جامعة القاهرة تشارك فى فعاليات المعرض الدولى للكتاب |تفاصيل
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
انطلق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، حيث حظى بإقبال كبير من الزوار، وحرصت جامعة القاهرة على المشاركة ضمن فاعليات المعرض خلال هذا العام .
مشاركة جامعة القاهرة بمعرض الكتاب الـ 55قدم الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، محاضرة افتتاحية تأطيرية حول "السلام العالمي والدولة الوطنية" بدعوة من الدكتور عبد الله بين بيه رئيس مجلس الإفتاء الإماراتي ورئيس منتدى السلم العالمي، وذلك بجناح منتدى أبو ظبي للسلم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
أوضح الدكتور محمد الخشت، في بداية محاضرته أن موضوع السلام العالمي يشغل بال كل مُحبي السلام وكل رافضي الحروب والنزاعات في العالم حتى وإن عجزنا مرحليا عن تحقيق السلام في العالم، مؤكدًا أن السلام لابد من تحقيقه أولًا في العقول باعتبار أن العقول هي البداية؛ وتاريخ الدول والممالك خير دليل علي ذلك، فإذا كان هناك نوع من السلام النفسي والعقلي لدى الشعوب سيقودون بلادهم نحو السلام، ولا يخوضون سوى حروب دفاعية، على العكس من الشعوب التي تمتلك نزعة عدوانية في نفوسهم سيقودون بلادهم للحروب العدوانية الاستعمارية، مشددًا على أن سلام العقول هو نقطة البداية التي يجب أن تحل وتسود في العالم.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن السلام العالمي لا يعني زوال العنف في العالم، لأن السلام غير المبني على العدل أو الإنصاف هو سلام هش وسرعان ما يزول، مشيرًا إلى أن عصرنا يشهد العديد من الحروب يتم التدخل لوقفها ولكن سرعان ما تعود مره ثانية بسبب عدم التعامل الصحيح مع الأسباب الحقيقية للنزاع والتي تقوم على عدم تحقيق الإنصاف للشعوب، لافتًا إلى أن السلام هو أكثر من مجرد غياب العنف فهو تحقيق العدالة وإزالة أسباب النزاع.
وتطرق الدكتور محمد الخشت، إلى النظريات المختلفة عبر التاريخ حول تحقيق السلام، وفند وطرح رؤية نقدية علمية للنظريات المتعلقة بتحقيق السلام ولم تقدم للعالم السلام المنشود ودعا إلى تبنى رؤى جديدة تحقق السلام الحقيقي القائم على العدل والإنصاف. وقام بمراجعة النظريات التى أخفقت فى صناعة السلام بدءا من نظريات ماركس والديمقراطيات والتجارة الحرة والردع المتبادل وسلام العولمة.
تشارك جامعة القاهرة في معرض الكتاب بمجموعة كبيرة من الإصدارات والدراسات والمجلات التي تمثل إضافة كبيرة لحركة العلم والثقافة والفكر، وتأتي في إطار مشروع جامعة القاهرة لتطوير الوعي وبناء الإنسان المصري تطبيقًا للمبادئ التي نصت عليها وثيقة الجامعة للثقافة والتنوير الصادرة عام 2017، مشيرًا إلى أنه يوجد تنوع كبير في مجالات الكتب والمراجع التي تشارك بها الجامعة هذا العام في شتى صنوف المعرفة الإنسانية.
أكد رئيس جامعة القاهرة،أهمية القراءة الحرة للشباب لما تمثله من قوة في أي مجتمع من المجتمعات، وتزيد من فهمهم لواقعهم وتساعدهم على تجاوز الصعوبات وتساهم في صقل شخصيتهم والارتقاء بطريقة تفكيرهم، مشيرًا إلى اهتمام الجامعة بنشر ثقافة القراءة بين طلابها، حيث قامت بإنشاء مكتبة صغيرة بكل غرفة من غرف المدينة الجامعية تضم مجموعة متنوعة من الكتب، وأطلقت مبادرة "خذ كتابًا وضع كتابًا" لتكون آلية لإتاحة الكتب مجانًا وتسمح للطلاب بتبادل المعرفة بشكل مُبسط، إلى جانب توزيع مجموعة من مؤلفات كبار الكتاب والإصدارات التوعوية على الطلاب خلال الندوات والمحاضرات الثقافية التي تنظمها الجامعة بهدف توسيع دائرة الاطلاع أمام الطلاب ومساعدتهم للانفتاح على الآراء المختلفة، ونشر ثقافة القراءة داخل المجتمع الجامعي.
