أمننا المائى .. وجرائم الصهاينة فى غزة وإفريقيا
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
محاكمة القرن التى أقامتها دولة نيلسون مانديلا الشهيرة بجنوب إفريقيا حركت مزيدا من غضب شعوب الأرض ضد ما يرتكبه سفاحو إسرائيل من تصفية عرقية وإبادة جماعية لأبناء فلسطين وازداد انكشاف الكيان الإرهابى الصهيونى بدفوعه الهزيلة وأكاذيبه وهرتلته أمام محكمة العدل الدولية والتى جعلت محامى الإرهابيين يدعى أن أحدهم قد خلط أوراق مذكرة دفاعه وعكس اضطراب الدفاع ما يعيشه كيان الاحتلال من اضطرابات وأزمات داخلية أكدت فشله بقواته وحتى بدعم الطاغوت الأمريكى وانتصار المقاومة بحقها وإيمانها بقضيتها وأرضها رغم ما سقط من مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وليتواصل الدرس الايمانى والاخلاقى لانتصار الحق وأصحابه ومهما كان جبروت المعتدين الصهاينة وقد نشرت صحيفة المصرى اليوم 2024/1/15 عددا تاريخيا بعنوان (100 يوم من العدوان) يوثق بالأرقام وبحوارات مع المجاهدين الأبطال وأقارب الشهداء والأسرى ويفضح 17 جريمة من أصل 25 نصت المواثيق الدولية على أنها جرائم إبادة وحاول السفاحون والقتلة الصهاينة أن يبرروا جرائمهم التى تتجاوز الأبشع فى تارخ الطغاة والسفاحين فى التاريخ والذين يعلنون أن من حقهم أن يقوموا بحماية أنفسهم وهو ما لا ينطبق إلا على المساحات التى أخذوها بجريمة التقسيم بينما تظل غزة جزءا من الأراضى التى احتلت بعد 1967 والتى تفرض القوانين الدولية التى لم يحترم الاحتلال واحدا منها أن تقام عليها دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
لقد ظلت حماية حقوق وأرض فلسطين من الهموم القومية لمصر منذ وقعت النكبة والتقسيم 1948 إلى جانب ما يشغلنا من هموم وقضايا وطنية داخلية ومن أهمها أمننا المائى وما مارسته وما زالت تمارسه إثيوبيا طوال 10 سنوات من مراوغات لعدم توقيع اتفاق ملزم بحقوق دولتى المصب مصر والسودان وحيث تأتى 85% من مواردنا المائية من المنابع فى الهضبة الإثيوبية ويأتى 15% من الهضبة الاستوائية ومنذ أسابيع انتهى اجتماع وزراء الرى فى الدول الثلاث بالفشل لاستمرار مراوغات إثيوبيا رغم مواصلة ملء السد وقد استدعت هذه الاحداث ما ترتكبه إثيوبيا الآن من انتهاكات للقوانين والمواثيق والاتفاقات الدولية التى تعترف بالصومال كدولة مستقلة واستدعى الأربعاء الماضى اجتماعاً طارئاً لمجلس الجامعة العربية لبحث الموقف غير القانونى لحصول أديس أبابا على امتياز استغلال 20 كيلومتراً شمال غربى الصومال على البحر الأحمر ولفت نظرى فى بيان وزير الاعلام الصومالى أمام الجامعة العربية أن هناك دولا غير ساحلية فى شرق إفريقيا مثل الكونغو الديمقراطية ورواندا وبروندى وأوغندا تصل إلى البحر عن طريق تفاهمات متبادلة مع تنزانيا وكينيا ولكن لا يمكن القبول بالاستيلاء على ميناء بأكمله من الصومال وإقامة قاعدة عسكرية تهدد الشعب الصومالى وتنتهك سيادة بلاده من خلال توقيع إثيوبيا مذكرة تفاهم مع إقليم انفصالى.
وإلى جانب ما ترتكبه إثيوبيا من مخالفات قانونية ضد الصومال فقد ذكرنى أيضا الموقف التاريخى لدولة جنوب إفريقيا بوضع جرائم الاحتلال الصهيونى فى غزة أمام محكمة العدل الدولية بأن هذه المحكمة المحترمة كما ثبت من كلمات قضاتها أثناء الاستماع لدفوع ومرافعات الفلسطينيين وأكاذيب وادعاءات ممثلى الكيان الصهيونى أن محكمة العدل الدولية سبق واعتبرت الحقوق فى النهر مثل اتفاقيات الحدود ونصت على ضرورة الرجوع إلى دولتى المصب مصر والسودان عند بناء أى سد باعتباره تعدياً عليهما وأنه إذا لزم الأمر ترفع دعاوى فى المحاكم الدولية.
