نجحت أجهزة الأمن بالقاهرة، اليوم الأربعاء، في إعادة طفل لأهليته بعدما ضلّ الطريق حال لهوه بمحيط سكنه بمنطقة الساحل بالقاهرة.

أخبار متعلقة

فرد أمن يعيد 70 ألف جنيه عثر عليها في مسجد لصاحبها بالأقصر (تفاصيل)

«أمن القاهرة» يكشف غموض اختطاف طفلة ويعيدها إلى أسرتها

ضَلَّ الطريق.. «أمن القاهرة» تُعيد طفل إلى أسرته بعد العثور عليه بالشارع

تلقى قسم شرطة الأميرية بمديرية أمن القاهرة بلاغًا من أحد المواطنين بالعثور على طفل من ذوي الهمم حال سيره بدائرة القسم ولا يعلم عنه أية بيانات.

بإجراء التحريات تم تحديد والد الطفل، وتبين أنه مقيم بدائرة قسم شرطة الساحل بالقاهرة، وباستدعائه تعرف على الطفل وقرر بأن نجله ضلّ طريق عودته إلى المنزل حال لهوه بمحيط سكنه ولم يستطع العثور عليه، وتقدم بالشكر لأجهزة الأمن على الجهود المبذولة في إعادة نجله.

أمن القاهرة ضلّ الطريق الساحل القاهرة إعادة طفل

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين أمن القاهرة الساحل القاهرة أمن القاهرة

إقرأ أيضاً:

الاتجاه نحو الطريق المنحدرة

 

 

سعيد بن حميد الهطالي

saidalhatali75@gmail.com

 

 

حين فعلّت تطبيق الخرائط على هاتفي ذات مساء للاسترشاد به إلى وجهة مُعينة، نطق المرشد الآلي قائلًا: "الاتجاه نحو الطريق المنحدرة" كانت الجملة عادية في ظاهرها، جزءًا من تعليمات صوتية لم أكن أوليها كثيرا من الانتباه لكن هذه العبارة استوقفتني، شعرتُ فجأة بأنها لا تخصّ خرائط السير وحدها، إنما تصف شيئًا أعمق كأنها تلخّص حياتنا الشخصية، ومساراتنا اليومية، وقراراتنا التي تبدو موجهة وواضحة بينما هي تقودنا نحو منحدرات لا ننتبه إليها إلا بعد فوات الأوان.

لا شيء يبعث على الاطمئنان في أفق يسير نحو منحدر، والمأساة الحقيقية لا تكمن في اندلاع الحروب فقط إنما في الطرق التي تُسلك نحوها ونحن نظنها ممرات عبور آمن، لكن الطريق المنحدرة لا تعرف الأمان إنها تختبر قدرة الشعوب على الصمود، وقدرة الدول على النجاة، دون أن تنزلق كليًّا في قاع لا قرار له!

ثمة طرقٌ نختارها لا لأنها الأفضل؛ بل لأنها الأسهل، نغري أنفسنا بانحدارها اللطيف، وبأنها لا تطلب منا جهدًا، ولا تستفز خوفنا نسير فيها وكأننا في نزهة لا نلتفت كثيرًا لما حولنا فكل شيء يبدو هادئًا إلى أن نفاجأ بأننا قد قطعنا شوطًا لا عودة منه، وأن السهولة التي أعجبتنا كانت مجرّد خدعة لطيفة تخفي انحدرًا لا يرحم!

الطريق المنحدرة لا تعلن عن نفسها أنما تبدأ بميلٍ خفيف بالكاد نشعر به خطوة تجرّ أخرى، وقرار يتبعه قرار، حتى نصبح في منتصف مسارٍ لا يشبهنا، ولا يشبه نوايانا حين قرارنا السير عليه..