من جانبه، قال الدكتور محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إن الجامعة سوف تشارك في المعرض بجناح يضم عددًا كبيرًا من الكتب الثقافية والمراجع العلمية والمعاجم التي تمثل إصدارات الجامعة وعددا من كليات الجامعة ومعاهدها ومراكزها، بالإضافة إلى إصدارات المجلات العلمية المتخصصة للكليات والأقسام العلمية والمراكز البحثية، لنشر رسالة وفكر جامعة القاهرة وعلمائها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب جامعة القاهرة الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة جامعة القاهرة الدکتور محمد فی العالم أن السلام
إقرأ أيضاً:
سوريا تحضر بثقلها الثقافي في معرض الدوحة للكتاب من خلال سوق الحلبوني
الدوحة – في مدننا العربية، تتوزع أسواق الكتب القديمة كعلامات حية على ذاكرة الثقافة الشعبية؛ من سور الأزبكية في القاهرة، إلى شارع المتنبي في بغداد، وسوق الكتبيين في تونس، والرصيف الثقافي في بيروت وصولا إلى ساحة باب زويلة في المغرب.
فضاءات ثقافية عديدة تشكلت جميعها خارج مؤسسات الدولة، واحتضنت لعقود أصواتا فكرية متباينة وكتبا نادرة، وكانت بمثابة محطات لإنتاج وتداول الوعي في أوساط القراء والمثقفين.
ووسط هذا المشهد، برز سوق الحلبوني الدمشقي بوصفه المعادل السوري لهذه الأسواق، حيث كانت الأكشاك والمكتبات الصغيرة في قلب دمشق تبيع كتبا مستعملة ومترجمة، وتوفر مساحة لنقاش فكري مفتوح.
واليوم، تعود مكتبات سوق الحلبوني للمشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب لأول مرة منذ أكثر من عقد، في خطوة رمزية تعيد تأكيد حضور الثقافة السورية كمكون أصيل في المشهد الثقافي العربي، وكصوت لا يزال قادرا على الكلام رغم العزلة والصمت.
مشاركة مكتبات سوق الحلبوني في المعرض لها دلالات كثيرة أهمها رغبة المكتبات السورية في استعادة دورها الثقافي والتجاري على الساحة العربية والدولية، وإظهار التزامها بتعزيز التواصل الثقافي وتبادل المعرفة، خاصة في ظل التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية.
كما أن هذه المشاركة بعد سقوط النظام في سوريا تعد مؤشرا على تحولات في المشهد الثقافي العربي، وخصوصا فيما يتعلق بإعادة إدماج سوريا تدريجيا في الفضاءات الفكرية، حيث ينظر إلى مكتبات الحلبوني على أنها نوع من التمثيل الرمزي لعودة الثقافة السورية المستقلة إلى المحافل العربية.
وحول هذه المشاركة، قال فؤاد يعقوب، المشرف على جناح مكتبات سوق الحلبوني في معرض الدوحة الدولي للكتاب، وأحد أصحاب دور النشر السورية المشاركة، إن مشاركة هذا العام تحمل طابعا استثنائيا ومميزا، نظرا لكونها تأتي في سياق مرحلة ما بعد الحرب، وتحرير البلاد من تداعياتها، الأمر الذي أضفى على الحضور السوري في المعرض نكهة خاصة تمزج بين الثقافة والإصرار على الحياة.
إعلانوأضاف، في تصريح خاص للجزيرة نت، أن وزارة الثقافة القطرية بذلت جهدا واضحا وملموسا في تصميم جناح سوق الحلبوني ليحاكي السوق الدمشقي الشهير، حيث تم العمل على خلق بيئة بصرية وأجواء معمارية تحاكي الطابع التراثي القديم لسوق الحلبوني، المعروف تاريخيا بأنه قلب الحركة الثقافية النشطة في دمشق.
