مخاوف من السيناريو الأسوأ .. كيف تؤثر هجمات الحوثيين على سوق الطاقة؟
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
#سواليف
أثارت #الأعمال_العسكرية التي يشهدها #البحر_الأحمر، أحد أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم، مخاوف من ارتفاع #أسعار #النفط و #الغاز، مما ستكون له تبعات على معدلات #التضخم المرتفعة بالفعل حول #العالم.
ومع تهديد #جماعة_الحوثي بمواصلة هجماتها على الممر الذي تمر من خلاله نحو 12 في المئة من #التجارة_العالمية، يحذر محللون من تأثير ذلك على سوق الطاقة.
وشنت القوات الأميركية والبريطانية، فجر الجمعة، عشرات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في العاصمة #صنعاء، ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة.
مقالات ذات صلة الأربعاء .. طقس بارد مع ظهور كميات من السُحب 2024/01/17وفجر السبت، استهدفت الولايات المتحدة مجددا قاعدة جوية في صنعاء الخاضعة لسيطرة #الحوثيين منذ عام 2014. وقال الجيش الأميركي إنه ضرب “موقع رادار في اليمن”.
وفجر الاثنين، أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) أنها أسقطت، عصر الأحد، صاروخ كروز أُطلق من منطقة تخضع لسيطرة الحوثيين في اليمن، باتجاه مدمرة أميركية في جنوب البحر الأحمر، دون وقوع أضرار أو إصابات.
ويوضح الخبير المختص بأسعار الطاقة، عامر الشوبكي، أن التأثير على سوق الطاقة لايزال هامشيا حتى الآن، لكنه يحذر من #سيناريوهات أخرى قد تحدث في حال #امتداد_الصراع ودخول إيران على الخط.
ويوضح الشوبكي، في تصريحاته لموقع الحرة، أنه لا يوجد نقص في الإمدادات العالمية، وحاليا يوجد علاوة مخاطرة بين دولارين إلى ثلاثة لكل برميل نفط، وتختلف من يوم إلى آخر. والعلاوة أيضا هامشية على الغاز الأوروبي والغاز الأميركي، وهي فقط بسبب موجة التجمد التي تضرب العديد من المناطق في الولايات المتحدة وشمال أوروبا، كما أن أسعار الغاز في آسيا مستقرة.
وأضاف الشوبكي أن ما حدث للبحر الأحمر هو إطالة الفترة الزمنية اللازمة لإيصال شحنات النفط والغاز من المصدرين إلى المستوردين، إذ أن المسافة الإضافية في نقل شحنات النفط والغاز تحتاج سفنا إضافية لتوريد الشحنات في مواعيدها المحددة في الاتجاهين: النفط الروسي من القارة الأوروبية إلى آسيا، والنفط والغاز المسال الأميركي إلى آسيا، والنفط الخليجي إلى القارة الأوروبية.
ويعد البحر الأحمر طريقا حيويا لتدفق الطاقة، حيث تعبر ناقلات النفط التي تحمل ما بين 8 إلى 10 في المئة من النفط العالمي، وما يصل إلى 8 في المئة من الغاز الطبيعي المسال سنويا. ويؤدي تعطيل الملاحة والمخاطر المتزايدة إلى ارتفاع تكاليف الشحن وزيادة أقساط التأمين.
وبعد الغارات الأميركية والبريطانية، قفز خام برنت بما يصل إلى 2.5 في المئة، ليصل إلى 80 دولارا للبرميل وسط مخاوف من حدوث مزيد من الاضطراب في الشحن، ومن أن الصراع قد يتسع ليتحول إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا.
لكن الأسعار استقرت، الاثنين، مع ترقب المستثمرين لأي اضطرابات في إمدادات النفط أو الغاز في الشرق الأوسط.
وانخفض سعر الغاز المسال في آسيا في المعاملات الفورية إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر عند 10.10 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، الجمعة، مدعوما بمستويات تخزين جيدة في كل من أوروبا وشمال شرق آسيا.
الأزمة “تتفاعل”
لكن الأزمة “لا تزال تتفاعل”، وهناك شركات غاز ونفط إضافية تعلن عدم مرورها من هذا الطريق الأقصر بين أوروبا وآسيا بالاتجاهين، وفق الشوبكي.
وذكرت وكالة بلومبرغ الأميركية، أن قطر “توقفت مؤقتا” عن نقل الغاز الطبيعي المسال عبر مضيق باب المندب، وسط تصعيد عسكري بمنطقة البحر الأحمر.
