عربي21:
2025-05-13@03:48:39 GMT

داود معلاّ.. شاعر القدس الذي لم تنصفه الثقافة

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

داود معلاّ.. شاعر القدس الذي لم تنصفه الثقافة

أعترف أنني لم أكن قد انتبهت إُلى اسم هذا الشاعر المُجيد أو قرأتُ شعره قبل وفاته. وأول قصيدة سمعتها له هي قصيدة "الشجر المأسور"، بصوت الفنان أيمن الحلاق في أحد إصداراته.

لفتتني هذه القصيدة، ففتشت عنها وعن صاحبها، وبدأتُ أقرأ شاعرَنا وإنتاجه. وهنا نستعيد السؤال الدائم، لماذا لم يأخذ شعراء فلسطين في الثمانينيات والتسعينات نصيبهم وحظهم من الشهرة والتقدّم، إلا إذا كانوا في بيروت ضمن عصبة الشعراء والكتّاب الذين رعتهم دائرة الثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية.



ورغم أن شهرته لم تفُق شهرة زملائه، ولم يمتهن الأدب، ولم يحترف الشعر، ولم يجُل في الصالونات الأدبية والعلاقات الثقافية، ولم يُدرّس اللغة العربية، ودرسها متأخراً (بعد الخمسين من عمره)، إلا أنه استحق أن يلقبه بعض النقاد "شاعر القُدس"، ومنهم الدكتور عمر الساريسي والدكتور حسن الأمراني، الذي استحسن شعره عن القدس وخصوصاً:

يا قدسُ ضُمِّيني إليكِ ففي يدي       ..            جُرحٌ قديمٌ لا يزالُ جديداً
يا قُدسُ ضُمٍّيني فإني خائفٌ              ..             ألاّ أكونَ على ثَراكِ شهيداً

وقال عنه الأمراني إن الذي يطالع ديوان "حديث الريح" سيقول إنه يستحق لقب "شاعر القدس" فكيف بمن قرأ ديوانه "الطريق إلى القدس" ورأى تفاؤله بحتمية العودة إلى القدس..

من هو شاعرنا؟

إنه الشاعر داود موسى المُعَلاّ، ولد عام ١٩٣٣ في قرية المالحة من ضواحي القدس، ونشأ فيها. وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة القرية، وبرزت موهبته من الصف السابع، حيث شارك بالعديد من المسابقات الشعرية، وكان الأبرز بين أقرانه في الحفظ والنظم، ومنذ ذلك الوقت أطلق عليه الطلاب لقب "شاعر".

وفي عام 1948، عام النكبة، اندلعت الأحداث بين القرى الفلسطينية والعصابات الصهيونية، ومن بينها قريته.. أدّت إلى تدمير القرية وتهجير أهلها إلى منطقة الخليل في الضفة الغربية، مما كان له الأثر الكبير في نفس الفتى داود (13 سنة)، حيث انصبّت معاني اللجوء والغربة والتشريد فجأة في وجدانه.. وأخرجها شعراً مليئاً بالحب والثورة.

لم يحترف الأدب، كما ذكرنا أعلاه، بل دخل معترك الحياة باكراً، وعمل مع والده في المقاولات والبناء في الضفة الغربية. وما لبث أن انتقل إلى عمّان في عام 1964، وعمل موظفاً في فندق الأردن. وبعد عشر سنوات أسس شركة مقاولات وعاد إلى العمل الحر.

ولما كان لجامعة بيروت العربية بعد النكسة دورٌ بارزٌ في تلقُّف طلاب الضفة الغربية وغزة، وتعليمهم بطريقة الانتساب، وخصوصاً للمواد الأدبية، انتسب شاعرنا للجامعة، وحاز شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها عام 1989 في السادسة والخمسين من عمره.. وهي تجربة ثرية وزاخرة بالمواد، وليست مجرد انتساب وقراءة بعض الكتب (لكاتب هذه السطور تجربة مشابهة بالتخصص نفسه في عام 1994). فلم يمنعه العمل والعمر من تثقيف نفسه وتعليمها..

شارك الشاعر داود معلاّ في عدد من الأمسيات الشعرية في الأردن والخارج، آخرها مهرجان الجنادرية في الرياض 1997. واشترك بالمسابقة الشعرية لجائزة عبد العزيز سعود البابطين التي ينظمها مكتب البابطين في القاهرة، وفاز بجائزة «الإبداع الشعري» لعام 1996.

