موقع النيلين:
2025-06-03@14:34:14 GMT

السودان … مصر … تركيا …1821م … 1956م.

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT


الهيمنة Hegimoney …
والسيادة sovereignty …
السودان … مصر … تركيا …1821م … 1956م.
من الضروري أن نعلم الفرق بين مصطلح السيادة sovereignty والهيمنة Hegimoney.
السيادة أن تكون الدولة مستقلة سيدة نفسها ، تحكمها حكومة وطنية وتتخذ قراراتها داخل رقعتها الجغرافية بغض النظر عن نظام الحكم سواء كان سلطانيا وراثيا داخل سلالة حاكمة أو كان إنتخابيا بالإرادة الشعبية عبر صندوق الانتخابات أو توليفة بينهما.


ولكن الإستقلال قد يتم فقدانه تدريجيا مع بقاء مظاهره من سلطة وطنية وحكومة وانتخابات وهلمجرا ولكن الدولة تكون تحت هيمنة Hegimoney دولة أو مجموعة دول أو جمعيات سرية.
و تاريخيا فإن السودان قد ارتبط عضويا بدولة الخلافة العثمانية من 1820م حين غزاه جيش الولاية الأقرب وهي مصر.
لم تكن مصر دولة مستقلة ولكنها كانت دولة تابعة Vasal State للدولة العثمانية ولكن كان لها حكم ذاتي بصلاحيات كبيرة للوالي محمد علي باشا الذي وصل للحكم في 1805م.
وبالرغم من أن الدولة العثمانية منحت محمد علي باشا حق الحكم لورثته إلا أن القرار باعتماد كل وال جديد كان لابد أن يصدر من الخليفة في استنبول وكان القرار السلطاني يسمى الفرمان، وبهذا ظل السلطان العثماني صاحب الحق في عزل والي مصر ، ولكن !
الحق يقال أن من كان يملك هذا الحق من خلف الستار هي القوى صاحبة الهيمنة Hegimoney داخل أروقة الحكم العثماني وهي الممالك الأوروبية وعلى رأسها روسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وتأثيرات الهيمنة الخفية تجدها حين تتخذ الدولة قرارات ضد مصلحتها الاستراتيجية أو حين تقوم بتوقيع معاهدات تتضمن تنازلات ضخمة من طرف واحد.
وتأثير الهيمنة كان واضحا حتى في حكمدارية السودان 1821م – 1885م وهو حكمدارية تابعة لولاية تابعة ، فمثلا كانت ضغوط القناصل الأوروبيين ذات أثر فعال أحيانا في تراجع الحكمدار عن قرارات في مصلحة الحكمدارية مثل قرارات رفع سعر شراء الصمغ العربي من المنتجين فكان القناصل يتدخلون فورا لإلغاء القرار وقد ينجحون في استصدار قرار بعزل الحكمدار ولذلك تميزت فترة التركية السابقة 1820م – 1885م بكثرة تغيير الحكمداريين.
مثال آخر لقرارات لا يمكن إتخاذها إلا بتأثير الهيمنة المعاهدات التجارية بين الدولة العثمانية والممالك الأوروبية وهي معاهدات تم توقيع أولها قبل حوالي 400 سنة من إنهيار الدولة في 1923م وتتالت المعاهدات حتى ضمت الولايات المتحدة ودول من أمريكا الجنوبية.
تم توقيع أول معاهدة تنازلات في 1534م والدولة العثمانية أقوى عسكريا من كل دول أوروبا مجتمعة ، لماذا ؟ ماهو المبرر ؟
ولنعلم خطورة تلك المعاهدة والمعاهدات التي تلتها على نفس المنوال وبشكل تصاعدي فإن الأوروبيين أنفسهم وحتى اليوم لا يطلقون عليها معاهدات بل يطلقون عليها تنازلات Capitulations ويمكنك مراجعة الرابط في التعليقات كرأس خيط للتعرف على هذا الموضوع.
تضمنت تلك التنازلات مكاسب من طرف واحد لرعايا الدول الأوروبية داخل الدولة العثمانية وولاياتها وشملت حرية التنقل والإقامة والتجارة والتملك والإعفاءات من الجمارك والضرائب ونظر قضاياهم في محاكم خاصة بهم يرأسها قناصل بلادهم ولم تشمل مكاسب مماثلة لرعايا الدولة العثمانية داخل الممالك الأوروبية !
تسببت معاهدات التنازلات Capitulations
التجارية في تكاثر رهيب لرعايا الدول الأوروبية في الولايات العثمانية بسبب فرص الثراء والحماية التي لا تتوفر لهم حتى في بلادهم ، وعلى مدى ثلاث قرون تسببت في تدهور وضعف الصناعات العثمانية لأن الجاليات الأوروبية داخل الولايات العثمانية وبفضل المزايا التفضيلية حتى على المواطنين العثمانيين حققوا الثراء وهيمنوا على التجارة وصاروا وكلاء المصانع في بلادهم وكان من مصلحتهم تنشيط استيراد جميع أنواع السلع فبارت وكسدت منتجات المصانع في الدولة العثمانية وتدهورت وتخلفت تسويقيا وتقنيا.
ظاهرة المتأسلمين :
