أخبارنا المغربية ــــ ياسين أوشن

أجرى فريق من خبراء صندوق النقد الدولي، بقيادة روبرتو كارداريللي، مناقشات مع السلطات المغربية بمدينة الرباط، في إطار مشاورات المادة الرابعة لعام 2024، خلال الفترة من 31 يناير إلى 13 فبراير الجاري.

وتمخض عن الاجتماع بيان جاء فيه أن "النمو الاقتصادي في عام 2023 تحسّن بفضل تعافي الطلب المحلي وقوة الصادرات"، مضيفا أنه "من المتوقع أن يرتفع بالتدريج حتى يبلغ حوالي 3,5% على المدى المتوسط، مدفوعا بقوة الاستثمارات".

 

ومن المتوقع، وفق البيان نفسه، اطلع موقع "أخبارنا" على مضامينه، أن "تؤدي زيادة الطلب المحلي إلى اتساع عجز الحساب الجاري بالتدريج، حتى يصل إلى 3% من إجمالي الناتج المحلي، بينما يُتوقع استمرار تراجع التضخم ببطء في ظل انحسار الضغوط على أسعار السلع الأولية والأغذية".

المصدر عينه أوضح أن "موقف السياسة النقدية الحالي يتسم بكونه ملائما في ضوء هبوط التضخم، في حين أن التغيرات المستقبلية في موقف السياسة النقدية ينبغي أن تظل معتمدة على البيانات. ومع استمرار تراجع التضخم، ينبغي أن يستأنف بنك المغرب عمليته التي تهدف إلى التحول إلى إطار لاستهداف التضخم".

وزاد: "يرحب خبراء الصندوق بالتزام السلطات بضبط أوضاع المالية العامة على المدى المتوسط. ويُبَشِّرُ تعميم الحماية الاجتماعية في ظل تطبيق "السجل الاجتماعي الموحد"، بتوجيه الدعم الاجتماعي على نحو أفضل إلى مستحقيه".

"ومن المتوقع، كذلك، أن يسهم إصلاح الضريبة على القيمة المُضافة في تحسين حيادية النظام الضريبي وتحفيز العمل في القطاع الرسمي، وتوسيع القاعدة الضريبية"، يقول البيان قبل أن يردف: "يبدو التخفيض التدريجي لعجز المالية العامة على مدار الثلاث سنوات القادمة ملائما. فالمجال متاح لضمان وتيرة الضبط المالي على المدى المتوسط، مع إمكانية تعجيلها".

كما لفت البيان إلى أنه "سوف يقتضي ذلك استكمال عملية إصلاح الضريبة على القيمة المُضافة، وتحسين الإدارة الضريبية، وترشيد التحويلات إلى المؤسسات العامة، والتوسع في استخدام "السجل الاجتماعي الموحد" ليشمل كل البرامج الاجتماعية".

"إن التوقعات بزيادة مشاركة القطاع الخاص في خطط السلطات للاستثمار في البنية التحتية (ولا سيما في قطاعي الماء والطاقة)؛ تدعو إلى تقييم انعكاسات برامج الشراكة المستقبلية بين القطاعين العام والخاص على الميزانية، وإلى مراقبتها وتبليغ بياناتها"، وفق بيان صندوق النقد الدولي.

وكشف المصدر المذكور أن "مواصلة عمليات تحسين إطار المالية العامة تشمل إضافة مزيد من المعلومات عن الإيرادات التي يُتوقع توليدها، من خلال تعبئة الأصول الحكومية العينية وقياس حجم تأثير كل إجراءات السياسات الجديدة على عجز المالية العامة على مدار الثلاث سنوات القادمة".

هذا وأضاف: "يتعين التعجيل بالإصلاحات الهيكلية من أجل توفير مزيد من فرص العمل وجعل النمو أكثر شمولا للجميع. أما إصلاح المؤسسات العامة وبدء تشغيل صندوق محمد السادس للاستثمار وميثاق الاستثمار الجديد، فمن المتوقع أن تسهم كلها في تحفيز الاستثمارات الخاصة، فضلا على بذل مزيد من الجهود لتعزيز مكافحة الفساد ومعالجة الممارسات غير التنافسية". 

