رجح الكاتب الأمريكي دانيال لاريسون أن يتجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنتاين نتنياهو دعوات الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن ضرورة حماية المدنيين خلال هجوم وشيك على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، معتبرا أن ما يتردد في الإعلام الأمريكي عن إحباط بايدن من نتنياهو هو مجرد "حديث للاستهلاك المحلي".

لاريسون لفت، في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft) ترجمه "الخلج الجديد"، إلى أن "إسرائيل تستعد لشن هجوم بري على رفح مع دخول حملتها العسكرية المدمرة شهرها الخامس".

وحذر من أنه "بقدر ما كانت الحرب مميتة بالنسبة للفلسطينيين حتى الآن، فإن المرحلة المقبلة يمكن أن تكون أكثر فظاعة، إذ احتشد أكثر من مليون فلسطيني (1.4 مليون) في رفح (60 كيلو متر مربع)، ولم يتبق لهم مكان يذهبون إليه".

وأضاف أنه "حتى بعض مؤيدي إسرائيل الأكثر موثوقية في الولايات المتحدة وأوروبا، وبينهم ألمانيا، يخشون أن تكون العملية العسكرية في رفح كارثية بالنسبة لشعب غزة" (2.4 مليون فلسطيني).

و"أصدرت إدارة بايدن تحذيرا شكليا مفاده أن العملية "لا ينبغي تنفيذها دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا إلى هناك.. لكن هذا التحذير، مثل التحذيرات التي سبقته، ليس له أي معنى؛ فلا يوجد سبب للاعتقاد بأنه ستكون هناك أي عواقب إذا تجاهل نتنياهو ذلك"، كما زاد لاريسون.

اقرأ أيضاً

بايدن يتحدث عن هدنة 6 أسابيع والملك عبد الله يدعو لإنهاء حرب غزة فورا

الدعم الأمريكي

لاريسون قال إنه "في كل مرحلة من مراحل الحرب، حثت الإدارة الحكومة الإسرائيلية على الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين، لكن القوات الإسرائيلية شنت واحدة من أكثر الحملات تدميرا في القرن الحادي والعشرين؛ مما أسفر عن عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين في أربعة أشهر فقط".

وأضاف أنه "نتنياهو افترض بحق أنه قادر على تجاهل طلبات واشنطن؛ لأنه وحكومته لا يدفعان أي ثمن عندما يفعلان ذلك.. وتوجد تقارير (أمريكية) تفيد بأن بايدن أصبح أكثر إحباطا من نتنياهو، لكن هذه التسريبات يبدو أنها موجهة بالكامل للاستهلاك المحلي، ولا تشير إلى أنه سيحدث أي تغيير في السياسة".

وتظهر استطلاعات رأي في الولايات المتحدة تراجعا في التأييد الشعبي لبايدن؛ في ظل دعمه لحرب إسرائيل المدمرة على غزة، بينما يأمل في الفوز بفترة رئاسية ثانية في انتخاباتت نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وتابع لاريسون: "وحتى في بعض التقارير نفسها، يقول مسؤولو الإدارة إن الرئيس ومستشاريه "ما زالوا يعتقدون أن نهجه المتمثل في دعم إسرائيل بشكل لا لبس فيه هو النهج الصحيح".

"إن رفض واشنطن استخدام نفوذها، ترك الولايات المتحدة في موقف سخيف يتمثل في تمكين الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، بينما تطلب بضعف بوقف الانتهاكات"، بحسب لاريسون.

وأضاف أن "الدعم الأمريكي غير المشروط للحرب أدى إلى تمكين حملة متواصلة من التطهير العرقي. وبينما تستمر إدارة بايدن في القول إنه يجب السماح للسكان بالعودة إلى منازلهم، فقد دمر الجيش الإسرائيلي البنية التحتية والمساكن بشكل كامل في معظم أنحاء غزة، بحيث لا يوجد شيء يمكن للناس العودة إليه لاحقا".

اقرأ أيضاً

100 شهيد على الأقل في قصف عنيف على رفح

السيناريو الأسوأ

وخلال الأشهر الأربعة الماضية، كما أضاف لاريسون، "كانت توجد فرص عديدة أمام الولايات المتحدة لإنهاء دعمها الشامل لهذه الحرب والمطالبة بوقف إطلاق النار، ولكن حتى الآن فشل بايدن في الاستفادة منها، وقد يكون وقف الهجوم البري على رفح هو الفرصة الأخيرة أمام الإدارة لمنع وقوع كارثة إنسانية أكبر".

ودعا واشنطن إلى "إجراء تغيير جذري في سياستها، والتوقف عن تقديم الدعم غير المشروط للحرب، واستئناف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التي أوقفته بشكل خاطئ، ودعم تحذيراتها الفارغة بفرض عقوبات إذا لم توقف الحكومة الإسرائيلية الهجوم".

واعتبر لاريسون أنه "بعيدا عن منع الهجوم البري على رفح، يتعين على الولايات المتحدة أيضا أن تضغط على إسرائيل لوقف كامل ودائم لإطلاق النار ورفع الحصار الذي خلق ظروف المجاعة في غزة. وهذه كلها أمور كان ينبغي للولايات المتحدة أن تفعلها قبل أشهر، ولكن لا يزال هناك وقت لتصحيح المسار ومنع السيناريو الأسوأ".