وكان الكثير من أولئك الأوربيين الذين استوطنوا داخل الدولة العثمانية وولاياتها يظهرون الإسلام ويطلقون على أنفسهم أسماء إسلامية عربية أو تركية ويتزيون بالأزياء التركية ويلبسون الطربوش ولكنهم يظلون محتفظين سرا بأديانهم المسيحية واليهودية ويورثون نفس التدين المزدوج لأولادهم جيلا بعد جيل : الإسلام ظاهرا وفي الباطن يهود أو نصارى.
وبعض أولئك المتأسلمين تسنموا مناصب رفيعة في الدولة ولعبوا أدوارا في غاية الخطورة وكانت غالب قراراتهم في مصلحة دولهم الأوروبية.
والغريب جدا الغياب شبه الكامل لقضية تنازلات الإمبراطورية العثمانية Capitulations of the Ottoman Empire عن الدراسات التي تناولت أسباب إنهيار الدولة العثمانية ذلك في الوقت الذي تجد أن أكثر من بحث فيها وكشف نتائجها المدمرة هم الباحثين الأوروبيين المستفيدين منها.
فتجد غالب دراسات الإسلاميين تركز على السنوات الأخيرة التي برز فيها نجم الجمعيات مثل تركيا الفتاة وكمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية.
هل تصدق أيها القارئ أن أول قرارات مصطفى كمال أتاتورك حين تولى الحكم وألغى الخلافة ونفى الأسرة الحاكمة العثمانية كان إلغاء الإمتيازات الأجنبية ؟
بل قد تندهش أكثر إذا علمت أن أول قرار لكتشنر بعد معركة كرري في أم درمان 1898م كان إلغاء الإمتيازات الأجنبية داخل السودان بل أن كتشنر جمع التجار السودانيين في أم درمان وعرض عليهم جعل وكالات الاستيراد والتصدير حكرا عليهم ، ولكنهم وياللأسف رفضوا لضيق أفقهم ، وهذا دليل أن كتشنر الأوروبي كان يعلم مساؤي الامتيازات ومن بعده كمال أتاتورك كذلك.
وهكذا كلما تتوغل في دراسة الدولة العثمانية تجد القرارات الإستراتيجية المنحرفة ، مثل قرار أن يتولى صموئيل بيكر اليهودي البريطاني في 1870م قيادة حملة فتوحات خط الإستواء من الخرطوم فحينئذ تتساءل عن متى في التاريخ الإسلامي أسندت قيادة حملة أطلق عليها فتوحات لقائد يهودي ؟
ومن ذلك التاريخ 1870م لم يحكم مسلم جنوب السودان وكانت كل قرارات صموئيل بيكر تضييقا على وجود الشماليين وإبعادهم من الجنوب وإفتعالا للمعارك مع القبائل الإستوائية واليوغندية.
وعندما تستوعب تأثيرات الإمتيازات في الدولة العثمانية من 1533م وتراكماتها على مدى 300عام قد تجد بعض العذر لمحمد علي باشا وأولاده فقد استلم محمد علي باشا حكم مصر في 1805م وقد استوطن بها مئات الآلاف من الجاليات الأوروبية وترسخ وجودهم على مدى أجيال واكتسبوا الجنسية العثمانية خاصة المتأسلمين منهم وتشربوا بالثقافة المصرية مع محافظتهم على تميزهم الطبقي وهيمنتهم على التجارة والصناعة وعلاقاتهم الوطيدة مع دولهم الأصلية.
السيادة والهيمنة في القرن العشرين :
من المعلوم أن القرن العشرين 1900م بدأ وعموم أفريقيا ترزح تحت وطأة الاستعمار المباشر ، وجاءت حقبة الحربين العالمية الأولى 1914م والثانية 1944م وبدأ تدشين النظام المالي الدولي وفي نهاية الخمسينات 1956م وبداية حقبة الستينات 1960م بدأت الدول الأفريقية تنال الإستقلال وبدأت تظهر الجمهوريات المستقلة.
رئيس وعلم ونشيد وطني وفريق قومي وغير ذلك من آليات الترويج لمظاهر السيادة.
وتحت كل ذلك ظلت تقبع الهيمنة في طورها الجديد ، هيمنة النظام المالي العالمي تأسيس بريتينوودز ونظام العملة الصعبة الدولية والتحكم في التجارة الدولية من خلال مركزية السويفت ومن يخرج عن الخط يكفي قرار تنفيذي رئاسي من الدولة المتحكمة ويعقبه نقرة فارة كمبيوتر لتجميد مشاركة الدولة المستهدفة في المعاملات البنكية الدولية ووضعها تحت الحصار الإقتصادي ، لا خطابات إعتماد بنكية ولا تصدير ولا استيراد ، إلا بطرق ملتوية تكلف ما تكلف.
إذن القيادة السياسية الواعية عليها أولا أن تدرك حقائق التاريخ وأن تدرك ثانيا أين تتجه في تحالفاتها لأن هناك دول كبرى ضجرت من هيمنة نظام بريتينوودز فبدأت منذ ما يقارب الخمسة عشرة عاما صياغة نظام بريكس BRICS للتخارج من الهيمنة الخانقة ، ونظام بريكس تحالف دولي جديد يتكون من البرازيل Brazil وروسيا Russia والهند India والصين China وجنوب أفريقيا South Africa ويسعى هذا التحالف لبناء سلة عملات خارج الدولار للتعامل في ما بينها في مجال التجارة الدولية.
#كمال_حامد ????

