أول رؤية لسمكة قرش بيضاء حديثة الولادة أثارت جنون العلماء
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
سجل مخرج أفلام عن الحياة البرية وطالب في علم الأحياء حدثا استمر العلماء في البحث عنه لفترة طويلة: أول لمحة على الإطلاق لسمكة قرش بيضاء كبيرة حديثة الولادة.
وشوهد القرش الصغير على بعد مئات الأمتار قبالة ساحل سانتا باربرا، كاليفورنيا، في يوليو من العام الماضي، في لقطات المخرج كارلوس غاونا.
وعادة ما يكون لون أسماك القرش البيضاء (Carcharodon carcharias) رماديا من الأعلى مع بطن أبيض فاتح.
وشهد غاونا العديد من أسماك القرش الحوامل على ما يبدو في المنطقة نفسها. لذلك برز له القرش الأبيض اللامع على الفور عندما ظهر على السطح.
ويقول غاونا، الذي يستخدم موقع The Malibu Artist عبر الإنترنت: "في هذا اليوم، غاص أحدها، وبعد فترة وجيزة، ظهر هذا القرش الأبيض بالكامل. ليس من المبالغة استنتاج من أين جاء".
ولم يتم بعد تأكيد رؤية سمكة قرش بيضاء حديثة الولادة، على الرغم من أن غاونا والمعد المشارك فيليب ستيرنز، عالم أحياء أسماك القرش في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد، نشرا النتائج في مجلة خاضعة لمراجعة النظراء.
وعلاوة على ذلك، يضيف هذا الاكتشاف إلى التقارير السابقة لعام 2020 عن أصغر سمكة قرش بيضاء معروفة، يبلغ طولها مترا واحدا فقط ويعتقد أنها حديثة الولادة، والتي تم اصطيادها قبالة ساحل المحيط الهادئ بالقرب من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وعادة ما تجد ملاحظات علماء الطبيعة الناشئين أو العلماء المواطنين، مكانها إلى الأدبيات العلمية. وفي الواقع، تعد المشاهدات المحظوظة جزءا مهما من الاستكشاف والاكتشاف العلمي الذي يوسع فهمنا للعالم.
ومع ذلك، هناك تفسيرات محتملة أخرى يجب أن نأخذها في الاعتبار، حيث يمكن أن يكون لدى القرش اضطراب جلدي غير معروف يؤدي إلى تساقط جلده، أو تغطيته ببعض النمو الميكروبي الأبيض. وقد تكون أيضا حالة نادرة من مرض المهق.
نشرت النتائج في علم الأحياء البيئي للأسماك.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات الاحياء البحرية بحار بحوث محيطات حدیثة الولادة
إقرأ أيضاً:
هل تنام الأسماك؟ دراسات تكشف أسرار النوم في المحيطات
تحت سطح المحيطات، تعيش ملايين الكائنات البحرية التي تحكم حياتها إيقاعات غامضة، منها النوم الذي لا يفهمه العلماء جيدا. ورغم أن الأسماك، التي تملأ البحار والأنهار، تبدو كأنها في حالة نشاط دائم، فإنها تظهر علامات للراحة. لكن هل يمكن تسميتها بالنوم؟ تعتمد إجابة هذا السؤال على اختلاف مفهوم النوم بين البشر والكائنات البحرية، بحسب تقرير لمجلة ناشونال جيوغرافيك.
ويؤكد عالم الأعصاب بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا فيليب مورين أن "جميع الحيوانات التي خضعت لفحص دقيق تظهر نوعا من النوم"، لكنه يوضح أن الأمر لا يقتصر على مجرد النوم كما نعرفه نحن البشر، بل يختلف شكله وخصائصه من نوع إلى آخر. وذلك ما يجعل دراسة النوم لدى الكائنات البحرية تحديا حقيقيا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2السلور الأفريقي.. سمك دخيل يهدد التنوع البيئي بالعراقlist 2 of 2قاعدة بيانات جديدة لأحجام 85 ألف نوع بحريend of listيقدر العلماء وجود أكثر من 20 ألف نوع من الأسماك، ولكل منها سلوكيات نوم مختلفة. بعض الأسماك تظهر أنماط نوم تقترب من نوم الثدييات، بينما البعض الآخر يختبر حالات تشبه الراحة أو "الغفوة" التي تختلف عما نعرفه.
