وزيرة دنماركية تهاجم "ميتا": تطلق الدعاية بدل حماية الأطفال
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
هاجمت وزيرة الشؤون الرقمية في الدنمارك، كارولين ستاج أولسن، حملة "ميتا" الدعائية ووصفتها بمحاولة للتهرب من مسؤولية حماية الأطفال على وسائل التواصل. وأكدت أن على عملاق التكنولوجيا الاستثمار في حلول تقنية للتحقق من أعمار المستخدمين بدل الإنفاق على الإعلانات الفارغة. اعلان
أعربت وزيرة الشؤون الرقمية في الدنمارك، كارولين ستاج أولسن، عن غضبها الشديد من الحملة الإعلانية التي أطلقتها شركة "ميتا" (المالكة لفيسبوك وإنستغرام)، ووصفتها بأنها محاولة دعائية جوفاء للتنصل من المسؤولية بدل اتخاذ خطوات فعلية لحماية الأطفال على الإنترنت.
وقالت أولسن، التي ستقود اعتباراً من يوليو المقبل مفاوضات أوروبية بشأن سنّ تشريعات جديدة للحد من استخدام الأطفال لوسائل التواصل، إنها شعرت بـ"غضب عارم" عند رؤيتها إعلان "ميتا"، وأضافت: "من العبث أن يطلقوا حملة دعائية بدل أن يطبقوا ببساطة ما يُفترض بهم القيام به من تدابير تقنية لضبط أعمار المستخدمين".
وأشارت الوزيرة إلى أن "ميتا" أنفقت أموالاً طائلة على الإعلانات المنتشرة في شوارع وعواصم أوروبية مثل بروكسل وباريس، بما في ذلك عبر التلفزيون ومحطات الحافلات، بدل استثمار تلك الأموال في تطوير حلول تقنية فعالة للتحقق من الأعمار، مؤكدة: "أتمنى لو أنفقوا أموالهم على ابتكار نظام تقني للتحقق من السن، بدلاً من التشدق برغبتهم في الحماية عبر اللافتات".
وتأتي انتقادات أولسن في خضم حراك أوروبي متزايد، خاصة في بروكسل والعواصم الكبرى، لمعالجة مسألة استخدام الأطفال لمنصات التواصل الاجتماعي وسط تصاعد المخاوف بشأن تأثيراتها النفسية والصحية. وتُعد حماية القاصرين أولوية كبرى للرئاسة الدنماركية المقبلة لمجلس الاتحاد الأوروبي، والتي ستبدأ في يوليو وتستمر ستة أشهر.
وفي ظل هذا الجدل، تدفع "ميتا" باتجاه إصدار لوائح أوروبية تُلزم متاجر التطبيقات أو أنظمة التشغيل، مثل تلك التي تديرها "آبل" و"غوغل"، بالقيام بعمليات التحقق من الأعمار، بدلاً من تحميل شركات التواصل وحدها تلك المسؤولية. وتزعم "ميتا" أن هذا النهج يضمن حماية شاملة لأنه يشمل جميع التطبيقات والمنصات الرقمية، وليس فقط "إنستغرام" أو "فيسبوك". وتستمر حملة الضغط التي تقودها الشركة حتى نهاية يونيو في بلجيكا، الدنمارك، فرنسا، وإيطاليا.
Relatedميتا: إنستغرام يستخدم الذكاء الاصطناعي لمنع القُصّر من الكذب بشأن أعمارهمالاتحاد الأوروبي يغرّم آبل وميتا 700 مليون يورو لانتهاكهما القواعد الرقمية للتكتّلبروكسل تضع العصي في دواليب ميتا.. لا موافقة بعد على أداة الذكاء الاصطناعي MetaAIغير أن هذا الطرح يواجه رفضاً حاداً من شركات عملاقة مثل "آبل" و"غوغل"، اللتين تديران متاجر التطبيقات وأنظمة التشغيل. وتقولان إن منصات مثل "إنستغرام" يجب أن تتحمل مسؤوليتها الذاتية وتطوّر أدوات تحقق فعّالة من عمر المستخدمين ضمن التطبيق ذاته، لأنه المكان الذي تُعرض فيه المخاطر والمحتوى غير المناسب، وليس متجر التطبيقات بحد ذاته.
