إضاءات على فن الخطابة والإلقاء في «بحر الثقافة»
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلةنظمت مؤسسة بحر الثقافة، أول أمس، ندوة بعنوان: «ورشة إضاءات على فن الخطابة والإلقاء»، قدمها الكاتب والمخرج السوري فرحان بلبل، الأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وأدارت جلسة الحوار هند شعبان، وقد تناول المحاضر عدة محاور منها: لماذا فن الإلقاء؟ دور الإلقاء في تاريخ البشرية، معايير فن الإلقاء، التطبيق العملي على النص المختار.
استهل فرحان بلبل حديثه بشاهد من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان يوم سئل: لماذا شاب باكراً، فقال: «شيبني صعود المنابر»، مؤكداً أن فن الإلقاء في الخطابة من أهم وأسرع وأقوى وسائل التأثير لدى الآخرين، وتساءل: هل بغير الكلمة الطيبة في الخطاب تلين القلوب وتستقيم النفوس، وتصلح المجتمعات؟ وتابع قائلاً: إن النطق الصحيح يدخل إلى عقول الآخرين وقلوبهم، فلا تضطرب المعاني عند المتكلم والسامع، ولا يضيق أي منهما بالفهم والإفهام؛ لأن اللغة وعاء الفكر البشري، كما أن صحة النطق وجماله يدلان على رقي الأمة ومقياس لدرجة حضارتها، موضحاً أن النطق الصحيح الجميل يقوم على النظام والترتيب.
وحول دور الإلقاء في تاريخ البشر، أشار إلى أن الإلقاء الجيد والكلام الفصيح له دور حيوي في التفاهم وحسن المعاملة والتفاعل في المجتمعات، إضافة إلى تنمية وعي الشعوب على مدى العصور، وتعزيز الثقة بالنفس لمن امتلك ناصية البلاغة والقدرة على مواجهة الآخرين، متسائلاً: كم عدل الإلقاء والخطابة من المفاهيم والقناعات، وغرس القيم وساهم في تغيير مسار الأمم، مستعرضاً بعض النماذج ممن أتقنوا فن الإلقاء والخطابة انطلاقاً من العصر الجاهلي، ومنهم قس بن ساعدة الذي أصلح بين قبيلتين بخطابه وحسن إلقائه.
وتابع المحاضر حديثه حول معايير وأصول فن الإلقاء الجيد والمؤثر في الآخرين، مبيناً أنه مهارة عالية المستوى تعتمد على أسس ومعايير، مثل: الإعداد الجيد للمحتوى والمناسب للموقف، وحسن اختيار العنوان والافتتاحية، والدخول إلى صلب الموضوع لجذب جمهور المتلقين، وإثارة اهتمامهم وتشويقهم لمتابعته حتى ينتهي من حديثه وتوصيل فكرته وإقناعهم بما يعرضه عليهم، موظفاً الكلمات المؤثرة والصياغة الجيدة لعباراته، إضافة إلى أهمية الصوت الواضح الذي يراعي الدقة في الحفاظ على مخارج الحروف، وتلوين الصوت والتغيير في النبرة والتحكم بدرجة انخفاضه أو ارتفاعه، بما يتناسب مع الموقف والمحتوى.
وأشار فرحان بلبل إلى أهمية الحركة والتواصل البصري مع الجمهور ليشعرهم المتحدث إليهم بأهميتهم فيتفاعلوا معه وينصتوا إليه باهتمام، تقديراً له وتفاعلاً مع أفكاره واحتراماً لما يقدمه. ولفت إلى أهمية توظيف بعض الإشارات غير اللفظية والمتنوعة أثناء الإلقاء والخطابة، مع مراعاة تحقيق التوازن والانسجام، وقال: يجب أن لا ننسى التركيز والإيجاز والتكثيف، دون الإخلال بالمعنى. ويأتي دور الصدق والثقة بالنفس، فالصدق يجعل الكلام يشد انتباه المستمعين للخطيب، والثقة بالنفس تمنح المتكلم قوة وقدرة على الإلقاء بكفاءة عالية ومهارة وجودة في التقديم ومخاطبة الناس، مؤكداً على أن كلام المتحدث الذي ينبع من القلب يصب في قلوب مستمعيه.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الخطابة الإلقاء فی فن الإلقاء
إقرأ أيضاً:
قطر وسيط جديد بين العراق وترامب… ما الذي يدور في الكواليس؟
مايو 17, 2025آخر تحديث: مايو 17, 2025
المستقلة/- كشف مصدر مطّلع للمستقلة،أن رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، طلب رسميًا من أمير دولة قطر لعب دور الوسيط بين بغداد وواشنطن، في خطوة مفاجئة تعكس حجم التعقيدات التي تشهدها العلاقة بين العراق والإدارة الأمريكية. وبحسب المصدر، فقد نقل أمير قطر رسالة مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكومة العراقية، في تطور أثار تساؤلات حول طبيعة هذه الرسالة ودلالة توقيتها.
لماذا قطر؟ ولماذا الآن؟
الملفت في القضية ليس فقط فحوى الرسالة، التي لم يُكشف عنها حتى الآن، بل هو القناة التي اختارها الطرفان لتبادل الرسائل: الدوحة. فهل أصبحت قطر بالفعل اللاعب الجديد في التوازنات الإقليمية، والوسيط المقبول من الطرفين؟ وهل تم هذا التنسيق بمعرفة وموافقة البيت الأبيض أم أن ترامب يتحرك بقنوات موازية تثير قلق المؤسسة الرسمية؟
هل تسير بغداد نحو سياسة “التحالفات المرنة”؟
طلب العراق للوساطة من دولة خليجية مثل قطر، والتي لها علاقات معقدة ومتشابكة مع القوى الإقليمية والدولية، يؤشر إلى تحوّل في السياسة العراقية نحو ما يمكن تسميته بـ”التحالفات المرنة”، حيث لا ثوابت دبلوماسية، بل مصالح متحركة تفرض أدوات جديدة في التواصل والضغط.
رسالة ترامب… ابتزاز أم بوابة لتفاهم جديد؟
فحوى الرسالة تبقى غامضة، لكن توقيت وصولها وسط تصاعد التوترات الإقليمية والحديث عن عودة قوية لترامب في الانتخابات المقبلة، يفتح المجال لتأويلات عديدة: هل يريد ترامب استباق إدارة بايدن بخط اتصال مباشر مع بغداد؟ أم أن الرسالة تحتوي على عروض أو تهديدات سياسية وأمنية؟ ولماذا اختارت بغداد السكوت على هذا التطور حتى اللحظة؟
خلاصة: قطر تقتحم المشهد العراقي كلاعب دبلوماسي رئيسي
سواء أعجبت هذه الخطوة البعض أو أثارت حفيظة آخرين، فإن المؤكد هو أن قطر دخلت رسميًا على خط العلاقات العراقية الأمريكية، وربما نشهد قريبًا دورًا قطريًا أوسع في ملفات أمنية واقتصادية تتعلق بمستقبل العراق، خاصة إذا استمرت بغداد في تبني سياسة “البحث عن وسطاء”