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدولة العثمانیة علی باشا

إقرأ أيضاً:

من صعدة إلى إب والحديدة .. قبائل اليمن تجدد النفير دعماً لغزة وتؤكد ثبات الموقف ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية

يمانيون | تقرير

في مشهد يعكس تماسك الجبهة الداخلية وتصاعد التفاعل الشعبي مع تطورات العدوان الصهيوني على غزة، شهدت محافظات صعدة، إب، والحديدة تجمعات قبلية وحشودًا شعبية واسعة، حيث أكدت القبائل في لقاءاتها المتعددة على وحدة الموقف الشعبي إلى جانب فلسطين، ورفضها القاطع للخضوع للضغوط الأمريكية أو التهديدات الصهيونية والبراءة من العملاء والخونة.

النفير العام في صعدة.. قبائل النظير تتقدم الصفوف
في مديرية رازح بمحافظة صعدة، شهدت قبائل النظير تجمعًا قبليًا حاشدًا، خرج بإعلان النفير العام، وتأكيد الجاهزية الكاملة للمشاركة في “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

وقد شكل البيان الصادر عن اللقاء وثيقة سياسية وقيمية، شددت فيها القبائل على تبرؤها من العملاء والخونة الذين اصطفوا إلى جانب المشروع الأمريكي الصهيوني في اليمن والمنطقة، وأعلنت موقفًا لا لبس فيه في الانحياز لغزة ولمقاومتها البطولية.

عكست كلمات المشاركين والبيان الصادر عن اللقاء فهمًا استراتيجيًا لطبيعة المعركة الجارية، ليس فقط في فلسطين، وإنما في الإقليم برمّته، حيث تتلاقى أدوات الهيمنة الأمريكية مع المشروع الصهيوني على خطوط واحدة، تهدف إلى إخضاع الشعوب وتمزيق إرادتها، على حد وصفهم.

وقدّم اللقاء تأكيدًا على أن الجاهزية القبلية في صعدة ليست فقط دعمًا معنويًا لغزة، بل امتدادًا عمليًا لجبهة الصمود اليمني في وجه العدوان الأمريكي الصهيوني، وللمشاركة المباشرة إن اقتضت المعركة.

محافظة إب .. تأييد قبلي واسع وتصعيد في الموقف
في الوقت نفسه، شهدت محافظة إب فعاليات قبلية ميدانية شهدت زخماً جماهيرياً.

