رفعت دولة الاحتلال الإسرائيلي السرية عن وثائق المفاوضات التي جرت مع سوريا عام 1974 والتي أفضت إلى "اتفاقية فصل القوات" عقب حرب تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973.

ونشر أرشيف" الدولة" الجمعة، نحو  أربعين وثيقة، بما في ذلك محاضر اجتماعات الحكومة خلال فترة المفاوضات، والتي جرت بوساطة وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كيسنجر.



وتتعلق الوثائق بالوساطة التي قام بها كيسنجر بين رئيسة وزراء الاحتلال آنذاك، غولدا مائير ورئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد.

وقال الأرشيف الإسرائيلي: "في مثل هذا الأسبوع قبل خمسين عامًا، في 27 شباط/ فبراير 1974، سلم وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، قائمة بأسماء أسرى الحرب الإسرائيليين المحتجزين لدى السوريين إلى رئيسة الوزراء غولدا مائير، وبذلك أنهى المرحلة الأولى من الاتصالات مع سوريا بعد حرب يوم الغفران" أي حرب حرب أكتوبر.

وأشار إلى أنه في "تشرين الأول/ أكتوبر 1973، بدأت المحادثات مع مصر، وتم تنفيذ عمليات تبادل أسرى الحرب معها قبل نهاية العام نفسه.

وأضافت الوثائق أن "المفاوضات مع سوريا كانت أصعب بكثير، ولم تسفر عن اتفاق إلا في نهاية أيار/ مايو 1974، أي بعد حوالي ستة أشهر من انتهاء الحرب".


وأكد الإرشيف الإسرائيلي أن "سوريا كانت مهتمة بانسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها أثناء الحرب، لكنها رفضت أن تنقل إلى إسرائيل قائمة بأسرى الحرب الذين تحتجزهم أو أن تسمح للصليب الأحمر بزيارتهم".

وعن الشروط الإسرائيلية، قال الأرشيف: "كشرط لبدء المفاوضات، طلبت حكومة إسرائيل قائمة بأسماء أسرى الحرب، وبعد اتصالات أولية، تقرر في اجتماع للحكومة في 3 شباط/ فبراير 1974، إبلاغ كيسنجر بأن الحكومة ستوافق على تقديم أفكار له بشأن خط فصل جديد فقط، بعد أن تتلقى قائمة بأسرى الحرب، والسماح بزيارات الصليب الأحمر".

ولفت إلى أنه "نتيجة للضغوط التي تعرض لها حافظ الأسد، وافق على إعطاء قائمة الأسماء إلى كيسنجر".

وأدى استلام القائمة، وفق المصدر، إلى "تسهيل كبير، وقررت الحكومة الإسرائيلية أن تبادل أسرى الحرب سيكون المادة الأولى في أي اتفاق".

ولفت إلى أن "محاضر اجتماعات الحكومة الإسرائيلية، أسفرت عن الخلاف حول الانسحاب من هضبة الجولان إلى ما وراء الخط البنفسجي، وهو خط الفصل بين القوات بعد حرب الأيام الستة عام 1967".
وتابع: "ناقشت الحكومة الأهمية الأمنية للانسحاب من الجيب السوري، والقلق على أمن المجتمعات المحلية في مرتفعات الجولان".

وتكشف الوثائق أن وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان، أعرب عن "قلقه من استئناف الحرب إذا استمرت إسرائيل في التمسك بالخط الحالي".

وعن موقف غولدا مائير، قال الأرشيف: "عارضت رئيسة الوزراء في البداية أي انسحاب، لكنها اضطرت في النهاية إلى الموافقة على التنازل عن مدينة القنيطرة جنوبي سوريا".


وتتناول الوثائق أيضاً "حرب الاستنزاف في سوريا، وتسلل التنظيمات من لبنان، وتتعلق المنشورات أيضا بالأجواء العامة العاصفة، والضغوط التي تمارسها عائلات أسرى الحرب والمعتقلين، وبروز حركة معارضة للانسحاب من هضبة الجولان".

وأشار الأرشيف إلى أن "الاتفاق، الذي وافقت عليه الحكومة بالإجماع، ثم أقره الكنيست بعد ذلك، تم التوقيع عليه في 31 أيار/ مايو 1974 في جنيف".

وقال الأرشيف الإسرائيلي إن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في نفس اليوم، وأُعيد أسرى الحرب الجرحى إلى "إسرائيل" في اليوم التالي.

ويأتي الكشف الإسرائيلي عن هذه الوثائق بعد أيام من كشف مصر، وثائق نادرة من حرب خاضتها ضد الاحتلال الإسرائيلي في تشرين الأول/ أكتوبر 1973.

ونشرت وزارة الدفاع المصرية عبر موقعها الإلكتروني، في شباط/ فبراير الماضي، الوثائق تحت عنوان "وثائق حرب أكتوبر 1973 أسرار الحرب".

وسلطت الوثائق الضوء على "أسرار الحرب"، منذ حرب حزيران/  يونيو1967 التي أسفرت عن احتلال "إسرائيل لسيناء"، مرورا بالتخطيط الاستراتيجي العسكري.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 1973 خاضت كل من مصر وسوريا ضد الاحتلال الإسرائيلي حربا، بهدف تحرير هضبة الجولان السوري وشبه جزيرة سيناء من الاحتلال.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية دولة الاحتلال وثائق المفاوضات سوريا سوريا المفاوضات وثائق دولة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تشرین الأول أسرى الحرب أکتوبر 1973 مع سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

ورشة عمل في وزارة الثقافة تبحث في التراث الثقافي في سوريا بعد الحرب

دمشق-سانا

نظّمت وزارة الثقافة بالتعاون مع مبادرة قسطاس ورشة عمل تخصصية بعنوان “التراث الثقافي في سوريا بعد الحرب.. العقبات والصعوبات”، وذلك في إطار إعداد خطة وطنية شاملة لتطوير آليات العمل في مجال التراث الثقافي السوري، بظلّ الأضرار الواسعة التي طالت مختلف مكوناته، سواء المادية أو غير المادية.

