موفدو الغرب على طريق بيروت لاحتواء التصعيد على الجبهة اللبنانية
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
بيروت- منذ استهداف مسيرة إسرائيلية عمق مدينة النبطية، أول أمس الخميس، لأول مرة منذ حرب يوليو/تموز 2006، في محاولة لاغتيال أحد قياديي حزب الله، كرست إسرائيل تجاوزها قواعد الاشتباك، لإعادة رسم الواقع الأمني عند جبهتها الشمالية.
ويأتي هذا التصعيد متناقضا في الشكل مع حركة موفدين غربيين استثنائية تشهدها بيروت، على المستويين الأمني والدبلوماسي، مشحونة بالمقترحات والأفكار والرسائل الإسرائيلية التي لم ترق بعد إلى عتبة التفاوض الجدي لحسم مصير جبهة لبنان الجنوبية.
على طريق بيروت
ويتوالى الحديث عن مساعٍ أميركية فرنسية لمنع توسيع رقعة الحرب إلى لبنان، يقودها آموس هوكستين مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لشؤون أمن الطاقة العالمي، بين تل أبيب وبيروت، وكذلك الحراك الفرنسي أمنيا ودبلوماسيا حيث وصل بيروت قبل يومين وفد على رأسه فريدريك موندوليني المدير العام للشؤون السياسية بالخارجية، بعد أيام من زيارة الوزير ستيفان سيجورنيه.
إضافة إلى عشرات الزيارات التي أجراها موفدون وزاريون وأمنيون من هذه الدول، وأخرى مثل إسبانيا وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا والمجر. وحتى ألمانيا التي تصنف حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري "منظمة إرهابية" أوفدت نائب مدير المخابرات أولي ديال نهاية يناير/كانون الثاني ليجتمع مع نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله.
وتتقاطع هذه الزيارات، وفق مراقبين، عند بحث طروحات مثل انسحاب حزب الله لمسافة 8 – 10 كيلومترات عند الحدود، باعتبارها أداة لتطبيق القرار الأممي رقم 1701، مقابل تعزيز حضور الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" جنوب الليطاني، وغيرها من المطالب التي تهدف لضمان عودة أكثر من 100 ألف مستوطن إلى الشمال.
ميدانيا، أعلن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين، الجمعة، أن إسرائيل تهدف إلى تغيير الوضع الأمني بالشمال، حتى تتيح "إعادة السكان بأمان" بينما يواصل حزب الله تصعيده بضرب المواقع والثكنات الإسرائيلية ردًا على توسيع إسرائيل مساحة النار التي تطال النبطية راهنا.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي داود رمال أن قصف إسرائيل سيارة ومبنى، بعمق مدينة النبطية، شكل خروجا كليا عن قواعد الاشتباك القائمة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول. ويزيد التصعيد المعهود عن إسرائيل، حيث كلما اتجهت الأمور إلى خواتيمها بالحرب أو نحو الهدنة، تعمد إلى ممارسة جنون غير مسبوق بعمليات القصف واستهداف المدنيين، وهو ما فعلته بحروبها مع لبنان.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي إن حركة الموفدين الغربيين ببيروت "انطلقت عقب عملية طوفان الأقصى، وكانوا طوال الفترة متنوعي التأثير، دبلوماسيا وأمنيا، لكن هوكستين صاحب الدور الأكثر أهمية، كموفد رسمي من الرئيس الأميركي جو بايدن، ووسيط بين لبنان وإسرائيل كرس دوره منذ اتفاق ترسيم الحدود البحرية قبل أكثر من عام".
وقبل نحو أسبوع، زار هوكستين تل أبيب دون أن يعود إلى بيروت لنقل الرسائل كما يفعل عادة، وهو يؤكد -وفق بزي- أن الحراك ما زال في إطار الأفكار والطروحات، ولا يستند إلى ورقة تفاوض ببنود جدية، لذا "لم يكن لدى هوكستين أي جديد يُنقل إلى بيروت".