وقالت وكالة رويترز إن التصعيد في المنطقة أدى إلى تعطيل ما لا يقل عن أربع ناقلات للغاز الطبيعي المسال، مطلع الأسبوع، وذلك بعد أن شنت القوات الأميركية والبريطانية عشرات الضربات الجوية على الحوثيين.
وقال مصدر مطلع لرويترز، الاثنين، إن شركة قطر للطاقة، إحدى أكبر مُصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، توقفت عن إرسال ناقلات عبر البحر الأحمر رغم استمرار الإنتاج.
وأضاف المصدر لرويترز: “إنها فترة توقف للحصول على المشورة الأمنية. إذا ظل المرور (عبر) البحر الأحمر غير آمن فسنمر عبر رأس الرجاء الصالح”.
ووفقا لبيانات تتبع السفن من “إل.أس.إي.جي”، تم تحميل ناقلات الغارية والحويلة والنعمان في ميناء رأس لفان في قطر، وكان من المفترض أن تتجه إلى قناة السويس لكنها توقفت قبالة ساحل عمان في 14 يناير. وتوقفت الناقلة الركيات يوم 13 يناير في طريقها بالبحر الأحمر
ووفقا لبيانات مجموعة بورصات لندن، شحنت قطر ثاني أكبر مُصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم أكثر من 75 مليون طن من الوقود في عام 2023، ذهب 14 مليون طن منها إلى مشترين في أوروبا و56.4 مليون طن إلى آسيا.
ويرتبط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط عن طريق قناة السويس، مما يشكل أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا، ويرتبط بخليج عدن عن طريق مضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي.
ويمكن للطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، الذي اختارته شركات شحن مختلفة، أن يضيف حوالي 9 أيام إلى الرحلة التي تستغرق عادة 18 يوما إلى أوروبا.
وأظهرت بيانات أخر من “إل.أس.إي.جي” و”كيبلر”، الاثنين، أن ست ناقلات نفط أخرى على الأقل حولت مسارها بعيدا عن جنوب البحر الأحمر أو توقفت قبل دخوله، منذ مطلع الأسبوع.
ويصل بذلك إجمالي عدد حالات اضطرابات الشحن، التي أحصتها رويترز، إلى إجمالي 15 حالة على الأقل منذ الضربات على مواقع للحوثيين. ومن بين أهم الشركات التي أعلنت عدم مرورها من البحر الأحمر بسبب “خطورة الوضع للغاية” شركة النقل الألمانية Hapag-Lloyd، وشركة Maersk الدنماركية للشحن.
ويوضح الشوبكي أن التأثيرات، في الماضي، كانت تقتصر على الحاويات وشركات شحن البضائع، أما الآن فامتد تأثير الأزمة إلى شركات النفط والغاز، مع إعلان المزيد عدم مرورها في هذا الطريق المهم.
ويلفت الخبير أيضا إلى أن الولايات المتحدة تستخدم البحر الأحمر بسبب مشكلة الجفاف في قناة بنما، وهذا الممر ضروري لنقل الغاز المسال من شرق الولايات المتحدة إلى آسيا.
سيناريوهات أخرى
ورغم التأثير الهامشي، حاليا، هناك سيناريوهات قد تفاقم الوضع، وفق الشوبكي، وهي رد جماعة الحوثي على الغارات وإغلاقها مضيق باب المندب بشكل كامل، مما يعني الضغط على أسعار النفط وزيادته ثلاثة دولارات.
والسيناريو الآخر، حسب الشوبكي، أن تدخل إيران طرفا في هذا الصراع، مما يشكل تهديدا على منابع النفط في الخليج أو مضيق هرمز، والأخير يصدر 22 في المئة من غاز العالم و25 في المئة من نفطه، وحينها قد تصعد الأسعار إلى أكثر من 150 دولارا.
وتشير “بوليتيكو” في تحليل للأزمة إلى مخاوف من أن دور إيران في إثارة الصراع في المنطقة قد يؤدي إلى قيام الدول الغربية باستهداف صادرات الطاقة الإيرانية مرة أخرى.
ووفقا لسيمون تاجليابيترا، من مركز أبحاث بروجيل في بروكسل، كان هناك “جهد متعمد حقا”، في الأشهر الأخيرة، لتخفيف القيود المفروضة على بيع النفط الإيراني، الذي يذهب معظمه إلى الصين وساعد في خفض الأسعار في السوق العالمية، وقد يؤدي تجدد الصراع إلى تطبيق إجراءات أكثر صرامة على طهران، مما يؤدي إلى زيادة المخاوف بشأن الإمدادات.
