لبنان ٢٤:
2025-05-14@09:31:49 GMT

هل يمهّد جنبلاط لتموضع اشتراكي جديد رئاسيًا؟!

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

هل يمهّد جنبلاط لتموضع اشتراكي جديد رئاسيًا؟!

معبّرة بدت التصريحات الصحافية الأخيرة التي نُسِبت للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ولا سيّما تلك المرتبطة بالموقف من الاستحقاق الرئاسي، حيث قال إنّ "لا موقف شخصيًا" له من أحد، وإنّه يسير "بأيّ كان" لملء الشغور في رئاسة الجمهورية، لكنّه أضاف، ربما لمزيد من الوضوح والشفافية، أنّ "لا مشكلة لديه" في السير بانتخاب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية أو غيره.


 
صحيح أنّ تسمية جنبلاط لفرنجية شخصيًا هنا مع كلّ ما تحمله من معانٍ ودلالاتٍ غير خفية على أحد، اقترنت بتلميح إلى أنّ موقفه هذا "قد لا يكون موقف بعض أعضاء اللقاء الديمقراطي"، لكنّها الصحيح أنّها اقترنت بسلسلة مواقف واضحة في الحديث الصحافي نفسه، قد لا يكون أهمّها "استخفافه" شعار "لبنان أولاً" الذي وصفه بـ"السخيف"، قبل ان يتراجع عن الوصف في تغريدة لاحقة.
 
ولأنّ حديث جنبلاط جاء بعد أيامٍ على "العشاء العائلي" الاستثنائي الذي جمع آل فرنجية وآل جنبلاط، والذي جهدت أوساط الطرفين على نفي ما أعقبه من "استنتاجات وتحليلات" حمّلت نتائجه أكثر ممّا تحمل، يصبح السؤال أكثر من مشروع، فكيف تُفهَم تصريحات جنبلاط، ولو لم تحصد "الإجماع" داخل كتلة "اللقاء الديمقراطي"، كما أوحى؟ وهل يمهّد الرجل عمليًا لتموضع "اشتراكي" جديد في الملف الرئاسية، ولو بالتدريج؟!
 
ما قصده جنبلاط
 
يقول العارفون إنّ ما قاله وليد جنبلاط في حديثه الصحافي الأخير يأتي "متناغمًا" في المضمون، مع السياسة التي ينتهجها الرجل في الآونة الأخيرة، وتحديدًا بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، التي حرّكت الزاوية "العروبية" التي لطالما عُرِف بها "البيك"، بعيدًا عن دهاليز السياسة الداخلية الضيّقة، وهو ما حفّزه لإطلاق ما أطلقه من مواقف مساندة للمقاومة في غزة وفي لبنان، وكذلك لانتقاد شعار "لبنان أولاً"، باعتبار أنّ فلسطين تبقى القضيّة المركزية لجميع العرب.
 
حتى موقفه من الملف الرئاسي يأتي "متناغمًا" مع ما سبق، بحسب ما يقول العارفون، ليس لأنّ هذا الملف أضحى "ثانويًا" في قاموس "البيك" بالنظر إلى المعارك التي تجري في غزة، وفي جنوب لبنان، ولكن لأنّه أراد أن يقول إنّه جاهز "للسير بأيّ مرشح"، من أجل إنجاز الاستحقاق، وبالتالي انتخاب رئيس، الأمر الذي يفتح الباب أمام "تسيير شؤون الدولة"، أي أنّ الأولوية هي الانتخاب، بمعزل عن الأسماء والمرشّحين.
 
إلا أنّ هذه القراءة التي قد تبدو "مبسّطة"، ليست "بريئة" بالفعل وفقًا للعارفين، فأن يتعمّد جنبلاط ذكر اسم فرنجية ليس تفصيلاً، بل قد يكون في مكان ما بمثابة "دعم مبطن" لرئيس تيار "المردة"، أو ربما "توصية" بانتخابه، إذا ما كان ذلك من شأنه فتح الباب أمام "الحلحلة" على المستوى الرئاسيّ، خصوصًا في ظلّ عجز المسيحيين عن التفاهم على مرشح واحد، وهو ما غمز جنبلاط من قناته أيضًا بقوله "منذ عامين نراوح مكاننا وننتظر اتفاق المسيحيين".
 
