الأردن .. السيارات الصينية صديقة للبيئة ولجيوب مالكيها
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
الأردن – شهدت الأسواق الأردنية في مدة لا تزيد عن ثلاثة أعوام، ظهورا لافتا للسيارات ذات المنشأ الصيني؛ بفضل انخفاض أسعارها وعمل معظمها بالكهرباء، مما يعني توفيرا في النفقات على الوقود والصيانات الكثيرة.
والإقبال على السيارات الصينية في الأردن كان محدودا في البداية؛ انطلاقا من قناعات البعض بضعف جودتها، وعدم وجود مراكز صيانة وقطع غيار لها، لكن سرعان ما ارتفع الطلب عليها، وأثبتت حضورا لافتا في شوارع المملكة.
ودخلت أسواق المملكة علامات تجارية عديدة لسيارات صينية، بينها “شانغان إيدو”، و”بي واي دي”، و”دونغ فينغ”، و”إم جي”، و”فولكسفاغن آي دي”، حتى باتت تنافس بشكل كبير ما اعتاد عليه الأردنيون من ماركات يابانية وألمانية وغيرها.
ومع مرور وقت قليل، بدأت السيارات الصينية في كسب ثقة المستهلك الأردني، لا سيما مع الجودة المحسنة والتصاميم المميزة والأسعار التنافسية وتوافر قطع الغيار ومراكز الصيانة، وأصبحت تشكل النسبة الأكبر للسيارات في المملكة.
ممثل قطاع المركبات في هيئة مستثمري المناطق الحرة (مستقلة) جهاد أبو ناصر، قال، إن “للصين رؤية في التحول نحو السيارات الكهربائية، ضمن برنامج أطلقته الحكومة ويطلق عليه NEW ENERGY VEHICLE (سيارات الطاقة الجديدة)”.
وأضاف أن “الحكومة الصينية تدعم قطاع السيارات الكهربائية، وأدى هذه الدعم إلى انخفاض أسعارها”.
أبو ناصر تابع أن “50 بالمئة من السيارات الكهربائية بالعالم تُصنّع بالصين، و30 بالمئة من إجمالي السيارات بالعالم هي أيضا صناعة صينية، وأيضا 30 بالمئة من السيارات المباعة هي بالصين”.
وموضحا أسباب انتشار السيارات الصينية في الأردن مقارنة بباقي الدول، قال إن “الحكومة الأردنية تدعم السيارات الكهربائية، بتخفيض الضريبة عليها، والتي تبلغ 10 بالمئة فقط، مقارنة بـ55 على سيارات الهايبرد (الهجينة بين وقود وكهرباء)، و95 بالمئة لسيارات البنزين”.
كما أرجع الإقبال عليها إلى ارتفاع أسعار البنزين، وهو الوقود الذي تعمل به السيارات الصغيرة، إضافة إلى “توجه الحكومة نحو السيارات الكهربائية”.
وزاد بأن “3 من (كل) 4 سيارات يتم التخليص عليها في المناطق الحرة هي كهربائية، و85 بالمئة منها صناعة صينية بين جديد ومستعمل”.
ومشددا على ارتفاع الإقبال على السيارات الكهربائية الصينية، استشهد أبو ناصر بإحصائية عن أعداد السيارات التي خرجت من المناطق الحرة بين عام 2019 ونهاية يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط 2024.
وقال إن عدد السيارات خلال هذه الفترة بلغ 56 ألف و 296، وكان 2023 هو الأكثر ارتفاعا بعدد 33 ألف و386، بنسبة 76.4 من إجمالي السيارات أثناء تلك الفترة.
وهذه الأرقام تعكس ارتفاعا تدريجيا، ففي 2019 كانت 72 سيارة فقط، وفي 2020 بلغت 205، وفي 2021 ارتفعت إلى 3 آلاف و170، وفي 2022 وصلت لنحو 12 ألف و820، فيما خرجت 6 آلاف و643 سيارة من المناطق الحرة في يناير وفبراير 2024.
رولى الأعرج (35 عاما)، مديرة معرض سيارات، أوضحت إن “الإقبال كبير جدا على السيارات الصينية، وارتفع الطلب عليها بشكل ملحوظ، وبخاصة بين فئة الشباب”.
وزادت بأنه “في البدايات، كان كل شيء صعب لعدم توفر قطع غيار، ولكنها الآن متوفرة، وهناك مراكز متخصصة في صيانتها”.
و”المشكلة الأساسية التي ترافقت مع ظهورها والحديث عن وجود عيوب فيها، كان سببه عدم معرفة الناس كيفية التعامل معها، لا سيما وأن جميعها كهربائية، وتحديدا آلية شحنها”، كما تابعت الأعرج.