وهنا يفرض السؤال المهم نفسه .. وهل تملك المنظمات الدولية أى فاعلية ومهما كانت هذه القضايا تهدد الأمن والسلام والاستقرار العالمى وحقوق وحياة الشعوب وكما أثبتت عجزها المؤسف والمخجل فى قضية الشعب الفلسطينى وفى تداخلاتها فى كل ما عقد من جلسات لإقرار الحفاظ على أمننا المائى .. وقد تناولت القضية منذ بداية العبث الإثيوبى والتخفى وراء حماية المصالح الإثيوبية رغم الإعلان المصرى المبكر والذى ما زال يمثل الموقف الحقيقى لمصر من أنها تتفق مع تحقيق إثيوبيا لجميع مصالحها مع احترام الحقوق المائية التاريخية لدول المصب وكنت ضمن الوفد المصرى من القوى الوطنية المختلفة التى سافرت قبل بداية بناء السد لطمأنة إثيوبيا التى أبدى قادتها يومها ثقتهم واحترامهم للموقف المصرى وكان من أهم ما استندتُ إليه من وثائق عند بدايات ظهور المواقف المراوغة لإثيوبيا ما قدمته لى احدى الخبيرات فى قضايا السدود من وثائق خطيرة عن بناء السد الإثيوبى تزيد وضوح وتوثيق الحقوق التاريخية والقانونية لمصر فى مجرى النهر ومياهه واليوم قد استفادت إثيوبيا بعنصر الوقت واستخدمت الخداع حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من إنجاز يمثل تهديدا للحقوق المائية لدول المصب.
وأثق أنه وسط الأزمات المتفجرة فى المنطقة والمهددة بالاتساع وفى القلب منها ما يرتكبه الكيان الصهيونى بحق الشعب الفلسطينى ولا يغيب على أحد أن هذا الكيان الشيطانى وطاغوت الإدارة الأمريكية فى مقدمة داعمى وممولى بناء السد الإثيوبى لتهديد الأمن المائى لمصر والسودان فالدولة المصرية رغم كل هذه التحديات الخارجية والداخلية وما يعصف بالعالم من صراعات تدرك ضرورة الانتباه لمهددات أمنها المائى خاصة أن مصر من أقل دول إفريقيا فى سقوط الأمطار وأدعو إلى ضرورة وجود لجنة دائمة للمياه والسدود من أكبر علمائنا وخبرائنا وخبراء دوليين فى قضايا الحدود والسيادة الدولية والثروات العابرة وليس جديدا ما أعلنه الخبراء أن المياه أو الذهب الأزرق سيكون من أهم أسباب الحروب القادمة.
سكينة فؤاد – بوابة الأهرام
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
توتر إقليمي.. تحذير مصري جديد حول سد النهضة الإثيوبي
قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن الموقف من أزمة سد النهضة الإثيوبي قد يقود إلى توتر جديد في المنطقة، في ظل تصاعد الخلاف بين مصر وإثيوبيا وعدم التوصل إلى اتفاق.
وأضاف عبد العاطي خلال مشاركته في اليوم الثاني من منتدى قادة السياسات الذي تعقده غرفة التجارة الأمريكية في القاهرة، أن مصر تعمل على استمرار الاستقرار، مشيرا إلى العديد من نقاط التوتر في المنطقة من بينها ما يحدث في السودان والأوضاع في قطاع غزة.
وأوقفت مصر المحادثات مع إثيوبيا بشأن سد النهضة قبل أكثر من عام تقريبا، بسبب تعنت أديس أبابا في المفاوضات، ومحاولاتها كسب الوقت لاستكمال أعمال السد.
ويعد سد النهضة الإثيوبي الذي بدأت إثيوبيا بناءه عام 2011 على النيل الأزرق أكبر مشروع كهرومائي في إفريقيا بطاقة إنتاجية تصل إلى 6,450 ميغاواط عند اكتماله، يهدف إلى توفير الكهرباء لنحو 60% من سكان إثيوبيا الذين يفتقرون إليها، إلى جانب تصدير الطاقة إلى دول الجوار مثل السودان وجيبوتي.
وتعتبر مصر التي تعتمد على النيل بنسبة تزيد عن 98% لتلبية احتياجاتها المائية السد تهديدا وجوديا لأمنها المائي، وتخشى القاهرة أن يؤدي ملء السد وتشغيله دون اتفاق ملزم إلى تقليص حصتها من المياه، مما قد يؤثر على الزراعة وإمدادات المياه الصالحة للشرب والاقتصاد بشكل عام.
وأواخر 2023، أعلنت إثيوبيا اكتمال المرحلة الرابعة والأخيرة من ملء خزان السد، مما أثار احتجاجات مصرية حادة، واصفة الخطوة بـ"غير القانونية"، كما أعربت مصر عن قلقها من أن إثيوبيا قد تستخدم السد لأغراض سياسية، مثل التحكم في تدفق المياه كأداة ضغط.
وتقول إثيوبيا، إن السد مشروع تنموي حيوي للقضاء على الفقر وتوفير الكهرباء لسكانها البالغ عددهم أكثر من 123 مليون نسمة، حيث يفتقر نصفهم تقريبًا إلى الكهرباء، وأكدت الحكومة الإثيوبية أن السد لن يتسبب في ضرر كبير للدول المشاطئة للنهر، وأنها ملتزمة بمبادئ الاستخدام العادل لمياه النيل وفقًا لإعلان المبادئ لعام 2015، ومع ذلك رفضت إثيوبيا التوقيع على اتفاقيات ملزمة قانونًا تحدد كيفية إدارة السد خلال فترات الجفاف.
وتوقفت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان في أواخر 2023 بسبب ما وصفته مصر بـ"تعنت إثيوبيا" ورفضها قبول حلول وسط تضمن مصالح الدول الثلاث.