مكالمة لم تكتمل.. صحيفة أميركية تكشف ما وصلت له علاقة بايدن بنتانياهو
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
تسببت الخطط العسكرية الإسرائيلية الرامية لشن عملية برية "قوية" في رفح جنوبي قطاع غزة إلى تفاقم التوترات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وقال تقرير نشرته الصحيفة، الخميس، إن إدارة بايدن باتت محبطة بشكل متزايد بسبب عدم نجاح محاولاتها المتكررة الرامية لكبح جماح الحملة العسكرية الإسرائيلية.
وينقل التقرير عن مسؤولين أميركيين القول إن الولايات المتحدة أكدت مرارا أنها لن تدعم تحت أي ظرف من الظروف خطة لاجتياح واسع النطاق لرفح، وأنها تفضل أن تشن إسرائيل عمليات محددة في المنطقة.
وأضاف المسؤولون أن إدارة بايدن طلبت من الجيش الإسرائيلي إعداد "خطة ذات مصداقية" تتضمن محاور عسكرية وإنسانية في حال قررت حكومة إسرائيل تجاهل نصيحة واشنطن والمضي قدما في شن عملية عسكرية كبيرة في رفح.
ويشير التقرير إلى أن التباين في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن رفح يسلط الضوء على تراجع نفوذ إدارة بايدن على نتانياهو، حتى مع تزايد الضغوط داخل الحكومة الأميركية لكبح جماح إسرائيل.
تقول الصحيفة كذلك إن المسؤولين الأميركيين بدأوا يستكشفون في الأسابيع الأخيرة طرقا مختلفة لممارسة الضغط على نتانياهو، لكن بايدن لم يُظهر أي استعداد بعد لاستخدام أحد أقوى أدواته المتمثلة بمبيعات السلاح لإسرائيل.
ويلفت مسؤولون أميركيون إلى أن بايدن رفض أي حديث عن إبطاء مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وبدلا من ذلك اعتمد إلى حد كبير على نفوذه الرئاسي للتعبير عن السخط.
ووفقا للصحيفة فقد شهدت مكالمة هاتفية جرت بين بايدن ونتانياهو يوم الأحد الماضي توترا على خلفية الأحداث في رفح وحث خلالها بايدن نتانياهو على مواصلة المفاوضات من أجل التوصل لصفقة لإطلاق سراح الرهائن.
تنقل الصحيفة عن الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط للأبحاث براين كاتوليس القول إن "الرسائل العامة لإدارة بايدن حتى الآن ليس لها تأثير يذكر في الضغط على نتانياهو من أجل تطوير استراتيجية بشأن مستقبل غزة أو تبني هدف إدارة بايدن المتمثل في تحقيق التقدم في المحادثات الرامية لإقامة دولة فلسطينية".
ويضيف كاتوليس أن "الفجوة بين إدارة بايدن وحكومة نتانياهو اتسعت بشأن مجموعة من القضايا الرئيسية في الأسابيع الأخيرة مع استمرار الحرب بين حماس وإسرائيل".
ووفقا للصحيفة فقد تصاعدت التوترات بين بايدن ونتانياهو منذ عد أشهر، لكنها وصلت لنقطة الغليان في ديسمبر الماضي وفقا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
وجاء ذلك بعدما أنهى بايدن بشكل مفاجئ مكالمة هاتفية مع نتانياهو شهدت توترا كبيرا على خلفية أعداد الضحايا في صفوف المدنيين في غزة ورؤية واشنطن بأن على إسرائيل أن تتحول لمرحلة جديدة في الحرب وضرورة التركيز على شن عمليات عسكرية محددة.
بحسب المسؤولين فقد بدى بايدن غاضبا جدا في المكالمة التي جرت في 28 ديسمبر، لدرجة أنه اقترب من رفع صوته لدرجة الصراخ قبل أن يقول إن المحادثة انتهت وأغلق الخط بوجه نتانياهو.
وكان بايدن قال، الاثنين، إن الولايات المتحدة تسعى إلى هدنة في القتال بين إسرائيل وحركة حماس في غزة لمدة ستة أسابيع كنقطة انطلاق نحو وقف أطول لإطلاق النار.
وأدلى بايدن بتصريحاته تلك خلال اجتماع مع العاهل الأردني الملك عبد الله في البيت الأبيض تناول قائمة من التحديات الصعبة، مثل الاجتياح البري الإسرائيلي الوشيك في جنوب غزة وخطر حدوث كارثة إنسانية للمدنيين الفلسطينيين هناك.
