قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الغيبة والنميمة من الكبائر، التي نهى الله رسوله –صلى الله عليه وسلم- عنها، منوهًا بأنه لا يصح مجالسة من يرتكبون هذه الذنوب، حيث يحرم على الإنسان سماع المحرمات والنظر إلى المحرم.

عقوبة الغيبة في الإسلام

واستشهد «وسام»، عبر البث المباشر على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: «هل الجلوس مع أشخاص يتحدثون عن غيرهم يعد من الغيبة؟، مع العلم أني لا أشاركهم، وأنا مضطر للجلوس بصحبتهم؟» ، بما قال الله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ» الآية 12 من سورة الحجرات.

عقوبة الغيبة

وقال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الغيبة والنميمة كلاهما حرامُ شرعًا؛ وهي من كبائر الذنوب التي ابتلينا بها في عصرنا.

وأضاف « شلبي» في إجابته عن سؤال: « ما حكم الغيبة والنميمة والفرق بينهما؟»، عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء بموقع التواصل الاجتماعي « يوتيوب»، أن الغيبة والنميمة من الأمور التي يضيع بها الإنسان وقت دون أدني فائدة، وتحت مسمي "الفضفضة"، مبينًا أن هذا مما لا يرتضيه الشرع الحنيف.

واستشهد أمين الفتوى في إجابته عن السؤال، بقوله – تعالى-« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ »، ( سورة الحجرات: آية 12).

واستند أيضًا إلى قوله – عز وجل- : « وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ (13) »، ( سورة القلم).

واستدل في كلامه بحديث ثابت عن النبي ﷺ، أخرجه البخاري و مسلم في الصحيحين، قال: «مر النبي ﷺ على قبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول وفي لفظٍ: لا يستتر من البول فأخذ جريدة رطبة فشقها نصفين ثم غرز على كل قبرٍ واحدة وقال: لعله يخفف عنهما ما لم تيبسا.

واختتم بأن الغيبة والنميمة من الصفات الذميمة التي يعني منها المجتمع، والفرق بينهما: أن الغيبة هي ذكر الشخص في غيابه بما يكرهه، أما النميمة هي المشي بين الناس بما يضرهم ويوقع بينهم.

حكم الغيبة

قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، إن النميمة تختلف عن الغيبة، فتطلق على الإنسان الذي يسعى للوقيعة بين الناس ويفسد بينهم أمورهم فيأخذ الحديث من الأول إلى الثاني والعكس وحكمها أنها حرام شرعا.

وأضاف شلبي، في رده على سؤال "ما هو الفرق بين النميمة والغيبة؟ أن الغيبة فهي الحديث عن شخص غائب بكلام يحزنه ويسئ إليه ويعتبرونها من باب الفضفضة أو التسلية أو التقليل من شخص آخر، وهذه حرام.

وتابع: من يفعل النميمة أو الغيبة عليه أن يكثر من الإستغفار ويتوب ويرجع إلى الله ويعزم على عدم ارتكاب هذه الأمور المحرمة مرة أخرى.

الحرمان من استجابة الدعاء

وقال الدكتور محمد عبد السميع، مدير إدارة الفروع الفقهية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الغيبة والنميمة من الذنوب والمعاصي التي ينبغي للإنسان أن يتوب عنها، لأن فيها صعوبة في رد المظالم.

وأضاف « عبد السميع» في إجابته عن سؤال: « هل الغيبة والنميمة سبب لعدم قبول الدعاء؟» أنه إذا اعتراف الشخص لمن اغتابه بذنبه للتحلل منه؛ يكون سببًا للمشاحنة وليس الصلح، لافتًا: المخرج للمغتاب أو النمام أن يطلب المسامحة ممن ظلمه بشكل عام.

وتابع أمين الفتوى بدار الإفتاء: كأن يقول الشخص لمن أذنب في حقه: "سامحني إن قصرت أو أسئت إليك يومًا" ، مبينًا: «الغيبة والنميمة ليست سببًا لعدم قبول الدعاء؛ فلم يرد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما يفيد بمنع استجابة الله أو رفضه لدعائهما، طالما تابا عن هذا الذنب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الغيبة النميمة الكبائر الذنوب أمین الفتوى بدار الإفتاء الغیبة والنمیمة من

إقرأ أيضاً:

أمين الإفتاء يحذر: الحياة الزوجية ليست شهوة عابرة

قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن من أكثر الأخطاء الشائعة اليوم أن تُختَزل الحياة الزوجية في الإشباع الغريزي فقط، مؤكدًا أن "هذا الجانب جزء بسيط جدًا من العلاقة، وليس هو جوهر الزواج أو أساسه".

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء: "الحياة الزوجية لها أبعاد أعمق وأبقى، وعند مرض الزوج أو مرض الزوجة، أو مع التقدُّم في العمر، قد يتلاشى هذا الجانب الجسدي، ولكن ما يبقى هو الحب، والكلمة الطيبة، والابتسامة، والمودة، والدعم المعنوي".

أمين الإفتاء: العشرة الطيبة تُبقي على الزواج وتمنحه واستمراريته

وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن العشرة الطيبة والحوار الجميل، والوقوف بجانب الشريك في الشدائد، كل هذه المعاني هي التي تُبقي على الزواج وتمنحه قيمته واستمراريته، معلقًا "شوفت ناس كتير في سن كبير، يمكن راحت منهم لذة الجسد، لكن لسه مقبلين على بعض بحب وحنان، لأنهم فهموا الزواج صح".

وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن القرآن الكريم لم يختزل العلاقة الزوجية في الشهوة أو المتعة، وإنما قال تعالى: "وجعل بينكم مودة ورحمة"، موضحًا أن المودة قد تأتي مع قوة البدن والشباب، لكن الرحمة هي التي تبقى عندما تذهب اللذة.

هل الزواج في شهر المحرم مكروه؟

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال حول حكم الزواج في شهر الله المحرم، حيث يعتقد البعض أن عقد القران في هذا الشهر غير مستحب أو مكروه شرعًا.

وأوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي في فتوى سابقة أن هذا الاعتقاد لا يستند إلى أي دليل من الشريعة الإسلامية، مؤكدة أنه لا يوجد في الدين ما يمنع من الزواج في شهر المحرم، وأن ما يظنه بعض العامة في هذا الشأن من البدع والجهالات التي لا أصل لها.

وأكدت الدار أن عقد الزواج في شهر المحرم جائز شرعًا كغيره من بقية شهور السنة، ولا حرج فيه مطلقًا.

طباعة شارك الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى دار الإفتاء الإفتاء الحياة الزوجية الإشباع الغريزي الزواج

مقالات مشابهة

  • أمين الإفتاء يكشف أعظم حقوق الزوجة على الرجل
  • أمين الإفتاء يحذر: الحياة الزوجية ليست شهوة عابرة
  • هل يجوز صلاة الاستخارة قبل طلاق الزوجة؟.. الإفتاء تجيب
  • هل القرض من البنك حلال أم حرام؟.. أمين الإفتاء: يجوز بشرط واحد
  • أمين الفتوى يوضح الفرق بين الشرط والركن فى الصلاة
  • ما حكم سماع الأغاني دون موسيقى؟.. رد مفاجئ من أمين الإفتاء
  • هل يجوز لحماتي دخول منزلي دون استئذان ..الأزهر للفتوى يوضح
  • ما حكم تسمية المولود بأحد أسماء الله الحسنى؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • هل الموت في الحج حُسن خاتمة؟ .. أمين الفتوى يوضح
  • هل يجوز الوضوء والاغتسال بماء البحر؟.. أمين الفتوى يجيب