خلال قمة الويب.. قطر تستثمر مليار دولار لدعم رواد الأعمال والمشاريع الناشئة بالمنطقة
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
الدوحة ـ ركزت "قمة الويب 2024" في جلستها الافتتاحية على ضرورة إطلاق العنان أمام المبتكرين ورواد الأعمال لتعزيز استخدام التكنولوجيا بوصفها أداة تساعد الناس على عيش حياتهم بشكل أفضل.
وفي سبيل تحقيق ذلك، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني عن استثمار بقيمة مليار دولار لدعم رواد الأعمال والمشاريع الناشئة في قطر والمنطقة.
جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات القمة التي تستضيفها دولة قطر لمدة 4 أيام لأول مرة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بمشاركة نخبة من أبرز الشخصيات والمبتكرين والمبدعين والمسؤولين من أنحاء العالم، من بينهم ممثلون عن شركات أمازون وميتا وغوغل وشل وهواوي وسناب وتيك توك وويب.
وسلطت القمة، التي شهدت حضورا جماهيريا كبيرا، الضوء على مستقبل الذكاء الاصطناعي، وأكدت على أهمية مواصلة الاستثمار في هذا المجال وتعزيز التعاون الدولي لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما تم استعراض التحديات والفرص التي يواجهها مجال الذكاء الاصطناعي، وتم تبادل الأفكار والمعرفة حول كيفية استخدام التكنولوجيا لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق التقدم في مختلف المجالات مثل الطب والتعليم والصناعة والزراعة وغيرها.
أسعدني ما رأيت في قمة الويب قطر 2024 من مشاركة لكبرى المؤسسات التكنولوجية وما تطرحه من حلول رقمية مبتكرة، وآمل أن تحقق استضافة القمة بنسختها الإقليمية منصة للحكومات والقطاع الخاص لمواكبة التطور المتسارع لقطاع التكنولوجيا في العالم. pic.twitter.com/5hs1YsDXb7
— تميم بن حمد (@TamimBinHamad) February 26, 2024
حقبة جديدةوفي كلمته أمام القمة، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن قمة الويب 2024 تأتي للتأكيد على مكانة قطر بوصفها واجهة واعدة للتكنولوجيا والاستثمار، موضحا أن استضافة الدوحة لهذه القمة تأتي تماشيا مع إستراتيجية قطر الوطنية 2030 للارتقاء بمنظومة الأعمال التكنولوجية في الدولة.
واعتبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن "قمة الويب" بمثابة المكان الذي يولد فيه المستقبل، إذ إنها المرة الأولى التي تأتي هذه الفعالية إلى منطقة الشرق الأوسط ويشارك فيها كل المؤثرين والخبراء الذين يعتبرون قطر بيتا لهم.
وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني أننا نقف على عتبة حقبة جديدة ليس على صعيد التقدم التكنولوجي، بل أيضا على صعيد الإنجازات البشرية.
وأضاف أنه حتى فترة وجيزة كان التقدم التكنولوجي يتم في جزر منعزلة، مشيرا إلى أهمية رحلتنا وفهمنا للقوة التحويلية التي يوفرها هذا التقدم، وأن التكنولوجيا الرقمية وللمرة الأولى تسعى إلى تحقيق نتائج ومخرجات بشرية كان يصعب تخيلها في السابق.
وأوضح أنه من خلال الذكاء الاصطناعي وتقنيات متنوعة يمكننا بناء نظام بيئي جديد يعمل بشكل تبادلي، مما يسهم في الابتكار والاختراع في مختلف المجالات التكنولوجية مثل إنترنت الأشياء وغيرها، مؤكدا أن هذا التحول من شأنه إزالة العوائق التي تمنع المشاركة الشاملة للجميع.
وشدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري على أنه بفضل التجارة والتكنولوجيا ووسائل الاتصال أصبح العالم أكثر اتصالا، وأصبح من السهل على الجميع المشاركة في هذه الاكتشافات والاختراعات، سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات دولية كبرى.
وتابع أنه يجب أن يكون هدفنا المشترك هو تمكين التقدم التكنولوجي خاصة بالنسبة للدول النامية، وأن يكون هذا التقدم شاملا وغير مقتصر على الأفراد المحظوظين، ويجب أن يكون متدفقا حرا من وإلى الجميع.
نستضيفُ اليوم قمة الويب قطر 2024 لأول مرة في الشرق الأوسط، والتي تأتي تماشيًا مع استراتيجية قطر الوطنية للارتقاء بمنظومة الأعمال التكنولوجية في الدولة. ويأتي ذلك تأكيدًا على مكانة الدولة التي اكتسبتها كوجهةٍ واعدة لقطاع التكنولوجيا والاستثمار على مستوى المنطقة. pic.twitter.com/pdoihz0hXq
— محمد بن عبدالرحمن (@MBA_AlThani_) February 26, 2024
المسؤولية الأخلاقيةكما شدد على أنه إلى جانب التقدم التكنولوجي والمسؤولية التكنولوجية، فإن المسؤولية الأخلاقية هي على رأس أولوياتنا ويجب أن نضمن أن هذا التقدم التكنولوجي يخدم الخير ويوفر الخير للجميع، فالاختراع في حد ذاته ليس غاية بل هو وسيلة نحو تحقيق غاية أسمى، وعليه فإن كل هذه السبل يجب أن تتم بطريقة مسؤولة.
