النهار أونلاين:
2025-10-22@08:11:00 GMT

قلّبها ضدي.. فلذة كبدي تضيع من يدي

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

قلّبها ضدي.. فلذة كبدي تضيع من يدي

سيدتي، من خلال ركن قلوب حائرة عبر موقع النهار أونلاين أتقدم لك بخالص شكري وإمتناني لما تقدمينه من نصح وإرشاد لمن إكفهرت الدنيا في وجهه وأدبرت عنه الأيام. فأنا والله ممن يعانون في صمت كيف لا ومربط الفرس في قصتي فلذة كبدي الوحيدة وهي ثمرة طلاقي من زوج لا يقدر العشرة ولا يعي حجم مسؤولية تربية إبنته التي باتت عدوا لي.


سيدتي، عمل زوجي منذ تطليقي على إستمالة إبنتنا الوحيدة له حيث أنه يغدق عليها بالهدايا والأمور المادية، في حين لا تجد إبنتي مني إلا كل حب وحنان،فأنا إمرأة عقلانية أرجح كفة العواطف على اي أمر مادي،كما أنني أغطي مصاريف إبنتي الدراسية على أكمل وجه وهي تحيا غير منتقصة من شيء سوى حنان والدها.
تظنين سيدتي أنني أبالغ قليلا، لكن صدقيني فنظرات عدم الإرتواء وسهام الإتهامات بعدم قدرتي على إسعادها هو أكثر ما أناله من فلذة كبدي التي وقفت يوما وجها لوجه تتهمني أنني لو كنت زوجة صالحة لكنت بقيت على ذمة والدها الطيب السخي الذي لم يبخل عليها بشيء ماضيا أم حاضرا.
هوة كبيرة بيني وبينها،وفراغ جسيم أحسه كلما زارت إبنتي والدها في بيته، حيث أنه يخبرها من أنه لم يتزوج ولن يفعل ذلك فقط حتى لا يجرحها. في حين لي ضغط من أهلي حتى أتزوج وأعيد بناء حياتي وأجد لي سندا يشدّ عضدي وأنا أتهرب من الأمر على الأقل في الوقت الحالي.
لا أريد لطليقي أن يتمادى في تأليب إبنتي ضدي وحثها على عصياني أو حتى التمرد عليّ، فذلك سيدتي يقتلني في اليوم ألف مرة، كما أنني لست أرضى أن تبقى تبعات الطلاق تلاحقني من زوج لم يكن يوما مسؤولا تجاهي أو تجاه إبنة نسي وجودها وهي تحت كنفه وباتت مهجة عينيه بمجرد أن طلقني.
أريد الخلاص من هذا الخيط الرفيع في شكله العميق في أبعاده وأن أجد لي متنفسا يكفل لي أن أحيا السكينة مع إبنتي بعيدا عن غطرسات والدها سامحه الله. هلا أنرت دربي سيدتي؟هلا من سراط اتّبعه لأخرج من هالة الأحزان هاته؟
أختكم ن.شيراز من الغرب الجزائري.
الرد:

أختاه، هنيئا لك على كل هذا النضج والكياسة التي لمستها في رسالتك، وأشكرك على شهادتك الطيبة في حق الموقع والركن الذي أعتبره منبرا لكل من ظلت به السبل. فوالله لأسعد عندما يقصدني من يتوسمون في خيرا و كبير سعادتي أن يصلوا إلى بر الأمان بالتوجيهات البسيطة التي نضخها في قلوبهم المتعبة المستكينة.
حقيقة ما تمرين به عزيزتي لهو التيهان بحد ذاته، وما أنت تكابدينه مع إبنتك ليس بالأمر السهل. لم تذكري أخيتي سنّ إبنتك التي تبدو أنّها تعلقت بوالدها مباشرة بعد تطليقه لك،وهذا أمر طبيعي فالفقد يولّد التعلق ويبعث على الألفة. كما انه من العادي أن يكون لطليقك سياسة يبدي بها ضعفه أمام إبنته التي لن يكون بمقدورها التمييز بين الصالح والطالح في علاقة زواج لم تعمّر طويلا.
ليس من الضروري أن تنتهجي نفس سياسة طليقك حتى تكسبي ودّ إبنتك أختاه، ولتدركي أن الأقنعة ستسقط إن لم يكن عاجلا فآجلا، و من أنّ إصطياد طليقك في المياه العكرة سيجد نهاية له لا محالة. فالماديات أختاه لا يمكنها أن تأخذ مكان الحنان والرقة والإحتواء. وما عليك في هذا الباب سوى أن تغدقي على إبنتك بما لديك من فيض للمشاعر من دون أن تنتظري منها الشكر أو الإمتنان. ولتدركي أنّ هذه السياسة هي التي ستمكنك من إستعادة إبنتك إلى أحضانك إن لم يكن اليوم فغدا.
كذلك، ليس في سياسة اللوم أو العتاب و حتى في سياسة الشدّ والجذب أي فائدة، فبنتك أختاه ممغنطة من والد سرعان ما سيتعب جيبه ويقلّ نفوذه وتنفذ عزيمته في الإطاحة بينك وبين إبنتكما التي كان من الأحرى أن تحيا الإستقرار بعد صدمة طلاقكما.
نية طليقك غاية في السوء سيدتي، حيث أنه لم يبدي اي رغبة منه لرجوعكما معا، كما أنه لم يعطك فرصة المواجهة لتناقشا معا مسألة العناية بإبنكما التي باتت بين مطرقة الحنان الذي تحتاجه وسندان المادة الذي سيجردها من إنسانيتها تجاه من وهباها الحياة. فكوني حذقة سلسة التعاطي مع إنسانة لا تفقه في أمور الدنيا شيء، لكن ذاكرتها ستفيدها يوم تستعيد بها الأحداث وستشهد لك كأمّ أنك كنت ملتزمة الحياد ولم تنزلي بمستواك إلى منحدر المسامة أو التأليب وستبقين ومهما كان والدتها ومن منحها الحياة.
ردت: ‘ب.س’

