قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، عددا من اللقاءات التثقيفية والورش المتنوعة استمرارا للقوافل الثقافية التي تنظمها بقرى الفيوم، ضمن برامج وزارة الثقافة.

يأتي هذا فى إطار الفعاليات التي ينظمها الفرع تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، بقصر ثقافة الفيوم والمكتبات الفرعية.

وضمن فعاليات القافلة المقدمة للأطفال أقيمت عدة ورش فنية منها؛ ورشة فنية لتصميم أشكال متنوعة من زينة رمضان من الكرتون والفوم الملون وقماش الخيامية نفذتها الفنانة مها مصطفي، وورشة فنية لتعليم أساسيات الرسم والتلوين تدريب الفنانتين ميرا أمير وسحر محسن مسئولي الفنون التشكيلية، وأخرى للأشغال الفنية من الخرز لتنفيذ عدد متنوع من الحلي والإكسسوارات تدريب الفنانة هالة معوض، وورشة من الفوم الملون للفنانتين مروة السيد وحنان إسماعيل مسئولي الفنون التشكيلية بمكتبة سنورس.

عروض فنية لفرقة كورال الطفل بقصر ثقافة الفيوم

واختتمت الفعاليات بعرض فني لفرقة كورال الطفل بقصر ثقافة الفيوم بقيادة المايسترو أبو المجد الكاشف، قدمت خلاله باقة من الأغنيات منها "في الكتب قرينا، تحيا مصر، حلوة يا بلدي، توتة توتة" وسط تفاعل كبير من الحضور.

نظمت القافلة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لاميس الشرنوبي، وفرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل، بالتعاون مع مكتبة الطفل والشباب بسنورس وبحضور شهيرة الدفناوي منسق عام الأنشطة، وتأتي استكمالا لبرنامج القوافل الثقافية الذي تقدمه هيئة قصور الثقافة بعدة محافظات بهدف الوصول بالخدمة الثقافية والفنية للقرى والمناطق الأكثر احتياجا.

وفي سياق آخر يواصل نادي أدب اطسا ورش اكتشاف الموهوبين من طلاب المدارس فى مجالات إلقاء الشعر وكتابة القصة، بمدرسة اطسا الثانوية، استهلها القاص عيد رمضان كامل بتعريف الأدب ومجالاته من شعر وقصة، ونثر، مؤكدا علي أهمية القراءة الواعية.

من جانبه، أكد القاص عويس معوض رئيس نادي أدب اطسا، علي ضرورة الاهتمام بالقراءة بشكل يومى مما يحفز العقل على الكتابة الواعية فى مجالات الأدب المختلفة، كما عرف الفرق بين شعر الفصحي والشعر العامي، وينقسم شعر الفصحي إلي الشعر العمودي ومن أنواعه شعر التفعيل، كما أشار "معوض" إلى أن الأدب يهذب السلوك والمشاعر، وتخلل حديثه بعض الأبيات للشاعر الكبير بيرم التونسي والشاعر أحمد شوقى وغيرهم من عظماء الأدب، وأشار الشاعر محمد ياسين إلى أهمية تنمية وصقل الموهبة، ثم ألقى قصيدة بعنوان "هو إيه الشعر ده".

أعقب ذلك عروض مواهب الطلاب فى الإلقاء والشعر والإنشاد. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ثقافة ورشة الاطفال عروض فنية إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي ثقافة الفيوم بوابة الوفد جريدة الوفد ثقافة الفیوم

إقرأ أيضاً:

ليبيا.. الدولة الغائبة والوعي المؤجل

في ظل مشهد مضطرب تعيشه ليبيا منذ أكثر من عقد، تتكشف حقيقة صادمة: لم تُبنَ في ليبيا دولة بالمعنى الحقيقي، رغم مرور أكثر من سبعين عامًا على الاستقلال، ورغم ما توفر من ثروات وفرص. بل إن ما نعيشه اليوم ليس مجرد أزمة سياسية أو اقتصادية، بل أزمة بنيوية عميقة في الوعي والانتماء، وفي العلاقة بين المواطن والدولة.

من الاستقلال إلى التيه

استقلت ليبيا عام 1951، في تجربة رائدة على مستوى أفريقيا والعالم العربي، وكان من الممكن أن تشكّل نموذجًا للدولة الوطنية الحديثة.

وبالفعل، شهدت البلاد خلال الستينات وحتى أواخر السبعينات تقدمًا في مجالات التعليم، والصحة، والبنية التحتية، بل صُنفت حينها من بين الدول المتقدمة نسبيًا.

لكن هذا التقدم لم يكن مستندًا إلى بنية مؤسسية راسخة، بل ظل هشًا، يعتمد على مركزية القرار، وعلى النفط كمصدر وحيد للثروة، دون تنمية ثقافة العمل والإنتاج.

دولة الريع وتآكل الوعي

منذ اكتشاف النفط، تحوّلت الدولة إلى “خزانة” توزع الموارد بدل أن تبني اقتصادًا متوازنًا، فترسّخت ثقافة الاتكالية، وتراجعت قيمة العمل، وتحول المواطن إلى تابع ينتظر “العطاء”، لا شريكًا في التنمية.

تآكلت بذلك ثقافة المسؤولية، وغاب الشعور بالملكية الجماعية للوطن، وتم استباحة المال العام، والمؤسسات، وحتى فكرة “الدولة” نفسها.