وفي منشور حديث، انتقدت "غوغل" اقتراح "ميتا" باعتباره قاصراً، وأشارت إلى أن فرض التحقق من العمر على مستوى متجر التطبيقات لا يشمل أجهزة الحاسوب المكتبية أو الأجهزة المشتركة بين أفراد الأسرة، ما يحدّ من فعاليته.
وشددت الوزيرة الدنماركية في تصريح لاذع قائلة: "ليثبتوا ذلك بالأفعال لا بالأقوال... لقد سئمت من الوعود الفارغة. نحن بحاجة إلى تحرك حقيقي. (ميتا) من أقوى الشركات في العالم، وتجني أرباحها من جمع البيانات، ليس فقط من البالغين، بل أيضاً من الأطفال. وعليها أن تستخدم هذه الأموال لحمايتهم، لا لتبييض صورتها".
وفي الوقت الذي تضع فيه المفوضية الأوروبية اللمسات الأخيرة على توجيهات تشريعية جديدة تتعلق بحماية الأطفال على الإنترنت، تتزايد الضغوط بين شركات التكنولوجيا العملاقة حول من يجب أن يتحمل المسؤولية، وسط مطالب شعبية وسياسية متزايدة بإقرار تشريعات صارمة تضمن سلامة القاصرين في الفضاء الرقمي الأوروبي.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب وسائل التواصل الاجتماعي ميتا فيسبوك الدنمارك النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا تلفزيون صواريخ باليستية الاتحاد الأوروبي حمایة الأطفال
إقرأ أيضاً:
من أستراليا إلى الدانمارك.. لماذا تحظر دول منصات التواصل عن المراهقين؟
وتناولت حلقة "المرصد" بتاريخ (2025/12/8) تلك الموجة وبداية الأمر من المدارس والبيوت التي باتت تشكو الإدمان الرقمي، إذ تحذر تقارير تربوية من فقدان المراهقين تركيزهم الدراسي وانسحابهم من الحياة الاجتماعية، مما دفع حكومات إلى إعادة النظر في علاقة الأجيال الصاعدة بشركات التكنولوجيا العملاقة.
وفي أستراليا، تحولت المخاوف التربوية إلى تشريع مباشر، حيث أعلنت الحكومة عن حملة توعية كبرى تسبق تطبيق قانون جديد يحظر على من هم دون 16 عاما فتح حسابات على المنصات، مؤكدة أن الهدف هو حماية النشء لا معاقبتهم.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4موجة عالمية لحظر وصول المراهقين لمنصات التواصل والبداية من أسترالياlist 2 of 4ماليزيا تعتزم حظر استخدام وسائل التواصل على مَن هم دون 16 عاماlist 3 of 4حظر أستراليا وسائل التواصل بالنسبة لصغار السن فرصة لفهم تأثيرها على أدمغتهمlist 4 of 4بريطانيا تحذر: انتشار متسارع لوسائل التواصل بين أطفال ما قبل المدرسةend of listويرى المسؤولون هناك أن الرسالة موجّهة بالأساس إلى الشركات الرقمية التي وصفوها بالعجلات التي تسحق أعمار الشباب، مطالبين المنصات بتحمّل مسؤولية التحقق من أعمار المستخدمين واستخدام تقنيات تضمن عدم التحايل على القانون.
أما الدانمارك فقد اختارت توجها أكثر حزما، إذ كشفت وزيرة الشؤون الرقمية عن مشروع قانون يرفع الحد الأدنى لاستخدام المنصات إلى 15 عاما، داعية الأسر إلى عدم السماح للأطفال الصغار بفتح حسابات مهما كانت الدوافع.
ويستند هذا التوجّه إلى دراسات تظهر أن المقارنة المستمرة التي تفرضها الصور والفلاتر على المراهقين ترفع معدلات القلق والاكتئاب، وتخلق سباقا وهميا نحو المثالية الرقمية يصعب على الأطفال تحمّل تبعاته النفسية.