وناقش المشاركون في الورشة جملة من القضايا التي تمسّ هذا القطاع الحيوي، بما في ذلك الجوانب الأمنية، واللوجستية، والإدارية، والتشريعية، والقانونية، إلى جانب التحديات المجتمعية والاقتصادية، والمخاطر البيئية والطبيعية، التي تهدد المواقع الأثرية والعناصر اللامادية للتراث على حد سواء.

وشكّلت الورشة منصة حوارية جامعة، لوضع لبنة أولية ترسم تصورات لتطوير آليات العمل المشترك بين المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، تمهيداً لصياغة مشروع وطني يُعزّز الهوية السورية الجامعة، ويواكب تطلعات السوريين نحو مرحلة جديدة من التعافي الثقافي والمؤسساتي.

الوزارة: الانفتاح على الشراكة المجتمعية

وفي تصريح لـ سانا، أوضحت معاون الوزير لونا رجب، أن الورشة تندرج ضمن سلسلة من الجهود التي تبذلها الوزارة لتشخيص واقع التراث الثقافي السوري، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، التي راكمت خبرة ميدانية واسعة خلال السنوات الماضية، ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تكامل أدوار المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني في حماية التراث وخدمته.

قسطاس: أدوات تحليل حديثة وسياسات قائمة على الأدلة

وقال عبد السلام التيناوي، المدير التنفيذي لتنوين ميديا وأحد المبادرين في قسطاس: إن المبادرة تعتمد على أدوات تحليل وتقنيات حديثة في تقييم المخاطر، من خلال جمع الأدلة والبيانات وتقديمها إلى الجهات الفاعلة على المستويين الوطني والمحلي، لاتخاذ قرارات قائمة على معطيات دقيقة.

وأضاف التيناوي: إن قسطاس تسعى أيضاً إلى ربط السوريين في الخارج بالداخل، للاستفادة من خبراتهم في مجالات متعددة، ومنها التراث الثقافي، لوضع أسس مستدامة لإعادة الإعمار تعتمد على الشراكة والمعرفة.

قسطاس تمثّل سوريا في مؤتمر دولي بجنيف

بدوره أوضح بلال خلقي، مدير مكتب تنوين في دمشق وأحد المبادرين في قسطاس، أن المبادرة تطمح إلى أن تكون ممثلاً فاعلاً لسوريا في قضايا الصحة العامة، والزراعة، والمياه، والتراث الثقافي، ولفت إلى مشاركة مرتقبة في مؤتمر دولي بجنيف تموز المقبل، حيث ستعرض تحديات واحتياجات هذه القطاعات، ومنها ملف التراث الثقافي السوري.

المجتمع المدني: حماية التنوع والهوية

وأكّد عبد الله الحافي، من منظمة LACU، أن التراث الثقافي السوري، طالته أضرار الحرب تاركة آثاراً عميقة على الهوية الثقافية للسوريين، وأشار إلى أن الورشة مثّلت فرصة لتشخيص التحديات الراهنة التي تواجه قطاع التراث، والانطلاق نحو التفكير في حلول واقعية، في ظل وجود تصورات تنظر إلى التراث باعتباره أقل أولوية مقارنة بملفات أخرى، وشدّد الحافي على أن الحفاظ على هذا التراث يشكّل ضرورة لحماية التنوّع الثقافي في سوريا، ويتطلّب مواجهة خطابات الكراهية والتنميط، ورفض أي سردية تُقصي مكوّنات المجتمع، انطلاقاً من إيمان راسخ بأن سوريا يجب أن تكون وطنًا يتّسع لجميع أبنائها.

شارك في الورشة معنيون في وزارة الثقافة من مديرية الآثار والمتاحف ومديرية التراث اللامادي، إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني من مختلف المحافظات، وعدد من الباحثين والمهتمين بالشأنين الثقافي والحقوقي.

تابعوا أخبار سانا على

مقالات مشابهة

  • خسائر الكيان الصهيوني الاقتصادية منذ 7 أكتوبر
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: تلقينا معلومات باستئناف المفاوضات
  • رئيس وزراء العراق: الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى توسيع رقعة الحرب بالمنطقة
  • ورشة عمل في وزارة الثقافة تبحث في التراث الثقافي في سوريا بعد الحرب
  • روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
  • أعضاء في غرفة تجارة دمشق يؤكدون أن الاتفاقيات التي وقعتها وزارة الطاقة ومجموعة شركات دولية ستخلق بيئة استثمارية خصبة في سوريا
  • بعد التصعيد بين الاحتلال وإيران.. مبعوث ترامب في سوريا يبعث برسائل أموية
  • «الدخلية» تنشئ المركز النموذجي لإستخراج الوثائق بالليبيني بالجيزة
  • تقديرات الكابينيت الإسرائيلي: الحرب على إيران ستستمر من أسبوعين إلى ثلاثة
  • الرئيس الروسي يبحث مع نظيره الأمريكي الصراع الإسرائيلي الإيراني