ويقول وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في “آي أن جي غروب” إنه “لم تكن الضربات الجوية الأميركية والبريطانية مفاجئة، ولكن بالنظر إلى التهديد الذي تواجهه السفن واضطرابات الشحن بسبب هجمات الحوثيين، يبدو من الواضح أن هناك تصعيدا للصراع”.
ويوضح أن الخطر الأكبر هو “انتشار الصراع وبدأ السوق يرى تهديدات للتدفقات القادمة من الخليج”.
وقال جيوفاني ستونوفو، من “يو بي أس غروب إيه جي” لمجلة “تايم” إن انتعاش النفط كان مدفوعا بتصور السوق أن ما يحدث تصعيد للصراع. ومع ذلك، فإن “أي علاوة مخاطرة لن تستمر إلا في حالة حدوث انقطاع في إمدادات النفط”.
ويرى الشوبكي أنه إذا لم يتأجج الصراع، “ستهدأ الأزمة وربما سيكون ذلك دليلا على نجاح الولايات المتحدة في تقليص قدرة الحوثيين على تهديد الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وسيشجع ذلك عودة الشركات للعمل في هذا الممر الهام”، وفق الشوبكي.
وتتوقع فاندانا هاري، مؤسسة شركة فاندا إنسايتس الاستشارية “ضبط النفس واتباع دبلوماسية القنوات الخلفية لمنع التوترات من الخروج عن نطاق السيطرة والتسبب في حريق إقليمي”، ورغم ذلك، سوف تستمر التقلبات في الأسعار مع تطور الوضع، وفق حديثها مع “تايم”.
ويرى الشوبكي أن انقطاع الإمدادات، لو حدث، سيكون شبيها بما حدث خلال جائحة كورونا، “وبالنظر إلى أهمية البحر الأحمر ومضيق باب المندب وقناة السويس في التجارة العالمية، إذا حدث انقطاع لهذا الممر، سترتفع معدلات التضخم في العالم نصف درجة إضافية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأعمال العسكرية البحر الأحمر أسعار النفط الغاز التضخم العالم جماعة الحوثي التجارة العالمية صنعاء الحوثيين سيناريوهات امتداد الصراع الأمیرکیة والبریطانیة الولایات المتحدة مضیق باب المندب الطبیعی المسال النفط والغاز البحر الأحمر فی المئة من فی العالم مخاوف من إلى آسیا
إقرأ أيضاً:
المفوضية الأوروبية تُقدّم مقترحًا جديدًا لإنهاء اعتماد بروكسل على النفط والغاز الروسيين
قدمت المفوضية الأوروبية اقتراحًا قانونيًّا جديدًا يهدف إلى تحديد المواعيد النهائية والاستراتيجيات التي ستنفذها دول الاتحاد الأوروبي للتخلص تدريجيًّا من اعتمادها على النفط والغاز الروسي، في إطار خطة "REpowerEU". اعلان
نشرت المفوضية الأوروبية يوم الثلاثاء مقترحًا تشريعيًّا جديدًا يهدف إلى تمكين الاتحاد الأوروبي من التخلص تدريجيًّا من واردات النفط والغاز الروسي بحلول عام 2027.
ويُحدّد هذا المقترح المواعيد النهائية والاستراتيجيات التي يجب أن تتبعها دول الاتحاد لتقليل اعتمادها على روسيا كمورد للوقود، وذلك في إطار خطة "REpowerEU" التي أطلقتها المفوضية لتعزيز استقلال الطاقة في القارة.
ولم يتطرق المقترح إلى قطاع الطاقة النووية، حيث أوضح مسؤول كبير في المفوضية أن هذا الجانب سيتم التعامل معه بشكل منفصل خلال لقاء مع الصحفيين.
ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية الشاملة في أوكرانيا في فبراير 2022، عمل الاتحاد الأوروبي على تقليص تدريجي لوارداته من النفط والغاز والنفط الخام والمواد النووية القادمة من روسيا.
وتظهر البيانات أنه بحلول عام 2024، لا يزال الاتحاد الأوروبي يعتمد على الواردات الروسية بنسبة 19% من الغاز و3% من إمدادات النفط الخام.