وتحدثت في الجلسة الافتتاحية للقمة الرئيس التنفيذي لقمة الويب كاثرين ماهر، التي أعربت عن سعادتها بانعقاد أول قمة للويب بمنطقة الشرق الأوسط.
وأضافت كاثرين أنه على مدى السنوات القليلة الماضية بدأنا نلاحظ المزيد من الطاقة من المنطقة، وحضورا متزايدا من الشرق الأوسط في فعالياتنا، داعية إلى إطلاق العنان أمام المبتكرين ورواد الأعمال لتقديم حلول جديدة ومبتكرة للتحديات التي تواجه العالم، مستفيدين من التطورات التكنولوجية المتسارعة.
وأكدت على أهمية قمة الويب 2024 في توفير منصة مثالية لتبادل الأفكار والخبرات بين رواد الأعمال والمستثمرين من جميع أنحاء العالم، مما سيسهم في تعزيز التعاون الدولي ودفع عجلة الابتكار في المنطقة.
بدوره استعرض المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "ريبليت" الأردني الأميركي أمجد مسعد مستقبل الذكاء الاصطناعي ودوره في خدمة البشر، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تقنية هائلة ستُغيّر مختلف جوانب حياتنا.
وأوضح مسعد أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحسين كفاءة العديد من القطاعات مثل الطب والتعليم والتصنيع والنقل، مما سيسهم في تحسين جودة الحياة للجميع.
كما أشار إلى أهمية التعاون الدولي لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُستخدم لخدمة البشرية وليس لإلحاق الضرر بها.
ودعا مسعد إلى إطلاق العنان أمام إمكانيات الذكاء الاصطناعي، مشددا على أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على جعل العالم مكانًا أفضل.
#فيديو_الشرق | إقبال كبير للمشاركة في #قمة_الويب_قطر 2024، التي تنطلق فعالياتها اليوم حتى 29 فبراير الجاري بحضور الآلاف من رواد الأعمال، والمستثمرين، وقادة وخبراء قطاع التكنولوجيا من أنحاء العالم. pic.twitter.com/SK5aYk7plh
— صحيفة الشرق – قطر (@alsharq_portal) February 26, 2024
التحديات والفرصوقد شهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة عدد من الخبراء ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم، حيث ناقشوا أهم التحديات والفرص التي تواجه العالم في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة.
كما تضمنت الجلسة الافتتاحية نقاشا مفتوحا بين عدد من الخبراء ورواد الأعمال حول مستقبل التكنولوجيا وأهمية التعاون الدولي لضمان استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول وأخلاقي، ودور رواد الأعمال في تعزيز الابتكار في المنطقة، إلى جانب التحديات التي تواجه العالم في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة.
وحظيت الجلسة الافتتاحية باهتمام كبير من قبل الحضور، حيث تم طرح العديد من الأسئلة والنقاشات حول أهم المواضيع التي تم التطرق إليها.
يذكر أن قمة الويب تأسست عام 2009 على يد كل من رجل الأعمال الأيرلندي بادي كوسغريف والبريطاني ديفيد كيلي، وعقدت القمة في دبلن بأيرلندا إلى غاية عام 2016، ثم انتقلت بعد ذلك إلى مدينة لشبونة في البرتغال بشكل دائم.
وتمثل قمة الويب حدثا عالميا سنويا يلتقي فيه المتخصصون في هذا المجال من كافة دول العالم، وتركز على قضايا التكنولوجيا والمساهمة في توفير الحلول الناجعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رئیس الوزراء وزیر الخارجیة القطری أن الذکاء الاصطناعی التقدم التکنولوجی الجلسة الافتتاحیة التعاون الدولی ورواد الأعمال أنحاء العالم الشرق الأوسط رواد الأعمال قمة الویب
إقرأ أيضاً:
عُمان تتقدم 5 مراتب في الذكاء الاصطناعي
"العُمانية- فانا": تعمل سلطنة عُمان على تنفيذ حزمة من البرامج التنفيذية باعتبارها جزءًا من برنامج الاقتصاد الرقمي، ويشكل الذكاء الاصطناعي أهمها لتعزيز تبنّيه في القطاعات الاقتصادية والتنموية بالإضافة إلى توطين تقنياته وحوكمة هذه التطبيقات برؤية محورها الإنسان.