الإشكاليّة الحقيقيّة
 
انطلاقًا ممّا سبق، يمكن فهم كلام جنبلاط على أنّه رسالة "دعم" لفرنجية، ولو عبر "عدم ممانعة" انتخابه بالحدّ الأدنى، أو على أنّه "توطئة" لتموضع "اشتراكي" جديد على مستوى رئاسة الجمهورية، ولو أنّ هذه الانعطافة "الجنبلاطية" تتّخذ بهذا المعنى مسارًا "تدريجيًا"، منذ فتح "البازار الرئاسي" وحتى العشاء العائلي الأخير، إلا أنّ العارفين يتحدّثون عن "عقبات بالجملة" أمام ترجمة هذا "التموضع الجديد"، بما يسمح بانتخاب رئيس.
 
من هذه "العقبات" عقبة داخلية، ترتبط بـ"الحزب التقدمي الاشتراكي" نفسه، أو بكتلة "اللقاء الديمقراطي" بصورة أكثر دقّة، وهو ما ألمح إليه جنبلاط حين قال إنّ موقفه "عدم الممانع" لانتخاب فرنجية هو موقفه الشخصي ليس إلا، علمًا أنّ هناك من يجزم أنّ الكثير من نواب "اللقاء الديمقراطي" متموضعون في الجانب الآخر، ولا يمكن أن يسيروا بدعم انتخاب فرنجية، تحت أيّ ظرف من الظروف.
 
وإذا كان هناك من يضيف إلى ما تقدّم، موقف رئيس الحزب الحالي النائب تيمور جنبلاط، الذي تشير التسريبات إلى "عدم حماسته" لانتخاب فرنجية، فإنّ العارفين يشيرون إلى أنّ "الإشكالية" قد تكون أكبر، فالرسالة التي أراد جنبلاط إيصالها ربما هي أنّه قد "لا يمانع" انتخاب فرنجية، إذا ما كان الأخير بحاجة لأصواته ليصبح رئيسًا للجمهورية، إلا أنّ مثل هذا الأمر لا يبدو متوافرًا حتى الساعة، ما يترك الأمور في الحلقة "المفرغة" نفسها.
 
في الشكل، قد يكون تصريح جنبلاط الداعم لفرنجية، ولو تلميحًا، جديدًا بما يسمح بفتح الباب أمام "خرق" طال انتظاره على مستوى الاستحقاق الرئاسي. لكن في المضمون، يرى كثيرون، أنّ لا جديد في التصريح سوى على مستوى "النيّات"، إذ إنّ "شروط" دعم جنبلاط لفرنجية "أو غيره" تبقى على "ثباتها"، وأساسها توافقٌ يتطلب المرور بأحد المعسكرين الأساسيّين بالحدّ الأدنى، وهنا بيت القصيد! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اللقاء الدیمقراطی

إقرأ أيضاً:

من السلاح إلى السياسة | تعرف على الحركات التي حلّت نفسها قبل العمال الكردستاني

لطالما شكلت الحركات المسلحة أحد مشاهد التاريخ السياسي الحديث، حيث خاضت صراعات، وحروبا وتمردات باسم الاستقلال، أو العدالة، أو الهوية، لكن بعضها رغم أنه ولد من رحم القمع، تحول إلى ممارسة السياسة ووضع البندقية لصالح صناديق الاقتراع.

وليس حزب العمال الكردستاني أول من قرر وضع السلاح بعد سنوات طويلة من الكفاح المسلح.

وقُتل أكثر من 40 ألف شخص منذ أن بدأ الحزب تمرده المسلح عام 1984 بهدف إقامة دولة مستقلة للأكراد.

وظهرت الحركات المسلحة في شتى أنحاء العالم، من غابات كولومبيا إلى جبال مندناو في الفلبين، ومن شوارع القاهرة إلى حارات بيروت.