البيان تابع: "يمكن المساعدة على توفير مزيد من فرص العمل على المدى القصير، من خلال إصلاح نظام التعويض عن فقدان الشغل، وتحسين سياسات سوق العمل النشطة. ويتعين بذل مزيد من الجهود لتحسين مشاركة المرأة في سوق العمل، والتي تصل الآن إلى أدنى مستوياتها التاريخية".

وتبشر الإصلاحات الطموحة لقطاع الرعاية الصحية ونظام التعليم، حسب البيان، "بتحسين إمكانات الحصول على هذه الخدمات ورفع مستوى جودتها وتعزيز عملية تراكم رأس المال على المدى الطويل. ومن شأن التقدم الذي تحقق مؤخرا والتقدم المزمع نحو تحرير قطاع الكهرباء أن يشجع على التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة".

"تمثل خطة السلطات للبنية التحتية عنصرا جوهريا في الحد من مشكلة شُح الماء، فضلا على إعادة تشكيل تعريفات الماء، وبذل مزيد من الجهود لتحسين الكفاءة في استخدام الموارد المائية"، وفق البيان.

هذا وخلص بيان صندوق النقد الدولي إلى أن "فريق خبراء الصندوق عقد مناقشات مع مسؤولين كبار في الحكومة المغربية، وبنك المغرب، وممثلين من القطاعين العام والخاص. ويود فريق الصندوق توجيه الشكر إلى السلطات المغربية والأطراف الأخرى المعنية على ما أبدته من كرم الضيافة وعلى المناقشات الصريحة والمثمرة".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: المالیة العامة صندوق النقد من المتوقع على المدى مزید من

إقرأ أيضاً:

الاجتماع الأول للجنة المصرية الكورية يبحث تحديات الاستثمار وتعزيز التعاون الاقتصادي

عقدت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة أول اجتماع للجنة المصرية الكورية لتنمية الأعمال والاستثمار، وذلك بمشاركة كل من حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، و هيوندو يي، الملحق التجاري بسفارة كوريا الجنوبية بالقاهرة، وبحضور ممثلي عدد من الجهات الحكومية المصرية، وممثلين عن كبري الشركات الكورية العاملة في مصر.

وجاء انعقاد هذا الاجتماع في إطار حرص الدولة المصرية ممثلا في وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية،والجهة التنفيذية المعنية بشؤون الاستثمار ممثَّلة في الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، على دعم الشراكة الاقتصادية مع كوريا الجنوبية، وتذليل أي عقبات قد تواجه الاستثمارات الكورية في مصر، من خلال تعزيز الحوار المباشر بين الجهات الحكومية ومجتمع الأعمال الكوري بما يسهم في خلق بيئة استثمارية أكثر جاذبية واستقرارًا.

أكد حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أن التعاون مع الجانب الكوري يمثل ركيزة أساسية في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، موضحاً أن الهيئة تعمل على تنفيذ حزمة شاملة من الإصلاحات لتبسيط الإجراءات وتسريع التراخيص وتطوير الخدمات المقدمة للمستثمرين، وذلك من خلال مشروع رقمنة خدمات الاستثمار، حيث تعمل الهيئة حالياً على الانتهاء من تطوير منصة إلكترونية موحدة تقدم جميع الخدمات للمستثمرين من خلال إتاحة التراخيص والموافقات ومتابعة الطلبات إلكترونياً، تضمن الشفافية والسرعة وتقليل التدخل البشري في الإجراءات ومن المقرر أن يتم البدء في اعادة هندسة الإجراءات بالتعاون مع تحالف مصري دولي في يناير 2026، بالاضافة الي منح الرخصة الذهبية وتحسين منظومة التخليص الجمركي، بما يعزز كفاءة بيئة الأعمال ويدعم جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وفي مقدمتها الاستثمارات الكورية.

اكد  حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، على اهمية المتابعة المباشرة مع الجهات الحكومية المعنية لكافة التحديات التي تواجه الشركات الكورية العاملة في مصر، مشيراً إلى أن الهيئة تعمل على رصد هذه المعوقات بشكل دقيق ووضع خطة تنفيذية واضحة لمعالجتها بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية. وشدد رئيس الهيئة على أن حل هذه التحديات يأتي على رأس أولويات العمل خلال الفترة المقبلة، مع الالتزام بمتابعة التنفيذ خطوة بخطوة لضمان توفير بيئة استثمارية أكثر سهولة وكفاءة تدعم توسّع الشركات الكورية واستدامة استثماراتها في السوق المصري.