ففي مديرية حبيش، تحديدًا عزلتي كومان والوطئة، نظّم أبناء القبائل لقاءً قبليًا مسلحًا، جددوا فيه الولاء للموقف الثوري الداعم لغزة، وأعلنوا الاستمرار في دعم القوات المسلحة اليمنية في عملياتها ضد أهداف صهيونية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي عزلة جبل بحري بمديرية العدين، أقيم لقاء مماثل، تخلله إعلان النفير العام من قبل المشاركين، في ظل تصاعد التهديدات الصهيونية ضد اليمن. وكان لافتًا حضور مسؤولين محليين بارزين، بينهم حسين المؤيد مسؤول التعبئة العامة، ومدير المديرية سنان آل سنان، ما يشير إلى تكامل الموقف الشعبي والرسمي في هذه المرحلة الحرجة.

وأكد بيان اللقاءات القبلية في إب أن التحرك الشعبي والعسكري لن يتوقف ما دام الحصار والعدوان مستمرين على غزة، مشيرين إلى أن خيار المقاومة أصبح عقيدة وطنية وإيمانية لا تقبل المساومة.

الدريهمي – الحديدة: ترسيخ التعبئة وتحشيد منظم
في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، عقد لقاء موسع ضم وجهاء وأعيان ومشايخ المديرية، ركّز على تعزيز جهود التعبئة العامة، والتحشيد للمسيرات والأنشطة الداعمة لغزة، ومتابعة المغرر بهم لتسهيل عودتهم إلى الصف الوطني.

هذا اللقاء جاء ليرسّخ نهجًا مؤسساتيًا ومنظمًا في التحشيد المجتمعي والدفاع المدني عن فلسطين.

وأكد وكيل أول محافظة الحديدة أحمد البشري على أن أبناء الدريهمي كانوا في طليعة الصامدين، ويُعتمد عليهم كثيرًا في هذه المرحلة المصيرية التي تستوجب الاستنفار الكامل على كل المستويات. وأشار إلى أهمية تفعيل الجانب الثقافي والتوعوي في مواجهة الحرب الناعمة التي يشنها أعداء الأمة.

مدير المديرية محمد الموساي أكد بدوره أن اللقاء يضع أولويات جديدة للعمل الميداني، خصوصًا في ما يتعلق بالتنسيق بين الجانب الرسمي والشعبي، ورفد الجبهات بالقوافل البشرية والمادية، ومواكبة الانتصارات في فلسطين بموقف يمني أكثر فاعلية.

تأكيد على مركزية القضية الفلسطينية
وعكست جميع الفعاليات التي شهدتها صعدة وإب والحديدة، الوعي العميق بمركزية القضية الفلسطينية كقضية جامعة لكل الأحرار في الأمة، ورفض محاولات تجزئتها أو حصرها في البعد الجغرافي فقط.

كما أكدت هذه اللقاءات ثقة شعبية غير محدودة بالقيادة الثورية والسياسية ، التي برهنت على التزامها بموقف أخلاقي وتاريخي في نصرة فلسطين.

وتشكل اللقاءات القبلية الحاشدة في المحافظات الثلاث مشهداً يمنياً أصيلاً، يؤكد أن الشعب اليمني بمختلف فئاته وقبائله ومناطقه بات جزءًا لا يتجزأ من محور المقاومة، بل في طليعته.

وأن أي عدوان على غزة أو اليمن لن يمر دون رد، وأن اليمن الجديد الذي صنعته ثورته وعدوانه وصموده، هو يمن لا يقبل الإملاءات، ولا يتسامح مع الخيانة، ويقف قلبًا وقالبًا مع المظلومين، وفي مقدمتهم فلسطين.

مقالات مشابهة

  • عرقاب: الجزائر لم تُبدِ أي تحفظات بشأن قرارات أوبك+
  • تركيا تواجه أزمة مياه خانقة… والبنك الدولي يتدخل!
  • إحذروا (حذام) الشيوعية… فإنها كاذبة فلا تصدقوها
  • هجوم عنصري مروع في جنوب فرنسا يودي بحياة تونسي ويصيب شاباً تركياً
  • السفير الأمريكي في إسرائيل ينتقد الرؤية الأوروبية في تنفيذ حل الدولتين
  • طموح سني يتحدى المحاصصة: هل تنتزع رئاسة الحكومة من الهيمنة الشيعية؟
  • انتهى الوقت الذي تقول فيه “أنا آسف” وتذهب… قوانين جديدة في تركيا تُلزم سائقي السكوتر بتحمّل المسؤولية
  • من صعدة إلى إب والحديدة .. قبائل اليمن تجدد النفير دعماً لغزة وتؤكد ثبات الموقف ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية
  • إدريس كامل يؤدي اليمين الدستورية رئيسا لوزراء السودان
  • العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان: شلّ الاقتصاد أم كبح آلة الحرب؟