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

الكيان الذي يلتهم نفسه.. مرآة الخوف في مجتمعٍ بلا روح

لم يعد الصراع داخل الكيان الصهيوني شأنًا سياسيًا أو خلافًا عابرًا بين أحزابٍ يمينيةٍ ويسارية، بل تحوّل إلى مرآةٍ تكشف عمق التآكل في مجتمعٍ بُني على الخوف والكراهية والأسطورة. ما نراه اليوم من انقساماتٍ حادّة بين الحكومة والجيش، وبين المتدينين والعلمانيين، وبين الشرقانيين والغربيين، ليس إلا بدايةَ تشقّقٍ في جدارٍ حاول قادته إخفاء تصدّعه لعقودٍ طويلة تحت لافتة “الأمن القومي” و“الوحدة المقدسة”.

منذ تأسيس هذا الكيان على ركام التاريخ وتناقضات المهاجرين، ظلّ السؤال المؤجَّل: كيف يمكن لمجتمعٍ يقوم على فكرة العدوّ أن يبني سلامه الداخلي؟ واليوم، بعد أكثر من سبعة عقودٍ من الاستيطان والدم، بدأت الحقيقة تطفو: إنهم يعيشون أزمةَ هويةٍ قبل أن تكون أزمةَ حكم. لا لغةَ تجمعهم إلا لغةَ الخوف، ولا وطنَ يؤمنون به إلا بقدر ما يحمي امتيازاتهم أو يبرّر جرائمهم ضد الآخرين.

في المشهد الراهن، تتبدّى المفارقة بين “إسرائيل الأمنية” و“إسرائيل الدينية”، وبين “جيشٍ يرى نفسه حارسًا للعقيدة” و“سياسيين يلهثون خلف شعبويةٍ مريضة”. لم تعد الخلافات خفية، بل وصلت إلى حدّ التمرّد في صفوف الجيش ورفض أوامر الحكومة. بات الجنرالات يتحدثون بلهجةٍ متمرّدة، ورجال الدين يفتون بقتل الخصوم السياسيين. أمّا الشارع، فقد انقسم إلى معسكرين: أحدهما يعيش هوسَ البقاء، والآخر يقدّس الوهم.

هذا الانقسام ليس طارئًا، بل نتيجةً طبيعيةً لبنيةٍ اجتماعيةٍ مصطنعةٍ تحاول الجمع بين ثقافاتٍ متناقضةٍ جاءت من بولندا والمغرب واليمن وروسيا، في خليطٍ لا يملك ذاكرةً واحدةً ولا سرديةً جامعة. لقد فشل الكيان في صناعة “الإنسان الإسرائيلي” الذي بشّر به الآباءُ المؤسسون، لأنهم زرعوا فكرة “الخطر الدائم” في جذور التعليم والتربية، فصار الخوف هو الرابط الوحيد بين المكوّنات المتنافرة.

