مأساة غزة.. مجاعة وشيكة وإسرائيل تتحدث عن شروط “تعجيزية”
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
حذرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن ربع سكان قطاع غزة على بعد خطوة واحدة من المجاعة، في وقت أكدت فيه الحكومة الإسرائيلية عدم التوصل إلى اتفاق هدنة في غزة، بسبب ما وصفته بـ”شروط تعجيزية” لحركة حماس.
وقال مسؤول مساعدات كبير بالأمم المتحدة إن نحو 576 ألف شخص في غزة، يمثلون ربع السكان، على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
في غضون ذلك، نقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن أوفير غندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، تأكيده عدم التوصل إلى اتفاق هدنة في غزة، متهماً حماس بإعدام رهائن في الأنفاق، وتعهد بمواصلة الحرب حتى القضاء على الحركة نهائياً.
وقال غندلمان: “لم نتوصل بعد إلى الصفقة، ومن السابق لأوانه القول إننا سنصل إلى وقف لإطلاق النار في هذا اليوم أو في يوم آخر”، داعيا حماس إلى التنازل عما وصفها بـ”شروط وهمية وتعجيزية”.
وأكد إن القضية الأهم بالنسبة إلى إسرائيل الآن هي “تحقيق أهداف الحرب، وهي القضاء على حماس، والإفراج عن جميع المختطفين”.
واتهم الحركة التي تحكم قطاع غزة بأنها “أعدمت” بعض الرهائن في الأنفاق.
وعما تريده إسرائيل من المفاوضات الجارية، قال المتحدث: “الإفراج عن أكبر عدد ممكن من المختطفين” لكنه أكد أن هذا لن يمنع إسرائيل من مواصلة الحرب حتى القضاء على الحركة تماما، رافضا إنهاء الحرب في حال تم فقط الإفراج عن الرهائن، لضمان عدم اندلاع حرب جديدة بعد “سنة أو سنتين”.
وقال: “يمكن إنهاء الحرب اليوم، حالاً بعد 5 دقائق من الآن، لو نفذت حماس أمرين: الأول الإفراج عن جميع المختطفين دون استثناء، والثاني الاستسلام”.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
“كبرياء إيران وضعف إسرائيل”.. إعلامي مصري يتحدث عن خطة تل أبيب في الحرب السردية
مصر – حذر الإعلامي المصري خالد صلاح من تفوق إسرائيل في إدارة الحرب الإعلامية ضد إيران، مشيرا إلى أن تل أبيب تنجح في صياغة سردية تلفزيونية محترفة بينما تتخبط إيران.
وأوضح الكاتب الصحفي والإعلامي المصري في مقال له في صحيفة “اليوم السابع” المصرية، أن إسرائيل تستغل الصورة البصرية بذكاء لتصوير نفسها كضحية، من خلال بث مشاهد الأطفال الخائفين في الملاجئ والحرائق الناتجة عن الصواريخ، لكسب تعاطف العائلات الأوروبية وتحريض الرأي العام الغربي ضد إيران.
وفقًا لصلاح، تدرك إسرائيل أهمية السردية التلفزيونية في تحديد المنتصر سياسيا وإعلاميا في أي صراع، وأنها تختار بعناية المشاهد التي تعرض عبر وسائل الإعلام العالمية، مثل صور الأطفال الخائفين في الملاجئ، وفرق الإنقاذ التي تساعد المدنيين، والنساء العائدات إلى منازلهن بعد هجمات صاروخية، وأن هذه الصور التي “يتم إخراجها باحترافية ومونتاج متقن” تستهدف بشكل مباشر العائلات الأوروبية والأمريكية، لإثارة التعاطف وتصوير إيران كدولة “إرهابية” تشكل خطرا على الأمن العالمي.
وأشار إلى أن إسرائيل تستخدم هذه السردية لخلق انطباع بأن صواريخ إيران قد تصل يومًا إلى عواصم أوروبية، مما يدفع الرأي العام الغربي إلى دعم إسرائيل والاصطفاف ضدها.
وانتقد صلاح بشدة أداء إيران الإعلامي، مشيرا إلى أن طهران تقع في فخ “الكبرياء القومي” الذي يضعف موقفها، وأنه بدلا من توثيق معاناة المدنيين الإيرانيين جراء الهجمات الإسرائيلية على مناطق مدنية وعلماء وبنية تحتية، اختارت إيران إبراز قوتها العسكرية من خلال مؤتمرات صحفية عسكرية واستعراض الطائرات المسيرة وخطابات قومية تفتقر إلى التأثير الإنساني، مشيرا إلى أن غياب صور الأطفال المرعوبين أو الدمار في المدن الإيرانية يجعل السردية الإسرائيلية تهيمن على الرواية العالمية، حيث يرى العالم فقط الخوف في إسرائيل لا الضحايا في إيران.
وأضاف صلاح أن هذا الفشل الإعلامي ليس جديدا، بل هو خطأ تكرر مع أطراف أخرى دخلت في مواجهات مع إسرائيل مثل الفصائل الفلسطينية وحزب الله، حيث تنجح إسرائيل دائما في تقديم نفسها كضحية تحتاج إلى حماية، مشيرا إلى أن إسرائيل رغم كونها المعتدية في هذا الصراع من خلال استهداف المدنيين والبنية التحتية الإيرانية تنجح في قلب الرواية لتصوير إيران كمعتدية تهدد الأطفال والمدنيين.
وشدد على أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى حشد جبهة دولية أوسع، ليس فقط من الولايات المتحدة، بل من دول أوروبية أخرى تخشى من امتلاك إيران للسلاح النووي، محذرا من أن استمرار إيران في هذا النهج الإعلامي المتعجرف، دون توثيق الجرائم الإسرائيلية بطريقة احترافية تظهر معاناة المدنيين ما يؤدي إلى خسارتها سياسيا وإعلاميا.
وأشار إلى أن إيران تخاطب الجمهور العربي والإسلامي بخطاب عاطفي يركز على البطولات والانتقام، لكنه يفتقر إلى استراتيجية واضحة للتأثير على الرأي العام الغربي، الذي يعد حاسما في تشكيل المواقف الدولية، داعيا إيران إلى تغيير نهجها الإعلامي، من خلال التركيز على توثيق الانتهاكات الإسرائيلية وإظهار الجانب الإنساني للضحايا الإيرانيين، لمواجهة السردية الإسرائيلية القوية.
وختم صلاح مقاله بالتأكيد أن إسرائيل نجحت على مدار عقود في فرض سرديتها الإعلامية، مستغلة ضعف خصومها في إدارة الحرب الإعلامية، مشيرا إلى أن هذا التفوق يمنح إسرائيل ميزة استراتيجية، حيث تحول الشاشات العالمية إلى منصة قتال بصري تدعم أهدافها السياسية، بينما تظل إيران عالقة في خطاب قومي لا يجد صدى خارج المنطقة.
المصدر: اليوم السابع