نتنياهو يواجه موجة من الصعوبات فى ظل الحرب والتوترات المتزايدة
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
مع استمرار الحرب التى تدور رحائها بين قوات الاحتلال الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مجموعة من التحديات الخطيرة، حيث يعتبر نتنياهو محاصرًا بسبب الضغوط الناجمة عن التطورات الحالية فى السياسة والحرب والميزانية.
ووفقًا لتقرير وكالة "بلومبرج"، يتعرض نتنياهو لقيود متعددة، بدءًا من الجوانب العسكرية والدبلوماسية والمالية، وحتى التحديات القانونية.
تبرز التحديات المالية أيضًا، حيث يجد نتنياهو نفسه مضطرًا لمواجهة الديون المتزايدة والحفاظ على رضى شركائه فى الائتلاف لتأمين استمراره فى المنصب.
وتضيف "بلومبرج" أن هناك تحديات أخرى تأتى من جهات متعددة، بدءًا من التوترات الإقليمية ووصولاً إلى التحديات الدبلوماسية.
فى سياق قانوني، يشير التقرير إلى أن نتنياهو يواجه تحديا قانونيا كبيرا ينبعث من جنوب أفريقيا التى تعتزم رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام المحكمة الدولية فى لاهاي. يُشدد على أن هذا الوضع يعزز ضرورة خفض مستوى التصعيد العسكرى الحالي، حيث لا يمكن أن تساعد الضربات الكبيرة فى التحسين الإعلامى لإسرائيل فى هذا السياق.
وأعلنت محكمة العدل الدولية، أنها ستعقد جلسات استماع علنية الأسبوع المقبل، بشأن طلب جنوب أفريقيا بالتحقيق فى الجرائم التى ارتكبتها إسرائيل، بما فى ذلك إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين.
انتقادات داخلية
وفى كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي، انتقدت ميراف بن آري، النائبة فى الكنيست، حكومة بنيامين نتنياهو، معتبرة إياها "أسوأ حكومة فى تاريخ إسرائيل".
وأشارت بن آرى إلى وجود "أشخاص متطرفين ومحرضين ومقسمين" فى هذه الحكومة، مشيرة إلى سوء إدارتهم للحرب الحالية. وفى سياق أوسع، أكدت أنه حتى قبل بداية هذا الصراع، كان هناك فشل وإخفاقات واضحة فى أداء الحكومة.
وقالت بن آري: "حتى وإن قررنا تجاوز الحرب الحالية، وهو أمر صعب، فإنه لا يمكن تجاهل إخفاقات هذه الحكومة حتى قبل بدء النزاع الحالي". وأضافت: "خلال الحروب، يجتمع الرأى العام عادةً خلف الحكومة، ولكن فى إسرائيل، يريد أغلب الشعب أن يرحل نتنياهو".
وختمت تصريحها بالتأكيد على أن "الضرر الذى تسببت فيه هذه الحكومة سيُدرس فى التاريخ، ولم يحدث شيء كهذا من قبل".
٨٥٪ يؤيدون رحيله
فيما أظهر استطلاع رأى جديد أن فئة كبيرة من الإسرائيليين لا تريد بقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى السلطة، بعد انتهاء الحرب فى غزة.
وكشف الاستطلاع، الذى أجراه المعهد الإسرائيلى للديمقراطية، أن ٨٥ بالمائة من الإسرائيليين يريدون من نتنياهو تسليم السلطة إلى شخص آخر عقب انتهاء الحرب ضد حماس.
وحصل بينى جانتس وزير الدفاع السابق الذى يخدم حاليا إلى جانب نتنياهو فى حكومة الحرب، على ٢٣ بالمائة من أصوات المشاركين، مرشحين إياه لتولى منصب رئيس الوزراء خلفا لنتنياهو.
ويُتوقع أن يغادر زعيم المعارضة بينى جانتس حكومة الطوارئ الحربية فى الأسابيع القادمة، مما قد يُشكل فرصة لتغيير المشهد السياسى الإسرائيلي. ومع تزايد الضغوط الحالية، قد تشهد الساحة السياسية تصاعدًا للمطالبة بتغيير الحكومة وإجراء انتخابات جديدة.
