نيوجيرسي - ترجمة صفا

على بعد آلاف الأميال غربًا عن غزة، يعيش آلاف الفلسطينيين في مدينة باترسون التابعة لولاية نيوجيرسي الأمريكية ولا يغيبون عن المآسي التي تحدث لقطاع غزة.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا عن الجالية الفلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة في مدينة باترسون وارتباط الجالية بمشاهد الإبادة اليومية للتي تقع في القطاع.

في الشارع الرئيسي، الذي يُطلق على جزء منه اسم شارع فلسطين، في مدينة باترسون بولاية نيوجيرسي، والتي تضم واحدة من أكبر الجاليات الفلسطينية في البلاد، كان لدى ناصر سلمان قاعدتان: لا تبكِ علنًا، ولا تبكي أمام رجل. ثم سافر إلى غزة، حيث عمل لمدة شهر ممرضًا في مستشفى شهداء الأقصى ورأى عائلات تُقصف في خيامها، وشاهد أطفالًا يستشهدون.

بعد أشهر من عودته إلى الولايات المتحدة، جلس سلمان في مخبز بمسقط رأسه، باترسون، نيوجيرسي، يروي قصصًا عن فترة وجوده في غزة.

لكنه أجهش بالبكاء؛ فيما جلس بجانبه صديقه، زاهد رحمن، الذي ترك هو الآخر عمله كممرض في نيوجيرسي للعمل في مستشفيات غزة.

مدّ رحمن يده ومسح على عنق صديقه. وسرعان ما امتلأت عيناه بالدموع.

"لم أبكِ أمام أحد قط"، قال سلمان، 37 عامًا، الذي يعيش الآن في كليفتون، نيوجيرسي. "نظرتي للعالم لن تكون هي نفسها أبدًا".

باترسون هي منذ زمن طويل مركز الجالية الفلسطينية الكبيرة والمزدهرة في نيوجيرسي. تقع على بُعد 15 ميلاً غرب مانهاتن، وقد تبدو في بعض الأماكن وكأنها بلدٌ قائمٌ بذاته، وخاصةً في حي جنوب باترسون، حيث يكثر الناطقون بالعربية، وترفع العديد من المحلات التجارية الأعلام الفلسطينية، وقد أُعيد تسمية جزء من شارعها الرئيسي رسميًا باسم "شارع فلسطين".

وبحسب تقرير الصحيفة، يرتبط هذا المجتمع ارتباطًا مباشرًا بل ومؤلمًا في كثير من الأحيان، بالحرب في غزة.

فقد عاش العديد من سكان باترسون وضواحيها في غزة أو الضفة الغربية قبل هجرتهم إلى الولايات المتحدة. ولا يزال الكثيرون منهم على اتصال بأقاربهم هناك، الذين أرسلوا لهم على مدار العامين الماضيين سيلًا متواصلًا من الرسائل النصية والصور ومقاطع الفيديو التي تُظهر سقوط القنابل، والمنازل المدمرة، والمدنيين الجرحى أو الشهداء، والعائلات النازحة التي تبحث عن المأوى والطعام.

وبعد مرور عامين، اغتنم أفراد الجالية الفلسطبنية في نيوجيرسي الفرصة التي أتاحها وقف إطلاق النار الهش للتفكير في الكيفية التي غيرتهم بها الحرب في غزة.

وُلد دياب مصطفى في جيرسي سيتي، وقضى طفولته في الضفة الغربية، ثم عاد إلى نيوجيرسي للدراسة الجامعية وتكوين أسرة. قال إنه عندما بدأ العدوان على غزة عام ٢٠٢٣، كان يستيقظ كل صباح، ويفتح هاتفه، ويشاهد مقاطع فيديو على يوتيوب من غزة تُصوّر آخر هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي ثم ينتقل إلى إنستغرام وتيك توك، ويقضي يومه في مشاهدة صور مأساوية ودموية.

لكن سرعان ما يشعر بالأسى في النهاية، حيث قرر مصطفى التوقف عن متابعة الأخبار. سجّل خروجه من جميع تطبيقات التواصل الاجتماعي، وحذفها من هاتفه.

يذكر أن مصطفى رئيس مجلس إدارة المركز المجتمعي الفلسطيني.

ويقول: "لا أستطيع فعل أي شيء للحفاظ على سلامة عائلتي في الضفة الغربية. لذلك أصبحتُ مهووسًا بالتأمل. لم أعد أرغب في رؤية القتل بعد الآن".