من جانبه، يضع رمال حركة الموفدين في إطار "تقديم النصيحة للبنان" بعدم الانجرار إلى الحرب مع إسرائيل، حتى لو تمادت حكومة نتنياهو باستفزازاتها، وربط مصلحة لبنان بتطبيقه الكامل للقرار رقم 1701. علما بأن هذا القرار صار خارج الخدمة برأيه "بدليل أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، في زيارته الأخيرة لبيروت، تحدث عن ترتيبات أمنية جديدة خارج 1701، وكأنها تلويح للدفع إلى قرار دولي جديد بين لبنان وإسرائيل، لكن حدوثه سيبقى متعذرا قبل تثبيت الحدود البرية بينهما".
التفاوض مع الحزب
لكن ثمة من يرى أن من أهم مكاسب حزب الله سياسيا وإقليميا، في هذه الحرب، هو استدراجه الدول الغربية التي تصنفه معظمها "منظمة إرهابية" إلى التفاوض المباشر معه بندية، حيث يلتقي الموفدون الأمنيون بقياديي حزب الله، بينما يتواصل معه الموفدون الدبلوماسيون عبر رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل نبيه بري.
ويقول بزي إن بري هو المفاوض السياسي والدبلوماسي الأول لدى أمين عام حزب الله حسن نصر الله. وما يريده الموفدون من الحزب -برأيه- هو "التجهيز لمرحلة ما بعد حرب غزة، وضمان ضبط الجبهة الشمالية لإسرائيل، وفقا لشروط يرفضها حزب الله، ويرفض بحثها قبل انتهاء حرب غزة".
من جانبه، يرى رمال أن حزب الله لم يعد بحاجة إلى وسيط، باستثناء بري، وهو ما أكدته زيارة أولي ديال نائب مدير المخابرات الألمانية.
أما أبرز ما تحمله المباحثات مع حزب الله، فتتمحور- وفق رمال- حول مطلب انسحابه إلى شمال خط الليطاني، وتكثيف حضور الجيش اللبناني عند الحدود عبر رفع عدده إلى 12 ألفا ثم 15 ألف عنصر، والقضاء على المظاهر المسلحة، مع إعطاء صلاحيات ليونيفيل بالتدخل جنوب لبنان.
ويقول رمال إن "هذه الطروحات لا يعني أنها قابلة للتنفيذ، لأن الأمور مرهونة بوقف النار في غزة" يليها سؤال في حال نجحت مفاوضات الهدنة في مصر بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، هل ستتوقف الأخيرة عن شن الضربات على حزب الله؟
وبينما يربط المحلل السياسي حسم الواقع العسكري باتفاق ترسيم حدود برية بين لبنان وإسرائيل -وفقا للخرائط المدعمة في الأمم المتحدة– يعتبر أن حزب الله ما زال عند جوابه "لتتوقف حرب غزة حتى تتوقف عملية الإشغال بالجبهة الجنوبية للبنان، وبالتالي يمكن الحديث بمختلف الطروحات".
يرى بزي أن مصير الجبهات المساندة لغزة مرتبط بمصير المفاوضات في مصر، لكن جنوح إسرائيل إلى تصعيد الحرب، عبر معركة رفح، قد يعني عقبات هائلة في التفاوض، ستضع غزة والجبهات الأخرى أمام سيناريوهات خطيرة و"حينها قد تفشل الدبلوماسية بمواكبة التدحرج العسكري والميداني، مع حكومة نتنياهو الانتحارية".
بينما يعدّ رمال أن إسرائيل تذكرت اليوم بأن هناك ما يسمى تفاهم "نيسان" صدر أعقاب الحرب التي شنتها في أبريل/نيسان 1996 على لبنان، وارتكبت فيها أبشع المجازر في "قانا" يوم استهدفت النازحين الجنوبيين بمقر للأمم المتحدة. ويقول "تريد إسرائيل إحياء بند بتفاهم نيسان، وينص على حماية المدنيين بأي مواجهة قد تحصل مع لبنان لضمان أمن مستوطنيها".
