حقوق الأب تجاه أولاده.. وهل تجب النفقة عليه؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
الأب.. أوضحت دار الإفتاء المصرية أن نفقة الأب واجبةٌ على الأبناء ما دام الأب فقيرًا وعاجزًا عن الكسب أو له دخلٌ من معاشٍ أو راتبٍ ولا يكفيه، ففي هذه الحالة من حقه أن يطالب أبناءه الكبار باستكمال نفقته بالطرق الودية، فإن امتنع الأولاد عن الإنفاق على أبيهم كان من حقه اللجوء للقضاء لمطالبتهم بالنفقة.
حقوق الأب تجاه أولاده:قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «..أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ» رواه ابن ماجه في "سننه" وأحمد في "مسنده".
حقوق الأب:
وعن طارق المحاربي رضي الله عنه قال: قدمنا المدينة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائمٌ على المنبر يخطب الناس ويقول: «يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ: أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ فأَدْنَاكَ» رواه النسائي وصححه ابن حبان والدارقطني.
وقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "لو أصاب الناسَ السَّنَةُ -أي الشدة أو المجاعة أو الأزمة- لأدخلت على أهلِ كلِّ بيتٍ مثلهم؛ فإن الناس لم يهلكوا على أنصاف بطونهم". "تاريخ المدينة" لابن شبة.
بر الأب:
ويعد برُّ الوالدين يكون بالإحسانِ إليهما بالقولِ اللَّين الدالِّ على الرفقِ بهما والمحبةِ لهما، وتجنُّبِ غليظ القولِ الموجب لنُفرتهما، وبمناداتهما بأحبِّ الألفاظِ إليهما كـ"يا أمي" و"يا أبي"، وليقلْ لهما المرءُ ما ينفعُهما في أمرِ دينِهما ودنياهُما، ويُعلِّمهما ما يحتاجان إليه من أمور الدين.
الأب:
كما يجب أن يعاشرا بالمعروف؛ أي بكلِّ ما عُرف شرعًا جوازُه، فيُطيعهما في فعل جميع ما يأمرانه به من واجبٍ أو مندوبٍ أو مباح، وفي تركِ ما لا ضررَ عليه في تركِه، ولا يُحاذيهما في المشي فضلًا عن التقدُّم عليهما إلا لضرورةٍ، نحو ظلامٍ، وإذا دخل عليهما لا يجلس إلا بإذنِهما، وإذا قعد لا يقوم إلا بإذنِهما، ولا يَستقبح منهما نحوَ البولِ عند كِبرهما أو مرضهما، لما في ذلك من أذيَّتهما.
يقول حَبْرُ الأمة وترجمانُ القرآن عبدُ الله بن عباسٍ رضي الله عنهما:
«ثلاثُ آياتٍ مقروناتٌ بثلاثٍ، ولا تُقبل واحدةٌ بغير قرينتها:
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [التغابن: 12]، فمَن أطاع اللهَ ولم يُطعِ الرسولَ لم يُقبَل منه.
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]، فمَن صلَّى ولم يُزكِّ لم يُقبَل منه.
{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: 14]، فمَن شكرَ لله ولم يشكرْ لوالديه لم يُقبَل منه».
وصايا الله تعالى ببر الأب:
ولأجل ذلك تكرَّرت الوصايا في كتاب الله تعالى بالإلزام ببِرِّهما والإحسانِ إليهما، والتحذيرِ من عقوقهما أو الإساءةِ إليهما بأيِّ أسلوبٍ كان، فقال الله تعالى:
{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النساء: 36].
وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت: 8].
وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]..
وفي سنَّة رسول الله ﷺ جاء التأكيدُ على وجوب برِّ الوالدين، والترغيبُ فيه، والترهيبُ من عقوقهما.
ومن ذلك ما صحَّ عن رسول الله ﷺ أنَّه قال:
«رِضا الربِّ في رِضا الوالدين، وسخطه في سخطهما» (رواه الطبراني في *الكبير*).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأب حقوق الأب الله تعالى رسول الله ل و ال د ی
إقرأ أيضاً:
حقيقة "مقام سيدي شبل" بالمنوفية ونسبة لآل بيت رسول الله ﷺ
تنتشر مقامات أولياء الله الصالحين في مركز الشهداء في محافظة المنوفية، ومنها حسب بعض الروايات، جاءت تسمية المركز باسم واحد من هؤلاء، هو «سيدى شبل الأسود»، أهم مقام تتميز به مدينة الشهداء، حيث توارث الأهالى عن جدودهم ومشايخهم أن المدفون داخل المقام هو سيدنا محمد بن الفضل بن العباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إلى جوار مقام «شبل الأسود» مجموعة أخرى من مقامات أولياء الله الصالحين، من مساعدى «سيدى شبل» الذين جاءوا معه إلى مصر واستقروا بهذا المكان، أما مسجد «شبل الأسود» بهيئته الحالية فقد قامت ببنائه وزارة الأوقاف فى القرن العشرين، ويشبه فى تخطيطه العام المساجد العثمانية.