المجتمع… بين الجهوية والقبيلة

لم تتطور الهوية الوطنية الجامعة، وبقيت الانتماءات القبلية والجهوية والمناطقية هي السائدة. ليس ذلك فحسب، بل أصبحت أحيانًا أدوات صراع على السلطة والمناصب والثروة، حتى في أوساط المتعلمين والنخب. فما بالك بالمواطن البسيط الذي لم يتح له الوعي، ولا أدوات المشاركة الحقيقية؟

هذه الولاءات الضيقة ساهمت في تفكيك النسيج الاجتماعي، وأضعفت روح المواطنة، وعرقلت بناء مؤسسات وطنية مستقلة عن النفوذ العصبوي والمناطقي.

غياب ثقافة الدولة والمجتمع المدني

لم تُبنَ ثقافة الدولة لدى الأفراد. لم نُدرَّب في المدارس ولا في الإعلام ولا في المساجد على احترام القانون، وعلى أن الوطن فوق الجميع. لم تُزرع قيم العطاء والمبادرة، بل سادت ثقافة التلقّي، و”من الدولة لنا”، لا “منّا للدولة”.

كما لم يتشكل مجتمع مدني حقيقي، بل تمت محاصرته، أو تم تسليحه، أو تحريكه بالمال السياسي، ففقد دوره التوعوي والتنموي.

فشل النخب قبل فشل السلطة

من المثير للأسف أن النخب المتعلمة لم تنجُ من عدوى الانتماء الضيق، ولم تتمكن من تقديم خطاب وطني جامع. في كثير من الأحيان، تحوّلت إلى أدوات في الصراع، أو وقفت عاجزة أمام تعقيدات المشهد، فغاب المشروع، وغابت القيادة المجتمعية.

لماذا تراجعت ليبيا؟

الجواب ببساطة: لأن الدولة لم تُبنَ على قاعدة من الوعي، ولم يُبنَ الإنسان الليبي كمواطن حرّ ومسؤول، بل ظل تابعًا، هشًا، يقاد بالعاطفة، لا بالعقل.
ولهذا، حين انهارت السلطة بعد 2011، انهارت معها الدولة، لأن البناء لم يكن حقيقيًا، والمؤسسات كانت هشة، والمجتمع كان مفككًا.

نهاية الحلم وبداية الحقيقة

اليوم، لم يعد يختلف عاقلان على أن ليبيا دخلت نفقًا ضيقًا ومظلمًا، وأن الليبيين باتوا يندمون على ما آل إليه حال البلاد. فقد تبيّن أن الدولة ما قبل 2011، رغم عيوبها، كانت أكثر استقرارًا وسيادة من واقع الفوضى والانقسام الراهن، حيث كانت السلطة موحّدة، وصوت القرار واضح، وإن اختلف معه الكثيرون.

فلا يُعقل أن تُسمى “ثورة”، ثم تعود البلاد إلى فوضى شاملة، وفساد غير مسبوق، يهدد بانهيار كامل، في ظل أخطار خارجية متزايدة، تجعل ليبيا عاجزة عن الدفاع عن مصالحها أو فرض إرادتها.

ومع فشل مشروع “الديمقراطية الموعودة”، لم تعد هناك أولوية تتقدّم على استعادة القانون، وبسط النظام، وإعادة الاعتبار لفكرة الدولة نفسها.

خاتمة: وعي الإنسان قبل بناء الدولة

ليبيا ليست دولة فقيرة، ولا تفتقر إلى الثروات أو الإمكانات. لكنها افتقرت — وتفتقر — إلى وعي حقيقي بمعنى الدولة، وإلى إنسان مؤمن بقيم المواطنة والانتماء.

ولهذا، لم تُبنَ في ليبيا دولة حقيقية، بل كيان مؤجل، ينتظر من يؤمن به ويُخلِص له، ويعيد بناءه على أسس راسخة: إنسان حر، مجتمع واعٍ، ودولة عادلة.

أما إذا استمر غياب الوعي، فسوف تظل الأزمات تتوالى، والانهيارات تتكرّر، وتضيع البلاد. فالتحديات جسيمة، تبدأ من ضرورة إعادة بناء الإنسان والمجتمع، لا سيما فئة الشباب الذين يعانون البطالة، والمخدرات، وانعدام الدعم، فضلًا عن التحديات الديموغرافية المقلقة، كتراجع معدلات الخصوبة، وارتفاع العنوسة، واتساع الفجوة الاجتماعية.

لهذا، آن الأوان لأن يتحرّك الليبيون بوعي وجدية. فالشعارات لم تعد تكفي، والوقت لم يعد في صالح أحد. لا بد من سلطة وطنية واحدة وقوية، تبسط الأمن والاستقرار، وتعيد للدولة هيبتها وفاعليتها… قبل أن يفوت الأوان.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • «حكايات من قلب مصر» ضمن فعاليات ندوة بالغربية لتدريب الشباب على كتابة القصة
  • ثقافة الغربية تناقش دور الأدب في مواجهة التطرف وتواصل الاحتفال بثورة 23 يوليو
  • فتح باب تلقي أعمال النشر الإقليمي بفرع ثقافة قنا بداية من 3 أغسطس
  • قصص مجوّعي غزة.. شريف أبو معوض
  • اليوم.. الصحة تحتفل باليوم العالمي لالتهاب الكبد بقصر الأمير محمد علي
  • إغلاق كلي للطريق المحاذي لإشارات طريق دوحة الأدب
  • تجديد الثقة في اللواء أحمد عزت مديرًا لأمن الفيوم
  • بلاش تستخف بيها .. موافي يكشف علامات الإصابة بالتهاب البنكرياس
  • حسام موافي يكشف المتسبب في ترك الفوطة ببطن المريض
  • ليبيا.. الدولة الغائبة والوعي المؤجل