اقرأ أيضاً

واشنطن بوست: لـ3 أسباب بايدن يقترب من القطيعة مع نتنياهو

المصدر | دانيال لاريسون/ ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة رفح بايدن نتنياهو تطهير عرقي إسرائيل الولایات المتحدة على رفح

إقرأ أيضاً:

مصر تعلن تسهيلات جديدة لقطاع الأعمال الأمريكي

القاهرة - أعلنت مصر، الأحد، تسهيلات وإعفاءات جديدة لقطاع الأعمال الأمريكي في قطاعي السيارات والألبان "بما يتوافق مع المعايير الدولية".

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الاستثمار حسن الخطيب في الجلسة الافتتاحية لمنتدى قادة السياسات بين مصر والولايات المتحدة لعام 2025، بحسب بيانين للحكومة المصرية.

وحضر الجلسة وزراء مصريون منهم نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة كامل الوزير وسفيرة الولايات المتحدة هيرو مصطفى جارج، وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية، ومجلس الأعمال المصري الأمريكي.

ووفق بيان الحكومة "أعلن رئيس مجلس الوزراء في كلمته عن تطورين مُهمين يخصّان مباشرة مجتمع الأعمال الأمريكي في قطاعين رئيسيين: السيارات، وشهادات الحلال لمنتجات الألبان".

وقال مدبولي إنه تم تقديم طلبات من الجانب الأمريكي لتخفيف القيود المفروضة على دخول المركبات الكاملة المنشأ الأمريكي إلى السوق المصرية وإنه صدرت التعديلات اللازمة "وأصبحت السوق المصرية مفتوحة أمام دخول المركبات الأمريكية دون أي عوائق".

وأضاف: "ثانيًا، فإن الإعفاء الدائم لمنتجات الألبان ومشتقاتها من شرط الحصول على شهادة الحلال عند الاستيراد يعد خطوة نوعية جديدة لتعزيز العلاقات التجارية بين مصر والولايات المتحدة".

وأردف: "كما تقوم وزارة الزراعة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنويع وزيادة عدد الجهات المُخوَّلة بإصدار شهادات الحلال"، لافتا إلى أن "مصر والولايات المتحدة وصلتا إلى المراحل النهائية من إبرام اتفاق تعاون متبادل بين إدارتي الجمارك في البلدين".

وفي هذا السياق، أكد وزير الاستثمار المصري حسن الخطيب، في كلمته بالمنتدى أنه "تم مؤخرا اعتماد معايير السلامة الأمريكية للسيارات المستوردة إلى السوق المصري، بما يسهم في توسيع الخيارات أمام المستهلك المصري، ويسهل دخول العلامات التجارية العالمية"، وفق بيان لوزارة الاستثمار.

وأضاف الخطيب "تم اتخاذ عدد من الإجراءات التنظيمية المرتبطة بشهادات الحلال، من أبرزها؛ إلغاء اشتراط شهادة الحلال على واردات الألبان ومنتجاتها، بما يتوافق مع المعايير الدولية، بالإضافة إلى العمل على فتح الباب أمام شركات جديدة للتسجيل لمنح شهادة الحلال، بما يعزز مبدأ المنافسة، ويضمن خفض التكاليف"

وعقب المؤتمر، قال المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري، محمد الحمصاني، في بيان توضيحي إنه "بشأن ما أثير عن شهادة الحلال، وما أعلنه رئيس الوزراء من تسهيلات بهذا الشأن، فإن القرار المشار إليه يستهدف أن تقوم وزارة الزراعة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنويع وزيادة عدد الجهات المُخوَّلة بإصدار شهادات الحلال، بما يسهم في تعزيز المنافسة، وإعطاء فرصة أكبر للقطاع الخاص".

ومن المرتقب مشاركة أكثر من 50 شركة أمريكية في المنتدى الذي يستمر يومين ويستعرض جهود القاهرة في تطوير عدد من القطاعات الحيوية بينها الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والصناعة والصحة، إضافة إلى تسليط الضوء على الإصلاحات في القطاعات المالية والمصرفية والنقل والخدمات اللوجستية، بحسب إعلام مصري.

وتعمل في مصر أكثر من 1800 شركة أمريكية، بإجمالي استثمارات تجاوز 47 مليار دولار خلال العقدين الماضيين، وتنشط في قطاعات متنوعة مثل: الطاقة، والصناعة، وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات المالية، والرعاية الصحية، وفق رئاسة الوزراء المصرية.

وبلغ إجمالي التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية 9.8 مليار دولار أمريكي في عام 2024. مسجلا ارتفاعا بنسبة 37.4 بالمئة مقارنة بعام 2023 الذي سجل 7.1 مليار دولار، بحسب تقديرات الإحصاء المصري في أبريل/ نيسان الماضي.

مقالات مشابهة

  • مسئول أمريكي: ترامب حذر نتنياهو من تقويض الجهود الدبلوماسية مع إيران
  • كاتب بريطاني: الحوثيون أذلّوا أمريكا واليمن هزم ترامب في حرب الاستنزاف
  • مسؤول أمريكي: لن نسمح بتقسيم سوريا وتكرار تجربة سايكس بيكو بالمنطقة
  • اعتراف أمريكي ثقيل بالهزيمة في اليمن
  • مصر تعلن تسهيلات جديدة لقطاع الأعمال الأمريكي
  • كاتب إسرائيلي: احتمال إلغاء مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت فرصة ذهبية لنا
  • سويسرا تدرس فتح تحقيق في أنشطة مؤسسة إغاثة غزة المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا
  • أول تعاون سوري-أمريكي منذ سنوات: دمشق توافق على مساعدة واشنطن في البحث عن مفقودين
  • في خطابه بالأمس.. ترامب يعيد تعريف دور الجيش ويهاجم إدارة بايدن
  • مختص: خلاف على تخصيب اليورانيوم سبب إحباط إيران من المفاوضات النووية مع أمريكا