لكنه يدعو إلى التعامل مع التهديدات الإسرائيلية بجدية، معبرا عن خشيته "إذا دخلنا بهدنة إنسانية طويلة في غزة، ألا تتوقف المواجهات العسكرية جنوب لبنان" خصوصا أن لدى إسرائيل لائحة أسماء على قائمة من تنوي اغتيالهم، معظمها بين لبنان وفلسطين، و"هذه العمليات التي قد تمضي بها، حتى لو توقفت الحرب كليا أو بهدنة، كفيلة بإشعال جبهة الجنوب اللبناني".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بین لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
المنطقة على صفيح ساخن.. تحذيرات وتحركات عربية ودولية لاحتواء التصعيد بين طهران وتل أبيب
تصاعدت وتيرة التوتر بين إيران وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، وسط تبادل ضربات جوية وهجمات سرية تستهدف المنشآت النووية الحيوية، ما جعل المنطقة على شفير مواجهة قد تزعزع استقرار الشرق الأوسط بأكمله، فمن قلب طهران إلى أروقة واشنطن، تدور لعبة معقدة من التحركات العسكرية والسياسية، حيث يُهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ خطوات حاسمة، فيما تستعد تل أبيب لردود فعل قاسية، وتتصاعد الدعوات الدولية لوقف نزيف الصراع قبل أن يتحول إلى مواجهة شاملة يصعب السيطرة عليها، وبين التصريحات النارية والتطورات الميدانية، تبرز أسئلة مصيرية: إلى أين تتجه الأزمة؟ وهل ينتظر العالم انفجارًا جديدًا يغير وجه المنطقة إلى الأبد؟
صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه قد يتخذ خطوة قوية تجاه إيران من خلال السماح بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أنه قد لا يفعل ذلك في الوقت نفسه.
وعبّر ترامب عن استيائه من الموقف الإيراني، مؤكدًا أنه كان على طهران التفاوض مع الولايات المتحدة في وقت سابق.
وقال ترامب في تصريحات صحفية: “لقد تواصل الإيرانيون معنا وقد سئمت من هذا الوضع، أريد استسلامهم غير المشروط”.
في السياق، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تسجيل زيادة طفيفة في مستويات الإشعاع داخل منشأة “نطنز” النووية في إيران، مشيرة إلى أن هذا الارتفاع لا يشكل أي تهديد مباشر للسكان أو البيئة.
وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في تصريح له، إن “المستوى الإشعاعي داخل المحيط الوقائي في المنشأة النووية الإيرانية بنطنز تجاوز الحد الطبيعي بشكل طفيف”.
وأضاف في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” أن هذا الارتفاع لا يثير القلق من الناحية الصحية أو البيئية.
وتطرق غروسي إلى الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، حيث أكد أن “منشأة نطنز تعرضت لأكبر ضرر” نتيجة هذه الهجمات، والتي طالت أيضًا بنى تحتية عسكرية ومدنية أخرى.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أيضا الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات استهدفت منشأتين لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في إيران.
وأفادت الوكالة بأنها حصلت على معلومات تفيد بتضرر ورشة في كرج ومركز أبحاث في طهران جراء الهجمات.
وأضافت الوكالة أن أحد الهياكل في مركز طهران، المستخدم في تصنيع واختبار دوارات أجهزة الطرد المركزي، تعرض لأضرار. كما تضرر مبنيان في ورشة العمل بمدينة كرج، حيث تُصنع مكونات مختلفة من هذه الأجهزة.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، تنفيذ غارات جوية على أهداف عسكرية في العاصمة الإيرانية طهران، في تصعيد غير مسبوق بين الطرفين.
وذكر المكتب الصحفي للجيش الإسرائيلي في بيان رسمي: “يشن سلاح الجو الآن هجومًا على أهداف عسكرية تابعة للنظام الإيراني في منطقة طهران”.
بالتزامن، أفاد التلفزيون الإيراني بسماع دوي انفجارات في عدة مناطق شمال شرقي وغربي العاصمة، بينها لويزان، ميدان نوبنياد، ومدينة كرج.
وردًا على الهجوم، توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إسرائيل بـ”رد قوي”، مؤكدًا في خطاب متلفز: “الكيان الصهيوني ارتكب خطأ فادحًا وسيلقى جزاء عمله، لن نغفر له انتهاك أجوائنا ولن ننسى دماء شهدائن، قواتنا المسلحة في حالة تأهب، ومدعومة من جميع أبناء الشعب”.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تدمير مقر قيادة الأمن الداخلي الإيراني خلال الغارات الجوية، وكتب عبر منصة “إكس”: “الإعصار يواصل ضرب طهران. طائراتنا دمّرت مقر قيادة الأمن الداخلي للنظام الإيراني”.
وأضاف: “سنواصل استهداف رموز النظام الإيراني في أي مكان حول العالم”.
من جانبه، حذر رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيري، من أن طهران “ستسلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشعور بالأمان في جميع أنحاء العالم”.
وأكد عزيري أن بلاده لا تسعى إلى توسيع رقعة الحرب إلى منطقة الخليج، لكنه وجّه تحذيرًا مبطّنًا لدول الجوار قائلاً: “إذا استهدف الصهاينة منشآتنا النفطية، فعلى دول المنطقة إجراء حسابات صحيحة، لأن الضرر قد يطال عددًا كبيرًا منها”.
الجيش الإسرائيلي يعلن تخفيف التعليمات الدفاعية للجبهة الداخلية بدءًا من مساء الأربعاء
أصدر الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، تحديثًا لتعليماته الخاصة بالجبهة الداخلية، معلنًا تخفيف المبادئ التوجيهية الدفاعية اعتبارًا من الساعة السادسة مساءً.
وأوضح في بيانه أن جميع مناطق البلاد، باستثناء مناطق خط المواجهة وشمال وجنوب الجولان، ووادي بيسان، وغور الأردن، والبحر الميت، والعربة، وإيلات، والتجمعات السكنية المحيطة بقطاع غزة، ستنتقل من حالة “نشاط أساسي” إلى “نشاط محدود”.
كما تقرر تصنيف مناطق خط المواجهة، وشمال وجنوب الجولان، ووادي بيسان (باستثناء التجمعات السكنية المستثناة)، ووادي الأردن، والبحر الميت، والتجمعات المحيطة بقطاع غزة، والعربة، وإيلات، من حالة “نشاط أساسي” إلى “نشاط جزئي”.
وطالب الجيش الجمهور بمتابعة الإرشادات عبر القنوات الرسمية لقيادة الجبهة الداخلية خلال الفترة من 18 حتى 20 يونيو الجاري.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس موافقته على هذه التغييرات التي تهدف إلى تخفيف الإجراءات الدفاعية تدريجيًا في جميع أنحاء البلاد.
بوتين يؤكد لبن زايد استعداد روسيا للعب دور الوسيط بين إسرائيل وإيران
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محادثة هاتفية مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، استعداد روسيا لتقديم وساطتها في الحوار بين إيران وإسرائيل، وسط التصعيد العسكري المتزايد بين الجانبين.
وأشار البيان الصادر عن الخدمة الصحفية للكرملين إلى أن بوتين ناقش مع بن زايد التصعيد الأخير في المنطقة، معرباً عن استعداد موسكو للمساهمة في تقديم حلول دبلوماسية للأزمة المتفاقمة.
وأكد البيان أن الرئيس الروسي شدد على أهمية الدفع نحو الحوار المباشر بين الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى تسوية سلمية.
كما أطلع بوتين نظيره الإماراتي على اتصالاته مع عدد من القادة الأجانب في هذا السياق، مشيرًا إلى أن الطرفين عبرا عن “قلقهما العميق إزاء استمرار تصاعد النزاع الإيراني الإسرائيلي، والذي يحمل في طياته عواقب سلبية على المنطقة بأسرها”.
وفي ختام المحادثات، أشار البيان إلى أن الرئيسين شددا على “الضرورة الملحة لوقف الأعمال القتالية في أقرب وقت ممكن”، مع التأكيد على أهمية تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية، لا سيما فيما يتعلق بالقضايا الخلافية حول البرنامج النووي الإيراني.
تحركات عربية لاحتواء التصعيد
في خضم التصعيد المتسارع، أعلنت وزارة الخارجية المصرية إجراء اتصالات هاتفية مكثفة جمعت وزير الخارجية بدر عبد العاطي بنظرائه في السعودية والعراق والبحرين، وذلك في إطار التنسيق لاحتواء الوضع.