وفي تعليقها على الإعلان، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "لقد حاولت روسيا مرارًا وتكرارًا ابتزازنا من خلال استخدام إمداداتها من الطاقة كسلاح. لقد اتخذنا خطوات واضحة لإغلاق الحنفية وإنهاء عصر الوقود الأحفوري الروسي في أوروبا إلى الأبد".
بموجب مسودة القواعد التي كشفت عنها المفوضية الأوروبية، سيُمنع إبرام أي عقود جديدة لواردات الغاز الروسي ابتداءً من 1 يناير 2026. ومن المقرر أن تنتهي صلاحية العقود قصيرة الأجل الحالية بحلول 17 يونيو 2026، مع استثناءات محدودة للدول غير الساحلية التي تعتمد على اتفاقيات طويلة الأجل، حيث سيسمح لها باستيراد الغاز الروسي حتى نهاية عام 2027.
كما ينص المقترح على حظر العقود طويلة الأجل التي تشمل خدمات محطات الغاز الطبيعي المسال بالتعاون مع شركات روسية، في خطوة تهدف إلى فتح المجال أمام موردين بديلين وتحرير البنية التحتية الخاصة بالاستيراد.
ويُطلب بموجب ذات القواعد من دول الاتحاد الأوروبي تقديم خطط مفصلة للتنويع الطاقي، تتضمن الخطوات والمعالم المحددة لتحل محل واردات الطاقة الروسية، وذلك في إطار الالتزام بخطة "REpowerEU" وإنهاء الاعتماد الكامل على الوقود الأحفوري الروسي.
Relatedأوروبا تحظر واردات الغاز الروسي بنهاية 2027 حتى لا تبقى تحت رحمة موسكومصادر: موسكو وواشنطن تبحثان عودة الغاز الروسي إلى أوروبا عبر صفقة سلامزيلينسكي يتحدى رئيس وزراء سلوفاكيا لحل نزاع إمدادات الغاز الروسي ولا انفراجة في الأفقانتقادات من المجر وسلوفاكياخلال اجتماع لوزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي عُقد يوم الاثنين، أعربت كل من المجر وسلوفاكيا عن رفضهما للخطة المقترحة من المفوضية الأوروبية.
وقال وزير خارجية المجر بيتر سيارتو في تدوينة نشرها على منصة "إكس": "سياسة الطاقة هي اختصاص وطني، وهذه الخطة تهدد سيادتنا وأمننا الطاقي. وبالنظر إلى التصعيد في الشرق الأوسط، اقترحنا عدم طرح مثل هذه الخطة إطلاقًا".
وعلى الرغم من هذه المعارضة، أكدت المفوضية الأوروبية أنها ماضية في إعداد النص التشريعي دون تعديلات جوهرية.
من جانبه، أعرب الوزير الدنماركي للمناخ والطاقة لارس آغارد، عن تطلع الرئاسة الدنماركية المقبلة لمجلس الاتحاد الأوروبي - التي تبدأ في الأول من يوليو - إلى التوصل إلى اتفاق سياسي بشأن النص في أقرب وقت ممكن.
وأشار إلى أن بلاده ستبذل جهدًا كبيرًا لتحقيق موافقة سياسية "في أسرع وقت"، وأضاف: "إذا نجحنا في إقرار التشريع قبل العام الجديد، فأعتقد أننا قدمنا عملًا هائلًا".
الخطوات التاليةدخل المقترح التشريعي الذي أعدته المفوضية الأوروبية لإنهاء اعتماد الاتحاد الأوروبي على النفط والغاز الروسي بحلول عام 2027، في مراحل الإجراءات التشريعية الاعتيادية.
ومن المنتظر أن يبدأ البرلمان الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي مفاوضات منفصلة لتحديد مواقف كل من المؤسستين تجاه النص، قبل الدخول في مرحلة ما يُعرف بـ"الحوار الثلاثي"، وهي المفاوضات الرسمية بين المفوضية والمجلس والبرلمان للتوصل إلى اتفاق سياسي نهائي.
ومن أجل إقرار النص من قبل مجلس الاتحاد الأوروبي، سيتطلب الأمر حصوله على أغلبية مؤهلة، تتمثل في دعم 15 دولة عضوًا على الأقل من أصل 27، تمثل معًا 65% على الأقل من إجمالي سكان الاتحاد الأوروبي.
أما في البرلمان الأوروبي، فمن المقرر أن يتم التصويت على المقترح بأغلبية بسيطة من أعضاء البرلمان.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة