ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال فعاليات "القمة العالمية للحكومات ٢٠٢٤" المنعقدة بمدينة بدبي، وسط حضور مؤثر لعدد من رؤساء الدول والحكومات، ورؤساء الوفود المشاركة، وكبار المسؤولين، والخبراء العالميين.
 
وأعرب رئيس الوزراء عن سعادته بمشاركته اليوم في فعاليات القمة العالمية للحكومات، التي اعتبرها حدثًا عالميًا فريدًا مُلهمًا لمختلف حكومات العالم، كما قدم شكر وامتنان جمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وشعبًا لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة؛ لدعوتها الكريمة لمصر للمشاركة في هذه القمة، متوجها بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، مثمِّنًا عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين على جميع الأصعدة.



وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن فعاليات القمة العالمية للحكومات تنعقد هذا العام وسط ظرفٍ عالميٍ دقيقٍ، في ظل ما يشهده الاقتصاد العالمي من أزمات متلاحقة وتطورات جيوسياسية مؤثرة ذات انعكاساتٍ تطال جميع الدول، نظراً لما أسفرت عنه من تحديات وتهديدات لعل من أهمها ما شهده العالم من نوباتٍ تضخميةٍ واسعة النطاق، استلزمت تغييراتٍ في أولويات السياسات الاقتصادية، وعلى رأسها السياسة النقدية؛ باتجاه رفع متلاحق لأسعار الفائدة لمحاربة التضخم، وهو ما نتج عنه تداعيات غير مواتية على النمو الاقتصادي وتمويل التنمية، في العديد من الدول النامية واقتصادات الأسواق الناشئة.

ولفت مدبولي إلى أنه في ظل هذا الظرف الدقيق، تتجسد أهمية "القمة العالمية للحكومات" والتي تنعقد هذا العام تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل"؛ بهدف التحديد الدقيق لطبيعة التحديات التي تواجه "حكومات اليوم"، والتفكير المُلهم في آليات مواجهة تلك التحديات، ومن ثم التحرك نحو دورٍ أعمق وأشمل وأكثر كفاءة لـ"حكومات المستقبل".

وأوضح رئيس الوزراء أن حكومات اليوم تواجه العديد من التحديات والتهديدات القائمة للأدوار التقليدية للحكومات، ولعل على رأسها الانعكاسات الاقتصادية للأزمات العالمية المتعاقبة والمركبة والتي أدت إلى موجات تضخمية تعتبر الأعلى على مدار عقود سابقة، إلى جانب تراجع ملموس لوتيرة نمو الاقتصاد العالمي والتي من المتوقع أن تبقى خلال العامين الجاري والمقبل أدنى من مستوياتها التاريخية المسجلة خلال الفترة من 2000 - 2019 وفق تقديرات صندوق النقد الدولي، في ظل ارتفاع أسعار الفائدة والحاجة كذلك إلى تشديد السياسات المالية، فيما نتج عن تصاعد التوترات الجيوسياسية، تراجع مستويات التعاون الدولي، وانحسار موجات العولمة في العديد من المجالات، وتشتت وتجزؤ الاقتصاد العالمي، قُدرت كُلفتها بما قد يصل إلى 7% من الناتج الإجمالي العالمي.

وأضاف رئيس الوزراء أن كل تلك التطورات كان لها تأثيرات متصاعدة على تمويل النمو والتنمية الاقتصادية في البلدان النامية واقتصادات الأسواق الناشئة، التي واجهت تحديات غير مسبوقة تمثلت في: ارتفاع ملموس لتكلفة التمويل، وضغوطات على عملاتها المحلية، وتراجع عائداتها من النقد الأجنبي، كما أثرت على قدرة تلك البلدان على تمويل أهداف التنمية المستدامة في ظل فجوة الاستثمارات المطلوبة لتحقيق تلك الأهداف، والتي قُدرت بنحو 4 تريليونات دولار من بينها تريليونا دولار للتحول نحو الطاقة المتجددة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، علاوة على التهديدات القائمة نتيجة التحولات التي ستشهدها أسواق العمل في هذه البلدان جراء تسارع وتيرة نمو تقنيات الثورات الصناعية، حيث يتوقع أن تتأثر ما بين 25-40 % من الوظائف بانتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي. 

كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال كلمته، أن الدولة المصرية حرصت - في ظل هذه التحديات غير المسبوقة - وبدعم من قيادتها السياسية الرشيدة على تبني مختلف السياسات اللازمة لمواجهة التحديات السابق الإشارة إليها، كما واصلت مسيرتها نحو تبني العديد من الإصلاحات الهيكلية الداعمة للنمو والتشغيل وعلى رأسها المزيد من تشجيع القطاع الخاص، والتي تُوجت بإطلاق وثيقة سياسة ملكية الدولة بهدف زيادة مشاركة القطاع الخاص في الناتج والتشغيل والاستثمارات والتصدير، الأمر الذي مكنَّ الاقتصاد المصري من الصمود أمام الأزمات المُركبة التي شهدها الاقتصاد العالمي، وأسهم في مجمله في تعزيز مستويات أداء الاقتصاد المصري؛ والذي أظهر خلال السنوات الأربع الماضية قدرة كبيرةً في مواجهة تلك الأزمات، ليُصنَّف من بين عددٍ قليل من اقتصادات دول العالم التي شهدت زيادةً ملموسة في مستويات الناتج المحلي الإجمالي وسط هذه الأجواء، بل وسجَّل في المقابل معدلات نمو بلغت في المتوسط 4.3% خلال الفترة (2020-2023).

وأضاف رئيس الوزراء أن الدولة المصرية لم تغفل في سياق مسيرتها نحو التعزيز المتواصل لمعدلات الأداء الاقتصادي، السعي لبلوغ أهداف التنمية المستدامة 2030، وهو ما عكسه إطلاق استراتيجية التنمية المستدامة "مصر 2030"، وجهود الدولة المصرية في هذا المجال من خلال إطلاق العديد من المبادرات التنموية، على رأسها "مبادرة حيـــاة كريمـــة: مجتمعـــات قرويـــة مُســـتدامة"  لافتاً إلى أنها تمثل أكبر مبادرة تنموية أطلقتها مصر وأدرجتها منظمة الأمـم المتحدة علـــى منصـــتها الدوليـــة من بين أفضل الممارسات الدوليـــة المُعـــزِّزة لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة، علاوة على ريادة الدولة المصرية عالميًّا لتوطين "النهج المكـاني لأهـداف التنميـة المسـتدامة"، من خلال تلك المبادرة التي تحقق سبعة أهداف مجتمعة من أهداف التنمية المستدامة.

 وأشار مدبولي إلى أن الدولة المصرية عملت - في سياق تطلعها إلى المستقبل - على صياغة أولوياتها وتوجهاتها الاستراتيجية خلال الفترة (2024-2030)، والتي تستهدف من خلالها تحقيق نمو اقتصادي قوي وشامل ومستدام ومتوازن، وسط تركيز أكبر على نوعية النمو الاقتصادي، من خلال تعزيز مساهمة كل من الاستثمارات والصادرات في هيكل الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 50%، والتركيز على وتيرة نمو اقتصادي داعمة للتشغيل؛ لتوفير ما يتراوح بين 7 إلى 8 ملايين فرصة عمل خلال تلك الفترة.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الدولة المصرية تضع نصب أعينها التركيز على دعم قطاعات اقتصادية دافعة للنمو الاقتصادي، خاصة فى مجالات البنية الأساسية بما يساعد فى جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، لافتاً إلى أن تلك الجهود أسفرت مؤخرا عن تقدم مصر في العديد من المؤشرات الدولية ذات الصلة ومن بينها - على سبيل المثال - تقدمها في مؤشر جودة الطرق بنحو مائة مرتبة، مضيفاً أن الدولة المصرية تستهدف أيضاً مواصلة جهود التطوير الشامل للبنية اللوجستية للاقتصاد المصري، علاوة على حرص الدولة المصرية على توسيع نطاق المشاركة بين القطاعين الحكومي والخاص في الجهود المستقبلية لتنمية البنية التحتية، من خلال تطوير نماذج شراكة ناجحة بين القطاعين العام والخاص، حيث يوجد حاليًّا أكثر من 1000 شركة من شركات القطاع الخاص تشارك في مشروعات وطنية عملاقة تسهم في تعزيز جهود تنمية البنية التحتية في مصر والتي نجحت خلال الفترة الماضية في إيجاد 5 ملايين فرصة عمل.

