وفاة نافالني .. بوتين خارج المنافسة لكنه لا يريد ترك أي شيء للصدفة
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بات "خارج المنافسة" بعد وفاة المعارضة البارز، أليكسي نافالني، وبعد التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة الأوكرانية.
وأثارت وفاة نافالني موجة تنديد في الدول الغربية التي حملت روسيا المسؤولية، فيما لزم الكرملين الصمت حيال هذا الحدث.
ورغم القمع الصارم والتحذيرات، شارك مئات الروس في تجمعات صغيرة في عدة مدن تكريما لنافالني، أشد معارضي الكرملين والذي أعلنت وفاته عن 47 عاما في معتقل في منطقة القطب الشمالي الروسية.
وأوقفت السلطات الروسية أكثر من 400 شخص، الجمعة والسبت، خلال تجمعات جرت في 36 مدينة، ولاسيما سانت بطرسبرغ وموسكو، بحسب منظمة "أو في دي إنفو" غير الحكومية لحقوق الإنسان.
وجاء في تحليل لصحيفة واشنطن بوست أنه "عندما أعلنت السلطات وفاة نافالني، أقوى المعارضين السياسيين لبوتين، بدا أن الرئيس الروسي يفيض بالبهجة. وفي كلمة أمام مجموعة من العمال والطلاب في مصنع للآلات في مدينة تشيليابينسك الصناعية الروسية، الجمعة، لم يشر بوتين المبتسم إلى وفاة نافالني، لكنه أعلن أنه راض عن التقدم التكنولوجي في البلاد" وقال "إلى الأمام! إلى حدود جديدة!"
وتقول واشنطن بوست إنه "مع وفاة نافالني والصعوبات التي تواجهها أوكرانيا في ساحات المعارك، يبدو أن الكثير يسير في صالح بوتين قبل شهر من الانتخابات الرئاسية التي من المؤكد أنه سيفوز بها.
وقال أندريه كولسنيكوف، وهو باحث كبير في مركز كارنيغي إن بوتين الآن "خارج أي منافسة".
ولا تزيل وفاة نافالني شوكة سياسية كبرى فحسب، وإن كانت بعيدة، فهي أيضا بمثابة تحذير لمعارضي بوتين المحتملين.
وفي الصيف الماضي، كان الإسقاط السريع والواضح للطائرة التي كانت تقل يفغيني بريغوجين، قائد "فاغنر" الذي قاد تمردا ضد القيادة العسكرية الروسية، بمثابة إشارة مخيفة إلى أي معارض لمسار الكرملين الحالي.
وهذا الشهر، سارعت سلطات الانتخابات الروسية إلى منع المرشح الليبرالي المناهض للحرب، بوريس ناديجدين، من المشاركة في الاقتراع الرئاسي، بدعوى وجود مخالفات في التوقيعات المطلوبة للترشح.
ولم يكن أمام ناديجدين أي فرصة للفوز، ولكن الكرملين لن يتسامح حتى مع أدنى إظهار للمعارضة.
وقال كولسنيكوف: "يظل بوتين الآن وحيدا. إنه الملك الوحيد. ولا يمكن لأحد أن يمنعه من الانتصار".
ولكن البعض يحذر من أن بوتين يواجه تحديات، وأشاروا إلى مكانة نافالني بين بعض أعضاء النخبة الروسية، كما ان بوتين يواجه خطر قيام الغرب بالتعامل بشكل أكثر صرامة مع نظامه وربما حتى زيادة مساعداته لأوكرانيا.
وتجهت السفيرة الأميركية في روسيا، لين تريسي، الأحد، إلى مزار أقيم للمعارض الروسي في موسكو بعدما قمعت السلطات بشدة أي تجمع من هذا النوع منذ إعلان وفاة المعارض الأكبر للكرملين في سجنه الجمعة.
وكتبت السفارة في حسابها على تلغرام: "اليوم عند نصب سولوفيتسكي، نبكي وفاة أليكسي نافالني وضحايا آخرين للقمع السياسي في روسيا".
وقالت تاتيانا ستانوفايا، مؤسسة شركة "آر- بوليتيك"، وهي شركة استشارات سياسية روسية مقرها فرنسا، إن بوتين سيواصل قمع فلول المعارضة الروسية، بدافع من المخاوف من أن الغرب قد يستغل وفاة المعارض البارز.
وأضافت: "في نظر بوتين، يظل خطر التدخل الغربي خطيرا للغاية".
لكن بالنسبة للمعارضة الروسية المحاصرة، لم يتبق لبوتين الكثير ليفعله لشل حركتها بالكامل، ففي يناير، دعا نافالني إلى احتجاج على مستوى البلاد في يوم الانتخابات الرئاسية، وإلى تجمع الناخبين في صناديق الاقتراع عند الظهر كدليل على المعارضة ضد بوتين، لكن محللين وسياسيين معارضين قالوا إنه ليس من الواضح عدد الأشخاص الذين استجابوا للدعوة نظرا للمخاوف بشأن تكتيكات بوتين القمعية المتزايدة.
