الجديد برس:
2025-12-07@23:14:27 GMT

سردية واشنطن المثقوبة : المطلوب عزل صنعاء

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

سردية واشنطن المثقوبة : المطلوب عزل صنعاء

الجديد برس:

بعد ممانعة معظم دول العالم الوازنة المشاركة في تحالف «حارس الازدهار»، لعدم اقتناعها بالدوافع الأمريكية لتشكيله، تسعى الولايات المتحدة إلى تدويل الأحداث في البحر الأحمر، بما يناسب ادعاءها وجود صفة دولية للأضرار الناتجة من العمليات العسكرية اليمنية الجارية هناك.

كما تؤشر الخطط الأمريكية المتداولة، في هذا السياق، إلى وجود نية لتوسيع العدوان على اليمن بما يخدم أيضاً أهدافاً أبعد من تلك المعلَنة، وهو ما بدأ يُترجَم بالفعل بالقصف الأعنف الذي استهدف عدداً من المحافظات اليمنية ليل الإثنين – الثلاثاء.

ولإنجاح خططها، تعمل واشنطن على خطَّين متوازيَين: – الأول: الزعم أن اليمن يسعى إلى خنق الاقتصاد والتجارة العالميَّين عبر استهدافه سفن الشحن العابرة باب المندب والبحر الأحمر نحو الغرب، فيما يغيب عن السردية الأمريكية – عمداً – الهدف اليمني من العمليات، والمقتصر على السفن والمصالح الإسرائيلية دون غيرها، قبل أن تضاف إليه أخيراً سفن الدول التي تعتدي على اليمن، أي الولايات المتحدة وبريطانيا.

على أن هذه السردية الأميركية تُواجَه بالرفض من قبل أكثر دول العالم؛ فاليمن قدّم وجهة نظره حول الأحداث، وربط ما يقوم به بوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار عنه، وأجرى عدداً من الاتصالات الإقليمية والدولية ووجد تفهُّماً كبيراً من قِبَل بعض الأطراف، ومنها أطراف أوروبية، وفقاً لما أكده نائب مدير التوجيه المعنوي في صنعاء، العميد عبد الله بن عامر، بالقول إن «دولاً أوروبية تواصلت مع صنعاء، وأكدت تفهمها الموقف اليمني، وتأييدها وقفاً لإطلاق النار في غزة، للحيلولة دون تصاعد الوضع في البحر الأحمر».

غير أن ثمة رأياً وازناً يقول إن الهدف الأمريكي من العدوان على اليمن بات يتعدى حماية الممرات المائية، إلى أغراض ذات علاقة بالحفاظ على مكانة الولايات المتحدة في العالم. وعبرت عما تقدّم، صحيفة «فايننشال تايمز»، بالقول إن «الوضع الراهن يؤكد أن العمل الأمريكي في حماية سلاسل الإمداد هو ضمن الأوضاع الجيوسياسية والعسكرية المعقّدة. لكن أهدافه ذات طابع إستراتيجي أكثر من كونها اقتصادية، وهذا ما يجعل إجراءات واشنطن مفيدة بشكل غامض وخاضعة للتحولات السياسية».

– ثانياً: ربْط القدرات اليمنية بالجانب الإيراني، والتركيز على أن البلدَين مستمران في التنسيق والعمل المشترك لإيصال السلاح النوعي إلى اليمن. وفي هذا الإطار، استفاضت وسائل الإعلام الغربية، في الأسابيع الأخيرة، في نشر مواد إخبارية واستخباراتية حول الدعم التسليحي الإيراني لليمنيين. وتشير هذه التقارير إلى أن ترسانة صنعاء باتت تضم أسلحة متنوعة، منها صواريخ قديمة يعمل الخبراء اليمنيون على الاستفادة من أجزائها ودمجها بمكونات حديثة؛ ومنها ما هو حديث ويتم تطويره بالاستفادة من التكتيكات الحالية، ولا سيما في البحر الأحمر؛ ومنها ما هو حديث ونوعي، ولم يحن بعد وقت استخدامه. كذلك، تصنف التقارير، اليمن حالياً باعتباره أفضل بكثير من دول متقدمة في مجال الأسلحة البحرية، فيما تعترف الدوائر الاستخباراتية بأن بعض أنواع تلك الأسلحة كان موجوداً منذ عهد النظام السابق، وتم تطويره محلياً عبر الاستفادة من خبرات محور المقاومة، بينما بعضها الآخر يُصنع كلياً بجهود محلية.