وأضاف مدبولي أن الدولة المصرية تهتم أيضا بوجه خاص بتطوير البنية التحتية لمدن الجيل الرابع بهدف الارتقاء بمستويات التطوير العمراني، وتوفير أفضل مستويات للبنية الأساسية والتكنولوجية.

واستطرد رئيس الوزراء: "إضافة إلى ما سبق، يتم بذل جهود غير مسبوقة لتحفيز مستويات أداء عدد من القطاعات الاقتصادية الداعمة لمرونة الاقتصاد المصري، وعلى رأسها قطاعات الزراعة والصناعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بهدف رفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي إلى 50% في عام 2030 مقارنة بما يتراوح بين 30 إلى 35% حاليا".

وأضاف: "ففي إطار مستهدفات الدولة لتحقيق أكبر قدر من الأمن الغذائي، قامت الدولة بتنفيذ عدد من المشروعات القومية الكبرى المرتبطة بالزراعة بمفهومها الواسع لزيادة الرقعة الزراعية بأكثر من 4 ملايين فدان،         وأسهمت تلك المشروعات في زيادة المساحة المزروعة إلى نحو 10 ملايين فدان، والمساحة المحصولية إلى 17.5 مليون فدان، وتسجيل الصادرات الزراعية الطازجة والمصنعة المصرية لزيادة قياسية في عام 2023، لتسجل نحو 9 مليارات دولار خلال عام 2023 بارتفاع بلغت نسبته نحو 85% مقارنة بمثيلتها المسجلة في عام 2014.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء في كلمته أمام القمة العالمية للحكومات بدبي، إلى أن الدولة المصرية تسعى إلى المزيد من تحفيز وتعميق التصنيع المحلي، ورفع نسبة مساهمة قطاع الصناعة التحويلية في الناتج المحلي الإجمالي إلى 20% خلال عام 2030، وذلك من خلال مواصلة العديد من التدابير التي تم تبنيها مؤخراً لتشجيع الاستثمار الصناعي عبر تسهيل عمليات منح الأراضي الصناعية، وتبسيط إجراءات الحصول على الموافقات والتراخيص، والبدء في توطين (152) فرصة استثمارية صناعية، بما يسهم في تعميق الصناعة المحلية، لافتاً إلى أن مصر تستهدف كذلك - وفي سياق استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2030 - زيادة نسبة مساهمة تلك التقنيات لتسهم بنحو8% من الناتج المحلي الإجمالي من خلال دعم القدرات البشرية المتخصصة، وتوفير الأطر القانونية والتنظيمية والمؤسسية المواتية، وتنمية الشراكات الإقليمية والدولية الداعمة.

كما أشار رئيس الوزراء إلى صلابة قطاع السياحة في مواجهة الأزمات والتأكيد على الأهمية الاقتصادية المتزايدة لهذا القطاع في الاقتصاد المصري في ظل تفرد وتميز وتنوع المنتج السياحي المصري، لافتاً إلى أن ذلك ساعد في تسارع نمو هذا القطاع ليسجل أعلى وتيرة نمو بين القطاعات الاقتصادية بلغت 28% خلال العام المالي 2022/2023، فيما شهد الربع الأخير من عام 2023 إقبالًا كبيرًا في حركة السياحة الوافدة إلى مصر. 

ولفت مدبولي إلى أنه في خضم كافة هذه التطورات، لم يغفل الاقتصاد المصري أهمية تسريع وتيرة التحول باتجاه الاقتصاد الأخضر، منوهاً إلى أنه في سياق حرص جمهوريةِ مصر العربية على الوفاء بالتزاماتها في إطار مواجهة تغيُّرات المُناخ، أطلقت مصر في عام 2022 "الاستراتيجية الوطنية لتغير المُناخ في مصر 2050"، والتي تركز على التقليل من الانبعاثات من جهةٍ، والتعامل مع التغيُّرات المُناخية المُحتَمَلَة من جهةٍ أخرى، بما يشمل مشروعاتٍ في إطار شراكات إقليمية ودولية بقيمة 324 مليار دولار لكلٍّ من برامج التخفيف والتكيُّف مع التغيرات المُناخية.