وأوضح بيان الخارجية المصرية أن المحادثات تناولت “تداعيات التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران على السلم والأمن الإقليمي والدولي”، وجرى خلالها التأكيد على “أهمية وقف إطلاق النار، وتجنب اتساع رقعة الصراع، والدفع نحو تسوية سياسية شاملة”. كما شدد البيان على “ضرورة استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، وتكثيف الجهود الدبلوماسية لمنع انزلاق المنطقة إلى الفوضى”.
منشأة “فوردو” النووية.. التحدي الأكبر أمام إسرائيل وسط التصعيد مع إيران
وسط التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، تبرز منشأة “فوردو” النووية كأحد أكثر التحديات تعقيداً أمام أي ضربة جوية إسرائيلية محتملة، نظراً لتحصينها العميق داخل الجبال والبنية الهندسية التي تجعل استهدافها بالغ الصعوبة.
وبحسب تقرير نشرته شبكة “سي إن إن” الأميركية، تُعد المنشأة الواقعة بالقرب من مدينة قم “من أكثر المواقع الإيرانية استعصاء على الهجمات الجوية”، حيث تكشف صور الأقمار الاصطناعية وجود شبكة من خمسة أنفاق رئيسية تؤدي إلى قلب المنشأة، والمحفورة بعمق يتراوح بين 80 و90 متراً تحت سطح الأرض.
وتوضح الشبكة أن القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات GBU-57 هي السلاح الوحيد القادر نظرياً على اختراق هذا العمق، إذ تصل قدرتها إلى نحو 60 متراً فقط، أي دون العمق المطلوب لضرب مركز المنشأة بدقة، غير أن هذه القنبلة لا تُحمل إلا على القاذفات الشبحية الأميركية من طراز B-2، والتي لا تمتلكها إسرائيل، ما يُضعف فرص تنفيذ ضربة مستقلة فعالة ضد “فوردو”.
إيران تستهدف طائرة إسرائيلية بصاروخ “سطح جو” والفرق بينه وبين صواريخ “أرض جو”
أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أن طائرة حربية تابعة له تعرضت لاستهداف بصاروخ من نوع “سطح جو”، أطلقته القوات الإيرانية، دون أن تُسجل أي إصابات.
ووفقاً لما ورد من بيان، سقط الصاروخ في المجال الجوي الإيراني، حيث كانت الطائرة التي تعرضت للهجوم تُدار عن بُعد.
ورغم استخدام المصطلحين “سطح جو” و”أرض جو” بشكل متبادل في الكثير من الأحيان، إلا أن هناك فرقًا دقيقًا بين نوعي الصواريخ، مما يثير تساؤلات حول آلية عمل كل منهما واستخداماتهما في النزاعات العسكرية.
صواريخ “سطح جو” (Surface-to-Air Missiles – SAM) هي صواريخ يُمكن إطلاقها من البر أو البحر ضد الطائرات أو الصواريخ. وتشمل أنظمة صواريخ “سطح جو” كافة الصواريخ التي تُطلق من أسطح مختلفة، سواء من اليابسة أو السفن البحرية، مثل السفن الحربية والغواصات، وذلك لاعتراض الأهداف الجوية.
في المقابل، صواريخ “أرض جو” (Ground-to-Air Missiles – GTAM) هي تلك التي تُطلق فقط من البر وتستهدف الطائرات أو الصواريخ التي تحلق في الأجواء، ويشمل هذا النوع من الصواريخ أنظمة مثل “باتريوت” التي تُستخدم لاعتراض الصواريخ المهاجمة من فوق سطح الأرض، ولا تشمل الصواريخ المنطلقة من السفن البحرية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أشار إلى أن الصاروخ الذي استهدف طائرته جاء من نوع “سطح جو”، وهو ما يعكس التحديات التي تواجهها القوات الجوية في مواجهة أسلحة متطورة متعددة الأطياف يمكن إطلاقها من البر والبحر على حد سواء.