و ذكرت عدة مجلدات مصرية أن محمد شبل جاء إلى مصر على رأس جيش لمحاربة الكفار وأنه مات شهيدًا سنة 40 هـ في المنوفية في المنطقة التي عرفت باسم الشهداء نسبة إلى من استشهد في تلك المعركة، ولكن ام يوجد دليل واحد على صحة تلك الرواية، وإذا فرضنا جدلا أن محمد شبل حضر إلى مصر محاربًا في أيام فتحها أي عام 21 هـ فمعنى هذا أنه كان في الثانية عشرة من عمره، وبذلك يستبعد حضوره وقت الفتح، واما عن حدوث معارك في منطقة المنوفية بين أنصار عبدالله بن الزبير وبين جنود مروان بن الحكم فهذا ثابت في جميع المراجع التاريخية ولذلك فمن المرجح أن يكون حضور محمد شبل كان سنة 64 هـ وأنه استشهد في تلك المعركة ومات سنة 65 هـ ودفن في مقابر الشهداء.
وذادت أقاويل كثيرة حول الشخصية التي تسمى بها مسجد "سيدي شبل" بمركز الشهداء في محافظة المنوفية، وسطرت حول كراماته أساطير، وللناس عند عتباته وضريحه أفانين وأشكال، ما بين متمسح وراكع، وطائف وداع، وناذر مالًا، وطالب شفاعة ومددا، ومستغيث به دون الواحد الأحد، وما بين معتقد فيه أنه من آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنه ابن الفضل ابن عم رسول الله، فأقيمت لذلك الموالد، وانتشرت البدع العوائد، وأقيمت سرادقات الطعام في الجُمَع والموالد، بل عند بعض المريدين في سائر الأيام، واعتقد فيه عدد من العوام أن صلاة الجمعة في مسجده بأضعاف الأجر عن سائر المساجد، بل غلا بعضهم أن جعلها مساوية للعمرة وزيارة بيت الله الحرام!
هذه أقوال العلماء مرتبة حسب الوفيات أن المدعو "سيدي شبل" لا حقيقة له، ولا نسب له، ليثبت الحق لكل باحث بدلائله الواضحة:
قال الإمام ابن سعد (المتوفى: 230هـ): "فولدَ الفضلُ بْن الْعَبَّاس أمَّ كلثوم ولم يلد غيرها وأمها صفية بِنْت مَحمِيَة بْن جزء بْن الْحَارِث بْن عريج بْن عَمْرو الزُّبَيْديّ من سعد العشيرة من مَذحِج". [الطبقات الكبرى (4/ 54- ط: صادر)].
وقال الإمام مصعب الزبيري (المتوفى: 236 هـ): "ولم يترك ولدًا إلا أم كلثوم تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب؛ ثم فارقها؛ فتزوجها بعده أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري؛ فولدت له موسى؛ ثم خلف عليها عمران بن طلحة بن عبيد الله، حين مات عنها أبو موسى". [نسب قريش (ص: 25)].
وقال الإمام البخاري (المتوفى: 256هـ): "وَلم يُولد للفضل بْن عَبَّاس إِلَّا أم كُلْثُوم". [التاريخ الأوسط (1/ 423- ط: الرشد)].
وقال الإمام الزبير بن بكار (المتوفى: 256هـ): "الفضل بن عبّاس كان يكنى أبا العبّاس، مات بطاعون عمواس سنة ثمان عشرة، ولم يترك ولدا ذكرا". [تاريخ مدينة دمشق (48/ 334)].
وكان يجيء إلى مصر في كل عام مرة، يجلس أحيانًا بالجامع الأزهر، وأحيانًا بمدرسة السيوفية، وأحيانًا بمدرسة الحطابية، والناس يزدحمون عليه، ويلتمسون أدعيته الصالحة، ثم يعود إلى مسجده، ولم يزل كذلك إلى أن توفي سنة ثلاث وأربعين وألف، ودفن بخلوته التي بمسجده، وضريحه ظاهر يزار -رحمه الله تعالى-".
فهذا نص أن المسجد المقام هو مسجد بناه الشيخ السحيمي لنفسه ليقوم بالوعظ وإقراء القرآن للناس، ثم تطور الأمر بلا سبب معروف ليقال عنه في وقت ما أن هذا مسجد سيدي شبل.
ويعد مسجد سيدى شبل الأسود مقصد الطرق الصوفية من جميع المراكز لاحتوائه علي ضريح محمد بن الفضل العباسي بن المطلب، والذى تم بناءه في بداية القرن الحادى عشر الهجرى علي يد الشيخ احمد الاحمدى السحيمي.
والجدير بالذكر أن مسجد الموجود حاليا قد قامت ببنائه وزارة الأوقاف فى القرن العشرين، وهو يشبه فى تخطيطه العام المساجد العثمانية إذ أنه يتكون من مربعين أحدهما يشمل صحن الجامع وهو مكشوف، وتحيط به الأروقة من جميع الجهات، أما المربع الثانى فهو عبارة عن إيوان القبلة ويتكون من صفوف من الأعمدة موازية لحائط القبلة مغطاة بسقف مسطح وفى وسطه ثمانية أعمدة تقوم عليها رقبة ثمانية بكل ضلع منها فتحة للإضاءة وهى أشبه بالشخشيخة وفى الضلع الغربى من إيوان القبلة يوجد ضريح سيدى محمد بن شبل الأسود، وتتكون واجهة المسجد من مدخلين رئيسيين أحدهما يؤدى إلى إيوان القبلة والثانى يؤدى إلى صحن الجامع، يتقدم الواجهة ردهة بطول الواجهة تقريبا صدرها محجوز بسور مزخرف وينتهى طرفاها بسلمين لارتفاع المسجد عن مستوى الشارع بمقدر سبعة أمتار