إن ما يجري اليوم ليس مجرد أزمةٍ سياسية، بل قيامة داخلية لمجتمعٍ فقد بوصلته الأخلاقية. فالفساد ينهش مؤسسات الدولة، والمال السياسي يشتري الولاء، والمستوطنات تتحوّل إلى دولٍ صغيرةٍ تحكمها الميليشيات الدينية. حتى القضاء، الذي كان يُقدَّم للعالم كنموذج “للديمقراطية الوحيدة في الشرق”، صار أداةً في يد السلطة لتبرير القمع وإدامة الاحتلال.

في جوهر هذا الانهيار يطلّ السؤال الفلسفي: هل يمكن لدولةٍ قامت على إنكار الآخر أن تبقى من دون أن تنكر نفسها؟ من هنا تأتي المفارقة الوجودية التي يعيشها الكيان: فهو يحتاج إلى عدوّه ليبرّر وجوده، لكنه لا يحتمل ظلّه في المرآة. يعيش حالة “الاغتراب الجمعي”، تمامًا كما وصفها هيغل حين قال: إن الوعي بالذات يبدأ حين يرى الإنسان ذاته في الآخر الذي ينكره.

وربما تبدو الانقسامات اليوم سياسية، لكنها في الحقيقة صراعٌ على المعنى: هل هو وطنٌ أم مشروع؟ هل هو دولةٌ حديثة أم مملكةٌ توراتية؟ ومن يملك الحق في تعريف “من هو الإسرائيلي”؟

الكيان اليوم يقف على تخوم السقوط الأخلاقي قبل السياسي، في زمنٍ لم يعد فيه السلاح كافيًا لبناء شرعية. ما يُكتب في شوارع تل أبيب والقدس ليس شعاراتِ احتجاج، بل نبوءاتِ أمةٍ تخاف أن تنظر في مرآتها. فكلما اشتدّ صراع الداخل، انكشف أن الكيان الذي أرعب العالم، بات يخاف نفسه أكثر من عدوّه.

وربما يكون المشهد المقبل أكثر تعقيدًا مما يظنّ المراقبون، إذ سيتحوّل الانقسام الداخلي إلى صراعٍ مفتوحٍ بين مراكز القوى، يُعيد رسم خريطة السلطة داخل الكيان. ومع الوقت، ستتراجع الهيمنة المركزية لصالح أقاليمٍ ومستوطناتٍ تتحرّك وفق مصالحها الأمنية والعقائدية، لتصبح إسرائيل أكثر شبهًا بدويلاتٍ متنازعةٍ تتقاسم الوهم تحت مظلةٍ واحدة. عندها لن يكون السؤال: من يهدّد وجود الكيان؟ بل: من بقي يؤمن بوجوده أصلًا؟

وكما سقطت روما حين تآكلت من الداخل قبل أن تغزوها جيوشُ البرابرة، وكما تهاوت غرناطة حين غاب العقل وارتفع صوتُ التعصّب، يسير الكيان اليوم في الدرب ذاته، يُعيد إنتاج أسطورة القوة التي تخفي هشاشةَ المعنى. فالإمبراطوريات لا تسقط بالمدافع، بل حين تفقد قدرتها على الحلم والعدل والانسجام مع ذاتها.

إن سقوط الكيان ــ إن حدث ــ لن يكون على يد عدوٍّ خارجي، بل حين يكتشف أبناؤه أنهم عاشوا عمرهم يحرسون جدارًا من الوهم، وأن “الأمن” الذي تغنّوا به لم يكن سوى قيدٍ على أرواحهم.

هكذا تبدأ النهاية دائمًا: حين ينهزم الإنسان في داخله قبل أن تُهزم الدولة على خرائط العالم.

مقالات مشابهة

  • الكيان الذي يلتهم نفسه.. مرآة الخوف في مجتمعٍ بلا روح
  • تسمم طفلة نتيجة تناولها قطعة حشيش سقطت من والدها فى المطرية
  • لقاء مؤثر بين يمنى خطاب ووالدها يُشعل مشاعر الحضور في مهرجان الجونة
  • ضيعتني.. تامر حسني يدعم ماس ابنة الراحل محمد رحيم في أغنيتها الأولى
  • ما الدور الذي لعبته النقابات الإيطالية من أجل دعم غزة؟
  • تامر حسني يوجه رسالة دعم مؤثرة لابنة محمد رحيم بعد طرح "ضيعتني"
  • فى ذكراها.. أزواج ليلى فوزي وقصة موقف محرج مع حنان ترك
  • الانهيار الذي قد «يحرق» 35 تريليون دولار
  • كلمات وألحان والدها.. ماس رحيم تطلق أولى أغنيات ألبومها "ضيعتني"
  • القانون الذي لا يشيخ.. المفصولون السياسيون يعودون جيلاً بعد جيل