ثمة رأي وازن يقول إن الهدف الأمريكي في البحر الأحمر تعدى حماية الممرات المائية

وفي هذا السياق أيضاً، أفادت البحرية الأمريكية، بداية الشهر الجاري، بأنها «اعترضت شحنة أسلحة إيرانية»، قالت إنها كانت «متّجهة إلى اليمن»، وصادرت قارباً صغيراً يحمل مكونات صواريخ «كروز»، وأخرى باليستية إيرانية الصُنع.

واعتبرت البحرية الأمريكية أن تكلفة المهمة كانت عالية بالنظر إلى فقدان اثنين من البحارة الأمريكيين أثناء محاولتهما الصعود على متن قارب صومالي، فيما وضع الإعلام الأمريكي، الحادثة في سياق التطورات الأخيرة في البحرين العربي والأحمر، مشيراً إلى أن الشحنة المصادرة جاءت لتحل محل تلك التي خسرها اليمن في الضربات الجوية التي بدأت في 11 كانون الثاني/يناير الجاري.

ورغم الادعاءات المتكررة من قبل البحرية الأمريكية باعتراض شحنات أسلحة مهربة إلى اليمن طوال الأعوام الماضية، وتشكيل «الفرقة 153» التابعة للأسطول الأمريكي الخامس، ومقره البحرين، لهذه الغاية، تقر أوساط أمريكية بفشل تلك المهمة؛ إذ تَعتبر أن اعتراض الأسلحة الإيرانية أثناء شحنها إلى اليمن هو أمر بالغ الصعوبة. ووفقاً لمسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، فإن عمليات الكوماندوز، من مثل التي جرت هذا الشهر، عادةً ما تكون معقدة، وتشارك فيها قوات خاصة على متن قوارب قتالية، وقناصة، وطائرات مسيَّرة، وطائرات هليكوبتر للمراقبة، بالإضافة إلى قوات البحرية، بحسب مجلة «بوليتيكو». ويقول هؤلاء إن «تأثير الدعم الإيراني على المنطقة لا يحظى بالتقدير المناسب في كثير من الأحيان، إذ تتمّ الاستهانة بالجهد الإيراني المتواصل».

ووفقاً لمعلومات استخباراتية غربية، فإن واشنطن ولندن درستا، في الأسابيع الماضية، كيفية التصدي للتعاون اليمني – الإيراني حول تبادل المعلومات عن حركة مرور سفن إسرائيل والدول الداعمة لها، فضلاً عن التعاون الاستخباراتي في إطار محور المقاومة، ومواجهة التعاون التسليحي وتبادل الخبرات.

وكشفت وكالة «بلومبرغ»، في هذا الجانب، أن العاصمتين تدرسان أشكالاً من عمليات عسكرية لعرقلة جهود ‎طهران لإعادة إمداد صنعاء بالسلاح. وفي السياق ذاته، وضع مراقبون زيارة مدير «سي آي إي»، وليام بيرنز، إلى الصومال، ولا سيما أنها جاءت بعد الإعلان عن فقدان الجنديين الأميركيين ثم مقتلهما.

وفي رأي خبراء عسكريين أمريكيين، فإن خطط بلادهم في مواجهة اليمن لم تعد صالحة في البحر الأحمر، وأنها بحاجة إلى إصلاح وتحديث، وذلك يستدعي الابتعاد عن التكتيكات القديمة، وفقاً لما عبر عنه مسؤول أمريكي بالقول: «هذا هو تخصصنا. أن نكون قادرين على العمل في المجال البحري بشكل سري، وملاحقة الأهداف الصعبة عبر التخفي».

المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر إلى الیمن فی هذا

إقرأ أيضاً:

اليمن يطلق نداء عاجلاً لرفع الحصار عن مطار صنعاء

وأشار المشاركون في الوقفة والمؤتمر بحضور رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان علي تيسير، والقائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد عارف مصلح، والقائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية خليل جحاف، إلى حجم المأساة الإنسانية الناجمة عن استمرار إغلاق مطار صنعاء للعام العاشر على التوالي.

وأكدوا على أن الحصار المفروض على المطار يمثل “جريمة لا تسقط بالتقادم” وانتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية، وأحد أكبر الملفات الإنسانية التي تحصد أرواح اليمنيين يومياً.

وفي الوقفة والمؤتمر، أكد رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، أن إغلاق مطار صنعاء الدولي منذ بدء العدوان في 26 مارس 2015م يشكل “جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”.. مشيراً إلى أن المطار كان يخدم ما يقارب مليونين و500 ألف مسافر سنوياً، إضافة إلى 800 ألف مسافر عبر مطار الحديدة الدولي قبل استهدافه.

وأوضح تيسير أن الحصار تسبب في وفاة أكثر من مليون ونص المليون مريض بسبب منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، فيما توفي 125 ألف مريض آخرين لعدم تمكنهم من السفر إلى الخارج للعلاج، مع وجود 250 ألف حالة حرجة بحاجة عاجلة للسفر.

وأشار إلى أن أبناء الشعب اليمني أصبحوا فعلياً في “سجن كبير”، محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية.

وأفاد رئيس الهيئة بأن العالم يحتفل اليوم باتفاقية شيكاغو التي أرست مبادئ السلام والتعاون، فيما يُحرم الشعب اليمني وحده من حقه في التنقل.. داعياً منظمة الطيران المدني الدولي( ICAO) لتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه أحد أقدم الدول المنضمة إليها.

فيما أوضح مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف، أن الوزارات والمؤسسات المشاركة اليوم تمثل القطاعات الأكثر تضرراً من إغلاق المطار.. مؤكداً أن المطار ظل مغلقاً تماماً رغم جاهزيته الفنية الكاملة.

وأشار إلى أن العالم يحتفل اليوم بإنجازات الطيران المدني، بينما لا يُسمح ليمني واحد بالسفر عبر مطار بلاده، في وقت يسافر أكثر من 13 مليون شخص يومياً عبر مطارات العالم.

وكشف أن 15 مريضاً يتوفون يومياً بسبب القيود المفروضة.. معتبراً إغلاق المطار “جريمة مكتملة الأركان لا تسقط بالتقادم”.

ولفت الشايف إلى أن اليمن عضو في منظمة الطيران المدني الدولي منذ 1964م، ما يمنحه حقوقاً واضحة في السيادة الجوية وحرية العبور والتشغيل، لكنها كلها تُسلب منه اليوم خلافاً للقانون الدولي.

وجدد التأكيد على أن مطار صنعاء “جاهز تماماً ولا يوجد أي مبرر فني لإبقائه مغلقاً”.. مطالباً الإيكاو والمنظمات الدولية المختصة بالتحرك السريع لفتح المطار دون قيود أو شروط.

بدوره ذكر مدير النقل الجوي بهيئة الطيران المدني الدكتور مازن غانم، أن العالم يحتفل اليوم بمرور 81 عاماً على تأسيس منظمة الطيران المدني الدولي تحت شعار “سماء آمنة.. مستقبل مستدام”، بينما يعيش اليمن واقعاً مختلفاً تماماً نتيجة الانتهاكات الممنهجة التي طالت قطاع الطيران اليمني ومطاراته المدنية.

وقال “إن استمرار إغلاق مطار صنعاء يمثل اعتداءً مباشراً على حق ملايين اليمنيين في التنقل والسفر، وانتهاكاً لاتفاقية شيكاغو والقانون الدولي الإنساني”.. مؤكداً أن حرمان اليمنيين من سمائهم “ليس إغلاق مطار فقط، بل إغلاق نافذة الحياة أمام شعب بأكمله”.