لم يثنِهِ عمله عن المطالعة، وخصوصاً دواوين الشعر التي يستعيرها أو يشتريها، وكان مواكباً للفعل الثقافي ومتابعاً له من خلال الحرص على متابعة المجلات الثقافية، مثل "الآداب" من لبنان و"الرسالة" من مصر و"العربي" من الكويت.

ولم يترك شاعرنا نظم الشعر، ونشر بعض قصائده في الصحف، وأذيع بعضها في التلفزيون الأردني.

وعندما بدأ العمل الحر تفرّغ قليلاً للشعر، وجمع أشعارَهُ وطبع أول ديوان له بعنوان "الطريق إلى القدس". ثم أصدر ديوانه الثاني "حديث الريح"، وانتسب إلى رابطة الأدب الإسلامي عام 1987.

عن شعره قال الناقد حسني جرار أنه "امتاز شعره بالفكرة الجيدة، والصورة الشعرية الموفقة.. وامتازت قصائده بحسن الديباجة وبراعة الاستهلال الذي يأخذ بِلُبِّ السامع أو القارئ من بداية القصيدة..".

شعره

ـ الطريق إلى القدس، شعر، عمان، 1984.
ـ حديث الريح، شعر، عمان، 1992.
ـ جرح مسافر فوق الريح، عمان، طبع بعد وفاته.

توفي الشاعر داود مُعَلاّ في ٤ حزيران (يونيو) ١٩٩٩ في الأردن.



نماذج من شعره

فتاة من فلسطين

ما بالُ هندٍ خلا من حُليِها الجيدُ             ..            هل فارقت حيَّها الصيدُ الصناديدُ
ما بالُها وشحوبٌ في ملامحِها              ..            أفراحُها الصمتُ والدمعُ الأغاريدُ
سألتُها وأنا مِنها على قدر                       ..            ما الخطب؟ قالت: أخطبٌ ذاك أم عيد؟
يا سائلي ودموع العين جارية                   ..             حَرّى أكفكفُها، والجسمُ مكدودُ
في العيدِ كيف أداري الدمعَ وا لَهَفي    ..              وكيف نسعى إلى زيناتها الغيدُ



الشجـــــر المأســــــور

عيناكِ مَالي أناديها فتعتذرُ                   ..                تومي إليَّ حياءً ثم تَسْتَتِرُ
حيرانة أم بقايا الصمت تمنعها             ..                من أن تبوح وفي أجفانها السّهَرُ
أشكو إليها فتُغضي وهي صارخة        ..               في صمتها، وشموع الليل تُحتضر
قد هِمْتُ فيها فلاقيتُ الهوى عجلاً    ..               نشوان يُحذف من همسي ويُختصر
قولي لِهُدبك أن يرقى، فما لبثت             ..              عيناي تسألُ في سري وتنتظرُ
عيناكِ يا قدسُ، شيءٌ ثمَّ يجذبني            ..               فيها فتغرقني أهدابُها السمرُ

أماه هل غضبت عيناك من غزلي؟         ..              هل تغفرين اذا ماجئت أعتذرُ؟
يا قدسُ كانَ سِوارُ السورِ ملعبَنا            ..              وكان فيه يموتُ الخوفُ والحذرُ
فأينَ يا قدسُ أهلونا.. وساحتُنا؟           ..              غاب اللقاء، فلا ركبٌ ولا سفرُ
لكنَّ جرحَك لا يغفو النزيفُ به               ..               ما زالَ حولَ ضِفافِ النهرِ ينتظرُ
فأنتِ فينا وفي أطفالِنا أبداً                  ..               وهل يخالف قلبَ الغيمةِ المطرُ
أطفالُ أمسِكِ ما زالت سواعدُهُم      ..                تَمتدُّ نحو ذُرى الأقصى وقد كَبُروا
تنقضُّ أعينُهُم شوقاً لساحتِه               ..                وتبرقُ النار فيها كلما نَظَروا
تميلُ حولَ شعاعِ الشمسِ أعظُمُهم    ..               وتستوي في صلاة الليلِ إن سهروا
تشتدُّ، فهي على الإيمان ثابتة               ..               تعتدّ، فهي بسيف الله تعتمر
إن تسأل النصر عنهم فهو صاحبهم      ..               أو تسأل الموت عنهم فهو يأتزر
ياقدس لا تعتبي إن طار بي قلمي        ..               إلى خيال توالت حوله الصورُ
ماذا أرى وهمومي فيك تدفعُني        ..               إلى الجنون.. وأين السمع والبصر؟!
من ذا يصدِّقُ أن الليلَ يكرهُنا                 ..               وأنَّ شمسَ ضُحاها كلُّها حُفَرُ؟
ونحن كنّا حُماة الأرضِ ما رفعتْ            ..               يدٌ علينا العصا، إلا وننتصرُ
هذا المكبّرُ والجرحُ الكبيرُ لظى               ..               يقولُ هذا دمُ الأحفاد يا عمرُ
ستلتقي حولَ نارِ النهرِ أذرعُنا                   ..             وسوفَ يقفزُ من أقدارِنا القدرُ
حتى نرى رايةَ الإيمانِ تجمعُنا                  ..             وينطقَ الشجرُ المأسورُ والحجرُ