ويقول عالم الأحياء البحرية في جامعة فلوريدا الدولية مايكل هيثوس إن دماغ الأسماك يحتاج إلى فترات راحة مماثلة للثدييات، "رغم أننا ما زلنا لا نفهم تماما الغرض المحدد منها، سواء كان تنظيف السموم أو تجديد الطاقة"، بحسب ناشونال جيوغرافيك.
هل تنام أسماك القرش؟ورغم أن الاعتقاد السائد كان يؤكد أن توقف سمكة القرش عن الحركة يعني موتها بسبب الاختناق، أشارت دراسات حديثة إلى أن توقفها ببعض الأحيان يعني أنها دخلت في مرحلة راحة تشبه النوم.
وفي عام 2017، رصدت دراسة تجمعا هادئا لعدد من أسماك القرش البيضاء، ساكنة في تجمع تحت الماء، مما يدعم فرضية أن بعض أسماك القرش تستطيع الدخول في حالة راحة مع الحفاظ على التنفس.
ويعتقد بعض العلماء أن أسماك القرش قد تستخدم شكلا من النوم يسمى "النوم أحادي نصف الكرة المخية"، حيث تغفو نصف الكرة الدماغية بينما يبقى النصف الآخر يقظا. وهذه الخاصية معروفة عند الدلافين، التي تبقى واعية جزئيا لكي تستمر في التنفس، رغم أنها ثدييات وليست أسماكا.
إعلانوفي عام 2019، حقق مورين وفريقه إنجازا مهما من خلال مراقبة سمكة الزيبرا الصغيرة تحت المجهر أثناء غفوها.
وأظهرت هذه السمكة أنماط نوم تشبه بشكل ملحوظ نوم الإنسان العميق، حتى أنها أظهرت حركات عين سريعة، وهي خاصية للنوم المعروفة بأنها ضرورية للذاكرة والتعلم عند البشر.
وبحسب الدراسات، يختلف توقيت نوم الأسماك. فكثير من الأسماك نشطة نهارا وتنام ليلا، لكن بعضها يفعل العكس.
فعلى سبيل المثال، تنام سمكة الببغاء بطريقة فريدة، إذ تغطي نفسها بطبقة من المخاط تُشبه كيس نوم تحت الماء.
هذه الطبقة تحميها من الحيوانات المفترسة والطفيليات، كما تحميها من الأمراض عبر احتوائها على مضادات حيوية. وعند إزعاج هذه الطبقة، تستيقظ السمكة فجأة وتسبح بسرعة، كأنها تستجيب لمنبه.
وبحسب ناشونال جيوغرافيك، حتى في أعماق المحيط، حيث لا يصل ضوء الشمس، تستمر الأسماك في الحصول على فترة راحة أو نوم، رغم أن هذا النوم قد لا يشبه ما نعرفه على السطح.
تقول الأبحاث إن أسماك أعماق البحار تملك جينات للساعات البيولوجية التي تنظم نشاطها، مما يشير إلى وجود أنماط نوم أو راحة منتظمة.
ووفق ناشونال جيوغرافيك، فإن معرفة كيف تنام الأسماك تفتح آفاقا جديدة لفهم تطور النوم وأسباب وجوده.
وبفضل هذه الأبحاث، يمكن حماية بيئات الأسماك بشكل أفضل، خصوصا مع ازدياد التغيرات البيئية التي قد تؤثر على نومها وصحتها ووجودها.
وتشير هذه الدراسات إلى أن الأسماك ليست مخلوقات بسيطة بلا وعٍ أو حاجة للراحة، بل على العكس، هي أكثر تشابها مع البشر مما كنا نتخيل.
ويختم مورين قائلا "كانت الأسماك أول الفقاريات على هذه الأرض. لذا، السؤال الحقيقي ليس هل تنام مثلنا؟ بل هل ننام مثلها؟"، وفق حديثه مع ناشونال جيوغرافيك.