(CNN) -- ينتظر أن تطبق الحكومة المصرية، بداية من شهر مارس/أذار المقبل قرارات برفع الحد الأدنى للأجور للموظفين بالدولة إلى 6 آلاف جنيه (194.11 دولار)، وزيادة الأجور والمعاشات بنسبة 15%، وذلك ضمن حزمة حماية اجتماعية أقرها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بلغت تكلفتها 180 مليار جنيه (5.8 مليار دولار)، وتأتي هذه الحزمة وسط زيادة ملحوظة في أسعار السلع الأساسية في الأسواق، وسط حالة ترقب لخفض جديد للجنيه أمام العملات الأجنبية للقضاء على السوق السوداء.

ويستفيد من حزمة الحماية الاجتماعية، والتي تعد الأكبر خلال السنة المالية الحالية 2023/2024، أكثر من 20 مليون مواطن ما بين زيادة المعاشات بنسبة 15% لحوالي 13 مليون مواطن بتكلفة 74 مليار جنيه (2.4 مليار دولار)، وزيادة قيمة معاش برنامج الدعم النقدي "تكافل وكرامة" بتكلفة 5.5 مليار جنيه (177.9 مليون دولار)، كما تشمل قائمة المستفيدين زيادات إضافية لأجور أعضاء المهن الطبية والمعلمين وأعضاء هيئة التدريس بتكلفة 15 مليار جنيه (485.2 مليون دولار)، فضلًا عن رفع حد الإعفاء الضريبي لكل العاملين بالقطاعين العام والخاص إلى 60 ألف جنيه (1940.67 دولار).

وقال نائب رئيس اتحاد عمال مصر، مجدي البدوي، إن الاتحاد يقدر حزمة الحماية الاجتماعية التي أقرها الرئيس السيسي وشملت زيادة أجور العاملين بالدولة، خاصة وأنها فاقت التوقعات المنتظرة، إذ زاد الحد الأدنى للأجور من 4 آلاف جنيه (129.42 دولار) في سبتمبر إلى 6 آلاف جنيه (194.14 دولار) بداية من مارس.

وزاد الحد الأدنى للأجور في مصر 6 مرات خلال آخر 5 سنوات ليرتفع من 1200 جنيه (38.84 دولار) في مارس عام 2019 إلى 6 آلاف جنيه (194.18 دولار) بداية من مطلع مارس المقبل، وزاد الحد 3 مرات خلال عام من 2700 جنيه (87.38 دولار) إلى 3500 جنيه (113.28 دولار) في مارس 2023 ثم إلى 4 آلاف جنيه (129.46 دولار) في سبتمبر من نفس العام، وأخيرًا زيادتها بنسبة 50% في فبراير الحالي.

أوضح "البدوي"، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، أن زيادة الحد الأدنى للأجور لا يشمل العاملين بالقطاع الخاص، والذي سبق زيادته بقيمة 500 جنيه (16.18 دولار) خلال رواتب شهر يناير، وسيتم دراسة زيادته مرة ثانية خلال الفترة المقبلة، مع أصحاب الأعمال.

ورفع المجلس القومي للأجور، الحد الأدنى لأجور العاملين بالقطاع الخاص إلى 3500 جنيه (113.28 دولار) بداية من عام 2024 مرتفعًا من 3 آلاف جنيه (97.10 دولار) في يوليو 2023.

وتوقع أن يتم زيادة الحد الأدنى للعاملين بالقطاع الخاص على مراحل على مدار العام الحالي؛ لأن القطاع الخاص في ظل الظروف الاقتصادية الحالي غير قادر على تحمل تكلفة زيادة الحد الأدنى بقيمة 2500 جنيه (80.92 دولار) مرة واحدة.

في نفس الصدد قال رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، علي عيسى، إن نسبة 90% من شركات القطاع الخاص تمنح موظفيها أجور أعلى من الحد الأدنى المطبقة على العاملين بالدولة، فيما ستعمل النسبة المتبقية على محاولة زيادة الحد الأدنى للأجور للعاملين بها، وفقًا للوضع المالي لكل شركة، مضيفًا أن القطاع الخاص يسهم في توفير أكبر عدد من فرص العمل سنويًا، ويمثل النسبة الأكبر من قوة العمل في مصر، ونجح في زيادة الأجور بنسبة أكبر عن القطاع العام خلال الفترة الماضية.

ووفقًا لبيانات التعداد الاقتصادي لجهاز الإحصاء الصادر في عام 2021، بلغ عدد العاملين بالقطاع الخاص بشقيه الرسمي وغير الرسمي 13.6 مليون مشتغل.

أضاف "عيسى"، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، أن القطاع الخاص يدعم تحسين الحياة الاجتماعية للعاملين من خلال توفير ملايين فرص العمل سنويًا، ومنحهم أجور مناسبة، كما يحاول القطاع الخاص الاحتفاظ بالعمالة رغم التحديات الاقتصادية والأعباء التي يواجهها خلال الفترة الحالية.