*كاتب وشاعر فلسطيني

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير الشاعر فلسطين فلسطين مسيرة شاعر هوية سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى القدس داود م

إقرأ أيضاً:

فلسطين في القلب والهوية في القلم.. سيرة صلاح جرار بين المقاومة والعلم

أول ما يتبادر للذهن عند قراءة سيرته الذاتية، من أين أتى بالوقت لكل هذا الإنتاج؟

باختصار، هو لم يأتِ بالوقت، بل ذهب إليه مالئاً جعبته بفائض العلم والنشاط والحيوية والالتزام بالواجب. وهذا ما سيتبادر لذهن كل من سيقرأ في سيرته الأرقام الآتية:

118 مؤلفاً وبحثاً.
42 مقالاً ودراسة وقراءة في كتاب، في المجالات الثقافية والتربوية والسياسية والتاريخية.
51 تقديماً لكتاب أو مجموعة شعرية أو توثيق ندوات.
70 رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه أشرف عليها، وشارك في مناقشة 100 منها.
17 مقرراً مدرسياً وجامعياً، كتبها لتدريس الطلاب.
15 مادة درّسها في الجامعة.
20 مؤتمراً علمياً أو أكثر، شارك فيها.
25 بحثاً ودراسة كُتبت عنه وعن أعماله.
37 عضوية في لجان وهيئات ومجالس أكاديمية وأدبية وتطويرية.

هذا هو الشاعر الدكتور الوزير السابق صلاح محمد محمود جرار، الذي تواصلت معه في أيام الكورونا عبر العالم الأزرق (الفايسبوك). ووجدته بحر علم وتواضع.. ومازلت أتابع مشاركته في المواقع، وكلها مشاركات تشيد بالمقاومة وغزة. وبعد تقاعده في السنة الأخيرة أصدر أكثر من كتاب مشترك مع الشاعر سعيد يعقوب تناول "طوفان الأقصى" وأوضاع غزة.



ولد الدكتور صلاح جرّار في قرية كفرقود (جنين) في 20 كانون الثاني (يناير) 1952. وعاش طفولته فيها وأنهى المرحلتين الابتدائية والإعدادية وجزءاً من المرحلة الثانوية. بعد احتلال الضفة الغربية بسنة نزح مع أهله إلى الأردن، وهناك حصل على شهادة الثانوية العامة عام 1970. في الجامعة الأردنية درس اللغة العربية وآدابها بدرجة البكالوريوس. ثم حصل بعد عام على درجة الدبلوم العالي في التربية وعلم النفس من الجامعة نفسها، ثم حصل على درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها عام 1978. في أثناء دراسته وتحضيره رسالة الماجستير، بين 1974 و 1978 بالتدريس في الأردن.

في عام 1982 بدأ دراساته العليا بتخصص الأدب الأندلسي في جامعة لندن، وتخرّج منها بدرجة الدكتوراه في الأدب الأندلسي. وأتقن معها اللغتين الإسبانية والإنجليزية. وفي لندن عمل بالتدقيق اللغوي في جريدة الشرق الأوسط، كما عمل بدوام جزئي في هيئة الإذاعة البريطانية ـ لندن مقدماً لبعض البرامج فيها بين عامي 1980 ـ 1982.