ودعا غانم الأمم المتحدة والإيكاو والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية ووقف كل أشكال الاستهداف الممنهج لقطاع الطيران المدني اليمني، وفتح مطار صنعاء أمام كافة شركات الطيران دون أي قيود سياسية.

فيما أكد المتحدث باسم وزارة الصحة والبيئة الدكتور أنيس الأصبحي أن القطاع الصحي هو الأكثر تضرراً من استمرار إغلاق مطار صنعاء.. مشيراً إلى أن آلاف المرضى يفقدون حياتهم سنوياً بسبب منعهم من السفر أو منع دخول الأدوية المنقذة للحياة.

وأوضح أن إغلاق المطار أدى إلى تعطّل برامج علاجية كانت تعتمد على البعثات الطبية الدولية، وحرمان آلاف المرضى وخاصة مرضى الأورام والقلب والكبد والفشل الكلوي من العلاج في الوقت المناسب.

وقال “إن الحصار الجوي فاقم الكارثة الصحية في البلاد، ورفع نسبة الوفيات، وأدى إلى نقص حاد في الأدوية بنسبة 60 في المائة.. مؤكداً أن فتح مطار صنعاء يمثل “ضرورة إنسانية عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”.

وانبثق عن الوقفة الاحتجاجية والمؤتمر الصحفي بيان مشترك للهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد والهيئة الوطنية لحقوق الإنسان ووزارة الصحة والبيئة، تلاه رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، أكد أن استمرار إغلاق مطار صنعاء يشكل واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية غير المرئية عالمياً.

وأشار إلى أن القيود الجائرة تسببت في وفاة أكثر من 1.5 مليون مريض، وحرمت 125 ألفاً من حقهم في السفر للعلاج، وتسببت في توقف آلاف الموظفين في قطاع الطيران عن أعمالهم، وتضرر مئات القطاعات الحيوية المرتبطة بالملاحة الجوية.

ودعا البيان إلى فتح مطار صنعاء الدولي فوراً ودون قيد أو شرط، وإيقاف كل أشكال الاستهداف للمطارات المدنية اليمنية، وفتح جميع المطارات أمام الحركة الجوية، وتمكين شركات الطيران الدولية من التشغيل.

وطالب الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومنظمة الطيران المدني الدولي، بالتدخل العاجل لرفع الحصار، وإصدار قرار ملزم بإعادة إعمار المطارات اليمنية، وتشكيل فريق دولي لتقصي الحقائق بشأن الاستهداف المتعمد للمنشآت المدنية للطيران.

شارك في الوقفة والمؤتمر وكيلا قطاع السلامة بهيئة الطيران الدكتور عبدالحميد أبو طالب، والمطارات يحيى الكحلاني، وعميد معهد الطيران المدني والأرصاد الدكتور ناجي السهمي، وموظفو الهيئة وقطاعاتها المختلفة.

مقالات مشابهة

  • حريق يلتهم مركبا بالكامل قرب محيط نادي الرياضات البحرية
  • اليمن يطلق نداء عاجلاً لرفع الحصار عن مطار صنعاء
  • تقارير تكشف تحوّل المعركة البحرية الأمريكية مع الحوثيين إلى كارثة.. تفاصيل مثيرة
  • المشروع العراقي:أمريكا تتحمل مسؤولية النفوذ الإيراني في العراق
  • تحقيقات البحرية الأميركية: اليمن وضع «هاري ترومان» على حافة الكارثة
  • إعادة هندسة العدوان على اليمن
  • ضغوط القتال: كيف كشفت المواجهة مع الحوثيين عن ضعف الجاهزية البحرية الأمريكية؟
  • وكالة أمريكية: مواجهات البحر الأحمر أظهرت هشاشة القدرات الأمريكية البحرية رغم تفوقها
  • البحرية البريطانية: سفينة تعرضت لإطلاق النار غرب اليمن
  • تحقيق أمريكي جديد يكشف انهيار البحرية الأمريكية أمام العمليات