ثقافة وفن رئيس هيئة الكتاب: الشروق مركز للإشعاع الثقافي وبيع الكتب بأسعار تناسب الجميع
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
ثقافة وفن، رئيس هيئة الكتاب الشروق مركز للإشعاع الثقافي وبيع الكتب بأسعار تناسب الجميع،أكد الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أن مركز الشروق الثقافى .،عبر صحافة مصر، حيث يهتم الكثير من الناس بمشاهدة ومتابعه الاخبار، وتصدر خبر رئيس هيئة الكتاب: الشروق مركز للإشعاع الثقافي وبيع الكتب بأسعار تناسب الجميع، محركات البحث العالمية و نتابع معكم تفاصيل ومعلوماته كما وردت الينا والان إلى التفاصيل.
أكد الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أن مركز الشروق الثقافى يُعد مركزًا للإشعاع الثقافي في المنطقة، موضحة أن المركز سيقدم الخدمات الثقافية إلى جانب بيع الكتب بأسعار تناسب جميع الشرائح المجتمعية.
جاء ذلك خلال افتتاح الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، المركز الثقافي التابع للهيئة المصرية العامة للكتاب، بمدينة الشروق، في إطار احتفالات وزارة الثقافة، بالذكرى الـ 10 لثورة 30 يونيه، بحضور الدكتور خالد داغر، رئيس دار الأوبرا المصرية، والمهندس على سعد، رئيس جهاز مدينة الشروق، ولفيف من القيادات ووسائل الإعلام.
وأضاف أن افتتاح المركز يأتي تنفيذًا لخطة وزارة الثقافة، لنشر الثقافة والمعرفة في شتى ربوع الجمهورية، وحرصًا من الهيئة على إقامة منافذ بيع للكتاب بمختلف محافظات مصر، لتوفير إصداراتها بأسعار في متناول الجميع، وذلك في إطار استراتيجية الدولة المصرية "رؤية مصر 2030"، لنشر الثقافة والمعرفة.
وأشار الدكتور أحمد بهي الدين إن المركز يضم قاعة ندوات وفعاليات، وقاعة حاسب آلي، وقاعة أنشطة للطفل، وقاعة لكتاب الطفل، ومجهز لتقديم خدمات الكتب الرقمية والصوتية، إلى جانب العديد من البرامج التدريبية في الفنون والإبداع.
وأوضح رئيس هيئة الكتاب أن المركز سيشهد العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، على مدار الأيام القادمة، والتي تضم ندوات ولقاءات فكرية، إلى جانب العديد من الورش الفنية للأطفال، من خلال مركز تنمية المواهب، التابع لدار الأوبرا لخدمة أبناء وأهالي مدينة الشروق.
معلومات عن المركز الثقافي بالشروقالمركز يتكون من قاعة مسرح، وقاعة ندوات وفعاليات، وقاعة حاسب آلي، وقاعة أنشطة للطفل، وقاعة لكتاب الطفل، قاعة اطلاع للكبار، قاعة باليه إلى جانب منفذ بيع كتب، ومركز لتنمية المواهب بالتعاون مع دار الأوبرا المصرية.
وتضمن الافتتاح، فقرة عزف وغناء لمواهب مركز التنمية المواهب بدار الأوبرا المصرية، إلى جانب تفقد محتويات المركز وقاعاته.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس إلى جانب
إقرأ أيضاً:
عبد السلام فاروق يكتب: ثقافة القوة وقوة الثقافة
ليست الأمم بما تملك من ثروات تحت الأرض، ولا بما تشيده فوقها من مبان شاهقة، لكن بما تنسجه في وجدان المجد من معنى، وما تزرعه في روح أبنائها من ذاكرة ووعي وانتماء، وما تتركه للتاريخ من أثر باق.
الثقافة ليست عضواً زائداً في جسد الأمة، هي قلبها القابع خلف قضبان الضلوع؛ قلب خفاق بالأغاني والترانيم، يضخ المعاني والحكايات والفلسفات، ويرسم بقلم الإبداع خارطة الأوطان. ويزدهر في الحرف اليدوية كما في الفنون الكبرى، ويمنح للشعوب ملامحها التي لا تُشبه سواها.