أشرفَ على مشروع الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط بالمجمع الملكي بدوام جزئي خلال الفترة الممتدة من عام 1985 ـ 1990. عمل مدرساً للأدب الأندلسي في الجامعة الأردنية. وفي عام 1993 عُيّن مديراً لمكتبة الجامعة الأردنية وظل في منصبه هذا حتى عام 1997، وعُيّن أميناً عاماً لوزارة الثقافة في 1999، وظل في منصبه هذا حتى مطلع عام 2002، ثم عاد أستاذاً للأدب الأندلسي في الجامعة الأردنية.

تولى منصب وزير الثقافة في حكومة عون الخصاونة في 2011، ثم في حكومة فايز الطراونة في 2012.

عضوية اللجان و الهيئات

كما ذكرنا أعلاه، يشغل الدكتور صلاح جرار 37 عضوية في اللجان والهيئات والمجالس، منها:

ـ عضو لجنة اختيار المدن الثقافية للسنوات 2015، 2016، 2018.
ـ رئيس هيئة تحرير مجلة جرش للبحوث والدراسات التي تصدر عن جامعة جرش.
ـ عضو جمعية الصداقة الأردنيّة الإسبانية.
ـ عضو النادي الدبلوماسي.
ـ عضو منتدى الفكر العربيّ، عمّان، من عام 2011.
ـ عضو اللجنة الاستشارية العليا لوزارة الثقافة من 2013.
ـ عضو اللجنة العليا لإعلان القدس عاصمة للثقافة العربية 2009.
ـ رئيس فريق الإشراف على مناهج اللغة العربية في وزارة التربية والتعليم، أيلول 2006.
ـ رئيس اللجنة الوطنية الأردنية لمشروع الذخيرة العربية.
ـ عضو لجنة تحكيم جائزة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مجال اللغة العربية وآدابها.
ـ عضو مجلس إدارة الأوقاف.
ـ رئيس الهيئة العليا للإنتاج السينمائي الأردني بين 2000 و 2007.
ـ المنسّق العام للجنة الوطنية العليا لإعلان عمّان عاصمة الثقافة العربية، من 2000 إلى 2002.
ـ عضو مجلس إدارة الإذاعة والتلفزيون من 2000-2002.
ـ رئيس اللجنة الوطنية لتعليم حقوق الإنسان.
ـ عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
ـ عضو رابطة الكتاب الأردنيين ونائب سابق لرئيس الرابطة.
ـ عضو اللجنة الملكية لحقوق الإنسان من 2000- 2003.

مؤلفاته

ومن بين 118 مؤلَّفاً وبحثاً ومشاركة تأليفية، في سيرته الذاتية معظمها تتناول الأندلس تاريخاً وثقافة، سنختار هنا بعضها الخاص بفلسطين، ونبدأ من الزمن القريب:

1 ـ أناشيد النصر، بمشاركة واسعة من الشعراء العرب، إعداد وتحرير بالمشاركة مع الشاعر سعيد يعقوب، 2025.
2 ـ سلام على الشهداء، بمشاركة واسعة من الشعراء العرب، إعداد وتحرير بالمشاركة مع الشاعر سعيد يعقوب، 2024.
3 ـ  صرخات نازفة: مقالات في زمن الطوفان، 2024.
4 ـ ضربة القرن، ديوان شعري مشترك مع الشاعر سعيد يعقوب، 2023.
5 ـ ديوان طوفان الأقصى، إعداد وتحرير بالمشاركة مع الشاعر سعيد يعقوب، 2023.
6 ـ رباعيات جنين (ديوان شعر مشترك)، إعداد وتحرير بالمشاركة مع الشاعر سعيد يعقوب، 2023.
7 ـ ترويدة الغيم والشفق، مجموعة شعرية، 2018.
8 ـ  في طريقي إليك، مجموعة شعرية، 2017.
9 ـ  جادك الغيث، مجموعة شعرية، 2015.
10 ـ  قلعة صانور وتاريخ آل جرار، 2010.
11 ـ  معالم الحياة الثقافية في فلسطين والأردن، 2009.