وأضاف رئيس الوزراء أن الحكومةُ المصريةُ تسعى في سياق التحول نحو الاقتصاد الأخضر إلى رفع مساهمة القدرات المركبة في الشبكة من الطاقة المتجددة إلى 42% في عام 2030 من خلال تنفيذ عدد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون في قطاع الطاقة المتجددة، وتُركِّز جهودَها في المرحلة الحاليةِ على تنفيذ استراتيجية الهيدروجين الأخضر، بما يُمكِّن من تحويل مصر إلى مركز إقليمي للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2026، ومركز عالمي لإنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، مضيفاً أن الحكومةُ المصريةُ تولي أهميةً خاصَّة لتمويل الاستثمارات الخضراء؛ حيث تستهدف رفع نسبة الاستثمارات العامة الخضراء بالخطة الاستثمارية لعام 2024/2025 إلى نحو 50% مُوجَّهة بالأساس للإنفاق على مشروعات تتميز بالاستدامة البيئية، وتُسهِم في الحد من الانبعاثات الكربونية.

وخلال كلمته، لفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الاقتصاد المصري وبما يتمتع به من سوق ضخمة وإمكانات واعدة وموارد بشرية متفردة، وقطاعات متنوعة، يوفر العديد من الفرص الاستثمارية الجاذبة للمستثمرين المحليين والأجانب، كما أن الإصلاحات التي تتبناها الدولة المصرية مؤخراً لدعم القطاع الخاص والتي بلغ عددها نحو (144) إصلاحاً - فقط - خلال الفترة (مايو 2022 - سبتمبر2023) تستهدف المزيد من تعزيز جاذبية بيئة الأعمال في مصر وتمكين الاقتصاد المصري من الانطلاق لآفاق أرحب في المستقبل بإذن الله.

وفي ختام كلمته، توجه رئيس الوزراء بخالصِ الشكرِ والتقديرِ لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وحكومةً وشعباً، وإلى رؤساءِ الدولِ المشارِكةِ في القمة، وإلى جميع رؤساءِ الوفودِ المشاركةِ، والحضورِ كافَّة، آمِلاً كلَّ النجاحِ والتوفيقِ لأعمال القمة التي باتت بحق منارةً ملهمةً لكافة حكومات العالم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كلمة رئيس الوزراء القطاع الخاص القمة العالمیة للحکومات الناتج المحلی الإجمالی الدکتور مصطفى مدبولی التنمیة المستدامة أن الدولة المصریة أهداف التنمیة الم رئیس مجلس الوزراء الاقتصاد العالمی الاقتصاد المصری رئیس الوزراء أن مدبولی إلى أن نمو الاقتصاد القطاع الخاص خلال الفترة العدید من المزید من على رأسها وتیرة نمو من خلال فی سیاق فی عام عام 2030 من بین عدد من

إقرأ أيضاً:

شركات الهندسة والإنشاءات ومواد البناء تطّلع إلى توسيع نطاق الأعمال

تواجه الشركات العاملة في قطاعي الصناعات الهندسية والإنشائية ومواد البناء تحديات وتغيرات مستمرة، وخلال الربع الأول من العام الحالي شهدت هذه الشركات تباينًا في أدائها المالي، إذ تحاول بشكل ملموس التكيف مع هذه التحديات والتغيرات والمتمثلة في تزايد حدة المنافسة والطلب الإقليمي على الموارد، إضافة إلى تقلب أسعار السلع الأساسية والمتطلبات البيئية.

ورغم التباين في الأداء المالي، تتبنى هذه الشركات خطوات واضحة نحو النمو والتطور، مع التركيز المستمر على تحسين الخدمات والمنتجات لتلبية احتياجات السوق المتغيرة، وذلك من خلال استكشاف أسواق جديدة وتوسيع قاعدة زبائنها، بما يحمل فرصا تتميز بعوائد وهوامش جيدة، تأتي هذه الخطوات والتطورات في ظل ارتفاع عدد المشاريع الإنمائية وظهور بوادر تحسن في الأسواق، مما يعكس التفاؤل والتطلع نحو مستقبل أكثر استقرارا في القطاع.

