وأكد الرهوي في كلمته بالمناسبة أهمية إحياء ذكرى رحيل هذا العالم الرباني وإبراز مآثره الدينية والإنسانية والفكرية والجهادية والتأسي بها.
وأشار إلى أن الفقيد كان منارة في العلم، وتتلمذ على يديه الكثير من العلماء الأجلاء والطلاب الذين نهلوا من نبعه الصافي ما ينفعهم وأمتهم.. لافتا إلى نهج الراحل في إقامة الحجة على من أدخلوا على الدين ما ليس فيه من أحكام سعيا منهم لتتويه الأمة في أشياء لا فائدة منها.


وقال "كان هم السيد بدر الدين الحوثي الأول هو إرضاء الله سبحانه وتعالى ومد يد العون للأمة في كل ما هو خير لها وتلبية احتياجاتها من العلوم الشرعية والفقهية الصحيحة".
وأضاف " كان تقيا زاهدا في هذه الدنيا، همه الأكبر رفع وعي الناس وتوضيح جوهر الدين لما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة ونصرة الحق والدفاع عنه".
وتطرق رئيس مجلس الوزراء إلى مستجدات الأوضاع في فلسطين المحتلة وفي غزة على وجه الخصوص.. موضحا أن ما يتعرض له أبناء غزة من ظلم ومجازر يومية وإبادة وحرمان من الغذاء والماء والدواء صورة مخزية لهذه الفترة التي يستقوي فيها الظلم والباطل على الحق.
واعتبر ما يحدث اليوم من عدوان سافر ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية يأتي في إطار سعي الغدة السرطانية الصهيونية والكيان الدخيل في المنطقة لبسط هيمنتها على كل المنطقة باستعلاء واستكبار بدعم من الإمبريالية الغربية والأمريكية.
ووصف الرهوي، الاعتداء الصهيوني على إيران بالسافر وغير المبرر.. مشددا على أن جمهورية إيران الشقيقة تمتلك من القوة والعمق الحضاري والإنساني ما يؤهلها لهزيمة الكيان اللقيط الذي زرعه الغرب في قلب الأمة للإضرار بكامل جسدها وبث الخلافات والفرقة بين أبنائها.
وقال" لأول مرة نرى هذا الخراب والدمار في المنشآت الحيوية الصهيونية جراء الصواريخ والمسيرات التي تطلقها القوات المسلحة الإيرانية والقادم أعظم بإذن الله".
ودعا رئيس مجلس الوزراء الجميع إلى في السير على خطاه العلامة بدر الدين في مقارعة الباطل والدفاع عن الحق ورفع الظلم.
وفي الفعالية التي حضرها نائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام، وزراء النقل والأشغال العامة محمد قحيم، والنفط والمعادن الدكتور عبدالله الأمير، والثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، أكد عضو رابطة علماء اليمن العلامة فؤاد ناجي، أن العلامة بدر الدين شخصية استثنائية تحركت في زمن الصمت ووقفت في وقت القعود وسطعت بالحق في زمن الخوف، وتحرك في زمن أراد الطغاة فيه تكميم الأفواه، وإطفاء نور الله بأفواههم.
وأشار إلى أهمية إحياء الذكرى السنوية لرحيل الفقيد للتعرف سيرته وحياته، كأنموذج للعالم الزاهد والمجاهد الغيور على أمته.. لافتا إلى أن الفقيد قدم كوكبة من فلذات أكباده في سبيل الله ونصرة الحق، وكان العالم الخاشع المتقي الورع.
واستعرض مناقب وصفات العلامة بدرالدين الحوثي ودوره في إحياء العلوم الشرعية وتوضيح المفاهيم الدينية والتصدي للأفكار المضللة، وكذا دوره في المسيرة القرآنية ومواكبتها وحسن تنشئته لأبنائه الذين ورثوا عنه العلم والصلاح والشجاعة وقول الحق ونصرة المستضعفين.
ولفت العلامة ناجي إلى أن الفقيد كان حجة وقدوة وأسوة، وكان من العلماء الربانيين الذين حملوا العلم وجسدوه واقعا وعملا.. مبينا أن الراحل بد الدين الحوثي جسد سيرة آبائه من أهل البيت الكرام، وجمع بين العلم والجهاد.
وأفاد بان الفقيد كان قائداً وبطل معركة الوعي وذلك من خلال مؤلفاته التي ملأت المكتبات اليمنية والتي تزيد عن 40 مؤلفاً وكتاباً، أبرزها تفسير القرآن، وتحرير الأفكار، والإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز، وغيرها من المؤلفات.
وأوضح أن العلامة الراحل كان يرد على علماء التكفير ويقيم الحجة ولا يخاف في الله لومة لائم، كما تميز بالروحية الجهادية التي تحرك بها في تلك المرحلة، فكان يجوب القفار ويطوف الأقطار ويتنقل في القرى، وكان مصلحاً اجتماعياً ومرشداً دينياً يحرص على غرس الروح الجهادية في طلابه وأولاده.
فيما استعرض الناشط الثقافي يحيى أبو عواضة، جانبا من مسيرة العلامة بدر الدين الحوثي وأدواره المشهودة في محاربة الأفكار الدخيلة على المجتمع والثقافات المغلوطة ومناهضة المشاريع التكفيرية التي تثير الفتن والكراهية.
وأكد أنه سجل مواقف إنسانية خلال مسيرة حياتية كعالم وزاهد ورجل دين وأثرى المكتبة اليمنية بالعديد من المؤلفات والكتب الدينية والمرجعية، فضلا عن منهجية حياته التي خاض فيها مواقف شجاعة في التأكيد على معاني الحرية والاستقامة والعدل.
وتحدث أبوعواضة، الذي يعد أحد تلاميذ العلامة بدر الدين، عن الجوانب الروحية التي اتسم بها الفقيد كعالم لم يقتصر دوره على جانب معين ومحدود بل كان باحثا ومدققا في المفاهيم الدينية والقضايا الإيمانية التي تلامس احتياج المجتمع لتبصيره بالعلم والمعرفة الصحيحة.
ولفت إلى ما تميز به من منهجية فريدة في الدروس والمحاضرات وإيصال الحقائق وتفنيد الثقافات المغلوطة التي شوهت المناهج الدينية.. مبينا أنه كان ورعا ومن أسرة متواضعة وحرص على إيصال ما لديه من زاد علمي للمجتمع.
واعتبر إحياء ذكرى رحيله محطة لاستخلاص الدروس والعبر من سيرته العطرة ومن علمه وصبره وزهده والسير على النهج المحمدي وآل البيت وأعلام الهدى.. مستعرضاً دور الفقيد وتحركه من منطلق المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء والدعاة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدع بكلمة الحق ومحاربة الفساد والجور والظلم.
تخللت الفعالية التي حضرها عدد من نواب الوزراء ووكلاء الوزارات، والشخصيات الاجتماعية، قصيدة لبديع الزمان السلطان، عبرت عن سجايا وأخلاق ومناقب الراحل العلامة بدر الدين الحوثي.

