إعلام إسرائيلي: قرار وكالة موديز تخفيض التصنيف الائتماني لـ إسرائيل غير مسبوق
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني تشير إلى تداعيات الحرب في "إسرائيل"، التي تزيد من المخاطر السياسية، كما تضرّ بشكلٍ كبير بقوّة ميزانية البلاد في المستقبل المنظور.
أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، أنّه "لأوّل مرّة في تاريخها، تمّ تخفيض التصنيف الائتماني لـ"إسرائيل" من قبل وكالة "موديز"، إحدى أكبر شركتين وأكثرهما شهرةً في العالم"، إذ خفّضت التصنيف الائتماني إلى A2 بعد أن كان A1.
وأضافت الشركة إنّه من الممكن أن يحصل تخفيض إضافي إذا ساء الوضع الأمني والجيوسياسي والاقتصادي لـ"إسرائيل" قريباً بسبب الحرب في غزّة أو فتح جبهة أخرى في الشمال. فقط في نيسان/ أبريل الماضي، خفضت وكالة "موديز" توقعاتها لتصنيف "إسرائيل" من "إيجابية" إلى "مستقرة" بسبب الخوف من الثورة القانونية والاحتجاجات التي أعقبتها.
وأشار موقع "واينت" الإسرائيلي إلى أنّ مسؤولين كبار في وزارة المالية وفي الحكومة الإسرائيلية حاولوا منع وكالة "موديز" من تخفيض التصنيف، وقالوا إنّ الاقتصادر الإسرائيلي مستقر.
وقال رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، رداً على القرار، إنّ "اقتصاد إسرائيل قوي، وتخفيض التصنيف لا علاقة له بالاقتصاد، بل ينبع بالكامل من حقيقة أننا في حالة حرب"، واعداً المستوطنين بأن "التصنيف سيرتفع مرّةً أخرى بمجرّد انتصارنا في الحرب".
يُشار إلى أنّ القلق الإسرائيلي يتمحور الآن حول أنّ شركتي التصنيف الكبيرتين الأخريين، "ستاندرد آند بورز" و"فيتش"، ستلحقان الضرر أيضاً بالتصنيف الائتماني لـ"إسرائيل" قريباً.
ومن المتوقع أن يؤدي خفض التصنيف، وهو الأول من نوعه منذ قياس التصنيفات الائتمانية لـ"إسرائيل" منذ سنة 1998 – إلى زيادة سعر الفائدة على القروض التي تضطر "إسرائيل" لأخذها في أعقاب الحرب المستمرة على الجبهة الجنوبية، وعدم الهدوء في الجبهة الشمالية. بالإضافة إلى ذلك، سيرتفع سعر الفائدة أيضاً للشركات والأسر الإسرائيلية.
ومن شأن خفض التصنيف أن يؤدي مؤقتاً على الأقل إلى انخفاض أسعار الأسهم في بورصة "تل أبيب"، وإلى إضعاف الشيكل مقابل العملات الأجنبية في المستقبل القريب.
قلق "موديز": عدم وجود حلّ لليوم التالي في غزّة والتصعيد في الشمال
ويُقدّر الاقتصاديون في الشركة أنّ التداعيات العرضية للمواجهة الحالية مع "حماس"، سواء أثناء أو بعد نهايتها، تزيد بشكلٍ كبير من المخاطر السياسية في "إسرائيل"، وتُضعف السلطتين التشريعية والتنفيذية، أي الحكومة، وتضرّ بشكلٍ كبير بقوّة ميزانية البلاد في المستقبل المنظور.
وفي حين أن القتال في غزّة يُمكن أن تنخفض حدّته بل ويتوقف، لا يوجد حالياً اتفاق لإنهاء المواجهة أو اتفاق على خطط طويلة الأجل لإعادة تأهيل وتعزيز أمن "إسرائيل"، كما أنّ "البيئة الأمنية السيئة تُلمّح إلى زيادة في المخاطر الاجتماعية وتشير أيضاً إلى ضعف السلطتين التشريعية والتنفيذية في مواجهة التقديرات السابقة للشركة".
