جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-20@09:36:59 GMT

مصفاة الدقم.. وما بعدها

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

مصفاة الدقم.. وما بعدها

 

 

خلفان الطوقي

 

احتفلت عُمان وشقيقتها دولة الكويت بافتتاح مصفاة الدقم الأحدث في منطقة الخليج والشرق الأوسط، والتي تعتبر إلى الآن أكبر استثمار مباشر خليجي مشترك في قطاع النفط والغاز باستثمار رأس مال يصل إلى 9 مليارات دولار أمريكي.

هذا الاستثمار المشترك بين البلدين يمثل قصة نجاح عُمانية وكويتية، وقصة نجاح خليجية، وعوائدها عديدة على البلدين، وأهم هذه العوائد ما يلي: تعظيم العوائد المالية من النفط، فبدلاً من تصديره كمنتج خام، يمكن تصنيع عدة منتجات مثل الديزل ووقود الطائرات والكبريت وغيرها، أضف إلى ذلك تبادل المعرفة والخبرات العملية التراكمية ببن مهندسي وفنيي وإداري البلدين، والتوظيف المباشر وغير المباشر، ومنح عقود للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتسويق منطقة الدقم كوجهة استثمارية ذات بنى أساسية عصرية متكاملة في موقع استراتيجي والواقع في بحر مفتوح آمن، بعيدًا عن مضيق هرمز ذي الخصوصية الاستراتيجية، كما إن الدقم هي الأقرب من الأسواق الآسيوية والأفريقية ذات التعدد السكاني المتنامي، وبها عناصر مكملة للمصفاة كشركة صهاريج التخزين للنفط الاستراتيجي، وبالقرب من ميناء الدقم والحوض الجاف، وهذه جميعها عناصر جوهرية لنجاح المصفاة بعد اكتمال مجمع البتروكيماويات بمراحله اللاحقة.

ورغم قصة النجاح هذه، لكن تبقى تطلعاتنا في عُمان والخليج أعظم من ذلك، وأهم هذه التطلعات تكرار التجارب الخليجة الناجحة في الدقم؛ إذ إن منطقة الدقم تُعد من أكبر المناطق الاقتصادية الخاصة والحرة في الشرق الأوسط، وتستوعب آلاف المشاريع العملاقة، وعليه، يتعين على الفريق الحكومي المعني بالاستثمار أن يستفيد من هذه النواة التي يمكن أن نبني عليها ونوظفها كأداة تسويقية وما تحظى به من سمعة، ويقنع المستثمرين الآخرين بالقدوم إلى الدقم، من خلال توفير حزمة تنافسية مغرية ومقنعة، والاستفادة من الزخم الإعلامي الحالي والاستفادة من أدوار جهاز الاستثمار العُماني وعلاقاته المتينة بالصناديق السيادية الخليجية والإقليمية والعالمية، ومنح أولوية أولى ودعم مالي إضافي للراغبين في الاستثمار في الدقم من بنك التنمية أو صندوق عُمان المستقبل، وتشجيع الصناديق الاستثمارية بالاستثمار في الدقم بعد تقديم الحزم التحفيزية التنافسية لها، وتوسعة هذه الحزم التحفيزية لتكون في صور مُنوّعة كأسعار الخدمات الأساسية ودراسات الجدوى والاستشارات بعد التشغيل، ومضاعفة الجهد في استقطاب مزيد من الاستثمارات المحلية والإقليمية والعالمية.

يجب أن تعكف كل الجهات ذات الصلة على تقييم التجربة ومعرفة كافة عناصر نجاح هذه التحربة، والعمل على تكرارها مع دولة الكويت ومؤسساتها الاستثمارية، ومع باقي دول الخليج العربي، ولن تتكرر قصص النجاح هذه إلّا بمضاعفة الجهد النوعي المُقنِع والمُربِح لكافة أطراف العلاقة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ماذا طلب الرئيس السيسي من ترامب خلال كلمته في القمة العربية ببغداد؟

أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، رسالة سياسية قوية غير تقليدية وغير بروتوكولية خلال كلمته في القمة العربية 34 التي استضافتها العاصمة العراقية بغداد، تحمل في طياتها بعدا إنسانيا ساميا يعبر عن الشعب المصري وعن أصحاب القلوب في هذا العالم، وتعكس إدراكا عميقا لطبيعة المرحلة، وما تفرضه من تحديات على الأمن القومي العربي.

ماذا طلب الرئيس السيسي من ترامب

كانت البداية بوصف الرئيس السيسي لما يحدث في قطاع غزة حاليا بالإبادة الممنهجة، والتدمير الواسع النطاق، ثم تحدث بعدها عن الجهود المصرية منذ بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، وعن قيادة القاهرة، بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، مسارًا تفاوضيًا شاقًا لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.

وثمن بعدها الرئيس السيسي جهود الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، التي أثمرت عن اتفاق لوقف إطلاق النار في يناير 2025، رغم فشله لاحقًا في الصمود أمام العدوان المتجدد.

الرئيس السيسي

ليطالب الرئيس السيسي بعدها الرئيس «ترامب»، بصفته قائدا يهدف إلى ترسيخ السلام، ببذل كل ما يلزم من جهود وضغوط، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تمهيدا لإطلاق عملية سياسية جادة - يكون فيها وسيطا وراعيا - تفضى إلى تسوية نهائية تحقق سلاما دائما، على غرار الدور التاريخي الذى اضطلعت به الولايات المتحدة، في تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل في السبعينيات، ليؤكد بذلك أن واشنطن لا تزال تملك مفاتيح الحل في هذا الأمر إذا تعاملت بنزاهة وعزم في هذه الوساطة.

الرئيس السيسي السلام لن يسود الشرق الأوسط إلا بحل الدولتين

وكشف الرئيس السيسي بعدها عن نية مصر تنظيم مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، فور توقف العدوان، وهو ما يعكس استمرار الدور المصري كفاعل مركزي في ملف الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

وتشديدا على أن السلام لن يسود الشرق الأوسط إلى بوجود دولة للفلسطينيين تحميهم وتحفظ لهم حقوقهم، قال الرئيس السيسي: «حتى لو نجحت إسرائيل، في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية».

اقرأ أيضاً«العليمي» يشكر مصر والرئيس السيسي على التسهيلات الممنوحة لليمنيين

الرئيس السيسي يغادر العاصمة العراقية بغداد عقب المشاركة في القمة العربية

الرئيس السيسي: يجب انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني واحترام سيادتها على أراضيها

مقالات مشابهة

  • وزير الاستثمار يتوجه للعاصمة الألمانية برلين لتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين
  • "إنفستكورب" تستثمر في توسعة ميناء الدقم بـ550 مليون دولار
  • القصة الكاملة لمصفاة نفط عراقية في الخارج مهجورة منذ 45 عامًا
  • السيب يتوج بكأس الاتحاد لكرة القدم .. وبهلا وصيفا
  • هل السهر طول الليل حرام؟.. احذره لـ5 أسباب مهلكة يغفلها كثيرون
  • مصدر أمني:أخماد حريق في مصفى بيجي
  • الصبيحي .. (10) أسئلة تحتاج إلى إجابة حول نجاح تجربة مجلس استثمار أموال الضمان
  • حريق غامض يضرب مصفاة بيجي.. من يقف وراءه؟
  • اندلاع حريق في مصفاة بيجي النفطية شمالي صلاح الدين
  • ماذا طلب الرئيس السيسي من ترامب خلال كلمته في القمة العربية ببغداد؟