منظمة إيتا - إسبانيا

تأسست "منظمة وطن الباسك والحرية" المعروفة باسم "إيتا" في 1959، على شكل مجموعة انفصالية باسكية تطالب بدولة مستقلة.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: نفذت عمليات اغتيال، وتفجيرات، وخطف من الستينيات إلى 2011، واستهدفت القوات الأمنية والسياسيين.

الانتقال إلى السياسة: أعلنت وقفًا دائمًا للأعمال المسلحة في 2011، ونزعت السلاح بالكامل في 2017 تحت إشراف دولي، وحلت نفسها رسميًا في 2018، وانضم أنصار إيتا إلى الأحزاب التي تعمل ضمن النظام السياسي الإسباني وتدعو إلى استقلال إقليم الباسك بوسائل سلمية.

رمح الأمة  – جنوب أفريقيا

تأسس أمخونتو وي سيزنوي أو ما يطلق عليه "رمح الأمة" جناحا عسكريا للمؤتمر الوطني الأفريقي عام 1961 على يد نيلسون مانديلا لمقاومة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

Embed from Getty Images

العمل المسلح: بعد مجزرة شاربفيل على يد الشرطة في 1960 وحظر المؤتمر الوطني الأفريقي، تحولت أمخونتو وي سيزنوي إلى المقاومة المسلحة، واستهدفت المرافق الحكومية مثل المحطات الكهربائية، والسكك الحديدية ومنازل المسؤولين. 



الانتقال إلى السياسة: علّق الجناح العسكري عملياته في 1990 خلال مفاوضات السلام ثم أعلن حلّه رسميًا في 1993 واندمجت القيادة في السياسة وفاز مانديلا في أول انتخابات متعددة عام 1994 وأصبح رئيسا للبلاد، واندمج بعض مقاتلي الجناح العسكري في القوات المسلحة.

القوات المسلحة الثورية - كولومبيا

تأسست القوات المسلحة الثورية الكولومبية في 1964، وكانت مجموعة ماركسية-لينينية تطالب بالإصلاح والعدالة الاجتماعية.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاضت تمردًا استمر 50 عامًا، بما في ذلك الخطف، والهجمات على الأهداف العسكرية والمدنية، وصلت ذروتها في التسعينيات.

الانتقال إلى السياسة: بعد اتفاق السلام 2016، نزعت السلاح، وفككت نفسها وتحولت إلى حزب "القوة البديلة الثورية المشتركة" وشاركت في الانتخابات رغم أن بعض الفصائل المنشقة عنها رفضت الاتفاق.

الجيش الجمهوري الإيرلندي - إيرلندا

تأسس الجيش الجمهوري الآيرلندي في 1969، سعى لإنهاء الحكم البريطاني في إيرلندا الشمالية وتوحيد إيرلندا.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاض حملة مسلحة استمرت 30 عامًا ضد القوات البريطانية والمجموعات الموالية لها باستخدام أساليب العصابات والتفجيرات.

الانتقال إلى السياسة: بعد اتفاق الجمعة العظيمة 1998، نزع الجيش الجمهوري الآيرلندي أسلحته، وأصبح جناحه السياسي "شين فين"، حزبا رئيسيًا في إيرلندا الشمالية والجمهورية، يشارك في الحكومة والانتخابات.

جيش لبنان الجنوبي - لبنان

تأسس جيش لبنان الجنوبي على شكل ميليشيا مسيحية تابعة للاحتلال الإسرائيلي في عام 1977 خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وكان يسيطر على جنوب لبنان.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: قاتل إلى جانب القوات الإسرائيلية خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان (1982–2000)، واشتهر بانتهاكات حقوق الإنسان مثل سجن الخيام.

انتهاء العمل المسلح: لم يتحول جيش لبنان الجنوبي إلى كيان سياسي. لكنه انهار في أيار/ مايو 2000 بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من لبنان، وفر أعضاؤه إلى إسرائيل ومن بقي منهم في لبنان أحيل إلى المحاكم.

الجماعة الإسلامية - مصر

تأسست في السبعينيات، وكانت معروفة بهجماتها العنيفة، واستهدافها مراكز الشرطة، والسياح، وينسب لها الكثير من الأعمال المسلحة التي طالت مسؤولين.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: شاركت الجماعة في عملية اغتيال السادات 1981، ولها عدد من الهجمات على المقرات الأمنية ومراكز الشرطة.