في الوقت نفسه، تحذر الشركة على وجه الخصوص من أنّ "الوضع المالي لإسرائيل يتدهور وأن اتجاه الهبوط في نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي قد انعكس"، متوقعةً أن يكون عبء الديون أعلى بكثير من التوقعات التي كانت قبل المواجهة.
على وجه الخصوص، تُحذر الشركة من أنه "في سيناريو تصعيد المواجهة مع حزب الله، من المحتمل أن يكون له تأثير سلبي على الاقتصاد أكثر من السيناريو الأساسي للشركة، بالإضافة إلى ضغط إضافي على المعطيات المالية في مثل هذا السيناريو".
وتؤكد الشركة أن أحد العوامل الرئيسية في خفض التصنيف هو التقدير بأن تعرّض "إسرائيل" للمخاطر السياسية من المرجح أن يستمر في المستقبل المنظور، وربما ليس لفترةٍ قصيرة، حتى لو كان هناك انخفاض في حدة أو توقف القتال في غزّة.
المخاطر الأمنية ستبقى مرتفعة
ويُشير الاقتصاديون في وكالة "موديز" إلى أنّه على الرغم من أنّ المفاوضات جارية حالياً لتحرير الأسرى مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار ودخول مساعدات إنسانية إضافية إلى غزّة، إلا أنّه لا يوجد وضوح بشأن فرصة ومدّة وقدرة تنفيذ مثل هذا الاتفاق.
وتشير الشركة إلى أنّ حقيقة أنّ الحكومة الأميركية ودول المنطقة قد قدّمت الخطوط العريضة العامة لخطّة طويلة الأجل تشمل إنشاء إطار حكم جديد وقيادة سياسية في غزّة يمكن أن تسهم في تحسين أمن "إسرائيل".
برأي الشركة، فإنّ الزيادة في المخاطر الأمنية مرتبطة أيضاً بزيادة المخاطر الاجتماعية في "إسرائيل"، والتي بدورها ستضعف مؤسسات الدولة، مع التركيز على السلطتين التنفيذية والتشريعية، اللتين ستكرسان وقتهما في المستقبل المنظور لجهود استعادة الأمن. كما يأخذ تقدير الشركة في الاعتبار سجله القوي والمؤشرات الأخيرة على قوّة المجتمع المدني والنظام القضائي، والتي أثبتت أنها توفر مجموعة قوية وفعالة من الضوابط والتوازنات.
عجز أكبر
وتشير الشركة إلى أنه خلال السنوات القليلة المقبلة، سيكون عجز الميزانية أعلى بكثير مما كان متوقعاً قبل المواجهة.
ويقدر بنك "إسرائيل" أنّ تكلفة المواجهة في السنوات 2023-2025 ستبلغ حوالي 255 مليار شيكل، أي حوالي 13% من الناتج المحلي الإجمالي المتوقع لسنة 2024، وستشمل ارتفاع النفقات الأمنية والمدنية وانخفاض عائدات الضرائب.
أيضاّ، ستكون نفقات الفائدة أعلى بشكلٍ مستدام. وحسب قول الشركة، وفقاً لوزارة المالية، فإنّ الزيادة الدائمة في الإنفاق الحكومي ستكون 1.4% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي، ومن المحتمل، وفقاً لتقديرات الشركة، أن تكون أقرب إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، إذا طال أمد المواجهة أو تصاعدت أكثر مما هو متوقع حاليا.
في السيناريو الأساسي، تتوقع الشركة أن يكون الإنفاق الأمني الإسرائيلي ضعف ما تم تسجيله في سنة 2022 بحلول نهاية هذا العام، وسيستمر في النمو بمعدل لا يقل عن 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي في كل من السنوات المقبلة، مع وجود مخاطر تميل إلى جعل الإنفاق أعلى.