في سياق متصل قال الخبير المصرفي وعضو مجلس إدارة البنك المصري الخليجي، محمد عبد العال، إن حزمة الحماية الاجتماعية التي أقرها الرئيس السيسي، تأتي ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي خلال المراجعات الأخيرة، والذي شمل على عدة تعهدات.

وزار وفد من صندوق النقد الدولي، مصر خلال الفترة من 17 يناير إلى 1 فبراير، لاستكمال المراجعة الأولى والثانية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، وحقق الفريق تقدمًا في المناقشات المتعلقة بحزمة السياسات الشاملة اللازمة للتوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء لاستئناف القرض المقدم لمصر، وفقًا لبيان رسمي صادر عن الصندوق.

ذكر أبرز هذه التعهدات وهي تعزيز الإنفاق الاجتماعي لحماية الفئات الضعيفة، وفي هذا الصدد أقرت حزمة حماية اجتماعية تكلف الموازنة العامة 180 مليار جنيه (5.8 مليار دولار)، واحتواء التضخم المرتفع من خلال اتباع سياسة نقدية متشددة، وتم بالفعل زيادة سعر الفائدة 200 نقطة أساس، وتسريع وتيرة برنامج الطروحات الحكومية وترشيد الإنفاق، واتخذت الحكومة الأسبوع الماضي قرارات هامة في هذا السياق أبرزها تخفيض الإنفاق الاستثماري بنسبة 15%، ويتبقى قرار وحيد منتظر وهو تحريك سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية للقضاء على السوق الموازية.

وأوضح "عبد العال"، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، أهمية الحزمة الاجتماعية قبل اتخاذ الحكومة قرارًا بتحريك في سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، قائلًا إن تحرير سعر الصرف يتطلب توافر عاملين الأول زيادة مخزون الدولة الدولاري لتلبية احتياجات السوق الرسمية والموازية، والثاني إقرار برنامج حماية اجتماعية للفئات الأقل دخلًا لحمايتها من صدمات الأسعار، مضيفًا أن الحكومة نجحت في تحقيق هذه الشروط عبر زيادة مواردها من النقد الأجنبي، مشيرًا في هذا الصدد إلى المشروع الضخم المرتقب الإعلان عنه لتنمية الساحل الشمالي الغربي لصالح مستثمرين أجانب، وعزمها توقيع اتفاقيات لبيع أصول مملوكة للدولة.

وفي بيان رسمي لمجلس الوزراء، ردًا على أنباء بيع أراضي لمستثمرين بمدينة رأس الحكمة بمنطقة الساحل الشمالي الغربي، أكد أن هناك لجنة قانونية وفنية مشكلة بمجلس الوزراء، لدراسة عروض استثمار في مشروعات مُهمة؛ من المقرر أن تدر موارد ضخمة من النقد الأجنبي، وتمت الاستعانة بمكتب محاماة عالمي، بهدف إعداد الصياغات النهائية بشأن اتفاقات وعقود هذه المشروعات، نظرًا لأن هناك تفاصيل مالية وقانونية وفنية كثيرة.

مصرنشر الخميس، 08 فبراير / شباط 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الحد الأدنى للأجور زیادة الحد الأدنى العاملین بالقطاع بالقطاع الخاص القطاع الخاص خلال الفترة ملیار جنیه آلاف جنیه بدایة من

إقرأ أيضاً:

وزيرة التخطيط: استثمارات مؤسسة التمويل الدولية بمصر تجاوزت الـ10 مليارات دولار

افتتحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وماختار ديوب، المدير التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية (IFC) ، مكتب المؤسسة في مصر بعد تطويره، بمُشاركة  إثيوبياس تافارا، نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية،  شيخ عمر سيلا، المدير الإقليمي للمؤسسة لمنطقة القرن الأفريقي.

جاء ذلك في ختام زيارة «ديوب»، لمصر والتي شهدت العديد من الفعاليات على رأسها لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمُشاركة في مؤتمر «التمويل التنموي لتمكين القطاع الخاص.. النمو الاقتصادي والتشغيل».

وعقب الافتتاح عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وماختار ديوب، اجتماعًا ثنائيًا لمناقشة مستقبل العلاقات المشتركة لدعم تمكين القطاع الخاص في مصر.

وشهد اللقاء استكشاف مجالات جديدة لتعزيز الشراكة، خاصةً في ظل الأولويات الوطنية الهادفة إلى تمكين القطاع الخاص، وتحقيق النمو المستدام، وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري، لا سيّما في ظل التحديات المتزايدة على المستويين الإقليمي والدولي، فضلًا عن مناقشة التقدم المحرز في المشروعات المشتركة، وتقييم آفاق التوسع في برامج الدعم الفني والاستثمار المؤسسي، بما يضمن تعظيم الأثر الإنمائي وتحفيز مشاركة القطاع الخاص في جهود التنمية.

وأشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلى العلاقة طويلة الأمد التي تربط مصر بمؤسسة التمويل الدولية، والتي تُعد شريكًا رئيسيًا في دعم جهود التنمية من خلال القطاع الخاص، حيث تُعد مصر واحدة من أكبر الدول التي تنشط فيها المؤسسة، حيث تجاوزت قيمة الاستثمارات والتمويلات المقدّمة للقطاع الخاص المصري من خلال المؤسسة حاجز 10 مليارات دولار، وهو ما يعكس الثقة في الاقتصاد المصري وجاذبيته كمقصد استثماري، موضحة أن هذه الاستثمارات ساهمت في دعم مشاريع استراتيجية في مجالات البنية التحتية، الطاقة المتجددة، الخدمات المالية، التصنيع، الزراعة، الرعاية الصحية، والتعليم، مما أسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل.

وأكدت أن مكتب مؤسسة التمويل الدولية في مصر يُعد مركزًا لدعم استثمارات وتوسعات شركات القطاع الخاص المحلية والأجنبية في مصر، وتمكينها من التوسع الإقليمي والدولي، مشيرة إلى تطلع مصر إلى توطيد الشراكة مع المؤسسة في ظل التحديات الجسيمة المحيطة بالمنطقة والتي تفرض تحديات كبيرة على جهود التنمية.

كما أكدت أن زيارة رئيس المؤسسة لمصر ولقاءه مع الشركات المصرية يعكس الثقة ومؤشر للفرص الاستثمارية في الاقتصاد المصري.

وسلّطت "المشاط" الضوء على منصة «حافز»، والتي أطلقتها الوزارة كأداة استراتيجية لتجميع وتنسيق وتوجيه برامج الدعم الفني والمالي الموجهة للقطاع الخاص، لا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، موضحة أنه منذ عام 2020، تم حشد تمويلات واستثمارات بما يتجاوز 15.6 مليار دولار أمريكي لصالح القطاع الخاص المصري، بدعم من الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم مؤسسة التمويل الدولية.

من جانبه، أكد المدير التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية، أن افتتاح مكتب المؤسسة في مصر بعد تطويره، يجسد الشراكة القوية مع مصر التي تمتد لأكثر من 50 عامًا، ويعزز التزامنا المتجدد بدعم النمو الذي يقوده القطاع الخاص.

وشهد اللقاء مناقشات مستفيضة حول تطور الشراكة المصرية مع مؤسسة التمويل الدولية، في مجالات تمكين القطاع الخاص من المشاركة في خدمات الرعاية الصحية، فضلًا عن الاستشارات المقدمة ضمن برنامج الطروحات الحكومية، والدعم الفني لمشروعات تحلية مياه البحار، وكذلك الشراكة مع الحكومة لتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في قطاع المطارات، وتنفيذ المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوفّي».

جدير بالذكر أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، نظمت مطلع الأسبوع الجاري مؤتمرًا موسعًا تحت عنوان «التمويل التنموي لتمكين القطاع الخاص.. النمو الاقتصادي والتشغيل»، برعاية وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، ستيفانو سانينو، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمفوضية الأوروبية، ماختار ديوب، المدير التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية، وجيلسومينا فيجليوتي، نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار لمنطقة المشرق، مارك ديفيس، المدير الإقليمي لمنطقة جنوب وشرق المتوسط بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ولفيف من الوزراء واتحاد الغرف التجارية، واتحاد الصناعات، ومجالس الأعمال، وشركاء التنمية، والسفراء.

وشهد المؤتمر إطلاق آلية ضمانات الاستثمار للاتحاد الأوروبي في مصر بقيمة 1.8 مليار يورو، إلى جانب تقرير يرصد آليات التمويل المباشرة وغير المباشرة من شركاء التنمية للقطاع الخاص على مدار 5 سنوات، فضلًا عن توقيع عدد من الاتفاقيات بين القطاع الخاص والحكومة وشركاء التنمية، لتمويل 3 مشروعات ضمن برنامج «نُوفّي»، وتوسيع الاستفادة من منصة «حافز» للدعم المالي والفني للقطاع الخاص في المحافظات المصرية.

طباعة شارك واستثمارات بما يتجاوز 156 الاستثمارية في الاقتصاد منصة «حافز والناشئة موضحة أنه

مقالات مشابهة

  • تنسيق تمريض 2025 بعد الإعدادية في المحافظات.. ما توقعات الحد الأدنى للقبول؟
  • زيادة مرتبات يوليو 2025 رسميا.. اعرف جدول الحد الأدنى للأجور الجديد
  • للمرة الثالثة.. ترامب يمدد المهلة الممنوحة لبيع تيك توك
  • رسميا زيادة مرتبات يوليو 2025.. جدول الحد الأدنى للأجور
  • وزير عربي : نحتاج 300 مليار دولار لمواجهة تغير المناخ
  • وزيرة التخطيط: استثمارات مؤسسة التمويل الدولية بمصر تجاوزت الـ10 مليارات دولار
  • وزيرة البيئة: نحتاج 300 مليار دولار لمواجهة آثار تغير المناخ.. والقطاع الخاص شريك رئيسي
  • وزيرة البيئة: نحتاج 300 مليار دولار لمواجهة تغير المناخ
  • وزيرة البيئة: نحتاج 300 مليار دولار لمواجهة تغير المناخ.. والقطاع الخاص شريك رئيسى
  • مصر: تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية..انخفاض الجنيه والبورصة تخسر 90 مليار جنيه