الانتقال إلى السياسة: في أواخر التسعينيات، بدأ قادة سجناء مثل كرم زهدي مبادرة "اللاعنف" عام 1997، وأعلنت لاحقا التخلي عن العنف وحل الجناح العسكري، وبعد الثورة المصرية 2011، أسست الجماعة حزب البناء والتنمية لكن تم حله ومصادرة أمواله في 2020 بعد اتهامه بمخالفة مبادئ العمل الحزبي.

جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني - السلفادور

تأسست جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني في أواخر السبعينيات كتحالف يساري يضم عناصر طلابية وعمالية في السلفادور. سُميت على اسم الثوري أوغستين فارابوندو مارتي، وهدفت إلى مواجهة الحكومة اليمينية التي دعمتها الولايات المتحدة.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاضت الجبهة حربًا ضد الحكومة اليمينية بدءا من عام 1979 مستخدمة تكتيكات العصابات والمواجهات المباشرة، واستهدفت القوات الحكومية، والمرافق الاقتصادية، والبنية التحتية وتعرضت لرد قمعي شديد من الجيش وفرق الموت المدعومة حكوميًا. 

الانتقال إلى السياسة: في 1992، وقّعت الجبهة والحكومة السلفادورية معاهدة تشابولتيبيك للسلام، التي أنهت الحرب الأهلية. ونصت الاتفاقية على تفكيك التكوين العسكري للجبهة، ونزع سلاحها، والاعتراف بها كحزب سياسي قانوني وتحولت بالكامل إلى حزب سياسي يساري يحمل الاسم نفسه فاز بالانتخابات الرئاسية لاحقا.

الحركة الشعبية لتحرير السودان- السودان

تأسست الحركة الشعبية لتحرير السودان في 1983 بقيادة جون غارانغ، وكافحت من أجل سودان "ديمقراطي علماني"، مع التركيز على جنوب السودان.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاضت الحرب الأهلية الثانية (1983–2005) ضد الحكومة، وسيطرت على أجزاء من جنوب السودان، بما في ذلك ولاية النيل الأعلى وبحر الغزال.



الانتقال إلى السياسة: بعد اتفاق السلام الشامل 2005، أصبحت الحركة جزءًا من حكومة السودان، وتولى غارانغ منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة جنوب السودان ومع استقلال جنوب السودان في 2011، أصبحت الحركة هي الحزب الحاكم هناك.

جبهة مورو الإسلامية - الفلبين

تأسست جبهة مورو الإسلامية في 1984 بعد الانفصال عن جبهة التحرير الوطنية، وطالبت بالاستقلال أو الحكم الذاتي للمسلمين في مندناو.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاضت تمردًا مسلحا ضد الحكومة الفلبينية وصلت ذروتها في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

الانتقال إلى السياسة: في 2012، وقّعت الحركة اتفاق سلام تاريخي مع الحكومة الفلبينية، مما أدى إلى نزع السلاح وتفكيكها وأصبحت كيانا سياسيا باسم حزب العدالة المتحدة في بانغسامورو، وإنشاء منطقة بانغسامورو ذاتية الحكم.

مقالات مشابهة

  • تيمور جنبلاط استقبل الصادق في كليمنصو
  • رئيس الجمهورية يُوقع على السجل الذهبي للقصر الرئاسي بسلوفينيا
  • جنبلاط: نقدر عاليا الجهود التي يبذلها ولي العهد السعودي
  • نورا جنبلاط أطلعت الرئيس عون على برنامج مهرجانات بيت الدين
  • جمال سليمان يوضح موقفه من فصل سلاف فواخرجي
  • من السلاح إلى السياسة | تعرف على الحركات التي حلّت نفسها قبل العمال الكردستاني
  • عون للأمير مشعل: أشكركم على الحفاوة التي عكست مدى محبتكم للبنان
  • جنبلاط أبرق مهنئا بانتخاب البابا لاوون الرابع عشر
  • الخير: لمجلس بلدي متجانس قادر على إطلاق عجلة الإنماء
  • بري يلتقي جنبلاط في عين التينة