ومع ذلك، قالوا إن وفاة نافالني قد تكون علامة على أن الكرملين لا يريد ترك أي شيء للصدفة. و
أضاف كولسنيكوف أن السلطات في موسكو "حساسة للغاية الآن تجاه أي تفاصيل".
وخرج الآلاف إلى شوارع موسكو احتجاجا على اعتقال نافالني عند عودته إلى روسيا في يناير 2021 في مشاهد شبهها بعض المراقبين باحتجاجات أغسطس 2020 في مينسك والتي هددت بالإطاحة بالرئيس البيلاروسي.
لكن جينادي جودكوف، وهو سياسي معارض روسي كبير يعيش الآن في المنفى في باريس، قال إن المتظاهرين في موسكو اليوم سيواجهون "حشدا هائلا من المسلحين".
وقال جودكوف: "لا يمكن للاحتجاجات في الشوارع أن تنجح إلا إذا خرج الملايين... ولكن لأن الناس غير منظمين وليس لديهم أي موارد أو صحف أو قادة سياسيين أو أحزاب أو نقابات، فلا يوجد شيء".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وفاة نافالنی
إقرأ أيضاً:
الكرملين: لقاء بوتين وزيلينسكي ممكن بعـد التوصل لاتفاقات
موسكو، كييف (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلةأعلن الكرملين، أمس، أن اللقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، «مكن شرط أن تسبقه اتفاقات تبرم بين موسكو وكييف.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن اللقاء بين الرئيسين ممكن، لكن فقط بعد التوصل إلى اتفاقات، مشيراً إلى تبادل شروط كل طرف للتوصل إلى هدنة.
من جانبه، أكد فلاديمير ميدينسكي، كبير المفاوضين الروس، أن موسكو أخذت علماً بطلب كييف عقد قمة بين الرئيسين.
كما جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية حول المحادثة الهاتفية التي أجراها الوزير سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي، ماركو روبيو، بشأن مفاوضات إسطنبول، أن لافروف أشار إلى الدور الإيجابي للولايات المتحدة في مساعدة كييف على القبول أخيراً باقتراح الرئيس بوتين استئناف محادثات إسطنبول، وأنّ موسكو مستعدّة لمواصلة العمل مع واشنطن بهذا الشأن.
وكانت إسطنبول استضافت، أمس الأول، لقاءً جمع الجانبين في أول مباحثات مباشرة بينهما منذ 2022.
ورغم أن المباحثات التي استمرت أقل من ساعتين، لم تسفر عن هدنة، فإن الطرفين اتفقا خلالها على تبادل الأسرى وناقشا إمكانية عقد اجتماع بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي.
وأكد الكرملين، أمس، أن مواصلة المباحثات مع كييف ممكنة فقط بعد تبادل الأسرى الذي اتفق عليه الطرفان في إسطنبول.
وشدد بيسكوف على أولوية تطبيق ما اتفق عليه الوفدان، قائلاً: إن «الأمر يتعلق أولاً بتبادل ألف أسير» من الجانبين.
وكان الوفد الأوكراني، خلال محادثات إسطنبول، قد طلب بشكل أساسي من الروس وقف إطلاق نار غير مشروط وعقد لقاء بين زعيمي البلدين، لكن لم يتم الاتفاق سوى على تبادل ألف أسير من كل جانب.
وأعرب رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، أمس، عن أمله في أن يتم هذا التبادل الأسبوع المقبل. وأظهر اجتماع إسطنبول التباين التام بين مواقف موسكو وكييف، حيث يتمسك الكرملين بتخلي أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وبتنازلها عن 4 مناطق تسيطر عليها روسيا جزئياً، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وبإيقاف شحنات الأسلحة الغربية إلى كييف.
وبينما ترفض كييف هذه المطالب، فهي من جانبها تطالب بانسحاب الجيش الروسي الذي يسيطر على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية.
ورفضت موسكو، طوال الأسابيع الأخيرة، العرض الأوكراني بإعلان هدنة مدتها شهر، رغم الضغوط التي مارسها الأوروبيون والولايات المتحدة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أوكراني مطلع على محادثات إسطنبول قولَه: إن المفاوضين الروس طالبوا أوكرانيا بسحب قواتها من جميع المناطق الأوكرانية التي تطالب موسكو بالسيادة عليها قبل أي موافقة على وقف إطلاق النار.
وعلى الأرض، أعلنت كييف أن الجيش الروسي يواصل قصف بلدات وقرى في أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 9 أشخاص في شمال شرق البلاد.
وقال الرئيس زيلينسكي: إن طائرة روسية مسيرة قتلت 9 ركاب في حافلة بمنطقة سومي شمال شرق البلاد.
وطالب بالضغط على روسيا لوقف «عمليات القتل»، لكن موسكو التي نفت استهداف المدنيين، أعلنت أنها ضربت هدفاً عسكرياً في سومي، وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن القوات الروسية سيطرت على بلدة أخرى في شرق أوكرانيا.