اكد  هيوندو يي، الملحق التجاري بسفارة كوريا الجنوبية بالقاهرة، أن تنظيم هذا الاجتماع يعكس الاهتمام المتبادل بتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، مشيراً إلى تقديره العميق لجهود الجانب المصري، وأوضح أن العديد من الشركات الكورية تعمل بنجاح في مصر في مختلف القطاعات، مؤكداً أهمية الوقوف على التحديات التي تواجه المستثمرين والعمل المشترك على تهيئة بيئة أكثر دعماً للنمو والتوسع، بما يعزز التعاون الاقتصادي بين مصر وكوريا الجنوبية ويدفع نحو شراكة أكثر قوة وفاعلية.


وقدّم قطاع متابعة المستثمرين بالهيئة العامة للاستثمار عرضًا استعرض خلاله أهم ما تحقق في مجال الرعاية اللاحقة للمستثمرين، والإجراءات التنفيذية التي اتُخذت خلال الفترة الماضية لتحسين مناخ الأعمال وتبسيط الإجراءات، بما يعكس التزام الدولة بدعم الشركات القائمة وتسهيل توسعاتها.

تضمن الاجتماع حوارًا مفتوحًا مع ممثلي الشركات الكورية العاملة في مصر، بقيادة مكتب تنمية التجارة والاستثمار الكوري "كوترا"، حيث استعرضت الشركات أبرز التحديات التي تواجهها في السوق المصرية. وقد تولت الجهات المصرية المعنية وعلى رأسها الهيئة العامة للاستثمار والبنك المركزي ومصلحتا الجمارك والضرائب الرد على تلك التحديات وشرح الآليات المتاحة لمعالجتها، تأكيدًا لنهج الدولة في الاستماع الفعّال لمشكلات المستثمرين والعمل على حلها بشكل سريع ومنهجي.

وفي ختام الاجتماع، أعرب الجانبان عن تطلعهما لاستمرار العمل المشترك والتنسيق الدوري بين الجانبين، مؤكدين أن هذا الحوار البنّاء يمثل خطوة مهمة نحو دعم مجتمع الأعمال وتيسير تدفق الاستثمارات الكورية في مصر، بما يخدم المصالح الاقتصادية للبلدين.

شهد الاجتماع مشاركة واسعة من ممثلي عدد من كبرى الشركات الكورية العاملة في مختلف القطاعات الحيوية، حيث تضمنت قائمة المشاركين شركات متخصصة في الإلكترونيات والصناعات الكهربائية، وصناعة أجهزة التلفزيون والهواتف المحمولة، وصناعة شفرات الحلاقة، والمواد الكيميائية والصلب، والخدمات اللوجستية، وصناعة الملابس الجاهزة، وتصنيع كابلات الطاقة والاتصالات، وإنتاج مواد التعبئة والتغليف. كما شاركت شركات تعمل في الطاقة النووية، وتطوير الموارد الطبيعية، والتجارة الدولية، وتصميم وتصنيع معدات السكك الحديدية، مما يعكس تنوعاً كبيراً في القطاعات الكورية المهتمة بتعزيز التعاون الاستثماري مع مصر.

مقالات مشابهة

  • زيارة بعثة صندوق النقد الدولي لمصر خلال أيام
  • الاجتماع الأول للجنة المصرية الكورية يبحث تحديات الاستثمار وتعزيز التعاون الاقتصادي
  • صندوق النقد الدولي يحدد موعد انتهاء المراجعة الأخيرة لبرنامج الأردن الاقتصادي
  • سجن متهم بـ«الاتجار بالمخدرات» في طرابلس
  • صندوق النقد الدولي يبدي مخاوف بشأن احتياجات السيولة فى السنغال
  • برلمانية: النمو الاقتصادي يعكس نجاح السياسات الحكومية ويُعزّز ثقة المستثمرين
  • ترقب زيارة بعثة صندوق النقد الدولي مصر لإجراء المراجعة الخامسة والسادسة
  • ارتفاع النمو الاقتصادي في الهند بنسبة 8.2 % في الربع الثالث للعام 2025
  • لماذا تتصادم السنغال مع صندوق النقد الدولي؟
  • مصر تسجل ارتفاعًا قياسيًا في معدل النمو الاقتصادي بالربع الأول من 2025/2026