المشكلة ليست في الوجهة وحدها، بل في أننا نقبل بالمسير لأن الأرض تبدو ممهّدة، والجهد فيها أقل، والصوت الداخلي فينا يبرّر كل شيء: "ما دامت الطريق سهلة، فهي آمنة، أليس كذلك؟". لكن السهولة ليست دائمًا برهان الصواب، كما أن التعب ليس دومًا علامة الفشل، الطرق التي تتطلّب منا وقفة تأمل، أو قرارات حاسمة، أو مواجهة مع ذواتنا قد تكون أكثر صدقًا من تلك التي تجرفنا برفق، ثم تتركنا في قاع لم ننتبه أننا كنا ننزلق إليه طوال الطريق، ففي واقع حياتنا اليوم كثيرًا ما نؤجل المواجهة، نختار السكوت بدل الحوار، والمجاملات بدل الصراحة، والتأجيل بدل القرار، نقول: "دع الأيام تفعل ما تشاء"، دون أن نسأل: وماذا لو كانت الأيام تقودنا إلى ما لا نشاء؟ وهكذا نتخذ الطريق المنحدرة بلا وعي لأننا خائفون من عناء الصعود، أو مرارة التوقّف!

الخطورة لا تكمن فقط في الطريق، بل في الإنسان الذي يسلّم نفسه لها، ذلك الذي يمشي لأنه لا يريد أن يزعج راحته، أو يراجع اختياراته، أو يغيّر اتجاهه حين يشعر بالخطأ، الركض في الطريق السهلة يشعره بالإنجاز، لكنه في الحقيقة مجرد انزلاق ناعم نحو فقدان التوازن.

وهنا تتجلّى الحكمة العميقة: "ليس كل طريق سهلة تستحق أن تُسلك"؛ فالراحة المؤقتة قد تقودنا إلى تعاسة طويلة، والسكون الظاهري قد يسبق العاصفة، والمسارات التي لا تطلب منا التفكير قد تسرق منّا القدرة على التمييز، ثم على الوقوف، ثم على النجاة، إن الطريق المنحدرة ليست شرًا بذاتها لكن الشرّ أن نُسلّم أنفسنا لها دون وعي، أن نظن أن الحذر مبالغة، وأن التوقّف ضعف، وأن المراجعة تردد!

بينما القوة الحقيقية تكمن في أن نجرؤ على قول: "لا" حتى ونحن في منتصف الطريق، أن نتراجع حين نشعر بأن المسير يفقدنا ذواتنا، أو يبتعد بنا عن أهدافنا، أو يعمّق فينا الخواء.

ربما لا نستطيع تغيير شكل الطرق من حولنا، ولا منع انحدارات العالم، لكننا نملك دومًا خيار الوقوف، والتأمل، والاختيار قبل التدهور أو الانحدار الخطير الذي يقود إلى انزلاق نفقد فيه القدرة على الكبح!

ذلك الاختيار الذي يقول: "أنا لا أسير لأن الطريق سهلة؛ بل لأنني اخترت السير فيها، وأنا واعٍ إلى أين أمضي".

ففي زمنٍ تتكاثر فيه المنحدرات، وتغري السرعة، وتغوي السهولة، تبقى الشجاعة الحقيقية أن نقف، ونُدرك أن أول النجاة هو ألا نسلّم أنفسنا لكل ما يبدو مريحًا.

مقالات مشابهة

  • إعادة تأهيل الطريق أعلى قاسيون مطابقة لمعايير السلامة
  • ارتكبوا 5 وقائع مشابهة.. القبض على عصابة سرقة المتاجر بالقاهرة
  • باليونيفورم.. أول نظام لتنظيم عمل السايس بالقاهرة في هذا الموعد
  • توزيع درجات الشهادة الإعدادية بالقاهرة 2025.. دليل الطلاب لحساب المجموع
  • صور.. تطبيق أول نظام لحوكمة منظومة السايس بالقاهرة غدًا
  • الأرصاد: الحرارة في الساحل تصل 31 وفي الجنوب 42
  • انهيار عقار من ٤ طوابق في السيدة زينب بالقاهرة
  • انقلاب سيارة محملة بمولدات كهرباء على الطريق الزراعي بالقليوبية - صور
  • الاتجاه نحو الطريق المنحدرة
  • بدء ثاني جلسات إعادة محاكمة الفنان محمد غنيم لاتهامه بتهديد طليقته.. بعد قليل