التحقق الإلكترونيوفي ماليزيا، ارتفع سن الاستخدام القانوني إلى 16 عاما أيضا، وسط تحذيرات من انتشار محتوى غير ملائم وارتفاع حالات الاستغلال الرقمي، إذ تدفع السلطات نحو شراكات تقنية تتيح التحقق الإلكتروني من أعمار المستخدمين قبل التسجيل.
وتشير تجارب سابقة إلى أن منصات التواصل -رغم تحديدها سنا أدنى للاستخدام يبلغ 13 عاما- لا تمتلك آليات فعالة للتحقق من العمر، مما يجعل ملايين الأطفال مستخدمين فعليين دون أي رقابة أو ضمانات سلامة رقمية.
ويعبر مختصون عن خشيتهم من أن الإدمان الرقمي يبدل بنية العلاقات داخل الأسرة، إذ يقضي المراهقون ساعات طويلة في غرفهم، وينكمش التواصل الحقيقي لحساب تفاعلات افتراضية تفتقر إلى المعنى والعمق.
وفي الجانب الآخر، يخشى صناع المحتوى الشباب من أن تؤدي هذه القيود إلى تقليص فرصهم، فالمراهقة الأسترالية ديمي -التي ظهرت في الحلقة- تعتمد على منصات مثل "تيك توك" لتسويق تصاميمها، وترى في الانفتاح الرقمي مساحة لبناء مستقبل مهني مبكر.
قصص نجاح محدودةلكن الخبراء يشيرون إلى أن قصص النجاح تلك تظل محدودة مقارنة بالأثر الواسع لظاهرة الاستخدام المفرط، مؤكدين أن الأولوية يجب أن تبقى لسلامة الأطفال وحمايتهم من بيئة رقمية باتت معقدة وصعبة السيطرة.
وتفتح هذه الإجراءات نقاشا عالميا حول دور الحكومات في رسم حدود التفاعل الرقمي. فبين من يرى أن القيود تحمي الأجيال المقبلة، ومن يعتبرها تقييدا لحرية التعبير، تظل القضية مرشحة لمزيد من الجدل مع اتساع نفوذ شركات التكنولوجيا.
ويرى مراقبون أن التحولات التشريعية الحالية قد تمثل بداية إعادة صياغة العلاقة بين العالم الرقمي والمجتمع، خصوصا مع توسع الحديث عن تطوير أدوات تحقق بيومتري تضمن حماية المستخدمين صغار السن دون المساس بخصوصيتهم.
كما تطرح هذه النقاشات سؤالا أعمق عن طبيعة الطفولة في العصر الحديث: هل يمكن حماية الأطفال من المخاطر الرقمية من دون حرمانهم من فرص الإبداع والتعلم التي يوفرها الفضاء الإلكتروني؟
نذر مواجهة بين روسيا وأوروباكما تناولت الحلقة في جزئها الأول تصاعد التوتر بين روسيا وأوروبا، إذ حذّر قادة عسكريون أوروبيون من أن القارة مقبلة على مرحلة حساسة تستدعي استعدادا مبكرا، في ظل حديث عن احتمالات مواجهة عسكرية قد تتشكل ملامحها خلال الأعوام المقبلة.
وفي باريس أطلق جنرال فرنسي تصريحات صادمة تحدث فيها عن ضرورة استعداد أوروبا لمواجهة قادمة، في حين رأى وزير الدفاع البلجيكي أن موسكو قادرة على اختبار إرادة الاتحاد الأوروبي في أي لحظة خلال الأعوام المقبلة.
لكن روسيا وصفت تلك التحذيرات بالهستيريا الغربية، مؤكدة على لسان الرئيس فلاديمير بوتين أنها لا ترغب في الحرب لكنها "جاهزة لها" إن فُرضت عليها، مما زاد من حدة التوتر بين الجانبين.
وتشير التغطيات الأوروبية إلى أن هذه التصريحات تثير قلق الرأي العام، خصوصا مع عودة لغة "التعبئة" و"التضحيات" إلى الخطاب الرسمي، في مشهد يعيد للأذهان ملامح الحرب الباردة وإن بوجه أكثر حداثة وتعقيدا.
Published On 9/12/20259/12/2025|آخر تحديث: 12:39 (توقيت مكة)آخر تحديث: 12:39 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