واعتبرت أن “الهدف الأساسي من الإقبال عليها الظروف الاقتصادية الصعبة، فالشباب يبيعون سياراتهم القديمة التي تعمل بالبنزين ويشترون سيارة صينية حديثة تعمل بالكهرباء، ويوفرون فرصة عمل لأنفسهم من خلال العمل عليها بنظام تطبيقات النقل”.
سمير المشرقي (54 عاما)، وهو صاحب معرض سيارات، قال، إن “أسعار السيارات الصينية تقل بمعدل النصف عن السيارات العادية، وتبدأ من 8 آلاف دينار (11 ألف دولار أمريكي)”.
وتابع: “انطباع الناس العام عنها أنها سيارات جيدة وسعرها أقل، رغم أن البعض الآخر يرى أنها ذات جودة أقل من الصناعات الأخرى”.
المشرقي توقع أن “تستمر السيارات الصينية في الأسواق الأردنية وستزداد؛ بحكم الظرف الاقتصادي الصعب على الجميع ومحدودية الدخل، لأن الناس تبحث عن شيء رخيص ويفي بالغرض”.
وبحسب إحصاءات مكتب التجارة والاقتصاد في سفارة الصين لدى الأردن، بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين في العام الماضي 5.787 مليارات دولار، فيما بلغت قيمة السيارات الصينية المستوردة (بما في ذلك مليون قطعة غيار) إلى الأردن في العام نفسه 536 مليون دولار.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة السیارات الصینیة فی المناطق الحرة بالمئة من
إقرأ أيضاً:
هايلوكس تطرح تساؤلات حول مستقبل أسعار السيارات الكهربائية
قامت شركة تويوتا بطرح العديد من التساؤلات عن طرازها الجديد هايلوكس الكهربائية عن مستقبل أسعار السيارات، حيث تتسابق تويوتا والشركات الأخرى لتقديم نماذج كهربائية، وذلك يؤدي إلى ارتفاع الأسعار الأولية بسبب التكلفة العالية لبطاريات السيارات الكهربائية.
ويمكن أن تتراجع الأسعار لاحقًا بسبب المنافسة ووفرة الإنتاج وتقديم نماذج أرخص مثل IMV-0.
وطرح هذا التطور تساؤلات حول التوازن بين القوة والمدى للسيارات الكهربائية وسعرها مقارنة بنماذج البنزين والديزل.
أسعار السيارات الكهربائية الأسعار المبدئيةقد ترتفع الأسعار في البداية بسبب التكلفة العالية لبطاريات السيارات الكهربائية وتقنياتها الحديثة.
قد تتراجع مع زيادة الإنتاج وتزايد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية.
تحديات وفرص تواجه السيارات الكهربائية تحديات تواجه السيارات الكهربائيةتحدي تحقيق التوازن بين قوة البطارية ووزن السيارة لضمان القوة اللازمة للحمولة الثقيلة دون زيادة الوزن.
تحدي مدى القيادة، حيث قد يقل عن الموديلات الحالية، كما هو الحال في هايلوكس ريفو BEV التي يبلغ مداها حوالي 200 كم/ساعة فقط .
فرص السيارات الكهربائيةتطور التكنولوجيا والابتكارات الجديدة في السيارات الكهربائية من شأنها أن تجعل الشاحنات الكهربائية أكثر كفاءة وقوة ومنافسة.
تقديم خيارات أرخص، منها سيارات IMV-0 الصغيرة التي تباع في بعض الأسواق بسعر يبدأ من 13 ألف دولار أمريكي، مما قد يوفر خيار كهربائي بأسعار معقولة.
تأثير على المستهلكين والأسعارقد يتوقع المستهلكون تنوع أكبر في خيارات السيارات الكهربائية، بما في ذلك الخيارات ذات الأسعار المختلفة، مما سيتيح لهم اختيار ما يناسب احتياجاتهم وميزانيتهم.
مستقبل السيارات الكهربائيةطرح تويوتا هايلوكس الكهربائية يدل علي نمو تحول صناعة الشاحنات نحو سيارات أكثر استدامة وكفاءة في استخدام الطاقة، وهذا التحول يؤثر على الأسعار على المدى الطويل، ويمكن ان تصبح أسعار السيارات الكهربائية منافسة لأسعار السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي .
بدأت شركة تويوتا في صناعة السيارات الكهربائية بالتركيز على السيارات الهجينة، وقامت بطرح أول سيارة هجينة، وكانت تنتج بكميات كبيرة في عام 1997 وهي تويوتا بريوس، ومن ثم تبع ذلك إطلاق سيارات هجينة قابلة للشحن الخارجي وسيارات هيدروجين، مثل تويوتا ميراي في عام 2015.
وجدير بالذكر ان شركة تويوتا واجهت انتقادات لبطء انتقالها إلى السيارات الكهربائية بالكامل (BEVs) مع التركيز في نفس الوقت على الهيدروجين.