استمرار اختبارات المتقدمين للعمل محفظي قرآن كريم بالرواق الأزهري بالوادي الجديد
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
يواصل فرع الرواق الأزهري بالوادي الجديد، لليوم الثاني على التوالي، فعاليات اختبارات المتقدمين للعمل محفظي ومعلمي القرآن الكريم، وذلك في إطار مواصلة الدور الحيوي للأزهر الشريف في التوسع في زيادة عدد مقرات الرواق الأزهري بجميع محافظات الجمهورية لاستهداف زيادة أعداد الدارسين لحفظ القرآن الكريم.
وأوضح الدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر، أن هذه الاختبارات جاءت بتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر ووفق بروتوكول التعاون بين الجامع الأزهر ومحافظة الوادي الجديد، والذي تم توقيعه في ديسمبر الماضي، وذلك في إطار سبل الاستفادة من الرواق الأزهري.
وأعلن الجامع الأزهر الشريف عبر الرابط الذي نشره من خلال صفحته الرسمية على فيسبوك في ديسمبر الماضي، عن فتح باب التقدم لقبول ٥٠ محفظا للعمل بتحفيظ القرآن الكريم للطفل والكبار بالرواق الأزهري بمحافظة الوادي الجديد.
والتقى الدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر، في وقت سابق محافظ الوادي الجديد، اللواء محمد سلمان الزمَلوط، وبحثا خلال اللقاء سبل التوسع في مقرات الرواق الأزهري للعلوم الشرعية والقرآن الكريم بمدن ومراكز المحافظة، لما يحظى به الأزهر الشريف من مكانة كبيرة في قلوب وعقول المواطنين بالوادي الجديد، وأشار عودة، إلى أن عدد الفروع الحالية بالوادي الجديد ٢٥ فرعا، وتضم ١٥٠٠ دارس برواق القرآن الكريم والتجويد، إضافة إلى دارسي رواق العلوم الشرعية والعربية.
يأتي هذا بناء على توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، ود. هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر، وبمتابعة الشيخ إبراهيم حلس، مدير شئون الأروقة بالجامع الأزهر، كما تنعقد الاختبارات برئاسة فضيلة الشيخ حسن عبد النبي عراقي وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الازهر الرواق الأزهري الوادى الجديد بالوادی الجدید الرواق الأزهری القرآن الکریم الجامع الأزهر
إقرأ أيضاً:
ملتقى الجامع الأزهر يوضح المفهوم الشامل لتعظيم شعائر الله
عقد الجامع الأزهر، اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة) تحت عنوان "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" وذلك بحضور كل من؛ الدكتور علي مهدي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، والدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات، بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء الشيخ أحمد الطباخ، مدير المكتب الفني بالجامع الأزهر.
وافتتح الدكتور علي مهدي، الملتقى بحديثه عن تعظيم شعائر الله، موضحًا أن التعظيم يعني الخضوع الكامل حِسًا ومعنًى، لأن الخضوع يمثل درجة عالية من الاحترام لشعائر الله سبحانه وتعالى، مستشهدًا بقول ابن عباس في تفسير تعظيم الشعائر: “إن تعظيم شعائر الله معناها: استسمانها واستحسانها”، وهذا يدل على تقديم القيمة العالية والأفضل، ويعكس كمال التقدير، وكمال المهابة والإجلال.
ويبين هذا ما رواه عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أهدى عمر "بختيًا" (نوع من الإبل)، وعُرض عليه ثلاثمائة دينار مقابلها، فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله إن كان يبيعه ليشتري بثمنه بدنًا (للهدي)، أجابه النبي صلى الله عليه وسلم: "لا، انحره".
ويُستفاد من هذا الحديث أنه لو جاز بيع الهدي بعد أن تعين في النذر لأذن فيه النبي، لأن البدن يكون أوفر لحمًا للمساكين من النجيب (الناقة الكريمة) الذي لا لحم فيه كثير، وهذا يؤكد على أن تقديم الأفضل والأكثر قيمة هو جزء من تعظيم شعائر الله.
وأوضح الدكتور علي مهدي أن تعظيم شعائر الله يعني الامتثال لأوامره سبحانه وتعالى، وهذا يتطلب من المسلم الخضوع الكامل والاستقامة التامة، بحيث يكون ظاهره وباطنه ملتزمًا بأمر الله تبارك وتعالى، فالمسلم مطالب بأن يكون ظاهرًا وباطنًا ملتزمًا بأوامر الله، وأن يقبل على ربه بقلب سليم، وأن يعامل خلقه بأخلاق حسنة. هذا الشمول في الالتزام هو جوهر تعظيم الشعائر، فلا يقتصر الأمر على الشعائر التعبدية الظاهرة فقط، بل يشمل كل جوانب حياة المسلم، وأن يدرك الإنسان مقام الله سبحانه وتعالى وأنه "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور"، أي أن الله يعلم أدق التفاصيل وأكثرها خفاءً مما يصدر عن الإنسان، محذرا من الاحتيال على شعائر الله، لأنه هذا السلوك في تعامل العبد مع الله عز وجل وجلاله، وهو ما يبنه الحديث الشريف، أنَّ رجلًا قالَ: يا رسولَ اللَّهِ ، فيما أضربُ يتيمي؟، قالَ صلى الله علهي وسلم: ما كنتَ ضاربًا منهُ ولدَكَ، غيرَ واقٍ مالَكَ بمالِهِ، ولا مُتأثِّلٍ منهُ، ومن هذا الاحتيال أيضًا التقصير في أداء الذكاة أو منعها، وهو أمر منهي عنه، لأن شعائر الله جاءت لبناء الإنسان بناء متكامل لا اعوجاج فيه ولا نقص.
من جانبه قال الدكتور ربيع الغفير إن التقوى تتجاوز كونها مجرد شعور قلبي أو نية باطنة، بل هي سلوك يترجم إلى أفعال ظاهرة وباطنة، ومن أبرز هذه الأفعال تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى، لهذا السبب، ارتبطت التقوى بتعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى في آية واحدة من القرآن الكريم، ما يؤكد على العلاقة الوثيقة بينهما.
كما أن الحق سبحانه وتعالى يريد من خلقه التسليم الكامل لأمره، ويكافئ على ذلك القلوب المتوكلة عليه والتي لا ترجو سواه، هذه المكافأة هي من النتائج المباركة لتعظيم شعائر الله، إذ أن "ليس كل قلب صالح لهذه المكافأة"، فالقلوب التي تعظم شعائر الله بصدق هي وحدها المؤهلة لنيل هذه العطايا الإلهية، لأنها تجسد التقوى الحقيقية والتسليم التام، مبينًا أن تعظيم شعائر الله يمثل البوصلة التي توجه القلب والجوارح نحو مرضاة الله، فالقلب التقي هو الذي يستشعر عظمة الله في كل شعيرة، وهذا الاستشعار يدفعه للامتثال التام.
وذكر الغفير، أن تعظيم شعائر الله أوسع وأشمل من أن نقتصرها على عبادة بعينها دون غيرها من العبادات، فمفهوم شعائر الله يتعدى الطقوس الدينية الظاهرة ليشمل كل جوانب الحياة: من العلم والعبادة إلى المعاملات، وهذا الشمولية تتطلب أن يكون الالتزام بها في الظاهر والباطن، فالتقوى الحقيقية تظهر في هذا الشمول، حيث يصبح كل فعل وقول للمسلم، وكل نية في قلبه، تعظيمًا لشعائر الله إذا كان يبتغي بها وجه الله تعالى.