جلفار للهندسة والمقاولات

شهدت شركة جلفار للهندسة والمقاولات زيادة ملحوظة في إيرادات مبيعاتها واستمرار تحقيق نتائج تشغيلية إيجابية خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث ارتفعت إيراداتها إلى 62.7 مليون ريال عماني، بنسبة نمو بلغت 13.6% مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق. وسجلت الشركة تحسنًا ملموسًا في سجل طلباتها، حيث ارتفعت إلى 666 مليون ريال عماني، مقابل 481 مليون ريال عماني في العام الماضي، وأرجعت الشركة هذا التحسن إلى ترسية مشاريع جديدة في قطاع النفط والغاز بقيمة 100 مليون ريال عماني خلال الربع الأول من العام الحالي.

وأكدت المجموعة عزمها على تحسين أداء شركاتها التابعة والزميلة، واتخاذ الخطوات الاستراتيجية الضرورية للتغلب على التحديات المرتبطة بها، بهدف مواصلة تحسين الأعمال بالدعم الكامل من الشركة الأم. كما أشارت إلى أن تخطيطها يعتمد على افتراض نمو الاقتصاد المحلي بشكل عام، مع زيادة ملحوظة في المشروعات الحكومية والخاصة، وذلك لتحقيق التنويع الاقتصادي في سلطنة عمان من خلال تلبية متطلبات التنمية والبنية الأساسية في مختلف القطاعات. ومن المتوقع أن تشهد التحديات القادمة تزايدًا في حدة المنافسة والطلب الإقليمي على الموارد، إضافةً إلى تقلب أسعار السلع الأساسية والمتطلبات البيئية الصارمة.

وأكدت شركة جلفار للهندسة والمقاولات التزامها بالتحسين المستمر للأداء المالي، من خلال تنفيذ استراتيجية التغيير التي تتألف من ست أولويات رئيسية، والتي تشمل إعادة هيكلة وتنظيم الشركة، وتحسين كفاءة العمليات والتكاليف، وتعزيز الوضع المالي والسيولة، وتنويع مصادر الدخل والإمكانيات، وتعزيز التقنية والابتكار، وتعزيز العلاقات العامة وإدارة العلاقات مع أصحاب الشأن.

وتتوقع الشركة الاحتفاظ بطلبيات المشاريع جديدة تتجاوز قيمتها 500 مليون ريال عماني في المستقبل، كما تتوقع الشركة أن يستمر دفتر الطلبات هذا في النمو إلى مستويات قياسية مع وجود عدد كبير من المناقصات قيد التقييم عبر مجموعة متنوعة من القطاعات التي تنشط فيها الشركة جلفار.

وتعتمد الشركة على الابتكار والتعاون لتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية الملتزم بها سلطنة عُمان بحلول عام 2050م، مع التركيز على تقليل بصمتها الكربونية وتحسين الصحة البيئية العالمية. وتعمل الشركة على تطوير قدرات موظفيها من الكوادر الوطنية، حيث يبلغ عددهم أكثر من 3900 موظف عماني، من خلال توفير الفرص التدريبية وبرامج التطوير المهني المناسبة.

شركة الحسن الهندسية

وشهدت شركة الحسن الهندسية انخفاضًا في إيراداتها إلى 752 ألف ريال عماني بنهاية الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، ويرجع ذلك إلى اكتمال عدد كبير من المشاريع الجارية وانخفاض كمية الطلبات الجديدة، مما أدى إلى تراجع حجم الإيرادات.

وانخفضت المصروفات العامة والإدارية للشركة بنسبة 39% خلال الفترة حتى نهاية مارس الماضي مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، نتيجة لمبادرات خفض التكاليف التي اتخذتها الشركة، وتنفذ الشركة حاليا مشروعين أحدهما في غرب ولاية هيماء، والآخر مشروع مياه تبريد البحر.

وأكدت الشركة على استمرارها في البحث عن فرص جديدة، مع التحديات التي تواجهها مثل التأخير في الحسابات والمستحقات المحتجزة، والتي تعتبر أساسية لتقدم المشاريع الحالية والفوز بعقود جديدة.