حين نتأمل مشهد مصر اليوم، ندرك أننا أمام لحظة فارقة يمكن أن تتحول فيها الثقافة من مساحة للتعبير الجمالي إلى قوة ناعمة تصنع الاقتصاد، وتعيد رسم الهوية، وتفتح أبواب التنمية بأدوات جديدة لم تكن مطروقة من قبل. فالعالم يعيد اكتشاف الصناعات الثقافية والإبداعية بوصفها أحد محركات النمو المربحة، في وقت تتعرض فيه الهويات الوطنية لرياح العولمة العاتية. وهنا، يصبح السؤال مصرياً بامتياز: كيف نصنع مستقبلنا الثقافي بأيدينا، ونحول تراثنا من تاريخ محفوظ إلى طاقة إنتاج؟
لقد أثبتت السنوات الأخيرة أن مصر دولة مركزية متعددة الجذور، تمتد خرائطها الثقافية من واحات الوادي إلى صحراء سيناء، ومن شواطئ البحر إلى قلوب الصعيد. وفي هذا الامتداد والاتساع والرحابة، تولد الفرص: فرص لإحياء التراث، ولتمكين الشباب، ولإطلاق مشاريع إبداعية قادرة على تحويل الفن إلى صناعة، والهوية إلى منتج قابل للتصدير.
الحديث عن الصناعات الثقافية هو دعوة إلى إعادة النظر في علاقتنا بالتراث، وبالشباب، وبالمحافظات التي همّشتها المركزية طويلاً. وهو كذلك نداء لخلق رؤية وطنية تجعل الثقافة شريكاً أصيلاً في التنمية، لا تابعاً باهتاً في آخر الصف. من هنا نبحث عن مصر الممكنة، مصر التي تجمع بين قوة الماضي وروح العصر، وتصوغ من الثقافة مشروع دولة لا يقل أهمية عن أي مشروع اقتصادي أو اجتماعي.
الثقافة قوة كامنة
حبذا لو أدرك صناع القرار أن الثقافة جيش من نور يحمي الهوية ويدفع عجلة الاقتصاد، إذن لأصبحت مصر اليوم من أعظم القوى الناعمة في الشرق كما هو شأنها سابقاً. فالثقافة، حين تصنع بوعي، تصبح مشروع دولة، وسلاحاً ناعماً، ووطناً موازياً يعيش في الوجدان قبل الجغرافيا.
وقد بدأ هذا الوعي يتشكل في السنوات الأخيرة عبر حراك ثقافي ملحوظ، تجلى في مؤتمر العريش الأخير: “الصناعات الثقافية والإبداعية… سيناء نموذجاً”، الذي أعاد فتح النقاش حول موقع الثقافة في مشروع الدولة التنموي وهويتها الحضارية.
إن العالم يزداد انفتاحاً، لكن الانفتاح ليس بريئاً دائماً؛ فالعولمة الثقافية أوسع من أن تواجه بالخطابات وحدها. ومصر تقف اليوم أمام سؤال مصيرى: كيف تحافظ على هويتها دون أن تنغلق، وكيف تنفتح دون أن تتلاشى؟
الصناعات الإبداعية هي الإجابة الأكثر حداثة؛ فهي سوق عالمية تتجاوز تريليوني دولار اليوم. وهنا يبرز الاقتصاد البرتقالي، أي الاقتصاد الإبداعي، بوصفه فرصة ذهبية لمصر لتستعيد حضورها الأفريقي والعالمي، عبر منتجات تحمل روحها وتراثها ولغتها الخاصة.
عالمية التراث المصري
سجلت مصر عشرة عناصر تراثية في اليونسكو، لكن التراث لا يصنع ليحفظ في الأدراج، ليعاد إنتاجه في الحياة.. فالتحطيب يمكن أن يصير عرضاً عالمياً، والخط العربي علامة تجارية راقية، والنسيج الصعيدي مدرسة تصميم تضاهي أعرق البيوت العالمية.
ودعونا نعود إلى لحظة انعقاد مؤتمر الصناعات الثقافية في العريش لندرك أنه لم يكن مجرد إجراء تنظيمي؛ وإنما إشارة رمزية إلى أن الثقافة يجب أن تخرج من ضوضاء العاصمة إلى مساحات مصر المنسية. فالمركزية الثقافية لعقود حرمت المحافظات من دورها الطبيعي، رغم أن بعضها، مثل سيناء، والنوبة، والوادي الجديد، يملك من الثراء ما يمكن أن يصنع مدارس إبداع متفردة.
ومبادرة “حياة كريمة” كانت خطوة في الاتجاه الصحيح عندما أدمجت البعد الثقافي ضمن التنمية الشاملة، لكن المطلوب اليوم رؤية أشمل تجعل الثقافة قاطرة للتنمية لا مجرد مكون جانبي.
ثروة لم تستغل
الشباب هم الثروة الأعظم في مجال الصناعات الإبداعية؛ لأنها صناعات تعتمد على الخيال قبل رأس المال، وعلى الشغف قبل البنية التحتية، وهو ما يتوافر للطاقات الكامنة فى صدور شبابنا.