وقال بايدن، الذي أبدى سخطا متزايدا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لعدم استجابته لنصحه، إن الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها في المنطقة على التوصل لاتفاق على هدنة تسمح بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ويأتي الاجتماع في وقت يطالب فيه بايدن إسرائيل صراحة وبشكل متزايد بعدم شن هجوم بري على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة دون وجود خطة لحماية المدنيين الفلسطينيين الذي يحتشدون هناك.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة إدارة بایدن
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: “إسرائيل” معزولة مرة أخرى بسبب ابتعاد شركات الطيران وارتفاع تكاليف السفر الجوي
يمانيون/ متابعات
نشرت صحيفة “ذا تايمز أوف إسرائيل” تقريرًا مطولًا حذّرت فيه “من عزلة جوية متفاقمة تواجهها إسرائيل، عقب تمديد شركات الطيران الأجنبية تعليق رحلاتها الجوية إلى مطار بن غوريون، على خلفية الهجوم الصاروخي اليمني الأخير الذي أصاب محيط المطار في 4 مايو الجاري”.
وبحسب الصحيفة، فإن هذا التطور أثار “موجة قلق واسعة في قطاع الطيران والسياحة داخل إسرائيل، وسط تحذيرات من أن كثيرًا من شركات الطيران قد لا تعود إلى الأجواء الإسرائيلية قريبًا، بل وقد تنسحب بشكل دائم في حال استمر الوضع الأمني المتأزم”.
ونقلت الصحيفة عن خبراء في القانون الجوي تأكيدهم أن “شركات الطيران الأجنبية، وخاصة الأوروبية والأمريكية، لا ترى أن البيئة الجوية الإسرائيلية آمنة بما يكفي لتسيير رحلاتها”.
واعتبرت المحامية “شيرلي كازير”، المتخصصة في شؤون الطيران وتمثل أكثر من 20 شركة طيران في الكيان الاسرائيلي، أن “الحادثة الأخيرة كانت بمثابة جرس إنذار حاد”، مشيرة إلى أن الصاروخ الذي سقط قرب المدرج الرئيسي للمطار كان بإمكانه أن يصيب طائرة أو محطة ركاب، وهو ما كان سيشكّل كارثة “.
وبحسب الصحيفة “لم تقتصر التحذيرات على سلامة الطيران فقط، بل شملت أيضًا ارتفاع تكاليف التأمين والتعويض، وهي عوامل قالت الصحيفة إنها تُثقل كاهل الشركات الأجنبية وتدفعها لتجميد خدماتها إلى أجل غير مسمى”.
وأكد المحامي “إيال دورون”، من شركة S. Horowitz، أن شركات الطيران التي تخسر رحلاتها تُضطر لدفع تعويضات ضخمة، مما يهدد جدوى العودة للسوق الإسرائيلية”.
ووفقًا للتقرير، فإن شركات الطيران الكبرى مثل “لوفتهانزا”، و”دلتا”، و”بريتيش إيروايز”، و”يونايتد”، بالإضافة إلى شركات منخفضة التكلفة مثل “ويز إير” و”ريان إير”، قد حددت تواريخ متفاوتة لاستئناف الرحلات، تمتد من منتصف مايو إلى منتصف يونيو، بينما أعلنت شركات أخرى توقفًا مفتوح الأجل مثل “فيرجن أتلانتيك”.
ورأت الصحيفة أن “الرد الحكومي لم يكن كافيًا حتى الآن لإقناع تلك الشركات بالعودة، رغم سعي وزارة النقل وسلطات الطيران المدني إلى إجراء تعديلات قانونية تُقلص من حجم التعويضات المفروضة على الشركات في حالة الإلغاء القسري”. وتناول التقرير مقترح تعديل “قانون خدمات الطيران لعام 2012، بحيث يمنح الحكومة الاسرائيلية صلاحية تعليق بعض الحقوق المالية للمسافرين مؤقتًا خلال فترات الحرب أو الطوارئ”.
ومن أبرز ما أشار إليه التقرير أن “إسرائيل لم تعد فقط تواجه تهديدًا عسكريًا من الحوثيين، بل أصبحت تخوض معركة من نوع آخر على جبهة النقل الجوي والاقتصاد والسياحة. فمع تراجع عدد الرحلات، تتصاعد أسعار التذاكر بشكل حاد، وهو ما يُشكل عبئًا جديدًا على المسافرين ويهدد بعزل إسرائيل عن العالم خلال موسم الصيف، الذي يُعد الأكثر ازدحامًا سنويًا”.
وفي الوقت الذي تواصل فيه شركات الطيران الخليجية مثل طيران الإمارات والاتحاد وفلاي دبي تشغيل رحلاتها إلى إسرائيل، فإن معظم شركات الطيران الأجنبية الكبرى غادرت الساحة، وهو ما قد يعيد إسرائيل إلى “مربع العزلة الجوية” الذي عاشته عقب هجمات 7 أكتوبر.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتحذير من أن “استمرار الوضع دون إصلاح جذري وتطمينات قوية، قد يدفع عددًا متزايدًا من شركات الطيران إلى تحويل وجهاتها إلى مدن مثل لارنكا أو أثينا، وتفضيل المسارات الآمنة على المخاطرة بدخول أجواء متوترة ومجال جوي مفتوح على احتمالات أمنية غير متوقعة”.