وأشار إلى أن جناح سوق الحلبوني في المعرض يضم 8 مكتبات و12 دار نشر، ما يعكس التنوع والغنى الذي تتميز به الحركة النشرية السورية، أما على مستوى المشاركة السورية الشاملة في معرض الدوحة للكتاب، فقد بلغ عدد دور النشر المشاركة 36 دار نشر سورية، تغطي طيفا واسعا من المواضيع الفكرية والأدبية والتعليمية، مما يبرز عودة الحراك الثقافي السوري إلى الساحة العربية والدولية بقوة وثقة.
وقال الكاتب والمؤلف القطري سعود علي الشمري إن هذه المشاركة المتميزة لسوريا من خلال مكتبات سوق الحلبوني تمثل مرحلة مهمة للوعي الثقافي العربي بحضور تراث كبير ومتميز مثل التراث السوري المعروف، مؤكدا أن عودة دمشق إلى هذا المحفل بعد 14 عاما من الغياب ليست مجرد حضور رسمي، بل هي استعادة لصوت معرفي كان غائبا عن واحدة من أهم التظاهرات الثقافية في المنطقة.
وفي تصريح خاص للجزيرة نت، عبر الشمري عن سعادته البالغة برؤية مكتبات سوق الحلبوني السورية حاضرة بجناحها المميز داخل أروقة المعرض، قائلا:
"نشأنا على كتب هذه المكتبات، وتربى وعي كثير من المثقفين العرب على رفوفها، فقد كانت وما تزال منارات معرفية لا تقدّم سلعة، بل تصوغ وعيا، لذلك، فإن عودتها اليوم إلى الدوحة هي بمثابة عودة للروح الثقافية السورية بكل ما تحمله من عمق وتنوع".
وقال إن مكتبات الحلبوني لها مكانة خاصة في الذاكرة الثقافية العربية، إذ كانت ولا تزال تزود القارئ العربي بأمهات الكتب والدوريات الفكرية، وكانت مركزا حقيقيا لتداول الفكر الجاد، وهي ليست مجرد سوق للكتب، بل مؤسسة ثقافية ساهمت في صياغة الوعي العربي لعقود.
إعلانوأضاف أنه من المهم أن ندرك أن غياب سوريا عن المشهد الثقافي العربي لم يكن غيابا إراديا، بل نتيجة ظروف استثنائية، لكن الثقافة بطبيعتها لا تعترف بالعزلة، بل تبحث عن الضوء، وها هي اليوم تعود بكتبها ومؤلفيها وذاكرتها لتقول إن الكتاب هو أول العائدين.
وتابع الشمري: إن ما تتضمنه مكتبات سوق الحلبوني في المعرض من كتب في الفلسفة والتاريخ والدراسات الفكرية والرواية يؤكد أن المنتج الثقافي السوري لم يتوقف، بل ظل ينبض رغم الغياب، وهذا ما يميز الثقافة السورية وهو قدرتها على التجدد والاستمرار حتى في أحلك الظروف.
ثراء وتنوعوحول مشاركة مكتبات سوق الحلبوني في المعرض، أشادت الكاتبة القطرية موزة آل إسحاق، في تصريح خاص للجزيرة نت، بهذه المشاركة المتميزة من خلال هذا السوق التراثي موضحة أنها تعتبر خطوة مهمة في سبيل عودة اندماج التراث والثقافة السورية في المحيط العربي والدولي بعد سنوات من العزلة والحروب.
وتابعت: الحضور السوري لطالما كان ركيزة أساسية في معارض الكتب العربية، لما تحمله الثقافة السورية من ثراء وتنوع في مجالات الأدب والفكر والتاريخ ومن هنا تبرز أهمية المشاركة السورية بهذا الشكل المميز.
وأضافت: "سوريا ليست مجرد دولة عادت إلى المعرض، بل هي ذاكرة ثقافية غابت قسرا، وها هي اليوم تعود لتقول إن الثقافة لا تموت، وإن الكتاب ما زال جسرا مفتوحا بين الشعوب رغم كل ما مرت به من أزمات".
وأشارت آل إسحاق إلى أن مكتبات سوق الحلبوني المشاركة في المعرض تمثل جزءا من تراث دمشق الثقافي العريق، وهي تحضر اليوم محملة بكتب صنعت وعي أجيال من القراء العرب، وقالت: المثقف السوري ظل طوال سنوات الغياب يكتب وينشر، وصوته لم ينكسر، وعودته اليوم إلى فضاء عربي كمعرض الدوحة هي بمثابة إعادة الاعتبار لهذا الصوت.