زيادة الضرائب
يلاحظ الاقتصاديون في الشركة أن هذه التقديرات تأخذ في الاعتبار عدداً من الآثار التعويضية (مقاصّة): تجمع ميزانية الدولة لسنة 2024 بين سلسلة من التدابير لخفض العجز لسنة 2024 وفي السنوات اللاحقة.
ويتمثل التأثير التعويضي الأكثر أهمية في زيادة معدّل ضريبة القيمة المضافة بنسبة 1% في السنة المقبلة، والتي تشير التقديرات إلى أنها ستجلب دخلاً إضافياً يبلغ حوالي 0.35% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً.
وبشكل عام، تعتزم الحكومة إصدار تشريع لخفض العجز في سنة 2025 بنحو 1.1% من الناتج المحلي الإجمالي، سواء لجهة الإنفاق أو لجهة الدخل، مع بقاء تدابير مماثلة في السنوات المقبلة سارية المفعول أيضاً. وإذا تمت الموافقة عليها بالكامل، يمكن لهذه التدابير أن تعوض تقريباً الزيادة في الإنفاق الأمني وارتفاع أسعار الفائدة.
آثار المواجهة على الملف الائتماني لـ"إسرائيل"
بشكل عام، ستمتدّ آثار المواجهة في غزة إلى البروفيل الائتماني لـ"إسرائيل" على مدى فترة طويلة من الزمن، وربما إلى ما بعد فترة القتال النشط. وقد يكون التأثير السلبي على المؤسسات والتمويل العام أكثر حدة مما تقدره الشركة حالياً.
يعكس التصنيف الائتماني لـ"إسرائيل" زيادة المخاطر الاجتماعية المتعلقة بالنزاع الحالي والبيئة الأمنية الضعيفة ل"إسرائيل"، وإلى حد أقل المخاطر البيئية، وكلها تنخفض إلى حد ما بسبب اعتبارات إدارة حكومية.
وهكذا، تشير الشركة إلى أن "إسرائيل" لديها تعرض معتدل للمخاطر البيئية، التي تعكس بشكلٍ رئيسي مخاطر المناخ وبشكل أكثر تحديداً خطر نقص المياه بسبب موقعها الجغرافي في مناخ شبه جاف.
احتمال مزيد من التخفيض
في خلاصة التقرير، لاحظ الاقتصاديون في وكالة "موديز" أنّه "في ضوء توقعات التصنيف السلبية، لا ترى الشركة أي احتمال لتحديث التصنيف تصاعدياً".
وتُشير الشركة إلى أنّها ستقوم بتحديث توقعاتها للتصنيف الائتماني إلى "مستقر" فقط إذا كان هناك، بعد انتهاء المواجهة، دليل على أنّ مؤسسات إسرائيل قادرة على صياغة وقيادة تدابير سياسية من شأنها دعم الانتعاش الاقتصادي والمالي واستعادة الأمن مع التعامل مع سياسة الحكومة وتحديد أولوياتها".
وتُحذّر "موديز" من أنه "من المرجح أن ينخفض التصنيف أكثر إذا تصاعد الوضع في الشمال إلى مواجهة واسعة النطاق مع حزب الله، والتي ستشمل أيضاً تأثيراً سلبياً أكبر على البنية التحتية وقدرة الاقتصاد الإسرائيلي على التعافي".
بالإضافة إلى ذلك، سينخفض التصنيف إذا كانت هناك مؤشرات على أنّ قدرات المؤسسات الإسرائيلية ستنخفض بشكلٍ كبير عما تقدره الشركة حالياً، في ضوء الحاجة إلى التركيز على توفير استجابة أمنية. بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت هناك زيادة في احتمال حدوث ضرر اقتصادي أو مالي على المدى المتوسط، بما يتجاوز التوقعات التي تتوقعها الشركة اليوم.