نماذج من شعره

يدٌ مقاوِمة

يا أمّةً من جهلها       ..       لنفسها مُخاصِمة
ولم تزل فرسانها      ..       لخصمها مُسالِمة
تكاد من إخلاصها    ..       في الروح أن تقاسمه
تطلب منه ودّه        ..      وتبتغي مكارمه
تدعو له في سرّها    ..      مظلومةً وظالمة
تظنّ في سلامه       ..       أبوابَ خير دائمة
تصفح عن ذنوبه       ..       وعن أذاه راغمة
تلهج في حديثها        ..       عن فضله كاللازمة
خير الحروب عندها     ..       هي الحروبُ الناعمة
ومن يقاومُ العِدا      ..        فذو أيادٍ آثمة
تلقي على أبنائها       ..       إنْ غضِبوا باللائمة
والقدس أضحت كلّها..        للغاصبين عاصمة
قد نقضوا سلامهم   ..        وذبحوا حمائمه
قطعانهم وجندهم    ..        على الصدور جاثمة
والناس من مأساتها   ..            على الوجوه هائمة
والناس باتت كلّها        ..              على العدوّ ناقمة
وأمة الإسلامِ في        ..             نيل السلام حالمة
يا سادتي أمّتنا            ..              في ما تراه واهمة
هذا العدوّ غادرٌ          ..              فلتبطلوا مزاعمه
لا تنكروا طغيانه         ..             أو تُنكروا جرائمه
رُصّوا الصفوفَ للعدوّ..             وانسفوا عواصمه
واستأصِلوا وجوده      ..              بنار حرب قاصمة
وجندلوا جنوده             ..             وهدّموا دعائمه
ولتمسحوا آثاره            ..            ولتطمسوا معالمه
وقوِّضوا أركانه             ..              وزلزلوا عزائمه
أو فاتركوا شعوبكم     ..             طولَ الزمان نائمة
ما ضيّع الأوطانَ            ..            إلاّ الطُّغْمَة المساوِمة
ما رجعت من سِلمها    ..            سالمةً أو غانمة
ما كان أحراها بأن        ..            تسعى لحُسْنِ الخاتمة
لا يُرْجع الأرضَ سوى    ..            السواعد المقاومة
لا يُحْرِزُ النصرَ لنا              ..            إلاّ السيوفُ الحاسمة


بالفعل لا بالقول ننتصر

حتى متى نغضي وننتظر؟           ..            وعلى الأذى والضيم نصطبر؟
حتى متى الأسياف مغمدة       ..            وعلى بيان الشجب نقتصر؟
حتى متى نبقى بلا غضب           ..             والنار بعد النار تستعر؟
حتى متى نحيا على مض           ..             والقلب محزون ومنكسر؟
إن كان كل الحق في يدنا        ..              فلأي شيء نحن نفتقر؟
وعدونا والكل يعرفه                ..             من طينة الجبناء ينحدر
هذا العدو مهجن فإذا            ..             هبت عليه الريح ينكسر
لا ترهبوه فإنه جزع                ..              وإذا نظرت إليه يندحر
لا شيء غير السيف ينصرنا   ..               بالفعل لا بالقول ننتصر
فالدهر إن نزلت نوازله            ..                 لا بد يأتينا ويعتذر

مقالات مشابهة

  • رسالة الأنبياء مستمرة.. سلامة داود: الأزهر حامل لواء الإصلاح في العالم
  • في ذكرى رحيل الأديب والشاعر والصحفي سعد الدين إبراهيم
  • عروجًا إلى سدرة البردة: شاعران يمنيان يحصدان المراكز الأولى في مسابقة ''شاعر الرسول''
  • إنجاز يمني يبهر الدوحة: شاعر يمني يقتنص المركز الأول في جائزة كتارا
  • الدكتور سلامة داود: الأزهر قبلة العلم في العالم الإسلامي وطلابه هم المصلحون ببلادهم
  • وفاة الشاعر والكاتب المسرحي يوسف مسلم
  • لكني كتبت الأشجار بالخطأ.. ديوان جديد للشاعر نجوان درويش
  • الجزائر تصدر مذكرة توقيف دولية ثانية بحق الكاتب كمال داود
  • أول تعليق لـ أحمد داوود عن تكريمه في مهرجان الكاثوليكي للسينما
  • فلسطين في القلب والهوية في القلم.. سيرة صلاح جرار بين المقاومة والعلم