العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتنياهو تشهد توترا في الأسابيع الأخيرة، نتيجة تباين وجهات النظر حول ملفات متعددة في الشرق الأوسط، مما يعكس فتورا متزايدا في الدعم التقليدي الذي كان يحظى به نتنياهو من التيار الجمهوري.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين أن بعض أركان إدارة ترامب يشعرون بالإحباط من سلوك نتنياهو تجاه الولايات المتحدة، وتجاهله للمصالح المشتركة، رغم أن توصيف العلاقة بأنها "مقطوعة" قد يكون مبالغا فيه، إلا أن التوتر الراهن مؤشر على تغير في المزاج السياسي الأميركي.

وتحت عنوان "هل القانون الدولي الإنساني بلا فاعلية؟"، تساءل مقال رأي في صحيفة لوتون السويسرية عن مصير المعايير القانونية الدولية في ظل مشاهد الدمار في غزة وأوكرانيا، معتبرا أن الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي لا تعني زواله، بل تفرض الحاجة إلى تفعيل أدوات المحاسبة والردع.

وأوضح المقال أن قانون النزاعات المسلحة خُلق ليُخترق، لكنه أيضا يتضمن آليات للاستجابة، تبدأ من الإدانة السياسية وتنتهي بالعقوبات القانونية، مشيرا إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في التطبيق، لا في النصوص، وأن الأمل لا يزال قائما في استعادة فاعليته.

وفي ملف حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كشفت نيويورك تايمز أن بعض الدول الأوروبية تجاوبت بشكل غير مباشر مع دعوة ترامب السابقة لزيادة الإنفاق الدفاعي، حيث بدأت مناقشات جدية داخل الحلف بشأن رفع نسبة الإنفاق العسكري إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى 1.5% أخرى للجهوزية غير التقليدية بحلول عام 2032.

إعلان

وأشارت الصحيفة إلى أن دعوة ترامب، التي ووجهت برفض في البداية، باتت اليوم مقبولة بشكل جزئي في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة، وذلك يعكس تحولا في المقاربة الأوروبية للدفاع الجماعي ضمن الحلف.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يعقد اجتماعاً أمنياً طارئاً وسط تصاعد التوتر بين الحكومة والجيش الإسرائيلي
  • أكسيوس: ساعر حذر نتنياهو من "خطأ" قطع المساعدات عن غزة
  • نتنياهو يُقيل غالبية أعضاء لجنة التعيينات العليا في إسرائيل تمهيدًا لإحكام السيطرة على المناصب الحكومية
  • هل خيَّب ترامب.. حقًا.. آمال نتنياهو واليمين الإسرائيلى؟
  • الكوز (المحترم) يواجه الإهانة في المحكمة!
  • صحف عالمية: نتنياهو في حرب مع الجميع ومحاصر في زاوية بشأن غزة
  • باحثة دولية: الرأي العام الدولي انقلب على إسرائيل لكنه غير كاف لكبح نتنياهو
  • نتنياهو يقول إن إسرائيل مستعدة لصفقة تؤدي لوقف نار مؤقت بغزة
  • نتنياهو يعين رئيسا جديدا للشاباك رغم اعتراض مستشارة الحكومة القضائية
  • نتنياهو: داعموا حماس يريدون تقويتها لتدمير إسرائيل