وألغت المحكمة العليا فى إسرائيل، الاثنين الماضى، القانون المثير للجدل الذى أقرته الحكومة اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، والذى قلص بعض صلاحيات المحكمة العليا وأثار احتجاجات فى جميع أنحاء البلاد.
وفى قرار المحكمة الذى صدر بأغلبية ٨ مقابل ٧، صوتت المحكمة بأغلبية ضئيلة لإلغاء قانون تم إقراره فى يوليو يمنع القضاة من إلغاء قرارات الحكومة التى يعتبرونها "غير معقولة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بنیامین نتنیاهو
إقرأ أيضاً:
يصب في مصلحة إسرائيل.. نتنياهو يطلب رسميا العفو عنه في قضايا الفساد
القدس (CNN)-- طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسميًا العفو عنه، في محاكمته الطويلة بتهم الفساد، بحجة أن ذلك "يصب في المصلحة العامة".
وفي رسالة موجهة إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، كتب نتنياهو أن محاكمته أصبحت "محور جدل حاد" يتحمل عنها "مسؤولية عامة واسعة النطاق والمزيد من المسؤولية، مع فهم التداعيات الشاملة لهذه الأحداث".
وقال نتنياهو إنه من "مصلحته الشخصية" إثبات براءته في المحاكمة الجارية، لكن "المصلحة العامة تحتم خلاف ذلك". وتم تقديم الرسالة، الخميس ونُشرت الأحد.
وبصفته رئيس الدولة الإسرائيلي، يمتلك هرتسوغ وحده الصلاحية لإصدار العفو. وقد أكد مكتبه استلامه الطلب، وأن هرتسوغ "سينظر فيه بعناية ومسؤولية كبيرتين".
وفي رسالته التي تتكون من صفحة واحدة، لم يعترف نتنياهو بالذنب ولم يقدم أي التزامات بشأن مستقبله السياسي. وقد أعلن مرارا براءته من تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
ويعد الطلب الرسمي بالعفو تراجعا عن موقف الزعيم الإسرائيلي الذي حكم البلاد لفترة طويلة، والذي قال إن لوائح الاتهام ستنهار وأنه سيُثبت براءته في المحكمة.
وكتب نتنياهو: "في مواجهة التحديات الأمنية والفرص الدبلوماسية الحالية أمام دولة إسرائيل، ألتزم ببذل كل ما في وسعي لرأب الصدع، وتحقيق الوحدة الوطنية، واستعادة ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة، وأتوقع من جميع فروع الحكومة أن تفعل نفس الأمر".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا في القضية برسالة خاصة إلى الرئيس الإسرائيلي، طلب فيها العفو عن من يعتبره، بلا شك، أبرز مؤيديه الدوليين.
وكتب ترامب في الرسالة التي نشرها المتحدث باسم الرئيس الإسرائيلي: "أدعوكم بموجب هذا إلى العفو الكامل عن بنيامين نتنياهو، الذي كان رئيس وزراء مذهلا وحازما في وقت الحرب، وهو الآن يقود إسرائيل إلى وقت السلام".
"المذنب فقط هو من يطلب العفو"
وسارعت المعارضة إلى انتقاد طلب نتنياهو، الذي واجه اتهامات بإثارة الخلافات داخل المجتمع الإسرائيلي - ضد السكان العرب واليسار تحديدًا - بالإضافة إلى إطالة أمد الحرب في غزة لتحقيق مكاسب سياسية خاصة به.
وحث يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، هرتسوغ على رفض طلب العفو، على الأقل بصيغته الحالية. وقال لابيد في بيان بالفيديو مخاطبا هرتسوغ: "لا يُمكنك منح نتنياهو العفو دون الإقرار بالذنب، والتعبير عن الندم، والانسحاب الفوري من الحياة السياسية".
وقال يائير غولان، رئيس حزب الديمقراطيين اليساري، على "إكس": "المذنب فقط هو من يطلب العفو. بعد 8 سنوات من المحاكمة، وبعد عدم إسقاط القضايا المرفوعة ضده، يطلب نتنياهو العفو الآن".
لكن حلفاء نتنياهو السياسيين أيدوا العفو. ودعم وزير الأمن القومي اليميني المتشدد، إيتمار بن غفير، هذا الطلب، وقال في بيان إنه "أمر بالغ الأهمية لأمن الدولة".