شاهد رحمان، المنحدر من عائلة هندية ونشأ في جيرسي سيتي، مقاطع فيديو من حرب غزة قم بدأ بإعادة نشرها ثم قرر الانخراط شخصيًا، حيث ترك عمله كممرض في مستشفى روبرت وود جونسون الجامعي في نيو برونزويك، نيوجيرسي، وسافر مرتين إلى غزة، وعمل في كل مرة كممرض متطوع في مستشفيات مختلفة في القطاع.

ومثل صديقه سلمان، قال إنه رأى هو الآخر عائلات نازحة تُقصف في خيامها. ورأى أيتامًا حفاة القدمين ممددين على الأرض قرب قبور آبائهم.

وعندما عاد إلى نيوجيرسي، كان منزله الجميل وسيارته الفخمة قد فقدا جاذبيتهما. ذهب إلى متجر ميسي، واشترى لأول مرة بنطالاً وقميصاً بأزرار. ارتدى هذا الزي عندما ذهب إلى واشنطن العاصمة للضغط على أعضاء الكونغرس لدعم وقف إطلاق النار في غزة.

لسنوات بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تجسست شرطة نيويورك على المسلمين في نيوجيرسي، مما أثار الخوف في المجتمع، وفقًا لرائد عودة، صاحب صالون فلسطين لتصفيف الشعر في جنوب باترسون. بعد سنوات من إلغاء برنامج المراقبة، حيث بدأ المسلمون في باترسون بإثبات وجودهم علنًا وأُعيدت تسمية الشارع الرئيسي بشارع فلسطين في مايو 2022.

ثم تسارعت وتيرة ذلك بعد بدء حرب غزة، حبث رفعت العديد من المحلات التجارية المحلية الأعلام الفلسطينية خارج متاجرها، ورسمت مشاهد من التاريخ الفلسطيني على جدرانها.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: باترسون الضفة الغربیة فی نیوجیرسی التی ت فی غزة

إقرأ أيضاً:

الحروب الصليبية لازم ترجع.. باسم يوسف يفضح أغرب كواليس تعيين وزير دفاع بأمريكا

أكد الإعلامي باسم يوسف: “من المفترض الدين ميدخلش فى السياسة، وموضوع المسيحية الصهيونية موجودة فى أمريكا، ومعظم الصهاينة فى أمريكا يتبعون هذه الفكرة".

باسم يوسف: هوس بين الأوساط الدينية بأمريكا بحرب مدمرة فى الشرق الأوسطاتهموني بالجاسوسية | صدمة لـ باسم يوسف بسبب هذه الصورة

وأضاف يوسف خلال لقائه ببرنامج “كلمة أخيرة” المذاع عبر فضائية “on”: “إسرائيل لا تحارب وحدها والكلام اللي بيقولوا نتنيناهو زي الكلام اللي بيقولوا الكنائس والسياسيين الأمريكين والكلام دا مرعب وهناك أجيال جديدة شابة عربية بدأت تطلع وتتكلم فى هذا الأمر ولكن للأسف إحنا بنتشغل لوحدنا عكس اللي بيحصل هنا فى أمريكا".

وتابع: “وزير الدفاع الأمريكي إختاره ترامب من جلسة إستماع فى الكونجرس.. والجلسة كلها كانت على الوشم اللي حاطه على جسمه.. وواحد من الوشوم كان وشم لاتيني له دلالات عن الحروب الصليبية.. ولما سألوا قال المفروض ترجع تاني.. وبعدها كتب كلمة كافر على دراعه بعد ما أتعين”.

طباعة شارك باسم يوسف الإعلامي باسم يوسف كلمة أخيرة أمريكا إسرائيل

مقالات مشابهة

  • "ممنوع دخول المسلمين".. باسم يوسف يكشف تفاصيل أصعب مواجهة له بأمريكا (فيديو)
  • الحروب الصليبية لازم ترجع.. باسم يوسف يفضح أغرب كواليس تعيين وزير دفاع بأمريكا
  • باسم يوسف: هوس بين الأوساط الدينية بأمريكا بحرب مدمرة فى الشرق الأوسط
  • هيئة الأسرى الفلسطينية: أكثر من 9100 أسير فلسطيني يقبعون داخل معتقلات العدو الإسرائيلي
  • مجتمع في نيوجيرسي الأمريكية يعيش آثار العدوان على غزة ويستعيد هويته العلنية
  • الفيصل الزبير ثالثا في سباق تحدي إنتركونتيننتال بأمريكا
  • خالد الغندور: آدم كايد يغيب عن مباراة الزمالك وديكيداها
  • رافينيا يغيب عن مواجهة أولمبياكوس.. وبرشلونة يترقب عودته في كلاسيكو
  • بنزيما يغيب عن مواجهة الاتحاد السعودي أمام الشرطة في بغداد