لقد نجحت وزارة الثقافة في تأسيس 11 مركزاً لتنمية المواهب في المحافظات، لكن التحدي الحقيقي ليس في المباني إنما في تغيير النظرة المجتمعية التي ترى الإبداع هواية لا مهنة.
والحل يكمن في قصص نجاح تحدث على الأرض ثم تروى وتقلد وتستنسخ، وفي شباب يصنعون من موهبتهم حياة كاملة لا أن تتقزم منجزاتهم في مجرد هواية مهمشة.
نحو خريطة ثقافية واضحة
ما يزال المشهد الثقافي في مصر أسير التجزئة؛ مؤتمرات تعقد، توصيات تكتب، وملفات تطوى دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ. وقد ناقش مؤتمر العريش جانباً من هذه المعضلة عبر جلسة “التشريعات والسياسات العامة”، لكن التحدي أكبر من جلسة.
مصر فى حاجة إلى خريطة طريق ثقافية تحدد دور كل مؤسسة، وتربط الثقافة بالتعليم والإعلام والاقتصاد، وتحمي الملكية الفكرية والحرف التقليدية من الاندثار. دول مثل كوريا الجنوبية لم تنهض بالأغنية أو الدراما فقط، بل بسياسة دولة ربطت الفن بالاقتصاد؛ فلم لا تتصور مصر نموذجها الخاص؟
ولعل من أجمل التجارب التي ظهرت في السنوات الأخيرة مشروع المكتبات والمسارح المتنقلة. إنها ليست شاحنات، بل قوافل ضوء تصل إلى أماكن لم تعتد زيارة الكتب أو المسرح.
وتحمل معها فكرة عميقة: أن الثقافة حين لا يتمكن الناس من الوصول إليها، فعليها هي أن تذهب إليهم. ويمكن توسيع هذه التجربة لتشمل وحدات متنقلة للصناعات الإبداعية، تتجول بين القرى لاكتشاف المواهب وتدريب الحرفيين وتسويق المنتجات.
نحو عالمية التأثير
لقد استعاد التمثيل الثقافي المصري في المحافل الدولية حضوره، من إعلان القاهرة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي عام 2022، إلى المشاركة في المؤتمرات الكبرى المتعلقة بحماية التراث والملكية الفكرية. هذه المشاركات لا يمكن اعتبارها بروتوكولاً عارضاً مر وانتهي، بل نوافذ لعرض النموذج الثقافي المصري وتصديره.
فالدولة التي تمتلك أربع حضارات متعاقبة، وثقافة شعبية متنوعة، وتراثاً مادياً وغير مادي من الأوسع في العالم، لا بد أن تستعيد موقعها الطبيعي كمنارة في الشرق.
وليس أمام مصر سوى أن تنتقل من مرحلة وصف الأزمة إلى مرحلة صناعة الحل؛من الأوراق والتوصيات إلى التنفيذ، ومن المركزية إلى الاتساع، ومن الاستهلاك إلى الإنتاج.
إنني أتكلم عن الثقافة أمام مصر لا بوصفها ترفاً جمالياً، بل قدرًا تنمويًا لا مفر منه. فقد آن الأوان أن تتجاوز الثقافة دور المتفرج على مسرح التنمية، لتصعد هي نفسها إلى الخشبة، وتؤدي دورها بوصفها قوة قادرة على إعادة تشكيل الوعي، وتحريك الاقتصاد، وصياغة صورة مصر في أعين العالم.. فما الصناعات الثقافية والإبداعية إلا الجسر الذي يمكن أن نعبره إلى مستقبل أكثر اتزاناً؛ مستقبل يجمع بين أصالة الجذور و جرأة الابتكار، بين ما ورثناه وما نصنعه اليوم من معان جديدة. فإذا أحسنا قراءة اللحظة، ورسمنا رؤية وطنية واضحة، ووحدنا الجهود المتناثرة في مشروع واحد تسنده السياسات والتعليم والإعلام؛ عندها فقط تتحول الثقافة من كلمات تُقال إلى واقع يبنى.
فمصر التي صاغت أول كتابة، وأول دولة مركزية قوية ضاربة فى عمق التاريخ، وأول موسيقى وأبرع معمار، قادرة اليوم أن تصنع عصرها الثقافي الجديد، عصر يليق بماضيها ويصنع مستقبلها. وكل ما نفتقر إليه أن ندرك أن الثقافة ليست ذكرى تصف في المتاحف، بل طاقة تشعل المستقبل. فحين تعامل الثقافة كاستثمار، وتصان كهوية، وتحتضن كشريك في التنمية،عندها يولد زمن جديد، زمن تصنعه مصر بيدها، ويشهد أن الأمم العظيمة لا تبنى بالحجر وحده، بل بالمعنى أولاً.