ماذا يعني التصنيف الائتماني؟
التصنيف الائتماني، الذي يُمنح للحكومات والشركات والكيانات الأخرى التي تصدر أدوات الدين، مثل السندات - هو تقييم من قبل هيئة التصنيف لقدرة الهيئة التي يتم تصنيفها واستعدادها لسداد ديونها بالكامل وفي الوقت المحدد.
يعتمد ترتيب البلدان على مجموعة متنوعة من المعايير المتعلقة بديونها، والنمو الاقتصادي، والتجارة الخارجية، والميزانية والبيئة النقدية، والخصائص الجيوسياسية، فضلاً عن الخصائص السياسية والحكومية الداخلية، مثل جودة المؤسسات الاقتصادية والسلطوية، وقوة سيادة القانون.
وبلغ إجمالي ديون الحكومة الإسرائيلية 1.12 تريليون شيكل أي نحو (299.18 مليار دولار) في نهاية الربع الثالث من سنة 2023، ويبدو أنها ارتفعت منذ ذلك الحين، بسبب جمع الأموال لأغراض الحرب وضعف الشيكل.
وفي السابق، أعلنت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز"، أواخر الشهر الماضي، أنّها "قد تُخفِّض تصنيف كيان الاحتلال الإسرائيلي، إذا اتّسعت الحرب في غزّة لتشمل جبهات أخرى".
وقال مكسيم ريبنيكوف، مدير تصنيفات الديون السيادية والمالية العامة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى "ستاندرد آند بورز"، إنّ "التوقعات السلبية تشير حالياً إلى فرصة واحدة على الأقل لخفض التصنيف خلال العام أو العامين المقبلين".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: موديز إسرائيل إعلام إسرائيلي تخفيض التصنيف الائتماني لـ إسرائيل من الناتج المحلی الإجمالی التصنیف الائتمانی لـ فی المستقبل المنظور تخفیض التصنیف الشرکة إلى أن بالإضافة إلى الشرکة أن زیادة فی فی غز ة
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: حكومتنا أثبتت أن لديها قدرات عمل حقيرة في كل المجالات
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية باستياء شديد أداء حكومة بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أنها تمارس سياسات وُصفت بـ"الحقيرة" في مختلف المجالات، لا سيما في إدارة الاحتلال بالضفة الغربية، بينما أثارت تصريحات فرنسية بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية جدلا واسعا في إسرائيل.
وخلال برنامج إخباري على القناة الـ13، نُقلت تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن فيها اعتزام بلاده الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، داعيا إلى وقف فوري للحرب بغزة وإنقاذ المدنيين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إسرائيلي: ما الذي يمكن أن يدفع المجتمع الدولي إلى التدخل ووقف الإبادة بغزة؟list 2 of 2ما وراء اشتباكات تايلند وكمبوديا؟ صحف أميركية تجيبend of listوأثارت هذه التصريحات موجة إدانات غاضبة داخل إسرائيل، في حين سارعت واشنطن إلى الوقوف بجانب تل أبيب، منددة بتوجهات ماكرون، وسط تساؤلات إعلامية إسرائيلية عن ما إذا كانت باريس تمنح "جائزة للإرهاب"، وفق التعبير الذي تردد في الأوساط السياسية.
وفي هذا السياق، صرح المستشار الإسرائيلي للرئيس الفرنسي عوفر برونشتاين أن حركة حماس وجدت فراغا سياديا في غزة تصرفت ضمنه، وأنه أوصى ماكرون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم أن الرئيس الفرنسي لم يوافقه الرأي بشكل مباشر، لكنه لم يعارضه كذلك.
وعلّق الصحفيون الإسرائيليون بنبرة تهكمية على ما اعتبروه ازدواجية الموقف الفرنسي، مشيرين إلى أن تجاهل الاعتراف بحقوق الفلسطينيين كان سببا رئيسيا لما وقع في السابع من أكتوبر، في إشارة إلى انطلاق عملية "طوفان الأقصى".