لافروف والبوسعيدي يؤكدان ضرورة وقف القتال بين إسرائيل وإيران في أقرب وقت
ناقش وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي مع نظيره العماني، بدر البوسعيدي، تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط عقب الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية أن لافروف والبوسعيدي أكدا على ضرورة وقف الأعمال القتالية بين البلدين في أسرع وقت ممكن، للحفاظ على استقرار المنطقة.
استخبارات الحرس الثوري تفكك شبكة سيبرانية عميلة للموساد
أعلن جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني، اليوم، نجاحه في تفكيك شبكة سيبرانية عميلة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”.
وأفادت العلاقات العامة لفيلق “أبو الفضل العباس” التابع للحرس الثوري في محافظة لرستان غرب إيران، باعتقال خمسة عناصر ناشطة ضمن الشبكة في مدن خرمآباد وبروجرد ودورود.
وأكدت العلاقات العامة أن هذه الاعتقالات جاءت بعد جهود استخباراتية مركزة وجهود جهادية أسفرت عن تحديد نشاطات هؤلاء الأفراد في الأجواء الافتراضية ضمن إطار تحقيق أهداف الموساد.
نظرية “بيتزا البنتاغون” تكشف خلفية الضربة الإسرائيلية لإيران
كشفت تقارير إعلامية عن ارتباط غير مباشر بين القصف الإسرائيلي الأخير على إيران وارتفاع غير معتاد في طلبات البيتزا من مطعم قريب من مقر وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، مما أعاد إلى الواجهة ما يُعرف بـ”نظرية البيتزا”.
وتعتمد هذه النظرية على رصد النشاط الليلي غير المعتاد في مطاعم قرب البنتاغون كدليل غير مباشر على وجود تحركات عسكرية وشيكة.
ووفقًا لصحيفة “التايمز” البريطانية، شهد مطعم “District Pizza Palace”، الواقع على بعد ميلين من البنتاغون، زيادة ملحوظة في الطلبات قبل أقل من ساعة من بدء الغارات على إيران، في حين كان البيت الأبيض على اطلاع مسبق بالعملية.
وترجع جذور هذه الظاهرة إلى عام 1991 خلال عملية “عاصفة الصحراء”، حين لاحظت مطاعم الوجبات السريعة زيادة مماثلة في الطلبات، اعتبرها البعض دليلاً على استعداد الموظفين العاملين لساعات طويلة في مقر البنتاغون.
وفي الوقت الذي نفت فيه وزارة الدفاع الأمريكية وجود علاقة بين سلوك موظفيها الغذائي وأي تحركات عسكرية، يعتقد بعض الباحثين أن مثل هذه المؤشرات الرقمية قد تكشف أحيانًا عن تحركات سرية غير معلنة.
ويعتمد مراقبو الإنترنت اليوم على أدوات رقمية متقدمة مثل خرائط غوغل، التي تتيح تتبع النشاط في مناطق محددة عبر بيانات مجهولة المصدر، ما مكنهم من رصد أنماط مماثلة قبل أزمات عالمية عدة، منها الهجمات الإيرانية بالطائرات المسيّرة على إسرائيل العام الماضي.
دول الترويكا الأوروبية تؤكد استعدادها لمواصلة المفاوضات مع إيران وسط توتر متصاعد
أعلن وزير الخارجية الألماني يوهانس فاديفول، الأربعاء، استعداد دول “الترويكا الأوروبية”، بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لمواصلة الحوار مع إيران بشأن برنامجها النووي، مؤكداً ضرورة تحرك طهران بسرعة لبناء الثقة وإثبات عدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في برلين، حيث أكد فاديفول أن “لم يفت الأوان بعد للجلوس إلى طاولة المفاوضات”، معربًا في الوقت ذاته عن قلقه من احتمال انجرار دول أخرى إلى الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران.
في المقابل، شهدت ألمانيا تصريحات متباينة، حيث وصف المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الألماني “زد دي إف” العمليات الإسرائيلية في إيران بأنها “عمل قذر”، معبراً عن إعجابه بالجهود التي يبذلها الجيش الإسرائيلي في ضرباته ضد إيران، ما يعكس خلافات في الموقف الألماني الرسمي حيال الملف.