الوطنية لمنتجات الألمنيوم

وانخفضت إيرادات مجموعة الوطنية لمنتجات الألمنيوم إلى 5.3 مليون ريال عماني بنهاية الربع الأول من العام الحالي، بنسبة 38% مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، وسجلت المجموعة صافي خسارة بعد الضرائب بلغت 512 ألف ريال عماني، مقارنة بالخسارة التي بلغت 427 ألف ريال عماني خلال نفس الفترة من العام السابق.

وأشارت الشركة إلى أن هذا التراجع يعود إلى انخفاض إجمالي كمية الشحن بنسبة 36% خلال الربع الأول من عام 2024م، مقارنة بالعام الماضي، وأيضًا انخفاض سعر LME بنسبة 8% مقارنة بالربع الأول من العام السابق.

وتعمل الشركة حاليا على البحث في جميع الخيارات لإعادة هيكلة رأس مالها، وتعزيز تسهيلات رأس المال العامل لديها، وتأمين المواد الخام بتكلفة معقولة وشروط ملائمة، إضافة إلى التركيز على تطوير أسواق جديدة وتوسيع قاعدة زبائنها بفرص تحمل عوائد وهوامش جيدة.

المها للسيراميك

وشهدت شركة المها للسيراميك ارتفاعًا في أرباحها بنسبة 28% خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالربع الأخير من العام السابق، حيث بلغت إيراداتها 1.2 مليون ريال عماني. تعبّر الشركة عن تفاؤلها بالنشاط الاقتصادي في المرحلة المقبلة مع استقرار أسعار النفط، وتتوقع زيادة في الطلب مع تحسن أداء قطاع الإنشاء واستقرار الاقتصاد. وتؤكد على ظهور بوادر تحسن في الأسواق والمشروعات الإنشائية.

أشارت الشركة في تقرير مجلس إدارتها إلى مرونتها في التعامل مع المنافسة الشديدة من البلاط منخفض التكلفة المستورد من الهند والصين. كما أكدت على استمرار اعتمادها للاستراتيجيات المناسبة لديناميكيات السوق الحالية.

صناعة مواد البناء

وتسعى شركة صناعة مواد البناء بشكل حثيث لاستكشاف أسواق جديدة لمنتجاتها مثل الجير الحي والدولولايم والجير المطفأ، حيث تفاوضت الشركة مع بعض الزبائن في الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى مفاوضات أخرى قائمة لتأسيس أسواق جديدة لمنتجات الشركة، مع توقعات بنتائج واعدة.

وتركز إدارة الشركة على تحسين عمليات الإنتاج وتقليل التكاليف، مع الحرص على تحسين جودة المنتجات من خلال صيانة دورية وتحسين معدات الإنتاج وتطوير الكفاءات الفنية في المصنع. وقد أسفرت هذه الجهود عن توقيع عقود لشراء معدات جديدة وإنشاء وحدة إنتاج جديدة للجير المطفأ في أكتوبر الماضي، وتستمر الأعمال في تركيب وتشغيل هذه الوحدة الجديدة، مع التوقعات ببدء الإنتاج في بداية شهر أكتوبر القادم.

مقالات مشابهة

  • مظاهر احتفالات عيد الأضحى بقطر 2024
  • غرفة القاهرة: مساندة الحكومة للشباب رسالة واضحة لدعم الاقتصاد القومي
  • خبير يكشف دلالة زيارات رئيس الوزراء إلى المناطق الصناعية
  • اقتصادي: زيارات مدبولي للمصانع تُعطي رسائل إيجابية للمستثمرين
  • خبير اقتصادي: الدولة حريصة على تأهيل الشباب لإدارة المشروعات التكنولوجية
  • رئيس الوزراء: 2 مليار دولار استثمارات قطاع ريادة الأعمال في 4 سنوات
  • مدبولي خلال فعاليات قمة "Rise up": نعي أهمية النهوض بمجال ريادة الأعمال
  • رئيس الوزراء: الدولة تستهدف في رؤية 2030 الوصول إلى صادرات تتجاوز الـ145 مليار دولار
  • شركات الهندسة والإنشاءات ومواد البناء تطّلع إلى توسيع نطاق الأعمال
  • استعدادات المواطنين لعيد الأضحى 2024: البحث عن أيام الإجازة في القطاعين الحكومي والخاص