قدرات حقيرةومن داخل إسرائيل، وصف درور إيتكس، المسؤول الميداني السابق في حركة "سلام الآن"، حكومة نتنياهو بأنها "أثبتت أن لديها قدرات عمل حقيرة في الكثير من المجالات"، لافتا إلى حجم ما تم فرضه ميدانيا في الضفة خلال فترة حكمها.
وأضاف إيتكس أن السلطة الفعلية في الضفة باتت بيد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي يشرف على إدارة الاستيطان ويتحكم بالقرارات المدنية عبر نائب تابع له مباشرة، ما يعني شلّ قدرة الإدارة المدنية الرسمية.
إعلانوأوضح أن هذا الواقع أدى إلى تطبيق مفرط للقانون الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، مقابل غض الطرف تماما عن المخالفات المرتكبة من جانب المستوطنين، وهو نهج -حسبه- قائم منذ سنوات لكنه تعاظم في ظل الحكومة الحالية.
وأضاف أن أبرز مثال على هذا السلوك هو ما سماه "مثلث الاستيطان"، والمتمثل في إقامة أكثر من مئة بؤرة استيطانية خلال عامين ونصف، وتهجير ما بين 80 إلى 90 تجمعا فلسطينيا، والاستيلاء على مئات آلاف الدونمات من الأراضي.
وأكد إيتكس أن حكومة نتنياهو نقلت السيطرة الفعلية على الضفة الغربية من المؤسسة العسكرية إلى اليمين الاستيطاني المتطرف، ممثلا بشخصيات مقربة من سموتريتش، مما حول تطبيق القانون إلى أداة قمع أحادية ضد الفلسطينيين فقط.
تصريحات صادمةوفي موازاة ذلك، بثت القناة الـ12 تصريحات وُصفت بأنها "فظة وصادمة" صدرت عن وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، أعلن فيها أن قطاع غزة سيُحوَّل بالكامل إلى منطقة يهودية، ولن يُسمح ببقاء الفلسطينيين فيه.
واعتبر إلياهو أن من غير المقبول إقامة مستوطنات محاصرة داخل "كانتونات"، وأنه لا يجب أن تحيط الجدران بالمستوطنين، بل على العكس أن تُفرض العزلة على الفلسطينيين، قائلا "لن يبقوا هناك مطلقا.. مطلقا".
وعلق مقدم النشرة الإخبارية بالقول إن الحكومة تمضي فعلا في "محو غزة عن وجه الأرض"، مشددا على أن مثل هذه التصريحات يتم ترجمتها عالميا وتثير انتقادات حادة في الخارج، لكنها تعكس التوجه الحقيقي داخل حكومة نتنياهو.
من جهته، قال محلل الشؤون السياسية في القناة الـ12 عميت سيغل إن ما يقوم به الوزراء في الحكومة لا يختلف عما يصرّحون به علنا، وإن هذه النوايا لا تحتاج إلى تأكيد من وزير التراث، فهي تنفَّذ على الأرض بشكل واضح.
ورأى سيغل أن المشكلة تكمن في أن المسؤولين الإسرائيليين لا يدركون أن كلماتهم تُترجم إلى الإنجليزية، ما يتسبب في أضرار دبلوماسية جسيمة لصورة إسرائيل عالميا، ويعزز الروايات الفلسطينية أمام الرأي العام الدولي.
أما الإعلامي ينون مغال، مقدم البرامج في القناة الـ14، فهاجم تغريدات صحفيين إسرائيليين اتهمهم بنقل روايات تُسوّق لوجود "مجاعة في غزة"، واعتبر أنهم يروجون لدعاية إنسانية لا قيمة لها، على حد وصفه.
وأبدى مغال استياءه من تعاطف بعض الإعلاميين مع سكان غزة، متسائلا بسخرية عن جدوى الحديث عن الأوضاع الإنسانية، قائلا "ما الذي يهمني من المجاعة؟ ما هذه الرأفة؟ أصبحوا إنسانيين فجأة، وقد يطلقون حملة تبرعات بمشاركة الإذاعات".