وتقدمت سلطنة عُمان خلال عام 2024 بـ5 مراتب في مؤشر جاهزية الحكومة في الذكاء الاصطناعي لتأتي في المركز الـ45 عالميًّا من بين 193 دولة، وقد اعتمدت البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة الذي يركز على ثلاثة محاور رئيسة تتمثل في تعزيز وتبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية والتنموية، وتوطين تقنيات الذكاء الاصطناعي، وحوكمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة برؤية محورها الإنسان.
وحقق البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة العديد من الإنجازات التي أسهمت في تعزيز التحول الرقمي في سلطنة عُمان، من بينها تنفيذ مسابقة "هندسْها بالذكاء الاصطناعي" تم خلالها تطوير حلول وتطبيقات مبنية على الذكاء الاصطناعي التوليدي وتأهلت 8 تطبيقات باعتبارها مخرجات هذه المسابقة تم رفعها على مختلف الأسواق الإلكترونية.
ونفذت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات عددًا من التجارب لاختبار حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي في بيئات محدودة قبل التوسع في تطبيقها، لتقييم الأفكار ودعم الابتكار وتقليل المخاطر، أبرزها تجربة الإحصاء الزراعي بالذكاء الاصطناعي، وتجربة التخطيط الحضري الذكي، وتجربة نظام التعرف على الوجوه، ومراقبة جودة الهواء، وماسح الكميات الذكي، والمسح الجوي بالدرون، والمزارع السمكية الذكية وغيرها من التجارب.
من جانبها أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار برنامج البحوث الاستراتيجية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات (الذكاء الاصطناعي)، لدعم الأبحاث المرتبطة بالأولويات الوطنية، إذ تأهل مشروع بحثي بعنوان "تعظيم الفوائد وتقليل المخاطر المرتبطة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم"، والمقدم من الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا من بين 32 مقترحًا بحثيًّا، وحقق المشروع تقدمًا نوعيًّا شمل تطوير نماذج ذكية وتحليل بيانات تعليمية موسعة، ويستهدف وضع إطار وطني لتقييم أثر الذكاء الاصطناعي في التعليم بما يدعم التوجه الوطني نحو الابتكار والتحول الرقمي.
وتسعى سلطنة عُمان إلى تسريع دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الاقتصادية من خلال مبادرة "اقتصاديات الذكاء الاصطناعي"، لدعم التنويع الاقتصادي وبناء القدرات الوطنية وتحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040"، وتم اعتماد عدد من المشروعات الحكومية المبتكرة ضمن هذه المبادرة، أبرزها: المركز الوطني للصحة الافتراضية، وتحليل البيانات الجيولوجية، وبنك المعلومات البيئية، ومنصة عين الإعلامية، ولوحة بيانات الاستثمار، والبوابات الإلكترونية الذكية بظفار، والإدارة الذكية، وإدارة الحلقات التدريبية، وبرنامج دعم الشركات العُمانية الواعدة.
وقال الدكتور سالم بن حميد الشعيلي مدير دائرة مشاريع الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات إنه تم تخصيص ضمن مبادرة "اقتصاديات الذكاء الاصطناعي" نحو 10 ملايين ريال عُماني خلال عام 2023 وحوالي 15 مليون ريال عُماني في عام 2024، لتنفيذ عدة مشروعات مبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن سلطنة عُمان تسعى إلى أن تكون ضمن أفضل الدول في مؤشر جاهزية الحكومات في الذكاء الاصطناعي وزيادة عدد الشركات الناشئة المتخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ونمو حجم الاستثمارات في هذه التقنيات بنسبة 20 بالمائة سنويًّا، مشيرًا إلى أن حجم الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي بسلطنة عُمان خلال الفترة 2021 - 2024 وصل إلى 60 مليون ريال عُماني.
وحول مشروعات الذكاء الاصطناعي قيد التنفيذ، وضح أن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تنفذ حاليًّا مشروعًا وطنيًّا لتطوير نموذج لغوي عُماني "عُمان جي بي تي" لتعزيز كفاءة الجهات الحكومية من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومشروع مركز الذكاء الاصطناعي "استوديو عُمان" لسد الفجوة بين الشغوفين بالذكاء الاصطناعي والمبتكرين واحتياجات السوق والإسهام أيضًا في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان من خلال ابتكارات الذكاء الاصطناعي وتوطين التطبيقات المعززة عبر مختلف القطاعات الاقتصادية.
وبيّن مدير دائرة مشاريع الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أنه يتم حاليًّا إنشاء مركز الثورة الصناعية الرابعة في سلطنة عُمان لتوطين تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستفادة من الخبرات العالمية في تطوير ابتكارات ومشروعات تقنية متقدمة، ويعتبر هذا المركز السادس من نوعه في الشرق الأوسط والـ 22 عالميًّا، ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل في الربع الأول من عام 2025.