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: العلامة بدر الدین الدین الحوثی

إقرأ أيضاً:

إبراهيم رضا: من لم يشكر القيادة التي حفظت الوطن لم يشكر الله

 أكد الدكتور إبراهيم رضا، من علماء الأزهر الشريف، أن الدعاء للوطن عبادة راسخة في الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام كان أول من علّم البشرية الدعاء للأوطان قبل أي شيء آخر، استنادًا إلى قوله تعالى: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا". 

وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "90 دقيقة"، عبر قناة "المحور"، أن سيدنا إبراهيم قدّم طلب الأمن والأمان للوطن على طلب العقيدة، لأن غياب الأمن يعني غياب القدرة على العبادة، فحياة الإنسان واستقراره هما الأساس الذي تُبنى عليه العبادة. 

وتابع، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أرشد الأمة إلى شكر الناس على أعمالهم الصالحة، مستشهدًا بحديثه الشريف: "من لم يشكر الناس لم يشكر الله". وأوضح، أن الدولة المصرية قدمت نموذجًا يُحتذى في الثبات على المبادئ، إذ رفضت كل الضغوط التي مورست عليها للتنازل عن أرضها أو المشاركة في أي مخططات تهجير، مؤكداً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلنها صريحة بأن التهجير خط أحمر، وهو موقف يعكس حكمة القيادة المصرية وثباتها على الحق.

 وأشار إلى أن الشكر واجب ديني ووطني لكل من يسهم في حفظ الوطن وأمنه، مبيناً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في خطب الجمعة بالأمن والأمان، ويحث المسلمين على الدعاء لولاة الأمور والصالحين من الأمة، لأنهم صمام الأمان في مواجهة الفتن. ولفت إلى أن ما تشهده مصر من أمن واستقرار هو نعمة تستوجب الشكر لله أولاً، ثم لمن كان سببًا فيها من القادة والمؤسسات.

طباعة شارك إبراهيم رضا الأزهر الشريف الدين الإسلامي خليل الرحمن العبادة

مقالات مشابهة

  • أستاذ بالأزهر: غسل اليدين سُنّة نبوية سَبقت العلم الحديث
  • وزارة الأوقاف تحدد خطبة الجمعة القادمة
  • الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة بعنوان «بالتي هي أحسن»
  • يغفلها الكثير.. صلاة بالنهار تفتح لها أبواب السماء وتعدل قيام الليل
  • علي جمعة: التمسك بآل بيت النبي ﷺ وصية نبوية مستمرة إلى يوم الدين
  • إبراهيم رضا: من لم يشكر القيادة التي حفظت الوطن لم يشكر الله
  • أحمد عاطف آدم يكتب: صور غزة بين الذهاب والعودة
  • عاجل | العيسوي: الأردن بقيادة الملك منارة عطاء ورحمة عمقها رسالة هاشمية قائمة على صوت الحق والعدالة
  • "موكب جمال" مولد السيد البدوي يشعل صفحات التواصل الاجتماعي
  • الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: العلماء ورثة الأنبياء والإخلاص والتواضع ركائز طالب العلم